سبق وأن شرحنا معًا تلك العناصر متفردة في مقال توعوي سابق بعنوان "الإنسان والأرواح السبع وعلاقتهما بالوعي"، كي يتدرج لدينا سلم الوعي بناء على الداخل، وهو اللاوعي حتى الواعي من السلوك المتدرج من العقيدة والقيمة الحقيقية، متدرجًا نحو الأفكار والمنهج المتصل مع القلب، ومتدرجًا نحو السلوك الظاهري بدرجاته من المتدني حتى أعلى مراحل الوعي عند الأشخاص المرتقين ظاهرًا وباطنًا، وقولًا وفعلًا وصدقًا، والمحسنون هم بالتأكيد الواصلون المتصلون بالواقع الحقيقي السرمدي الباقي.
تعرف أيضاً على ما هو العلاج بالسيكودراما؟
الإيجابية والدمار كلاهما يأتيان من الداخل
فلتعلم عزيزي القارئ الكريم أنك كلما تحققت كلما ذاب طوق الأسحار والقيم غير الحقيقية؛ أي المزيفة، بل وانقشعت عنك (القيود الكارمية) سواء من الآباء أو من نفسك لنفسك سابقًا بعهد سابق، وكلما تحققت اتصلت وأصبحت متصلاً بالحقيقة، وهي الأنا العليا الروحانية بمحض إرادتك، ولن تنفصل بـ(الإيجو) إلا بمحض إرادتك أنت أيضًا؛ أي إنك أنت الذي يختار تزكية نفسه لا دمارها.
فاعلم عزيزي القارئ الكريم أن الدمار يأتي من الداخل مثلما تأتي الإيجابية من الداخل، فابحث في قلبك ستجده بمعجزة الإرادة الآدمية تحدد من أنت؟ وإلى أي عالم تنتمي؟
أنت من تختار، وأنت من تنتهج الوعي، فالكل مسخر لك من قبل أن تبدأ الاختبار وقبل أن ترتدي زي الجسد، وتحتويك النفس البشرية المدعومة بقوة الإرادة الآدمية، فقط عليك أن تتأمل نفسك من الداخل ثم تختار..
اقرأ أيضاً السرنديب.. سر السلوك والطاقة في شخصيتك
الإشارات الكونية رمزية أم مادية؟
إذا تحققت أولاً حتى تطهر المضغة وهي القلب، وحتى يسير وفقاً للكون ويستوعبك الذين تحققوا فصدقوا أنفسهم، فصدقهم الكون؛ لأنهم على مقياس الصدق متصلاً بالحقيقة المستمدة من مهندس الكون الأعظم أو ما يعرف بالفيزياء الكونية بطاقة (GRAVITON)، وصدقهم محيطهم ومحيط محيطهم، فانسجم معهم وتجانس مع أفكارهم.
وبالتالي أصبح يرسل لهم إشارات كونية متصلة بالحقيقة ظاهرًا وباطنًا، وهم أيضا يرسلون رسائل رمزية وأفكارً، وسلوكيات مدعومة بالمضغة الحقيقية المتصلة، حيث أصبحوا متجانسين قلبًا وقالبًا بالكون، فاستوعبهم الكون وتجلى بكل مقدراته، وتجلى عليهم بما يعج بباطنهم قبل أن يطلبوا أو يسألوا.
وقبل أن يقوموا من مقامهم الذي أقاموا أنفسهم به، وفقاً لإرادتهم البشرية الحرة في الاختيار إما هدام سلبي أو بناء إيجابي فقط ولا شيء سواهما، وإن تدخلت العراقيل لا تصلح معك الآن مثلما كانت قبل عهد سابق.
اقرأ أيضاً التخلُّص من الطاقة السلبية
خطوات التخلص من الطاقة السلبية
فتذكر كلماتي تلك عزيزي القارئ الكريم: "كلما تحققت كلما ذهبت الطاقات السلبية عنك وزالت عنك وانصرفت إلى حال سبيلها، وسرعان ما ترتد بسرعة الصاروخ على فاعليها وأحاطت بهم أكثر فأكثر"؛ لأنها لم تجدك من الأساس على عهدك السابق قبل سماحك بالتغيير الجذري العميق الذي أحدث تلك الضجة في عالم من الاتصالات الروحية العميقة، ولكنها المرتقية الواضحة، فأصبحتَ إنسانًا متحققًا حقيقيًّا صادقًا باطنًا وظاهرًا (السلامة البيولوجية)؛ لأنك دخلت بوعي مرتقٍ إلى أبعاد علوية من الحقيقة، لا يتصل بك ولا يؤثر فيك شيءٌ قط، بل تتصل دائمًا بالمتصلين، وهم من حولك وتعرفهم بانجذابهم إليك وانجذابك أنت أيضًا إليهم؛ ليكونوا هم أيضًا متحققون مثلك تمامًا..
وعلى أوعية مرتقية من الداخل، فسرعان ما يفرزهم محيطك لتتعرف منهم على مرشدك الروحي إن كنت على تعلم ولا تزال في أول سلالم الوعي الراقي وقد تكون أنت بنفسك مرشدًا روحيًّا، فأصبحت معلمًا لنفسك ولغيرك، ولهذه النقطة تحديدًا مقال سابق بعنوان: "تعدد المعلمون، ولكن المعلم واحد"، أرجو أن تراجع عزيزي القارئ الكريم مقالنا السابق حتى تصلك مني القيمة العلمية كاملة...
وهذا ما لا سوف يخبرك به أحدهم..
فقليلٌ هم المتصلون، والمتصلون لا يصرحون بوعي مرتقٍ متطور دائمًا..
وإلى هنا ننتقل للنقطة الأكثر أهمية، وهي التعرف على تلك العلامات والإشارات الكونية التي تتأكد من خلالها أنك أصبحت متجانسًا مع حركة الكون قلبًا وقالبًا، ومنها ما يأتي..
يتبع الجزء الثالث
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.