علامات اضطرابات الصحة النفسية عند الأطفال

هل تتذكر يوم أن تلقيت خبر أنه سيأتيك طفل في غضون أشهر؟ هل تتذكر شعورك وقتها؟ أعلم ذلك الشعور جيدًا عزيزي القارئ، شعرت وقتها أنه جزء داخلك، صحته النفسية مسؤوليتك، قلب نما داخل قلبك، وجزء تغير في روحك، وشعرت بعده بشعورين، السعادة والخوف معًا.

 أما سبب السعادة، لقدوم ابنك إلى الحياة، وتكوُّن جزء منك في رحم أمه، وتحوله لإنسان.

والخوف؛ لأنه يوجد إنسان قادم إليك في الطريق بمسافة علم الغيب، مجهول من ناحية كل شيء، مجهول الملامح والصفات والجنس أحيانًا، ومجهول المستقبل.

 وربما زاد مستقبله المجهول من خوفك؛ لأنه من مسؤولياتك، سيتعين عليك السعي في توفير مستقبل مشرق له، من مأكل وملبس وتربية، وصحة جسدية ونفسية سليمة، أما الصحة الجسدية فهو أمر سهل نسبيًا، لكن الأصعب من ذلك هي الصحة النفسية، فيتعين عليك توفير مناخ سليم يضمن له صحة نفسية سوية، وملاحظة إن كان يوجد ما يعيق ذلك، واليوم نساعدك في أن تلاحظ أي علامة من علامات الاضطراب التي تمس صحته النفسية؛ لذا كن على درجة من الانتباه.

 ما هي الصحة النفسية للطفل؟

دون تعقيدات يمكن تعريف الصحة النفسية للطفل كأن يكون الطفل برعم النبات "أي النبات الصغير" الجيد، ثابت الأصل والجذور في الأرض، قوي الساق، مخضر الأوراق، أي نبتة زاهية، ويظهر ذلك الزهو في نواح عدة للطفل، سواء أكان اجتماعيًّا أم سلوكيًّا، عاطفيًا كان أم معرفيًا.

ويظهر أثر ذلك السواء في حياته، فتجد تحصيله الدراسي جيدًا، وكذلك في علاقاته الاجتماعية بأهله وأصدقائه وزملائه، كذلك تظهر الصحة النفسية في ثقة الطفل بنفسه وتطوره، وعندما يبدأ في التعبير عن نفسه.

كيف أعرف أن طفلي مضطرب نفسيًا؟

المحزن في الموضوع أنه إذا حدث خلل في صحة الطفل النفسية قد يقلب حياته رأسًا على عقب، فهل رأيت العلامات السابق ذكرها كلها عن علامات الصحة النفسية؟ اعكسها كلها.

لكن المشكلة أنه ليس الطفل وحده من تتأثر حياته، فللأسف حياة الأسرة كلها تتأثر مع تأثر حياة الطفل، وتنقلب إلى معاناة حتى يأتي الحل. إذن، كيف أعرف أن ابني يعاني مشكلات نفسية؟ وكيف أعرف أعراض الاضطرابات النفسية؟ انظر الفقرة القادمة.

كيف أعرف أن طفلي غير طبيعي؟

إليك بعض العلامات التي إذا ظهرت على طفلك، فتأكد أن طفلك يعاني مشكلة، ولا بد من البحث عن الحلول:

  • اضطراب الخوف والقلق، يكون القلق نتيجة مخاوف عدة تواجه طفلك، وأيضًا بسبب تكدس المخاوف فوق قلبه.

عالج الخوف لدى طفلك

  • اضطرابات في الحركة والانتباه إذا كان طفلك نشيطًا ومندفعًا على نحو زائد عن الحد، أو يسرح كثيرًا وانتباهه وتركيزه قليلان، فيجب أن تنتبه فقد تكون علامة على مشكلة، فإنه قد يعاني متلازمة فرط الحركة وتشتت الانتباه.
  • اضطرابات النوم، قد تكون الأعراض في تلك العلامة كالتالي، أن يمشي الطفل في أثناء نومه، كذلك في حالة تحدثه وهو نائم، أو مشكلات في مدة النوم نفسها، كأن يعاني أرقًا يطول معه أو أن ينام مدة أطول من مدة نومه الطبيعية على نحو كبير.
  • مشكلات الأكل، حينما يحدث خلل في عادات الأكل، كأن يتقيأ كثيرًا أو يبتعد عن نظام الغذائي الصحي، أو اتباع عادات صحية سيئة، أو أن يتناول الطعم بنهم وقد يحدث معه العكس، فتجده يعاني فقدانًا في الشهية. 
  • التبول اللاإرادي، قد تكون تلك العلامة أشهر علامة على اضطراب الصحة النفسية للأطفال، وفي بعض الأحيان يعاني الطفل التغوط اللاإرادي. 
  • الاكتئاب، قد تكون تلك العلامة هي أخطر العلامات على الإطلاق، فقد تؤدي به إلى ما هو أخطر من ذلك، قد يصل الموضوع بالطفل إلى الانتحار أو إيذاء الذات، فإذا لمست من طفلك ركودًا أو خمولًا أو فقدانًا في الرغبة بأن يلعب أو أن يستمتع بأوقاته، فتلك علامة خطر، كذلك الأمر إن لاحظت أن طفلك حزينًا أو يتحدث عن الموت على نحو كبير، ففي أقرب وقت لا مفر من أن تعرضه على طبيب، فقد تجده سبقك وآذى نفسه أو انتحر.

اعرض طفلك الحزين على الطبيب

  • خلل في النواحي الاجتماعية والتواصل مع الآخرين، مشكلات في التحصيل العلمي، إذا كان لطفلك مستوى معين في الدراسة، ووجدته اختل أو وجدت شكوى من المعلمين أو لاحظت ترديًا في علاماته، فقد تكون تلك علامة على مشكلة ما في صحته النفسية.

كيف تحمي صحة طفلك النفسية؟

ختامًا، لست أنا من يخبرك بأهمية أطفالك في حياتك، أو بالواجب الذي تحتمه عليك الأبوة تجاه فلذات أكبادك، فهم أبناؤك أنت، فلذات أكبادك أنت، لكن يمكن أن ننصحك بعدة نصائح لحماية صحة طفلك النفسية، منها مثلًا:

  • أن تتعلم وتثقف نفسك بشأن صحة طفلك.
  • أن تطلب الاستشارة الطبية دون أي تردد.
  • امدح طفلك ونقاط قوته، وكن مشجعًا دائمًا له.

امدح طفلك وشجعه

  • ابتعد عن العنف تجاه طفلك، فالعنف يشبه السوسة التي تنخر في روح الطفل.
  • حاول أن تقضي وقتًا ممتعًا مع طفلك، كأن تلعب معه لبعض الوقت أو تصطحبه لمشاهدة فيلم أو مباراة، وأن تشاركه اهتماماته.

ونتمنى الصحة والسعادة والسلامة لكل أبنائنا؛ لأنهم من سيحملنا في المستقبل ويقودونا إلى المجد.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة