يؤدي الجهاز العصبي اللاإرادي دورًا أساسيًّا في تنظيم وظائف الجهاز الهضمي، وينقسم هذا الجهاز إلى فرعين رئيسين، هما الجهاز العصبي السمبثاوي والجهاز العصبي اللاسمبثاوي اللذان يعملان بتوازن للحفاظ على وظائف الجهاز الهضمي، لكن عند حدوث خلل يمكن أن يؤدي ذلك إلى ظهور أعراض واضطرابات هضمية.
أثر الجهاز العصبي على وظائف الجهاز الهضمي
ثم إن الجهاز العصبي المعوي يُعد جزءًا من الجهاز العصبي اللاإرادي، ويُطلق عليه "الدماغ الثاني"، ويتحكم بطريقة مستقلة في وظائف الجهاز الهضمي، من حركة الأمعاء وإفراز العصارات الهاضمة إلى تدفق الدم إلى الأنسجة الهضمية.
وتمثل التأثيرات في التالي:
- تأثير الإجهاد على حركة الأمعاء: الإجهاد (أو الاكتئاب أو العوامل النفسية الأخرى) يؤثر على حركة وتقلصات الجهاز الهضمي، إذ يمكن أن يؤدي إلى تسارع أو تباطؤ حركة الأمعاء، وغالبًا ما يشهد الأشخاص الذين يعانون القولون العصبي غالبًا ما يشهدون تفاقمًا في الأعراض مع زيادة التوتر، وتُعرف بمتلازمة القولون العصبي (IBS).
- زيادة إفراز الأحماض المعدية: الإجهاد والتوتر العصبي يحفزان الجهاز العصبي السمبثاوي، ما يزيد من إفراز الأحماض في المعدة، وهو ما قد يتسبب في ظهور قرحة المعدة أو تفاقم حالتها.
- التأثير على ميكروبيوم الأمعاء: توجد أيضًا أدلة جديدة تُشير إلى أن العوامل والضغوط النفسية والاجتماعية قد تغير أنواع البكتيريا التي تعيش في الأمعاء التي يمكن أن تساهم في الالتهاب المزمن، فالإجهاد يمكن أن يُحدث خللًا في توازن البكتيريا النافعة في الأمعاء، ما يُضعف وظائف الجهاز الهضمي ويؤثر في المناعة.
- تقليل تدفق الدم إلى الجهاز الهضمي: في حالات الإجهاد المزمن، يُعاد توجيه تدفق الدم نحو العضلات والأعضاء الحيوية الأخرى، ما يقلل من الإمداد الدموي للأمعاء والمعدة ويؤدي إلى سوء الهضم.
- تغييرات في الشهية، مثل فقدان الشهية أو الإفراط في تناول الطعام: الإجهاد يغير من هرمونات الشهية مثل الكورتيزول والغريلين والنورإبينفرين، ما يؤثر في نمط الأكل.
- أعراض جسدية مرتبطة بالجهاز الهضمي، مثل الانتفاخ أو الغثيان أو آلام المعدة أو الشعور بالامتلاء حتى مع تناول كميات قليلة من الطعام.
- الإحساس بآلام مكثفة: تُشير البحوث إلى أن بعض الأشخاص الذين يعانون اضطرابات الجهاز الهضمي الوظيفية يشعرون بالألم المكثف أكثر من الأشخاص الآخرين؛ لأن أدمغتهم لا تنظم بطريقة صحيحة إشارات الألم من الجهاز الهضمي.
التقييم والتشخيص
لتقييم وتشخيص ما إذا كانت أعراض الجهاز الهضمي -مثل حرقة المعدة أو تقلصات البطن أو البراز الرخو- مرتبطة بالإجهاد والتعب النفسي، يجب مراقبة هذه الأعراض وعلاقتها بالتوتر وإبلاغ الطبيب المتخصص.
تشمل الأعراض الجسدية: تيبس أو توتر العضلات، لا سيما في الرقبة والكتفين، الصداع، مشكلات النوم، ارتعاش أو رعشة بالأطراف، فقدان الوزن أو اكتسابه، الأرق، ويمكن أن توجد بعض الأعراض السلوكية، مثل صعوبة إكمال مهام العمل، تغييرات في نهج تناول المشروبات مثل الكحول أو التدخين، صرير الأسنان. وقد تظهر بعض الأعراض العاطفية، مثل البكاء، الاكتئاب، صعوبة في تذكر الأشياء، فقدان روح الدعابة.
وأظهرت الدراسات أن الأشخاص المصابين بحالات اضطرابات الجهاز الهضمي الوظيفية، الذين عولجوا بنهج نفسي لتقليل التوتر أو علاج القلق أو الاكتئاب، لديهم تحسن أكبر في أعراضهم مقارنة بالأشخاص الذين تلقوا العلاج الطبي التقليدي.
يحول العلاج التكاملي لاضطرابات الجهاز الهضمي الوظيفية التركيز بعيدًا عن تحديد سبب محدد للأعراض إلى إشراك المرضى في الأنشطة والعلاجات التي يمكن أن تساعد في إدارة الأعراض وزيادة نوعية الحياة، وقد يشمل ذلك استخدام الأدوية والتغييرات الغذائية وتقنيات الحد من التوتر.
وسائل تقليل تأثير الضغط العصبي على الجهاز الهضمي
- ممارسة تقنيات الاسترخاء وتحسين الحالة المزاجية وتقليل التوتر.
- اتباع نظام غذائي صحي غني بالألياف والفواكه والخضراوات والبروبيوتيك.
- النوم الكافي المنتظم لتحسين وظيفة الجهاز العصبي والنفسي
مقال مفيد جداً...
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.