علاقات مبنية على المصلحة الشخصية

علاقات مبنية على المصلحة الشخصية: إمَّا أن تقدِّم لي، وإمَّا أن تقدِّم لي!

معظم العلاقات الإنسانية مبنية على المصلحة. فكل شخص يريد شيئًا منك، حتى لو لم يطلبه بصراحة.

بعض يريدك أن تنفِّذ رغباته ليشعر أنك «صالح»، ومفهوم الصلاح هنا ليس نابعًا من ضمير، بل نوع ناعم من أنواع العبودية.

وبعض آخر يريدك أن تكون مصدر سعادته، وإن لم تكن، فلن يتقبَّل تعاستك، بل قد يحمِّلك ذنب مشاعره.

وهناك من يراك مشروع استثمار طويل الأجل، يراهن على عوائدك العاطفية أو المادية.

ومنهم من يتعامل معك كقطعة ديكور فاخر، تكمل مظهره أمام الناس، تمامًا كما تفعل ساعة من ماركة عالمية.

وحين تتوقف عن العطاء، حين لا يعود لديك ما تقدمه، تصبح «لا شيء» في أعينهم.

كأنك كنت قيمة مؤقتة، لا شخصًا حقيقيًا.

لكن، في زحمة هذه العلاقات المعلَّقة بالخيوط الرفيعة للمصالح، قد تُرزق بعلاقة واحدة صادقة، نادرة كالمعجزة.

علاقة تخلو من الحسابات، تُبنى على الشعور، لا على الفائدة.

شخص لا يريد منك شيئًا، ومع ذلك يتمسك بك، فقط لأنك أنت.

وغالبًا، إن تأملت جيدًا، سترى هذه العلاقة في صورة أخت لأختها، حب فطري لا يشوبه غرض.

لا أجزم بأنها العلاقة الوحيدة النقية، فكل إنسان يرى النقاء في زاوية مختلفة من حياته.

لكنني أؤمن أن العلاقات الخالية من المصلحة نادرة، وأنه من المؤلم أن تُقحم ذاتك في حياة لا تحتاج إليك إلا عند الطلب.

فما فائدة الوجود في حياة الآخرين، إن كان وجودك مرهونًا بما تقدم، لا بما تكون؟

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة