علاج مشكلة الكسل عند الطفل في 8 خطوات

يعاني بعض أولياء الأمور من مشكلة الكسل والخمول لدى أطفالهم، لا سيما في وقت الدراسة، وفي فصل الشتاء تحديدًا حين يقضي الأطفال معظم الوقت في النوم؛ ما يؤثر سلبًا في تطور الأبناء ونجاحهم في الحياة، وينعكس سلبًا على سلوكياتهم الأطفال.

ما يؤدي إلى تراجع في الأداء الدراسي، وعدم القدرة على تحمل المسؤوليات، وفقدان الشغف والحماس تجاه الأنشطة اليومية والواجبات اليومية. فهل من علاج لهذه المشكلة؟

في هذه المقالة سوف نسلط الضوء على مجموعة من الحلول العملية التي إن تم تطبيقها يمكنك مواجهة هذه المشكلة لدى أبنائك.

اقرأ أيضًا 6 خطوات للتخلص من الكسل

أهداف واضحة

لا يمكن تخيل شخص يحيا دون هدف، وإلا فالحياة عندها تصبح بلا قيمة، والأهداف لا بد لها من دوافع تحرك صاحبها نحو الإنجاز وبلوغ الغايات.

لذلك فالخطوة الأولى للآباء والأمهات هي مساعدة أبنائهم في الوصول إلى أهداف لحياتهم، سواء أكانت أهدافًا يومية، أم أسبوعية، أم شهرية، أم أهدافًا للسنوات الخمس المقبلة، وهكذا؛ فهذا من شأنه أن يجدد الدوافع لدى الطفل منذ الصغر.

كلما بدأ الوالدان في ذلك مبكرًا، أصبح جزءًا لا يتجزأ من شخصية الطفل، وصار روتين حياة له، ووفَّر الوقت والجهد عليهما، عندما يكبر الأبناء.

وما يجب مراعاته عند كتابة الأهداف أن تكون محددة، وواضحة، ويمكن تحقيقها؛ حتى لا يصاب الطفل بالإحباط، فيفقد شغفه.

وهذا يعني أن يراعي الوالدان قدرات الأبناء عند وضع الأهداف، ولا يكلفانه فوق طاقته أو قدراته وإمكاناته.

للأسف كثير من الآباء والأمهات يحمِّلون أبناءهم ما لا يطيقون، فيدفعونهم دفعًا لتحقيق ما فشلوا هم في تحقيقه عندما كانوا صغارًا، كأن يجتهد في الدراسة ليصبح طبيبًا أو مهندسًا، وهذا شيء محمود لكن في حدود طاقات وقدرات الطفل.

والأهداف يجب أن تكون متنوعة، فلا نحصر هدف وجود الطفل في الحياة أن يصبح طبيبًا مشهورًا أو عالمًا معروفًا فقط، بل يجب أن تكون له أهداف على المستوى النفسي، الأسري، التعليمي، الاجتماعي، المهني، المادي، الاجتماعي، والغاية الأكبر أن يفوز بالفردوس الأعلى من الجنة، التي هي غاية كل إنسان.

من بين الأهداف اليومية للطفل التي يجب تعويده عليها، كتابة واجباته ومراجعة دروسه، ما يعني ضرورة وضع جدول ينظم وقته بما يُسهم في تحقيق أهدافه.

اقرأ أيضًا وسائل التخلص من الكسل.. تعرف إليها الآن

حفِّز طفلك

إذا كنا نقول إنه لا قيمة للحياة دون هدف، فلا يمكن بلوغ الأهداف، دون دافع يحرك صاحبه نحو بلوغها.

دعه يسأل نفسه: ما الذي سيعود عليَّ في حال القيام بالمهام والواجبات؟ وما الخسائر التي ستعود عليَّ من جرّاءِ عدم القيام بها؟

لذلك منوط بالآباء والأمهات استحداث المحفزات التي تدفع أبناءهم نحو بلوغ الغايات، بالتشجيع والكلمة الطيبة، وتقديم الهدايا والمكافآت وغيرها من الأمور التي يحبها الطفل.

من بين الأشياء التي تحفِّز الطفل وتجدِّد لديه الطاقة والنشاط، حثه على ممارسة رياضة معينة يحبها، سواء أكانت فردية أم جماعية، فالهدف هو تفريغ شحنة الطاقة والنشاط التي لديه في شيء مفيد، وهو ما يساعده في التركيز على نحو أفضل.

ويسهم دور الآباء والأمهات في هذه النقطة تحديدًا في تحفيز الطفل نحو تحقيق الأهداف التي وضعها، بمشاركته لعبته أو هوايته المفضلة، وتشجيعه على الدخول في مسابقات ومنافسات والحصول على جوائز وتكريمات.

اقرأ أيضًا كيف تقضي على الكسل فى حياتك؟

تنظيم الوقت

ما يميز الشخص الناجح عن غيره، هو تنظيم وقته، فكل شيء لديه محدد بوقت، لذلك تجد يومه دائمًا -فضلًا على أنه مشغول- محددًا ومنظمًا أيضًا، وهذا يعوِّد الطفل النظام والتخطيط منذ الصغر.

على عكس العشوائية التي يحياها كثير من شباب هذا اليوم، لا هدف ولا خطة ولا شيء يسعى لتحقيقه على مدار اليوم أو الأسبوع أو الشهر أو حتى العام.

الأهم له هو الجلوس أمام الشاشة لتصفح منصات التواصل الاجتماعي، والعيش في عالم افتراضي من الأوهام، فالطفل الناجح هو من يخلق عالمه الذي يعيش فيه أو هكذا يرغب أن يحيا فيه، على عكس الطفل العشوائي الذي يجد نفسه في عالم الأوهام.

وحينئذ منوط بالآباء والأمهات مساعدة الطفل في تحديد وقت لإنجاز كل مهمة، بتقسيم المهام الكبيرة إلى مهام أصغر يسهل تحقيقها، فهذا من شأنه أن يُشعره بالإنجاز عند الانتهاء من مهمة أصغر، ينتقل بعدها إلى مهمة أخرى.

لتنظيم الوقت فوائد عدة، أهمها أنه يزيد الإنتاجية، ويقلل التوتر، ويعزز ثقة الأطفال بأنفسهم عند إنجاز المهام التي يكلفون بأدائها.

ويتضمن تنظيم الوقت، تحديد أوقات اللعب، الاسترخاء والنوم، المذاكرة وكتابة الواجبات، بحيث يخصص لكل نشاط من هذه الأنشطة وقتًا محددًا.

توجد قاعدة لا بد من تدريب الطفل عليها منذ نعومة أظفاره وهي "لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد"؛ لأن تراكم المهام على الطفل في اليوم التالي من شأنه أن يجعله عاجزًا عن الانتهاء منها، فيصاب بالإحباط.

اقرأ أيضًا كيف تخرج من دائرة الكسل المتكررة

أصدقاء نشيطين

تقول مقولة: "الصاحب ساحب"، وترشدنا الأحاديث النبوية إلى حسن اختيار الرفيق قبل الطريق، لذلك فإن مصاحبة الأقران النشيطين تعين الطفل على النشاط، والعكس صحيح، فإن مصاحبة ذوي الهمم المنخفضة والكُسالى يصيب الطفل بالكسل.

لذلك عليك أيها الأب، وأيتها الأم، اختيار الرفقاء النشيطين الذين يعينون طفلك على النشاط وأداء المهام المكلف بها في وقتها، ويمكن ذلك بالاشتراك له في الأنشطة أو الرياضة التي يحبها رفقة الأقران الذين يتصفون بالنشاط والحيوية والأهداف العالية.

اقرأ أيضًا أفضل فيتامين لعلاج الخمول والكسل وتعزيز الطاقة وأهم مصادره

الغذاء الصحي

مشكلة الوجبات السريعة، واللحوم المصنعة، فاقت كل حد، ولا يكاد يخلو بيت منها، وللأسف كثير من الآباء والأمهات هو من يحضر هذه الوجبات غير الصحية لأبنائه، وهذا من باب الكسل أيضًا لدى كثير من الأمهات اللاتي يستثقلن الطبخ كل يوم، فيبادرن إلى طلب الوجبات السريعة؛ ما يضر بالنهاية بصحة أبنائهم.

وما يجب على الوالدين إدراكه هو أن الطعام الصحي يمد جسم الابن بالنشاط والحيوية، ويحصنه ضد الأمراض، وذلك بالتنويع بين الأطعمة التي تحتوي الفيتامينات والمعادن التي تسهم في تنشيط الجسم وخفض الشعور بالإرهاق والتعب.

كذلك فإن الوسطية والاعتدال مطلوبة في الطعام، فلا يسرف في تناول الطعام؛ لأن ذلك يؤدي إلى التخمة والكسل وفقدان الطاقة والنشاط، وهو ما يمكن للآباء والأمهات ملاحظته عندما يكثر أطفالهم الأكل، أو العكس إذا كان يشعر بالجوع الشديد.

ولكي يأكل الطفل ويتجنب الشعور بالكسل ينصح الدكتور صالح عبد الكريم -المستشار النفسي والتربوي- بالتقليل من الأغذية الغنية بالكربوهيدرات مثل الأرز والمكرونة والخبز والبطاطس.

اقرأ أيضًا متلازمة الكسل.. أعراضها وطرق علاجها

النوم المبكر والاستيقاظ المبكر

الطفل بحاجة إلى قسط من النوم كل يوم، ما يعني أن الجسم يحتاج عددًا من الساعات للنوم بمعدل 8 – 10 ساعات تختلف باختلاف عمر الطفل.

لكن الأمر لا يتوقف على الكم فقط، بمعنى عدد ساعات النوم، وإنما النوم ليلًا أكثر فائدة للجسم من النوم نهارًا، فالسهر يسبب الشعور بالإرهاق والتعب، وكذلك النوم بالنهار، يجعل الطفل يشعر بالكسل والخمول.

فالنوم إذن وسيلة لتجديد النشاط والحيوية لدى الطفل، إذا ما تمت مراعاة عدد ساعات النوم، وفي الليل وليس النهار.

اقرأ أيضًا أشياء يعاني منها الّذين يعانون من الخمول والكسل

ممارسة الرياضة

ممارسة الرياضة يجب أن تكون جزءًا من روتين حياة طفلك، فلا يمر يوم دون ممارسة الرياضة التي يحبها، في الأقل مدة نصف ساعة يوميًا.

وأنا أعجب كل العجب من شكوى كثير من الأمهات تحديدًا من شقاوة أبنائهم طوال اليوم، والمشاجرات المتواصلة التي لا تتوقف مع إخوته، وعند السؤال والاستفسار: هل يمارس طفلك رياضة معينة؟ فيكون الجواب: لا.

إذن كيف وأين يفرغ الطفل الطاقة والنشاط التي لديه؟! الله عز وجل أودع في كل طفل طاقة ونشاطًا وحب استكشاف منذ نعومة أظفاره، إذا ما فرَّغها في قنوات شرعية مثل ممارسة الرياضة، قلَّت المشكلات التي نسمع عنها من الأمهات بشأن حركة الطفل المبالغ فيها وتدميره لكل شيء تقع عليه عينه.

وقديمًا قيل "العقل السليم في الجسم السليم". أي إنه كلما كان الجسم قويًا، كان العقل أكثر نشاطًا ويقظة، وهذا لن يتأتى إلا بممارسة الرياضة، حتى لو بحركات بسيطة يقوم بها الطفل في البيت، كونها تنشط الدورة الدموية، وتوصل الدم إلى الدماغ؛ فتنشط القدرة على الانتباه والتركيز.

اقرأ أيضًا ما الداعي لكي لا نكون كسالى؟

الإكثار من الماء

من المعروف أن إصابة الطفل بالجفاف من شأنه أن يُشعر الطفل بالتعب، لذلك يتعين على الطفل تناول الماء باستمرار، والإكثار من تناول السوائل والخضراوات والفاكهة، والتقليل من الشاي والقهوة وغيرها من المشروبات المدرة للبول التي تؤدي إلى خفض نسبة السوائل في الجسم.

في هذه النقطة تحديدًا، نلاحظ أن كثيرًا من الأطفال عندما يستيقظ من النوم، أول شيء يفعله هو تصفح منصات التواصل الاجتماعي عبر الهاتف النقال، وهو أمر غير صحي، يصيبه بالكسل والإرهاق، ويجب على الوالدين أخذ ذلك في الاعتبار.

وأنتم أعزائي القراء، شاركونا آراءكم في التعليقات أسفل هذه المقالة في أهم الخطوات التي من شأنها علاج الكسل عند الأطفال.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة