علاج مرض التهاب الأمعاء ومخاطر الإصابة بالسرطان

يشمل مرض التهاب الأمعاء مرض التهاب القولون التقرحي ومرض كرون، وكلاهما من الأمراض المزمنة المستعصية التي تصيب الأمعاء، إضافة إلى أن سبل العلاج يمكن أن تقلل من الخضوع إلى الجراحة والاستشفاء.

ترتبط معاناة مصابي مرض التهاب الأمعاء وتلقيهم العلاج بزيادة خطر الإصابة بسرطان الغدد الليمفاوية، وتلك المعاناة تختلف باختلاف عوامل أخرى غير العلاج البسيط.

قد يهمك أيضًا كيف تساعد ميكروبات الأمعاء في محاربة الأمراض؟

مرض التهاب الأمعاء

يمكن أن يتطور مرض التهاب الأمعاء، فيسبب نزيفًا وحمى وارتفاع عدد خلايا الدم البيضاء، إضافة إلى الإسهال وآلام البطن والتقلصات.

وغالبًا ما تظهر أضرار مرض التهاب الأمعاء على سبيل المثال في اختبارات التصوير؛ مثل التصوير المقطعي المحوسب CT أو تنظير القولون.

قد يهمك أيضًا انتبه: 5 مؤشرات تحذرك من تفاقم صحة أمعائك والإصابة بأمراض أخطر

مخاطر الإصابة بسرطان الغدد الليمفاوية

أظهرت بعض الدراسات أن مرضى التهاب الأمعاء الذين يتلقون علاجًا معينًا -مثل الأدوية المثبطة لعامل نخر الورم وتعديل المناعة- لديهم مخاطر متزايدة للإصابة ببعض أنواع السرطان التي تشمل الخلايا الليمفاوية وكرات الدم البيضاء، ومع ذلك لا يمكن التحقق بشأن مقدار المخاطر الموجودة.

سرطان الغدد الليمفاوية سرطان يصيب الخلايا الليمفاوية وخلايا الدم البيضاء التي تعد جزءًا من جهاز المناعة البشري، وهو نوعان رئيسان: سرطان الغدد الليمفاوية (هودجكين) وسرطان الغدد الليمفاوية (اللاهودجكين NHL)، وتوجد عدة أنواع فرعية.

ولقد لوحظ أنه في عدد من الأمراض المختلفة التي تتطلب تثبيط المناعة؛ مثل مرض التهاب الأمعاء يكون معدل الإصابة بسرطان الغدد الليمفاوية اللاهودجكين NHL أعلى من المتوقع.

تختلف مخاطر الإصابة بسرطان الغدد الليمفاوية في المرضى الذين يعانون مرض التهاب الأمعاء، ويختلف الخطر اعتمادًا على عوامل مثل العمر والجنس وعوامل شخصية أخرى.

ويعد تقييم مخاطر علاج مرض التهاب الأمعاء وفوائده مع طبيبك جزءًا مهمًا من قرارات العلاج، ففي العادة تحدد الفوائد الجوهرية لهذه العلاجات بمقدار يفوق المخاطر الصغيرة جدًّا لحدوثها.

قد يهمك أيضًا فوائد الأطعمة المخمرة لتحسين علاج السرطان.. تعرف عليها الآن

علاج مرض التهاب الأمعاء

تعد الأدوية المضادة للالتهابات والأدوية المثبطة للمناعة التي تعمل على تخفيف الأعراض الوسيلة الرئيسة للعلاج، ويستخدم المركابتوبورين مثل الآزاثيوبرين على نطاق واسع لعلاج مرض التهاب الأمعاء النشط المزمن.

يزداد خطر الإصابة بأنواع معينة من سرطان الدم في الحالات التي تتلقى علاج الآزاثيوبرين، لكن يُعتقد أن عدد السرطانات التي تتطور نتيجة تلقي هذا العلاج ضئيل جدًّا -ويُطلق على (NHL) المرتبط بتثبيط المناعة اسم اضطراب التكاثر اللمفاوي- بعد الزرع عند الذين خضعوا إلى عمليات زرع الأعضاء، وتأتي بعض المعرفة عن خطر الإصابة بسرطان الغدد الليمفاوية من هذه المجموعة من المرضى.

لوحظت أنماط معينة من سرطان الغدد الليمفاوية عند استخدام أدوية تعديل المناعة لعلاج مرض التهاب الأمعاء، ويعد سرطان الغدد الليمفاوية بعد الزرع أحدها، ففي هذا النوع يزداد عدد الخلايا الوحيدة (Monocyte) أو سرطان الغدد الليمفاوية الوحيدة، وغالبًا ما يصيب هذا الشكل الرجال دون سن 35 عامًا.

وفي حالات نادرة قد يتطور سرطان الغدد الليمفاوية إلى الخلايا التائية الكبدية الطحالية، ويميل إلى التطور بعد العلاج بمزيج من الآزاثيوبرين وعلاج عامل نخر الورم أو العلاج بالآزاثيوبرين وحده مدة عامين على الأقل.

وفي دراسة نُشرت في المجلة الأمريكية لعلم الأوبئة ارتبط الآزاثيوبرين بزيادة خطر الإصابة بسرطان الغدد الليمفاوية بمقدار 2.40 مرة.

ووفقًا إلى دراسة نُشرت في (علم أمراض الجهاز الهضمي والكبد السريري)، فإن العلاج المركب من الآزاثيوبرين والمركابتوبورين-6 زاد من خطر الإصابة بسرطان الغدد الليمفاوية لدى المصابين بمرض التهاب الأمعاء بنسبة 4.92 مرة.

قد يهمك أيضًا كل ما تريد معرفته عن التهاب القولون التقرحي من أسباب وأعراض وطرق العلاج

ماذا عن أدوية تعديل المناعة؟

ولا يُعرف سوى القليل عن خطر الإصابة بسرطان الغدد الليمفاوية عند استخدام الميثوتريكسيت في علاج مرض التهاب الأمعاء، فقد اكتشفت دراسة أجريت عام 2009 زيادة خطر أدوية عامل نخر الورم وأدوية تعديل المناعة في المرضى الذين يعانون سرطان الغدد الليمفاوية الذين يتلقون أدوية عامل نخر الورم عن المرضى الذين يتلقون أدوية تعديل المناعة وحدها.

ختامًا.. توجد أسئلة عدة لم تجب عنها متعلقة بخطر الإصابة بسرطان الغدد الليمفاوية في سياق علاج مرض التهاب الأمعاء.

فإذا كنت مصابًا بمرض التهاب الأمعاء وتحتاج إلى علاج، فمن الأفضل مناقشة المخاطر التي قد تقلقك مع طبيبك، فيمكن للطبيب المساعدة في الأمور وتعديل الحقائق والبيانات وفقًا لحالتك الخاصة.

وتتأثر حياة المرضى المصابين بداء كرون والتهاب القولون التقرحي تاثرًا كبيرًا دون تلقي العلاج المناسب، وقد أكد بعض الأطباء أنهم تعاملوا مع حالات قليلة جدًّا من سرطان الغدد الليمفاوية لدى آلاف المرضى، ما جعلهم يستخلصون على مدار سنوات طويلة استنتاجات عن هذه المخاطر.

لكن يوجد شيء واحد مؤكد، ألا وهو أن القلق المفرط والتوتر المزمن مرتبطان بالمشكلات الصحية المختلفة؛ لذلك إذا قررت أنت وطبيبك أنك بحاجة إلى تلقي العلاج، فلا داعي للقلق.  

 

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

المحتوى رائع ومفيد جدا
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة