مُتعبة جداً لدرجة أنني أشعر
بأنني حائط قديم
يتكئ عليَّ:
جَميع الحاضرين
والغائبين
وأثاث المَنزل
والأطفال
والنساء
والكبار
والرجال
والمعوقين
والمشلولين
والمجانين
ورجال الشرطة
وعامل النظافة
ومدير المدرسة
والسبورة
وثلاجتُنا
وخزانة الملابس العتيقة المصنوعة مِن الحديد الذي أصبح لونها بُرتقالي بسبب الـ "زنجار"
متعبة بحيث أشعر
بأن الجَـميع يتكئ عليّ
إلا شخص واحد، لم يصل إلى
ولم يتكئ قط وهو أنا
في آخر الطريق من رَحَلاتي
اكتشفت أنني أمتَلئـتُ بالخيباتم
ثل خيبة مُسافر
عاد من السفر ولم يجد
أحداً من عائلتهِ
في المطار ليستقبلهُ
مثل خيبة طفل أنتظر
والدهِ الجُندي ليعود
واستشهد قبل عودتهِ
مثل خيبة الفُقراء
كان بودهم أن يشتروا ملابساً
للعيد لكن لم يرزقهم الله
مثل خيبة امرأة عجوز
أصابت بزهايمر وتقول إن
زوجها التي تزوجتهُ عن حُب
وارتباطهم طالَ أكثر من خمسون عام
إنهُ حي وبالحقيقة أن توفي مُنذ أربع سنوات
مثل خيبة محمود درويش
عندما قالَ عن ريتا
هيَّ خانت قلبي
ولم تخن القصيدة فمتُ مرتين
وهو أنا
ماذا بي يا ترى؟
أرىٰ ولا أُرىٰ
ماذا بي يا ترى
أوجد أحدكم روحي
قد ضيعتها
وأنا أبحث عن الثرىٰ
في الصباح والمساءِ
أتجول في القرىٰ
ووجدتُ نسيمً مِن الهوىٰ
وقلتُ يا إلهي
ما هذه النِعمة
وفي لحظة اختفىٰ
مِن؟
الفتىٰ
رأيتهُ يبكي في الرؤىٰ
لا أعلم ما به!!
ما به وما بي يا ترى؟
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.