قد أكون شاعرًا بالفطرة... قد أكون أديبا... لكن حينما تصوب عيناها عليّ أشعر بقلبي يخفق بشدة، لا أكذب إذ أقول لك بأنه قد تعرضت للإغماء بسبب نظراتها، أنا لست شخصية انطوائية، لكن أتلعثم بشدة حينما أراها، بعد مرور الأيام وعدَّة لقاءات قررت الاعتراف بحبي لها.
خططت لحيلة وهي أن ألقي بورقة على شكل قلب الحب، ومعطرة برائحة عطري، ومزينة باللونين الأسود على الحواف والنيلي ببقية الورقة، وكتبت عنوانا وزمانا عليها باللون الأحمر، وضعت الورقة بكل حرص على ألا يراني أحد... بين دفتي دفترها...
وجاء ذاك الموعد... بالصدفة رأيت زميلا لنا... لك وصلت بالميعاد وبكل دقة، لكن كانت قد سبقتني، جلست معهم بعد أن أغرقت نفسي بذلك العطر... بعد السلام والترحيب، طلبت منها متحججا أن تعطيني دفترها لأنقل المحاضرة... أطال ذلك الزميل الجلوس وأصابني ضيق شديد فكرّت ملياً...
ثم أرسلت لأحد أصدقائي بأن يتصل به ويختلق عذرا لإخراجه... لكن بينما كنت أفعل هذا استأذن مني الذهاب... وقالت لي بكل برود وحروفها تسقط على قلبي العاري كالسهام... بإمكانك أن تكمل هنا نقل المحاضرة وأنا سأذهب مع (الزميل) لبعض الوقت إلى الكافتيريا (ذات الأسعار السياحية).
ورن هاتف الزميل لكن بعد فوات الأوان... دخلت وخرجت الأفكار في رئيسي والدنيا تدور من حولي، دخلت صراعًا مع نفسي أوبخها تارة وتنهرني تارة أخرى... لكن ألقيت بتلك الضوضاء وقررت بأن أكمل ما أريد بكل هدوء.
التقينا مرة أخرى واستدرجتها إلى مكان ليس باختلاء، لكن يمكن أن يرانا من يمر من أمامنا.
فبدأت حديثي بعد السلام... وقلت لها ما رأيك بعطري... فقالت إنه مألوف جدًا هل استعرته من (الزميل) (في هذه اللحظة اشتهيت بأن يكون معي سلاحا لأقتل كل من في هذه الجامعة)، أخذت نفسا عميقا ثم حدقت بعينيها وقلت: لا، فقالت حسنا فقط لا تنظر إليّ بهذه الطريقة كدت أموت خوفا منها.
اعتذرت لها... ثم قلت: حسنا ما رأيك بعطري، فقالت إنه جميل جدا، وأنا أحب هذا العطر... قلت هل يذكرك بشيء ما؟ حلّ الصمت فجأة بعد سؤالي لها... ثم رن هاتفها... نظرت إليه فإذ باسم (زميل) عليها... فاختطفت الهاتف منها، وقلت لها أُحبُك! وأخبرتها بأني صاحب الورقة... ووصفتها لها.
بدأت تتمتم، وتتلعثم، والخوف يملئ عيناها، وهاتفها رن مرة أخرى وبنفس الاسم... فألقيته بأقوى ما لدي وتحطم إلى شظايا مبعثرة.
لا أعلم إن كانت بالصدفة لكن (زميل)، مرّ ورآنا بينما كنت أقول: لا عليك أعدك بهاتف أفضل منه... وأنا أعدك بهذا... لم أكمل تلك الجملة وإذ بالزميل يهجم عليّ... (أنا وهو لم نكن ضعافًا)، لم يفكّنا شيئا إلا قوات الدرك، أجل حتى الأمن الجامعي لم يستطع فإذ كل من يقترب منا ينال ما به النصيب.
بعدها لم أتذكر ما حدث بسبب الضجيج من كل مكان لكن أتى الصلح، واختفينا نحن الثلاث عن الجامعة وكل واحد في سبيله...
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.