عصر الرتابة والاستمتاع اللحظي

لماذا أصبح الملل يسود كل شيء؟ تحليل ظاهرة الملل في كل شيء. هل لاحظت الملل في كل شيء في حياتك؟ في الحياة اليومية، في مشاهدة برامجك، حتى في طعامك ومعاملاتك؟ فالرتابة تسود كل شيء، والاستمتاع أصبح لحظيًا.

فما الذي حدث؟

1. تفقد الأشياء قيمتها لكثرة الاختيارات

أصبحت الأشياء والاحتياجات سهلة المنال. مثلًا كان الناس ينتظرون برنامجهم في التلفاز لأنه في وقت محدد، الآن وفي وجود مواقع التواصل والمنصات الإلكترونية يمكن مشاهدة البرنامج في أي وقت. شراء الأشياء مثلًا كان يتطلب الخروج والبحث، الآن يمكن شراء كل شيء عن بعد، هنا يغيب الحماس والتحفيز؛ فالأشياء متاحة والبدائل موجودة وسهلة.

2. كل شيء سريع... لا يوجد صبر

مع التطور والحصول على الأشياء بسرعة، حتى جملة تمهيدية في فيلم أو فيديو نتخطاها، وعدم الرد على رسائلنا يغضبنا، الوتيرة الطبيعية للحياة أصبحت مملة وبطيئة لنا.

3. المقارنة وعدم الرضا 

في هاتفك يمكنك رؤية أصدقائك يسافرون وينجحون ويغيِّرون كل شيء، وأنت في التكرار نفسه، والناس نفسها، والأشياء نفسها، حتى وإن كانت ممتعة وجيدة فالمقارنة والتفكير في ما تراه عبر هاتفك سيسبب لك الملل وعدم الرضا وسترى حياتك رتيبة.

4. دماغنا أدمن التحفيز اللحظي

مواقع التواصل الاجتماعي التي تتيح لنا جرعات سريعة من المتعة، مثل النكات العابرة، والمقاطع القصيرة، سبَّبت لنا صعوبة في الاستمتاع بالأشياء الطويلة التي تتطلب تركيزًا. فمشاهدة برنامج طويل أو قراءة كتاب أصبح مرهقًا. ونتيجة ذلك ملل مستمر لا يعطي جرعة فورية من الدوبامين. 

ختامًا.. المشكلة ليست في الأشياء، بل فينا، في تعاملنا مع الحياة، في سرعتنا، في طلب الجديد باستمرار، في البحث المستمر عن الإثارة. ويجب علينا أن نقدر ما بين أيدينا ونستمتع بالأشياء البسيطة، ونمنح أنفسنا الوقت الكافي لاكتشاف جمال الأشياء.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.