تتأرجح أرجوزة «حين أهوى» بين نغمة الحُب الشفيف وطيف اللغة المُذابة في العاطفة، بأسلوب شعري تتقاطع فيه الحواس مع الانفعال، يستعرض الشاعر لحظات التذوق المجازي لعاطفة مشتهاة، ويستدعي البيان واللسان كأنهما مرآتان لذوقٍ لا يذوي، في كل مقطع، تتسرب نغمة صوفية خافتة، تلوّن المعاني وتُغني التجربة، القصيدة تنجح في تكوين عالم شعري يذيب المعنوي في الحسيّ دون أن يُفقده عمقه.
ذقتُ حلـــوا حين أهوى
كيف عدوى ملء دعوى؟
عسَلٌ ســــا لَ وما ســــا
وهـــو بأْسا كان يُرْوى…
في لسانٍ… وبيــــــــانٍ…
وهـــــو دانٍ كــــــان يُنْوَى
صار أشهـى حين ألهى…
صار مقــهى إذ تــسوَّى…
ذاك ذَوقٌ… ذاك تَوقُ…
فيه سَـــــوقٌ حين أغــوى
ولــــــــقد أدْ رَك من ودّْ
حينما جـــــدّْ تـــروَّى…
ذوقُ حــــــلوٍ ليس يذوي
وهو يـــحوي ما يقوَّى…
كلُّ حــــــسنٍ سوف يُغْني
حين نجني… منه لــــهوا
كلُّ معـــــــنى فيه مُضْنى
حيـــــــن يُثْنَى ليس يُطْوَى
سعدُ ســـــــعدٍ كان يُجْدي
حــــــين يُهْدِي طابَ نجوى
بين إفْرِيـــــــــ ـقــاي دُرِّي
وهي فخـــــري طاب فحْوى
أرجوزة «عسل سال» ليست تمرينًا لغويًّا على البلاغة فحسب، بل هي تجربة وجدانية تنضح بالشوق، وتتغلغل في تلافيف الحواس والمعاني، يضع الشاعر الحب في ميزان الذوق، ويحوّله إلى مشهد شعري نابض لا ينطفئ، هي قصيدة تُقرأ باللسان، وتُتذوّق بالقلب.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.