من منا لا يعرف الفتوات، أولئك الأشخاص الذين اشتهروا في الزمن الماضي في الأحياء الشعبية، واشتهرت قصصهم وكانت مادة دسمة لكتَّاب الروايات والقصص السينمائية الذين استلهموا منها أعظم القصص والحكايات في الأفلام العربية، وهذه الأفلام حققت نجاحًا كبيرًا وأصبحت من التراث السينمائي.
الفتوة هو ذلك الشخص الذي يحمي ممتلكات البشر والبشر أنفسهم من أي هجوم من قطاع الطرق والفتوات الآخرين مقابل الحصول على مبلغ مالي، والفتوة دائمًا ما يكون شخصًا قوي البنية، ومن تلك الفتوات التي كسرت القاعدة لتصبح أول سيدة تعمل في مجال الفتونة، هي الفتوة عزيزة الفحل، وإليك أبرز المعلومات عنها:
بداية ونشأة عزيزة الفحل
"عزيزة الفحل" من أشهر الفتوات في تاريخ الفتوات هي صبحة إبراهيم عيسى ابنة فلاح ثري من محافظة الشرقية الذي كان يعمل في تجارة الأعلاف، وقد رثت عن أبيها هذه المهنة وتوسعت في هذا المجال حتى أصبحت تمتلك عددًا من المحال التجارية وأملاك أخرى.
تزوجت "عزيزة" بابن عمها وسكنت معه في منطقة باب الخلق، ولكنهما انفصلا بعد مدة قصيرة، ثم انتقلت بعد ذلك إلى حي المغربلين، وهناك تزوجت وأنجبت أبناء وبنات.
دخلت "عزيزة الفحل" مجال الفتونة عن طريق الصدفة، عندما اشتكى لها رجل مصري من الظلم الذي تعرض له من شخص تركي، فالشخص التركي ضربه مستخدمًا السوط، وهذا الشخص التركي ضرب عددًا من المصريين في معركة كبيرة في منطقة "درب الأغوات"، ومن حينها قررت "عزيزة" أن تحارب من أجل المظلومين والمستضعفين.
اشتهرت "عزيزة" بعد ذلك بأنها عونٌ للفقير، وأنها دائمًا ما تنصر الضعيف على القوي، وقد كانت دائمًا تسمع شكوى المستضعفين وتكون عونًا لهم في أخذ حقوقهم، ولم تكن تهاب أحدًا، وكانت قوية لم يهزمها أحد، والجميع كان يعرف قوتها ويخشاها.
عزيزة الفحل مناضلة وطنية ألهمت السينما
اشتهرت "عزيزة" بجانب الفتونة ومناصرتها للحق بأنها كانت إنسانة سياسية وطنية، وكانت مؤيدة لحزب الوفد ودعمت ثورة سعد زغلول، ثم إنها ناضلت ضد الإنجليز وكانت تقف لهم بالمرصاد، لا سيما إذا تحرشوا بالنساء في المنطقة الشعبية، وحاربت الإنجليز بكل ما أوتيت من قوة، حتى ذاع صيتها ووصل إلى الخديوي عباس حلمي الثاني.
أصبحت "عزيزة" أيقونة أنثوية في عالم الفتوات، وذاع صيتها في جميع أرجاء البلاد، حتى تحدث الفنان الكبير محمود المليجي عنها في أحد اللقاءات وقال إنه تعلم من عزيزة الفحل أصول الفتونة التي نفذها في أفلامه.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.