في زمن التحضر والتطور التكنولوجي هناك من يعشق الحياة بحلوها ومرها، حتى وإن كانت تلك اللحظات التي مر عليها قاسية جداً.
هو طفل لم يتجاوز عمره العشرة الأولى من سنة!
نظراته توحي بأنه بائس فقير لكن يرى عليه عزة وشموخ!
كان يقف على جانب الطريق يلتف حول نفسه من شدة البرد
يلملم ثيابه الرثة التي كتب عليها بمداد الدموع آلالام وأحزان وآهات يختزنها قلبه المنكسر مئات المرات..
يحدق من بعيد وأحيانا من قريب للمارة الذين يرتادون محال لبيع الملابس والهدايا والأطعمة الطازجة، وكأنه يصرخ ويهمس في تلك الضمائر التي انشغلت بالدنيا الفانية!
وبينما هو غارق في حزنه الشديد وقد تجمدت رجلاه من شدة البرد إذ بشخص يقف أمامه يرى عليه الكثير من البذخ والثراء، يخرج من جيبه دراهم معدودات ليضعها أمام ذالك الطفل الفقير، بطريقة إمتزجت بالتكبر والإحتقار!!
سمفونية رنين تلك الدراهم لم تفتن ذالك الطفل وكأنه لم يبالي بها، وفجأة وقف الطفل البائس وقفة رجل!؟
قد رفع رأسه عالياً وهو يقول لذالك الثري: سيدي الكريم فقري لم يجعلني يوماً مهاناً ذليلاً، حتى وإن تراني بعيونك طفلاً، لكن أحمل في داخلي رجلاً ناضجاً يعرف الحياة جيداً ويستطيع أن يميز بين الناس!
لا تتعجب أيها الكبير، فالمظاهر خداعة ونفوس الناس طماعة حتى وإن كنت في نظرك فقيراً متعباً، لكن عزة النفس تملىء روحي وتغذيها متى جاع بطني.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.
تسجيل دخول إنشاء حساب جديد