كلنا عرف أو سمع عن عجائب الدنيا السبع القديمة التي تشمل مجموعة من الإنشاءات التاريخية التي تجسد روعة الإرادة البشرية وعظمتها في العصور القديمة، لكن في السنوات القليلة الماضية بدأت تتردد قصص وحكايات عن عجائب الدنيا السبع الجديدة، فهل توجد منشآت جديدة تستحق أن توضع في قائمة عجائب الدنيا أم أن الموضوع مرتبط بمنشآت قديمة لم تشملها قائمة عجائب الدنيا السبع القديمة؟
سؤال نحاول الإجابة عنه في السطور التالية بالإضافة إلى معلومات مدهشة عن العجائب الجديدة، وكيف اختيرت لتُضم إلى القائمة.
عجائب الدنيا السبع القديمة
في البداية كانت فكرة عجائب الدنيا السبع القديمة نتيجة الرحلات التي أجراها البحارة والرحالة والمؤرخون بين حضارات البحر الأبيض المتوسط وحضارات الشرق الأوسط القديمة التي تمتلئ بالإنشاءات البشرية التاريخية الرائعة، فقد ضمت كتابات المسافرين الهيلينيين كثيرًا من الأوصاف والتفاصيل والإشادات بهذه المنشآت من القرن الخامس قبل الميلاد، وضمت قائمة عجائب الدنيا السبع القديمة ما يأتي:
1. هرم الجيزة.
2. منارة الإسكندرية.
3. حدائق بابل المعلقة.
4. تمثال زيوس في أولمبيا.
5. ضريح موسولوس.
6. تمثال رودس.
7. معبد أرتميس.
كيف بدأت فكرة عجائب الدنيا السبع الجديدة؟
أما فكرة عمل قائمة عجائب الدنيا السبع الجديدة ظهرت في أوقات تاريخية، لكنها لم تحظَ بالانتشار الذي يجعلها تحصل على اهتمام البلدان والشعوب المختلفة حتى أجرت إحدى المؤسسات السويسرية عام 2000 حملة كبيرة لعمل قائمة جديدة، وأطلقت عليها قائمة عجائب الدنيا السبع الجديدة، لكن الأمر أخذ نمطًا من أنماط تحقيق الأرباح المادية، فقد سعت الشركة إلى تنفيذ عملية تصويت يشترك فيها الناس من أنحاء العالم جميعهم.
وضعت الشركة مجموعة من الشروط، منها أن تكون العجائب الجديدة من بناء الإنسان، وأن تكون موجودة وصامدة حتى الآن؛ لذا تجاهلت قائمة عجائب الدنيا السبع القديمة، واختارت 17 موقعًا، ونفذت تصويتًا بينها للوصول إلى قائمة عجائب الدنيا السبع الجديدة، وهو ما أثار ضجة كبيرة وانتقادات واسعة على مستوى الأفراد والمؤسسات والدول، فاضطرت المنظمة أو الشركة الراعية للتصويت إلى إضافة مواقع أخرى لإرضاء الجمهور.
وفي عام 2002 أصبحت مؤسسة عجائب الدنيا السبع الجديدة أمرًا واقعًا و عملًا تجاريًا يحقق كثيرًا من الأرباح، فقد وضعت المؤسسة عام 2005 لائحة مكونة من 200مبنى، تتوافر فيها الشروط، بناها الإنسان ولا تزال صامدة حتى الآن، ثم أطلقت عملية التصويت التي تتضمن التصويت المجاني والأصوات المدفوعة، ثم قلصت القائمة إلى 77 مبنى.
وقد بلغت عملية التصويت والاختيار قمة الإثارة بعد مشاركة نحو 20 مليون شخص في العالم، ما قلص عدد المباني بعد ذلك إلى 21 مبنى في قائمة عجائب الدنيا السبع الجديدة، وفي النهاية أعلن عن المباني الفائزة التي نجحت في الدخول تحت مسمى عجائب الدنيا السبع الجديدة.
المنشآت المتنافسة على لقب عجائب الدنيا السبع الجديدة
من 200 مبنى ومنشأة قائمة وشاهده على براعة الإنسان وقدرته على مدى العصور السابقة تنافس 21 مبنًى في المرحلة النهائية من المسابقة التي أجريت لاختيار عجائب الدنيا السبع الجديدة، وهذه المباني هي:
- هرم تشيتشن إيتزا في المكسيك.
- مبنى الأكروبوليس في اليونان.
- قصر الحمراء في إسبانيا.
- تمثال المسيح الفادي في العاصمة البرازيلية ريو دي جانيرو.
- معبد أنجكوروات في كمبوديا.
- جزيرة الفصح في تشيلي.
- سور الصين العظيم.
- مدينة ماتشو بيتشو القديمة في البيرو.
- برج إيفل في العاصمة الفرنسية باريس.
- مسجد آيا صوفيا في تركيا.
- معبد كيوميزو في اليابان.
- قصر الكرملين في روسيا.
- مدينة البتراء الأثرية في الأردن.
- قصر نويشفانشتاين في ألمانيا.
- تمثال الحرية في الولايات المتحدة الأميركية.
- مبنى الكوليسيوم في إيطاليا
- موقع ستونهنغ الأثري في إنجلترا.
- دار أوبرا سيدني في أستراليا.
- ضريح تاج محل في الهند.
- موقع تمبكتو الأثري في مالي.
عجائب الدنيا السبع الجديدة
وبعد عملية التصويت التي أجريت عام 2005 برعاية شركة عجائب الدنيا السبع الجديدة التي شملت نحو 20 مليون شخص في العالم ضمت قائمة عجائب الدنيا السبع الجديدة ما يأتي:
1. سور الصين العظيم
حصل سور الصين العظيم على أعلى نسبة تصويت بين الأشخاص الذين اشتركوا في مسابقة عجائب الدنيا السبع الجديدة، وهو أضخم بناء بشري في العالم، ولا يزال محتفظًا بمعظم أجزائه حتى الآن على الرغم من أنه بني في القرن السابع قبل الميلاد، واستمر العمل عليه 2000 عام.
وقد يعد الأمر منطقيًا من وجهة نظر عدد من العلماء والباحثين والأشخاص العاديين، فكيف لا يكون سور الصين العظيم أحد عجائب الدنيا السبع الحديثة والقديمة؟
2. هرم تشيتشن إيتزا
يعد هرم تشيتشن إيتزا من أشهر المواقع الأثرية في المكسيك وفي العالم، توجد فيه منطقة يوكاتان المكسيكية، ويعود الهرم إلى حضارة المايا القديمة التي تحفل بكثير من الأسرار والغموض، ويرتفع الهرم 24 مترًا.
ويعتقد كثير من الباحثين أنه كان مخصصًا لشعائر دينية تخص قبائل المايا للتقرب من الآلهة، وتقديم الأضحيات، إضافة إلى الاحتفالات الدينية المقدسة.
3. مدينة البتراء
تعد مدينة البتراء من أهم المواقع الأثرية والمعالم السياحية في الأردن، فقد كانت عاصمة مملكة الأنباط الذين حفروا المساكن والمعابد والقبور في الصخور الوردية، لذا فإنّ المدينة تعد حدثًا تاريخيًا مدهشًا، بالإضافة إلى وجودها في قوائم اليونسكو التي عدتها أحد المواقع الأثرية التي تمثل التراث البشري.
4. مدينة ماتشو بيتشو
أحد المواقع الأثرية المميزة في دولة البيرو، وهي تمثل أهم بقايا حضارة الإنكا القديمة، ويعتقد كثيرون أنها معقل سري لقبائل الإنكار، وذلك بسبب بنائها فوق قمة الجبل، ويحتاج الوصول إليها صعود مدرجات خطرة تسمى (سلالم الموت)، وخوض رحلة صعبة للوصول إلى المنطقة التي يعتقد علماء الآثار أنها كانت مخصصة للشعائر الروحية والدينية وممارسة الشعائر الخاصة بحضارة الإنكار في القرن الخامس عشر.
5. تمثال المسيح الفادي
يوجد تمثال المسيح الفادي في العاصمة البرازيلية ريو دي جانيرو، وكان قد بني على قمة جبل كوركوفادو، ويمثل التمثال أحد جوانب شخصية العاصمة البرازيلية منذ أن بني عام 1926، ويصل طول التمثال إلى 30 مترًا.
ورغم وجود عدد من التماثيل والمنشآت التي تفوق تمثال المسيح الفادي في روعة الإنشاء والحجم والارتفاع، لكن البرازيليين يرون أنه يستحق أن يكون على قائمة عجائب الدنيا السبع الجديدة.
6. مبنى الكوليسيوم
لا شك أن مبنى الكولسيوم الموجود في العاصمة الإيطالية روما هو أحد أروع المنشآت الهندسية الموجودة على كوكب الأرض، فهو يستوعب نحو 50 ألف متفرج كانوا يحضرون لمشاهدة الاحتفالات والألعاب والنزالات القتالية التي كانت تتميز بها الحضارة الرومانية.
وقد بني الكولسيوم في القرن الأول الميلادي، وهو الآن من أهم المعالم الأثرية الموجودة في العالم، وليس في إيطاليا فقط، ويستحق أن يكون في قائمة عجائب الدنيا السبع الجديدة.
7. ضريح تاج محل
الضريح الأشهر في العالم الذي بناه الإمبراطور شاه جهان وفاءً وحبًا وتكريمًا لزوجته ممتاز محل، فعندما توفيت وهي تضع مولودها الرابع عشر بنى الإمبراطور الضريح، وجعله إحدى أعاجيب الزمان ليأتي الناس من أمكنة العالم كلها لمشاهدة المبنى الرائع تاج محل الذي بني في القرن السابع عشر ليصبح ضمن عجائب الدنيا السبع الجديدة.
ردود الأفعال المتعلقة بعجائب الدنيا السبع الجديدة
على الرغم من الضجة الكبيرة التي حظي بها التصويت على مسابقة عجائب الدنيا السبع الجديدة؛ فإن كثيرًا من رواد التاريخ والثقافة قد اعترضوا على المسابقة من الأساس نظرًا لطبيعتها الربحية؛ لأن المسابقة لا ترتبط باليونيسكو ولا بأي جهة دولية ذات طابع علمي أو رسمي، بالإضافة إلى كثير من الممارسات والشروط التي وضعتها المؤسسة المسؤولة عن مسابقة عجائب الدنيا السبع الجديدة بغرض تحقيق الأرباح.
كذلك فإن ردود الأفعال قد تباينت بين الدول والمؤسسات والأفراد، فعلى سبيل المثال انتقدت ألمانيا اختيار أحد قصورها ضمن القائمة المرشحة للدخول إلى عجائب الدنيا السبع الجديدة، وهو قصر (نويشفانشتاين) نظرًا لأنه يعود إلى الملك لودفيج الثاني ملك بافاريا الذي عرف عنه أنه كان مجنوًنا.
وانتقدت مصر على لسان وزير الثقافة وخبراء الآثار ورئيس المجلس الأعلى للآثار فكرة المسابقة نظرًا لأن الآثار والمنشآت المصرية لا تحتاج إلى مسابقة أو استفتاء، وهو ما دفع المصريين إلى إلغاء حجز القاعة المخصصة للمؤتمر الدعائي لمسابقة عجائب الدنيا السبع الجديدة، وهو ما دفع مسؤول المؤسسة إلى استبعاد الأهرام من التصويت نظرًا لاستقبال المصريين البارد.
ومن ناحية أخرى فإن الأردن قد تعامل مع مسألة مسابقة عجائب الدنيا السبع الجديدة بجدية كبيرة، وعُد الأمر واجبًا قوميًا ووطنيًا، وأجريت الحملات الدعائية في الأردن التي تطالب بالتصويت لمصلحة موقع البتراء الأردني حتى يدخل ضمن قائمة عجائب الدنيا السبع الجديدة حتى وصول الأمر إلى مجلس النواب الأردني الذي طالب نوابه بتحفيز القواعد الانتخابية للتصويت لموقع البتراء حتى تحقق الأمر، ونجحت البتراء في الدخول ضمن قائمة عجائب الدنيا السبع الجديدة.
وفي نهاية هذا المقال الذي حاولنا فيه توضيح كل ما يخص قصة عجائب الدنيا السبع الجديدة ونرجو أن نكون قد قدمنا لك المتعة والإضافة، ويسعدنا كثيرًا أن تشاركنا رأيك في التعليقات ومشاركة المقال عبر مواقع التواصل لتعم الفائدة على الجميع.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.