خاطرة «عثرة قلم».. خاطرة شعرية

بيدٍ تكتبُ الأحلامَ في أمل

تهوى الفضاءَ بلا قيْدٍ ولا مَلَل

تهيمُ في صبحِ دنيا ليس يحجبها

ليلُ الظلامِ ولا ضيقٌ من الجَمَل

وما القلمُ إلا ضميرٌ قد تشكَّلَ في

أبجديةٍ تبني الأوطانَ بالرُسل

يكتبُ العدلَ والمظلومَ ينصفُه

ويمحو عن جرحِ المحتاجِ كل عِلَل

لكنَّ عثرةَ ذاكَ القلمِ قد أتت

في لحظةِ ضعفٍ تحت ضغطِ الجهَل

لكنها عثرةٌ في الدربِ أوقفت

خيلَ الخواطرِ في ميدانِ مرتحل

تعثرت في بقايا الحرف فانكسرت

أجنحةُ الحلمِ في تيهٍ بلا مَثَل

فانسابَ مدادُها حزنًا على ورق

 

يشكو الفراقَ ولا يبدي سوى الخجل

فعدتُ أبحثُ عن حرفٍ يضمدني

لكنما الحرفُ صارَ اليومَ في وجل

بكلِّ نبضةِ شوقٍ عادَ يكتبُني

حُلمٌ تُظللهُ أجنحةُ الأمل

يمضي ليجمعَ من آثارِ عثرتهِ

كنزَ الحياةِ وما في الصبرِ من حِيل

فيا قلمي، كن صديقًا لا يفارقني

حتى إذا خانني الحرفُ مع الأجل

نقشْتَ في دربِ أيامي حكايتنا

قصةَ كفاحٍ على الأوراقِ لم تَزُل

وسرتَ بي نحو آفاقٍ مُحَلِّقةٍ

أعلى من السحبِ، لا تخشى من الزلل

وفي المساءِ إذا ما الليلُ أرعبني

أوقدتُ حرفَكَ كي لا يختفي الأمل

تُضيءُ لي في ظلامِ الليلِ نافذةً

تطلُّ منها رؤى الأيامِ كالأمل

أراكَ تمتدُ في أعماقِ ذاكرتي

كأنكَ الحلمُ في عينيَّ لم يزل

فيا قلمي، أنتَ عنواني ومُلهمي

وأنتَ في لُجّةِ الأفكارِ كالسُبُل

منك انطلقتُ إلى دنيا تُحلق بي

حتى بلغتُ سماواتٍ من الأمل

وإذا تجلى الفجرُ في أفقٍ ناصعٍ

تسافرُ الكلماتُ عبر البحرِ بلا وجل

ترقصُ على شطآنِ الحرفِ موجةٌ

تروي بحورَ القصائدِ في دفقِ الأمل

فها أنا أبعثُ صوتي عبر الرياحِ

يثيرُ أصداءَ الحلمِ في كلِّ زرب

حروفُكَ التي تعبتْ يومًا على الورقِ

تحيا من جديدٍ في كلِّ كلمةٍ تُبَجِّل

وستبقى رغم العثراتِ والأحزانِ

أبداً تُشعلُ في قلوبِ الناسِ الشغف

فلولا عثرةُ القلمِ ما كان بيدي

سوى سطورٍ في طيِّ الذكرياتِ تتلاشى

أيا قلمي، قمْ ولا تخشَ العثراتِ

فالحلمُ يولدُ من آلامِ من سقطوا

ففي الصعودِ حياةٌ بعدَ عثرتهِ

وفي المثولِ أمامَ الشمسِ مُكتمل

فأغمضت عينَه الدنيا عن بصيرتِهِ

وصارَ يكتبُ للسلطانِ في خجل

باعَ الحروفَ لميزانٍ بلا كفّةٍ

وصارَ يسعى وراءَ الجاهِ والذَهل

لكنْ وإنْ خانَ يومًا في طريقِهِ

لا بدَّ أن يستفيقَ العقلُ للعمل

في ثورةِ الفكرِ يرجعُ الحقُ منزلَه

ويعودُ ينصفُ في أبهى شموخِ طلل

فالقلمُ حرٌّ إذا ما عاد لصفحتِهِ

يكتبُ الحياةَ بكلِّ صدقٍ وجَلَل

يا ليتَنا ندركُ الأقدارَ في عَجَلٍ

ونُصلحُ الحالَ منْ قبلِ اشتدادِ خلل

فالقلمُ إنْ صَحا منْ غفلتِه أبدًا

سيجني النورَ من قلبِ الظلامِ الجَلَل

يكتبُ الحقَّ لا يخشى قوّةَ أحد

ولا يُساومُ في أحلامِنا العَظْمَى

يَرسمُ الأفقَ في آمالِنا خضِرًا

ويُشرِعُ الفكرَ نحوَ المجدِ في عَجَلِ

فيا قلمًا في دروبِ العدلِ مرشدَنا

انهضْ وكنْ للضعيفِ الدرعَ والعمَل

لا تَخشَ طاغوتَ ظُلمٍ أو تسلُّطَه

فالحقُّ أعلى من الأهواءِ والمِحَل

ونحنُ خلفَك نبني مجدَ أمتِنا

في كلِّ جيلٍ بروحِ الفكرِ والمُثُل

يا أيُّها القلمُ الحرُّ الذي انطلقَ

لا تنحرفْ عن سبيلِ العدلِ في عَجل

فالعثرةُ درسٌ، لكنْ في نهايتِها

تُشرقُ الحقيقةُ في وضوحِها الأَجَل

يا صاحبَ القلمِ المجروحِ لا تَهُنِ

إنَّ النزيفَ طريقُ النصرِ في المِحَن

قد تُخطئُ الخطوُ، لكنْ في تصحيحِهِ

تُبنى الدروبُ ويعلو عزمُنا السَّكَن

القلمُ سيفٌ إذا ما كنتَ تحملهُ

للحقِّ يصدحُ في أقوامٍ بلا وَهَن

تخطُّ نورَ المعاني في دفاتِرنا

وتزرعُ الفكرَ في أرواحِنا بثَمن

فكنْ كما أنتَ رمزَ النورِ في وطنٍ

أضاعَ أجيالَهُ في سكرةِ الفِتَن

لا تتركِ الحرفَ إن خانتهُ وجهتُهُ

فالعدلُ عائدٌ ما دامَ فيكَ حَنَن

يا ثائرَ القلمِ استنهضْ قوائِمَنا

وحرّكِ الصمتَ في أفكارِنا وسَكَن

فما الكتابةُ إلا ثورةٌ اشتعلتْ

في قلبِ كلِّ فتًى يهوى بلا ثَمَن

نخطُّ مجدًا جديدًا كلما ارتفعَت

في وجهِنا الريحُ لا نَخشى منَ الوَهَن

فاستمرِرِ الحرفَ في دربِ الكفاحِ ولا

تخشَ الطريقَ إذا ما جارَ بالعُقَن

يا قلمَ الفكرِ لا ترضَ بمنزلةٍ

تحتَ السماءِ ولا بالعيشِ في كَفَنِ

قد تخمدُ النارُ في الأحشاءِ مُرغمةً

لكنَّ شرارةَ الإيمانِ لم تحِن

اكتبْ على صفحةِ الأيامِ ملحمةً

يحيا بها المجدُ في التاريخِ والزمن

لا تجعلِ العثرةَ الأولى نهايتَنا

فالنهضةُ الكبرى تبدأ من العِظَم

أنتَ السلاحُ الذي نرجو به غَدَنا

ونحنُ من خلفِكَ الفرسانُ في الوَطَن

قد نرتقي رغمَ ما نحيا من ألمٍ

ونستعيدُ الفضا من بعدِ ما وَهَن

في كلِّ حرفٍ حياةٌ نستظلُّ بها

وكلُّ فكرٍ جهادٌ غيرُ مُرتَهَن

انهضْ فإنَّ الشعوبَ اليومَ تنتظرُ

ما يخطهُ النورُ في أوراقِكَ اليُمَن

واكتبْ بعزْمٍ ليبقى الحلمُ متَّقدًا

في كلِّ قلبٍ يُريدُ العدلَ في السُّنَن

فالعثرةُ مهما قستْ في دربِ نهضتِنا

هي البدايةُ لفتحِ الأفقِ والمِحَن

انهضْ إذا ما هوتْ أحلامُنا سُدًى

فالحلمُ يبدأ من عثراتِنا الأولى

واكتبْ لنا مجدَ أجيالٍ نُفاخرُها

يُشرقُ الفجرُ من أنقاضِ ما وَلَّى

لا تيأسنَّ إذا خانتكَ صحوتُهُ

فالقلمُ الحرُّ في الأعماقِ قد عَلا

إنَّ الكتابةَ نورُ الحقِّ في زمنٍ

ضاعت بهِ الكلمةُ وسطَ الظلامِ سُدى

قد تسقطُ الحروفُ إن غابَت عن وجهتِها

لكنها تُبصرُ الآفاقَ إنْ جَلَتْ

فاستجمعِ الفكرَ لا تتركْ لهُ شَطَطًا

فالعدلُ يُولدُ من أقلامنا هُدى

نُحيي بحرفِكَ ما قد غابَ من خُلُقٍ

ونرسمُ المجدَ للأجيالِ إن بَلَى

يا صاحبَ القلمِ الثائرِ الذي انتصرتْ

فيهِ المعاني على الأهواءِ في المدى

سِرْ للأمامِ فإنَّ العزمَ منطلقٌ

والعثراتُ لسانُ المجدِ إذا سَرَى

يا قارئَ النورِ في أحرفٍ مطهرةٍ

اكتبْ لنا العدلَ في الآفاقِ والذُّرا

لا تُسكتِ الحقَّ إن ناداكَ في أملٍ

فالنصرُ آتٍ وإن طالت بنا الكِبَر

يا أيها القلمُ المسكونُ بالحِكَمِ

سِرْ في مدانا، ولا تَخشَ من العَدَم

أنتَ الأداةُ التي تحيا بها أممٌ

وتزرعُ العدلَ في آفاقِنا القِيَم

تخطُّ بالحرفِ صوتَ الحقِّ مرتفعًا

وتُسكِتُ الزيفَ إن نادى على الوَهَم

فانهضْ وسطِّرْ لنا تاريخَ مَجدِنا

واكتبْ بأنَّا رجعْنا بعدَ ما عُدِم

يا حاملَ الفكرِ لا تُهملْ رسالتَنا

فالأرضُ ظمأى إلى نورٍ من القَلَمِ

قد تُسقطُ الريحُ أحلامًا نُحاكيها

لكنَّ همَّتَنا لا تُطفئُ الهِمَم

فالحقُّ سيفٌ، وقلمُ الفكرِ درعُهُ

والنورُ ينبعثُ في الآفاقِ من عَدَم

فواصلِ السيرَ في دربِ الكفاحِ لنا

حتى نُعيدَ لهذا الجيلِ ما ارتَسَم

لا تُسكتِ الحرفَ، إنَّ الصمتَ قاتلُنا

والقيدُ يُكسرُ إن واجهتَ بالكَلِم

في كلِّ كلمةٍ أملٌ نُضيءُ به

دروبَنا نحوَ فجرٍ لم يزلْ يَحُم

يا أيها القلمُ المنثورُ في يدِنا

كنْ نجمَنا، ودليلَ الفكرِ والقِيَم

العثراتُ طريقٌ نحوَ رفعتِنا

وليسَ يُوقفُنا عن عزمِنا سَدَم

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

لكل فارس سيف وسيف الكاتب
قلمه صح قلمك وعظيمة هى كلماتك
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

شكرا لكلامك الجميل ورقة ودقة كلماتك العذبة
يسعدني أن تعجب أستاذة متلك بكتاباتي البسيطة ولك الاحترام والتقدير
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة