عبقرية حنبعل.. كيف حوَّل الخطأ إلى نصر حاسم؟

سنة 210 قبل الميلاد كان القائد والملك القرطاجي حنبعل الذي يطلق عليه الأوروبيون اسم هانيبال، كان يحارب روما وفي طريقه لاحتلالها. وعبر حنبعل بجنوده من جيش قرطاج مضيق جبل طارق ليحتل أوروبا، وهدفه الأول هو احتلال روما وهي القوة العظمى في العالم في ذلك الوقت.

لكن بسبب خطأ من قوات استطلاعه دخل في طريق خاطئ أوصله إلى مستنقع محاط بجبال الألب. وكان الجيش الروماني بقيادة فابيوس قد أغلق جميع الممرات للمستنقع بمجرد دخول جيش حنبعل فيه، وحاصروه في هذا المستنقع وأرسلوا يطلبون المدد للقضاء على جيش قرطاج وحسبوا أن هذه هي نهاية حنبعل. 

وكان الجيش القرطاجي بقيادة حنبعل الذي دخل معه إلى المستنقع، يتكون من نحو عشرة آلاف مقاتل. 

بعد منتصف الليل وجد حراس الجيش الروماني الذين كانوا يحاصرون جيش هانيبال أن عشرات الآلاف من المشاعل تتحرك من المستنقع صاعدة جبال الألب المحيطة بالمستنقع. العدد كان كبيرًا جدًا وأكبر من عدد جيش هانيبال بكثير جدًا، ولم يكن هناك أحد يفهم ما يحدث ومَن كل هؤلاء؟ وكيف وصلوا هذا المكان؟ وهل هذا العدد هو مدد وصل لحنبعل؟ أم هذا جن يحميه ويحمي جيشه؟!

ثم فوجئوا بأن حاملي المشاعل الذين يصعدون الجبل يصدرون أصواتًا عالية جدًا وكأن ملايين الأبواق أو الميكروفونات تُصدر هذه الأصوات العالية جدًا، ثم اشتعلت النيران في جبال الألب المحيطة بالمستنقع وتحوَّل المكان إلى لهيب.

عبقرية حنبعل حولت خطأ عسكريًا إلى نصر حاسم

ساد الذعر والهلع بين الجنود الرومان الذين يحاصرون حنبعل بسبب هذا المشهد وهذه الأصوات، ومن شدة الخوف هربوا من مواقعهم وتركوا كل شيء وراءهم، واستطاع حنبعل الخروج من المستنقع وتقدم بسرعة. وتناقل الجنود الرومان ما رأوه؛ ما زاد الرعب في قلوب كل من يسمع ما حدث، وكل شخص يشرح المشهد حسب ما تخيله فيزداد الرعب، وهو ما جعل قلوب الرومان ترتجف من مواجهة ذلك الجيش الذي يحميه الجن، حتى استطاع حنبعل وجيشه احتلال معظم إيطاليا، وتمكَّن من محاصرة روما 15 سنة.

ما حدث أن حنبعل كان يستخدم الثيران لنقل الأسلحة والأمتعة، وعندما حوصر في المستنقع انتظر حتى منتصف الليل وأمر الجنود بربط أغصان الأشجار في قرون الثيران وتوجيهها ناحية الجبال.

بدأت الثيران تتحرك والنار تزيد، وأمسكت في جلود الثيران، فجرت الثيران لأعلى الجبل، وبدأت النيران تمسك في الأشجار التي فوق الجبل، وأخذت الثيران تصدر صوتًا عاليًا جدًا من شدة الألم بسبب النيران.

استغل حنبعل الظلام وغموض المشهد لعمل رعب للجنود الرومان يسمح له بالهرب، وفعلًا نجحت خطته.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

مقال فيه ابداع احسنت النشر
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.