عبد الرحمن داخلي يروي حكايته مع الشغف وما تخفيه الروح وأهم النصائح للقراء

الشّغف هو ما يحمل ويحفز الإنسان على البحث في آفاقٍ لم يذهب إليها من قبل؛ لذا فقد اخترنا في حوارنا اليوم في منصّة جوّك كاتباً من الكتّاب الّذين تحدّثوا عن الشّغف وأهمّيّته، وهو الكاتب عبد الرّحمن داخلي الّذي اشتبك الشّغف بتجربته لدرجة تأليفه رواية عن الشّغف؛ ليشارك قراءة خبراته في هذا المجال.

أقرأ أيضاً الخوف آفة الطموح.. كيف نتخلص منه؟

الشّغف هو ما يحمل ويحفز الإنسان على البحث في آفاقٍ لم يذهب إليها من قبل؛ لذا فقد اخترنا في حوارنا اليوم في منصّة جوّك كاتباً من الكتّاب الّذين تحدّثوا عن الشّغف وأهمّيّته، وهو الكاتب عبد الرّحمن داخلي الّذي اشتبك الشّغف بتجربته لدرجة تأليفه رواية عن الشّغف؛ ليشارك قراءة خبراته في هذا المجال...

بدايات عبد الرحمن داخلي

- في البداية من هو عبد الرّحمن داخلي؟

- مواليد تشرين الأوّل (أكتوبر) 1989، إنسان يحبّ تعلّم كلّ شيء، وكلّ ما أرغب به هو ترك أثر وبصمة تساعد من بعدي.

- متى بدأ شغفك بالكتابة؟

- منذ الصِّغر، كنت أحب الكتابة بشتّى أصنافها، وقضاء وقت الفراغ في تأليف الشّعر، وكتابة الخطابات، والمقالات، والأبحاث.

لكن لم أقترب أبدًا من كتابة الرّواية، ولم يكن في الحسبان قطّ حتّى بدأ الأمر عندما كنت في الخامسة عشرة حينما قابلت بطل رواية "ما تخفيه الرّوح"، وحينها قرّرت الكتابة عنه لأهمّيّة قصتّه وقسوتها.

ظلّ الأمر في وجداني، وبعد عامين كتبت عشرة أوراق، ثمّ أجّلتها لحين اكتساب نضج وخبرة أكثر في الكتابة.

أقرأ أيضاً قاتلي الأحلام ومحاربي الطموحات

عبد الرحمن داخلي ورواية شغف

- لماذا اخترت أن تكون رواية شغف أولى رواياتك؟

- لم أختر، ولم تكن رواية، كانت كتاباً عن الشّغف، أو يمكنني القول كانت تجربة كتابيّة عن أثر الشّغف في حياة المرء خصوصًا بعدما لمسني الأمر وشعرتُ بافتقاده في حياتي.

بحثتُ عن معناه، وتعمّقت في دراسة مفهومه، وشعرت بمدى أهمّيّته القصوى بالنّسبة لكلّ شخص خصوصًا معشر الشّباب في بداية حياتهم، لذا ارتأيتُ أنّه قد حان الوقت لترك بصمتي.

بداية طريق الكتابة بشغفٍ عن الشّغف، ثمّ وبعد قليل من التّفكير قرّرت تغيير الكتاب لرواية، لأنّ العقل البشريّ مفطور على فهم المعلومة في قصّة، ولأنّ النّاس لا يفضّلون المعلومات المباشرة خصوصًا الشّباب.

بل يتأثّرون بالحِكَم الّتي خلف القصص، وبما أنّ هذا الطّريق هو الّذي اختاره اللّه لمخاطبة البشر، فقد جعل القرآن قصصًا تُروى، فاخترتُ الرّواية لتكون صوتي في إيصال رسالتي وترك بصمتي.

أقرأ أيضاً هل يعيق المال الطموح؟.. إليك مشاريع لا تحتاج مال وفير

غلاف رواية شغف للكاتب عبد الرحمن داخلي

- في رواية شغف لمحات إيمانيّة فلسفيّة ممتزجة بالخبرة الحياتيّة، كيف استطعت خلق هذا المزج؟

- لم أتعمّد ذلك، ربّما هي طبيعة شخصيّتي المحبّة لأخذ وتحليل كلّ شيء على محمل فلسفيّ، ونشأتي الدّينيّة، وبعض الخبرات الحياتيّة، والرّسائل الّتي تعمّدت إيصالها للقارئ.

- هل تجد في رواية شغف تحفيزاً على شغف القراءة؟

- أجده تحفيزًا على الشّغف وإيجاده وممارسته.

- دائماً في منشوراتك على مواقع التّواصل الاجتماعيّ تقدّم نصائح للنّاس، من أين جاءت لك هذه الخبرة الحياتيّة؟

- ربّما أنا أقرب للنَصحِ لنفسي من القارئ، وبطبيعة حبّي لمشاركة كلّ جميل.

فأجد مشاركة النّصيحة "إذا وُجدت" حقاً واجباً لكلّ من يتابعني، ومن أين جاءت؟ جاءت من كلّ ما مررت به، ورأيته في نفسي وغيري، فأنا شخصيّة تتتبّع وتتأثّر بكلّ التّفاصيل الصّغيرة من أول إيماءة لرضيعٍ حتّى انفجار بركان.

- الكتّاب عادّة يحبّون النّقد لرواياتهم أو كتبهم، ما هو أفضل نقد قابلته لرواياتك؟ وما هو الأسوأ؟

- "تغيّرت حياتي بسبب رواية شغف"، لا أتذكّر بالتّفصيل، ولكنّي أحمد اللّه حين يتأثّر ولو شخص واحد، وتتغيّر أفكاره وتوجّهات حياته نحو الأفضل بسبب قراءة رواية لي.

لم تُرسل لي تلك الرّسالة مرّة واحدة فقط، بل كثيراً، وهذا جميعه أفضل نقد، أما الأسوأ فكان عن رواية "ما تخفيه الرّوح"، فالقارئ لم يستطع استكمالها لكثرة الحزن فيها.

يشاء اللّه أن يُطلب منه مناقشة الرّواية مع عددٍ من القامات الأدبيّة، فيضطرّ لقراءتها من جديد ودراستها وبعدها تفاجأت برأيه وإشادته بها وسعادته بوجود مثل ذلك العمل الأدبيّ.

عبد الرحمن داخلي ورواية ما تخفيه الروح

- رواية ما تخفيه الرّوح مأخوذة عن قصّة حقيقيّة لتوصيل رسالة معيّنة، هل ستتبع هذا النّوع من الكتابة في باقي أعمالك؟

- ربّما إذا صادفني شيء حقيقيّ لا يُعالج إلّا بالكتابة عنه، ما أنا متأكّد منه هو أنّني لن أكتب إلّا ما يحتوي على رسالة، سواء أكان حقيقيًّا أم من وحي خيالي.

بالحديث عن ذلك فرواية "ما تخفيه الرّوح" ليست كلّها حقيقيّة، بل أصعب جزء لا يقبل العقل أنّه كان حقيقيّاً هو الجزء الحقيقيّ.

- رواية "ما تخفيه الرّوح" قسمتها إلى عدّة فصول منفصلة متّصلة، وكلّ فصل قصّة كاملة، لها بداية ووسط ونهاية، هل تسعى لتجربة كتابة القصص القصيرة؟

- سيأتي حينها ما أردته، وتحدّيت نفسي فيه، هو بالتّحديد ما حدث، وهو أن تحتوي فصول الرّواية على قصص قصيرة مكتملة الأركان، ولكن تحت عباءة الرّواية، فلا يشعرالقارئ بأنّها قصص قصيرة.

لكنّ محبّ القصص القصيرة بالتّأكيد سيتعجّب من ذلك، ويعجبه الأمر.

أقرأ أيضاً كيف أكون شخصًا ناجحًا

حلقات تاريخ الأرض والبشر

- حدّثنا عن بحثك في التّاريخ وحلقاتك عن تاريخ الأرض والبشر؟ ولماذا لم يكتمل مشروع الحلقات؟

أنا شغوف بالتّاريخ، وكنت أقضي ساعات متواصلة في البحث بين صفحات الكتب لكشف حقيقة معلومة صغيرة، وفي هذا متعة شخصيّة لي رغم من صعوبة ومشقّة الأمر.

أردت سرد التّاريخ من بدايته بطريقتي من أوّل شيء خلقه اللّه في عدّة أجزاء حتّى وقتنا هذا، وأنهيت كتابة أوّل جزء، لكنّي ارتأيتُ أن الأفضل عدم نشرها على مواقع التّواصل الاجتماعيّ، بل أن أنتظر حتّى أجمعها في كتاب، وسيأتي وقتها قريبًا إن شاء اللّه.

ماذا ستضيف للعالم اليوم؟

- ما هي مبادرة "ماذا ستضيف إلى العالم اليوم"؟

- أصلها "ماذا ستضيف إلى نفسك اليوم؟" فالإضافة للنّفس هي إضافة للعالم، وهي مبادرة لدعم الإيجابيّة الواقعيّة بدءًا من الاستيقاظ، وحثّ العقل اللّاواعي على التّفكير في ترك أثر لكلّ يومٍ على حدة.

إذا فعّلنا ذلك السّؤال روتينًا لحياتنا بأن نسأل أنفسنا كلّ يوم ونتابع إجابتنا كلّ ليلة لنرى إضافتنا، ونشعر بأهمّيّتنا وأهمّيّة الوقت، وأهمّيّة وجودنا ممّا سيؤثّر على حياتنا وحياة كلّ من حولنا بالتّأكيد.

- ماهي قيمة وجود الرّفيق في الحياة من وجهة نظرك؟

- جميلٌ إذا وُجِد، وأجمل إذا استمرَّ.

- ونحن نمرّ باليوم العالمي للكتاب، ماذا يمثّل هذا اليوم لك؟

- الأيّام العالمية للأشياء فكرة حمقاء، أهمّيّة الكتاب والأب والأم هي كلّ يوم، كلّ يوم علينا الاحتفال والاحتفاء بكلّ ما له قيمة في حياتنا.

- في رأيك كيف يصل الإنسان إلى شغفه الحقيقيّ؟

- عليه قراءة رواية شغف، كلّما اقترب الإنسان من معرفة نفسه اقترب من شغفه، والشّغف يُمارس، فهو ليس محطّة للوصول، بل الطّريق.

عبد الرحمن داخلي في معرض الكتاب

- من وجهة نظرك هل يعدّ الحزن مدخلًا للشّيطان؟

- كل شيء هو مدخل للشّيطان، الحزن والفرح والشّغف، كلّ شيء.

- وصف أحد القراء رواية "ما تخفيه الرّوح" ببعض الملل في أحداثها لكثرة الأحداث الحزينة المتتالية الموجودة في الرّواية، ما هو ردّك؟

كثرة الحزن لا تجلب الملل، ولكن هناك من لا يحبّ قراءة شيء حزين بمثل حزن رواية "ما تخفيه الرّوح"، وهو شيء قصدته تمامًا حتّى يعيش القارئ مع بطل الرّواية بشكلٍ أقرب للواقع.

أقرأ أيضاً طموح الإنسان

أهم نصائح عبد الرحمن داخلي للقراء

- ماهي النّصائح الّتي تقدّمها للشّباب لكي يجدوا شغفهم؟

- يصدُّقوا أنفسهم، ويكتشفوا قدراتهم ومواهبهم، وهو أمر ليس هيِّنًا، ويحتاج محاضراتٍ عدّة، ولكن أوّلًا عليهم كتابة كلّ رغباتهم في ورقة مرتّبة حسب أهمّيتها ومن خلالها سيكتشفون الأمر.

- ما هي مشاريعك القادمة في الكتابة؟

- لديّ رواية منتهية تنتظر النّشر، وستكون بين أيديكم قريبًا إن شاء اللّه، وأعمل حاليًّا على تقديم الجزء الأوّل من تاريخ الأرض والبشر في قالب رواية.

مراجعة كتاب يعدُّ مجموعة رسائل أدبيّة سمّيته "أيام التّعافي" على أن يطرح في الشّهور المقبلة إن شاء اللّه، كما أشغلُ أوقات فراغي بممارسة شغفي القديم في كتابة المقالات، وقريبًا سأشارككم بمشروعٍ طالما طُلب منّي وحان وقت البدء فيه لمساعدة كلّ من يتوق لممارسة الكتابة.

حساب مصري معني بالشأن الثقافي والكتابة الإبداعية بكل أشكالها والجوائز الأدبية في مختلف فروع الإبداع الكتابي..

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

هل تحب القراءة؟ كن على اطلاع دائم بآخر الأخبار من خلال الانضمام مجاناً إلى نشرة جوَّك الإلكترونية

مقالات ذات صلة
نوفمبر 13, 2023, 6:43 ص - رؤى مالك القاضي
نوفمبر 11, 2023, 7:05 ص - جوَّك لايف ستايل
نوفمبر 7, 2023, 7:59 م - وفاء ناصر أحمد
أكتوبر 24, 2023, 6:55 م - جوَّك آداب
أكتوبر 22, 2023, 1:06 م - محمد السعيد عضمة
أكتوبر 17, 2023, 5:11 م - دكار مجدولين
أكتوبر 16, 2023, 9:17 ص - لؤي نور الدين الرباط
أكتوبر 11, 2023, 6:05 م - أم عمر وعبد الله
سبتمبر 16, 2023, 1:31 م - ميساء محمد ديب وهبة
سبتمبر 12, 2023, 12:21 م - زبيدة محمد علي شعب
سبتمبر 1, 2023, 2:21 م - وسام يحيي زقوت
أغسطس 30, 2023, 5:54 م - فاضل محمد
أغسطس 30, 2023, 5:08 م - محمد بخات
أغسطس 26, 2023, 5:15 م - لؤي نور الدين الرباط
أغسطس 24, 2023, 4:58 م - عبد الكريم محمد العيسوي
أغسطس 22, 2023, 7:29 م - سعيد إبراهيم محمد
أغسطس 21, 2023, 11:59 ص - عزالعرب سلمان
أغسطس 10, 2023, 12:48 م - أحمد توفيق عبدالله الوايلي
أغسطس 9, 2023, 4:16 م - سادين عمار يوسف
أغسطس 9, 2023, 2:43 م - محمد أمين العجيلي
أغسطس 2, 2023, 6:32 م - منى مسعد العفيفي
يوليو 31, 2023, 1:00 م - هند عساسلة
يوليو 20, 2023, 1:58 م - عبدالحليم ماهاما دادولا عيدالرحمن
يوليو 19, 2023, 7:36 م - عبدالحليم ماهاما دادولا عيدالرحمن
يوليو 17, 2023, 7:35 م - رانيا رياض مشوح
يوليو 11, 2023, 8:32 م - عبدالحليم عبدالرحمن
يوليو 4, 2023, 7:25 م - اسامه غندور جريس منصور
يوليو 1, 2023, 9:56 ص - عبدالحليم عبدالرحمن
يونيو 11, 2023, 7:15 م - اسامه غندور جريس منصور
يونيو 9, 2023, 10:03 م - عايدة عمار فرحات
مايو 28, 2023, 7:53 م - وليد فتح الله صادق احمد
مايو 28, 2023, 10:30 ص - اسامه غندور جريس منصور
مايو 14, 2023, 3:42 م - زبيدة محمد علي شعب
أبريل 27, 2023, 4:24 م - اسعد ثابت المضحي
أبريل 13, 2023, 12:13 م - وصال مصطفى العمر
أبريل 11, 2023, 10:09 ص - جهاد اللحام
أبريل 10, 2023, 9:49 ص - نور الايمان بوعزيز
أبريل 10, 2023, 9:46 ص - شرايطية جيهان
أبريل 3, 2023, 7:43 ص - شائف محمد قائد دماج القباطي
مارس 19, 2023, 3:24 م - زكريا مرشد على حسن الشميري
مارس 18, 2023, 8:26 ص - اكتمال برجاس
مارس 15, 2023, 7:58 ص - وفاءعبدالمعبود
فبراير 28, 2023, 1:28 م - سماح عبدالحليم حسن رخا
فبراير 23, 2023, 3:17 م - حسام الطعمة
فبراير 20, 2023, 12:29 م - رباب وحيد مأمون
نبذة عن الكاتب

حساب مصري معني بالشأن الثقافي والكتابة الإبداعية بكل أشكالها والجوائز الأدبية في مختلف فروع الإبداع الكتابي..