عبء التلوث البيئي على الصحة يمثل الآثار الضارة التي يتسبب فيها التلوث البيئي على صحة الإنسان. هذا العبء يمكن أن يكون متنوعًا، ويشمل مجموعة واسعة من الأمراض والحالات الصحية السلبية التي ترتبط بالتلوث البيئي.
اقرأ أيضاً تلوث البيئة القاتل الخفي..هل تثأر البيئة من الإنسان؟
الآثار الصحية الرئيسة للتلوث البيئي
1. أمراض الجهاز التنفسي
يمكن أن يؤدي تلوث الهواء بالجزيئات العالقة والملوثات الكيميائية، مثل المركبات العضوية طاردة الحشرات والكيماويات الصناعية إلى زيادة معدلات الربو، التهاب الشعب الهوائية، سرطان الرئة.
2. أمراض الناتجة عن تلوث المياه
تلوث المياه بالمواد الكيميائية السامة، مثل الزئبق والرصاص والزرنيخ والكادميوم، التي قد تسبب مشكلات في الجهاز العصبي، والتأثير على النمو والتطور الطبيعي، وزيادة معدلات الإصابة بأمراض السرطان وأمراض الكلى. أما عن التلوث الميكروبي قد يسبب أمراضًا مثل الكوليرا والتيفوئيد.
3. تغير المناخ وتأثيره السلبي على الصحة
يمكن أن يؤدي تغيُّر المناخ إلى تفاقم المشكلات الصحية الحالية وخلق تحديات جديدة. على سبيل المثال، يمكن أن يؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى أمراض مرتبطة بالحرارة والتعرُّض للحروق الشمسية والإجهاد الحراري، ويمكن أن تؤثر التغيرات في أنماط هطول الأمطار على توافر المياه وجودتها، ويمكن أن تتسبب الظواهر الجوية المتطرفة في حدوث إصابات ونزوح الإنسان إلى أماكن أفضل.
التغير المناخي والتغيرات في درجات الحرارة وأنماط هطول الأمطار، يمكن أيضًا أن يؤثر على توزيع وسلوك النواقل الحاملة للأمراض مثل البعوض والقراد، ما يؤدي إلى انتشار وتغيير نمط أمراض مثل الملاريا وحمى الضنك ومرض لايم.
اقرأ أيضاً مخاطر التلوث الضوضائي وأثره على صحة الإنسان
الفئات الأكثر تأثرًا بالعبء السلبي للبيئة
الفئات الأكثر عرضة للتأثيرات السلبية لتلوث البيئة هم الأطفال؛ نتيجة عدم اكتمال نموهم، وضعف جهاز المناعة، وعدم اكتمال الغلاف المحيط بالمخ؛ فيسهل وصول الملوثات للجهاز العصبي والتأثير عليه. أيضًا كبار السن والنساء الحوامل والفئة التي تعاني الأمراض المزمنة.
طريقة حساب العبء البيئي على الصحة
حساب العبء البيئي على الصحة يشمل تقدير الأثر الصحي للتلوث البيئي، والعوامل البيئية الأخرى على السكان. توجد عدة طرق ونهج لحساب هذا العبء، وقد تختلف الأساليب باختلاف السياق والبيانات المتاحة. إليك خطوات عامة لحساب العبء البيئي على الصحة.
تحديد المؤشرات الصحية
ابدأ بتحديد الأمراض والحالات الصحية التي يمكن أن ترتبط بالعوامل البيئية، مثل أمراض الجهاز التنفسي، والأمراض المعدية، والأمراض الناتجة عن التلوث الكيميائي.
تقييم المُعرَّضين للمخاطر البيئية
البدء بتحديد مصادر التلوث الرئيسة والعوامل البيئية الأخرى التي يتعرض لها السكان، مثل تلوث الهواء والمياه والتلوث السمي.
تحليل البيانات الصحية
استخدم البيانات الصحية المتاحة، مثل سجلات الوفيات والإصابات؛ لتقدير عدد الحالات المرتبطة بالعوامل البيئية على مستوى معين، مثل الدولة أو المنطقة الجغرافية.
تقدير العبء الصحي
باستخدام البيانات المتاحة يمكن حساب عبء الأمراض والإصابات المرتبطة بالعوامل البيئية، سواء أكان عن طريق تقدير عدد الوفيات أم عدد السنوات المعيشية المفقودة بسبب الأمراض.
التحليل الاقتصادي
الاهتمام بالدراسات التي تحسب تقدير تكلفة العبء الصحي المرتبط بالعوامل البيئية، وذلك عن طريق تحديد التكاليف الطبية المباشرة وغير المباشرة، بما يشمل تكاليف العلاج وفقدان الإنتاجية الناتجة عن التغيب عن العمل بسبب الإصابات والأمراض.
تحديد السياسات والإجراءات والقوانين
استنادًا إلى النتائج، يمكن استخدام البيانات لتوجيه سياسات البيئة والصحة، واتخاذ التدخلات اللازمة لتقليل العبء البيئي على الصحة، مثل تنفيذ قوانين التلوث وتعزيز الوعي البيئي.
هذه هي الأطر العامة التي ينبغي اتباعها لحساب العبء البيئي على الصحة، التي تتطلب تحليلات إضافية؛ لتقديم تقديرات دقيقة وشاملة لهذا العبء.
اقرأ أيضاً أسباب تلوث البيئة وما يحمله من مخاطر
التدابير المتبعة لخفض التأثير السلبي لتلوث البيئة على الصحة
يتطلَّب التصدي للعبء البيئي للأمراض جهودًا منسقة للتخفيف من المخاطر البيئية، وتحسين جودة البيئة لحماية الصحة العامة، ويشمل هذا:
1. رصد مصادر الملوثات، وتطبيق التدابير نحو التحكم بها، ووضع لوائح، وتنفيذ الإجراءات وسياسات للحد من التلوث والتخلص الآمن منها.
2. ينبغي التوجه لتعزيز الممارسات المستدامة، وتطوير التقنيات النظيفة في الصناعة والزراعة، وتطوير البنية التحتية والاستثمار في الطاقة المتجددة، وتعزيز النقل العام، وتطبيق الحلول العلمية التي تتعامل مع التلوث من مصادره وتطبيق سياسات بيئية صارمة.
3. تحسين نوعية الهواء والمياه والتربة، وتوفير السبل للوصول إلى موارد صحية نظيفة وسليمة.
4. توفير رعاية صحية شاملة للجميع؛ للحد من انتشار الأمراض المرتبطة بالبيئة.
5. الترويج لبرامج التوعية والممارسات؛ لزيادة الوعي بأهمية الحفاظ على البيئة والصحة البيئية.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.