عايد الرباط أحد أبرز كُتَّاب الدراما الدينية والتاريخية في مصر والعالم العربي، إذ قدَّم أعمالًا تركت بصمة قوية في وجدان المشاهد العربي، ويتردد اسم المؤلف والكاتب عايد الرباط كونه علامة فارقة في تاريخ الشاشة المصرية والعربية بأعمال درامية دينية وتاريخية خالدة، لا سيما خلال شهر رمضان، بدأ مسيرته في الكتابة من بوابة الإذاعة، لكنه سرعان ما انتقل إلى الشاشة الصغيرة وكتب مسلسلات تناولت حياة أعلام المسلمين بطريقة درامية مؤثرة (من الإمام البخاري إلى محمد عبده مرورًا بالترمذي والنسائي والليث بن سعد)، فترك الرباط بصمة لا تُمحى في مجال الدراما التلفزيونية الهادفة، امتلك خلفية أكاديمية في اللغة والترجمة، ما أضفى على كتاباته عمقًا لغويًا ومعرفيًا واضحًا. وعلى الرغم من أنه لم يكتب سوى فيلم واحد، فإن إسهاماته في التلفزيون والإذاعة تركت إرثًا كبيرًا يستحق التوثيق والاهتمام.
يتناول هذا المقال سيرة الكاتب عايد الرباط الذي أضاء شاشات التلفاز بأعماله المستندة إلى التراث الإسلامي، ومحطات حياته الفنية، من عمله بالتدريس والترجمة إلى تألقه كونه مؤلف مسلسلات دينية وتاريخية، وأهم أعماله التي لا تزال تُعرض وتحظى بالتقدير.
مولد المؤلف والكاتب عايد الرباط
وُلد عايد الرباط في الثامن من يناير عام 1935 بمحافظة الشرقية.
عمل عايد الرباط بجوار الكتابة
عمل عايد الرباط مدرسًا للغة الإنجليزية بوزارة التربية والتعليم، وعمل بالترجمة في الستينيات.
البداية الفنية للكاتب عايد الرباط
بدأ عايد الرباط الكتابة بعد ما طلبت منه الإذاعة المصرية كتابة مسلسل إذاعي مدته نصف ساعة عن بلقيس ملكة سبأ، وحقق نجاحًا بعد عرضه، وشعر بأن الأعمال الدينية هي الأقرب له، فكتب ملخصًا عن رواية الحديث الشريف وقدمه للشركة الإسلامية، واتفق معهم على تقديم ستة موسوعات.
وكتب عايد الرباط عددًا من المسلسلات الدينية ونجح فيها نجاحًا كبيرًا وجذبت اهتمام كثير من المشاهدين، وظلوا يشاهدونها سنوات طويلة وتُعرض إلى وقتنا هذا، ومن أهمها مسلسل (الإمام محمد عبده)، و(الإمام النسائي)، و(الإمام الترمذي)، و(الإمام البخاري)، ويُعد هو واحدًا من أهم المؤلفين الذين كتبوا المسلسلات الدينية خلال شهر رمضان، على الرغم من أنه بدأ كاتبًا للإذاعة وقدم بها العشرات من المسلسلات الإذاعية الناجحة؛ فإنه استمر في تقديم المسلسلات الدينية سنوات، إذ درس علم الحديث ستة أعوام.
مسلسلات عايد الرباط
ألف عايد الرباط عددًا من المسلسلات، واشتهر بمسلسلات السير الذاتية لأئمة الإسلام وعلمائه، ومن أبرزها:
في عام 1980 كتب قصة وسيناريو وحوار مسلسل (المجهول بلا عنوان) بطولة أبو بكر عزت ومشيرة إسماعيل، وإخراج فؤاد عبد الجليل.
وفي عام 1982 كتب سيناريو وحوار مسلسل (ولاد حارتنا) بطولة عبد الغني ناصر وسعيد عاصم، تأليف سهام سرحان، وإخراج محمد عبد السلام، وألف مسلسل (الإمام البخاري) بطولة أشرف عبد الغفور وصفاء السبع، وإخراج تيسير عبود.
وفي عام 1985 كتب قصة وسيناريو وحوار مسلسل (الجدران الدافئة) بطولة ليلى علوي وعبد الغني ناصر، وإخراج سمير الفلال.
وفي عام 1986 كتب قصة وسيناريو وحوار مسلسل (أدهم) بطولة عزت العلايلي وجميل راتب، وإخراج ممدوح مراد.
وفي عام 1989 كتب قصة وسيناريو وحوار مسلسل (واحة في أحضان الجبل) بطولة كمال الشناوي ومحمد خيري، وإخراج سمير الفلال.
وفي عام 1998 كتب قصة وسيناريو وحوار مسلسل (الإمام الترمذي) بطولة محمد رياض وفايزة كمال، وإخراج أحمد طنطاوي.
وفي عام 1999 ألف مسلسل (الليث بن سعد) بطولة أشرف عبد الغفور وتيسير فهمي، وإخراج مصطفى الشال، وكتب قصة وسيناريو وحوار مسلسل (العشق الإلهي) بطولة محمد وفيق وأشرف عبد الغفور، وإخراج مصطفى الشال.
وفي عام 2000 ألف مسلسل (الحسن البصري) بطولة عزت العلايلي وأحمد بدير، وإخراج أحمد توفيق.
وفي عام 2001 كتب قصة وسيناريو وحوار مسلسل (ابن ماجه القزويني) بطولة حسن يوسف ومنى عبد الغني، وإخراج مصطفى الشال.
وفي عام 2004 كتب قصة وسيناريو وحوار مسلسل (الإمام النسائي) بطولة حسن يوسف ورومان عبد الغني، وإخراج مصطفى الشال.
وفي عام 2005 كتب قصة وسيناريو وحوار مسلسل (الإمام محمد عبده) بطولة أحمد عبد العزيز ووفاء عامر، وإخراج شكري أبو عميرة.
أفلام عايد الرباط
كتب عايد الرباط قصة وسيناريو وحوار فيلمًا واحدًا، وهو فيلم (أنا) عام 1985، بطولة فريد شوقي ومديحة كامل، وإخراج أحمد السبعاوي.
المسلسلات الإذاعية التي كتبها عايد الرباط
كتب عايد الرباط عددًا من المسلسلات، ومنها المسلسل الإذاعي:
- (رحلة العذاب)
- (حب في دوامة)
- (الجدران الدافئة)
- (آباء وتلامذة)
- (أرض الفيروز)
السهرات التلفزيونية التي كتبها عايد الرباط
كتب عايد الرباط سهرة تلفزيونية بعنوان:
(سي عطوة وجهة نظر)
وفاة عايد الرباط
توفي عايد الرباط في 30 من إبريل عام 2013.
في الذكرى الثانية عشرة لرحيل عايد الرباط، يبقى اسمه محفورًا في تاريخ الدراما المصرية والعربية كونه أحد أبرز كتاب المسلسلات الدينية والتاريخية، بأسلوبه الذي جمع بين البحث الدقيق المستند إلى دراسته لعلم الحديث، والسرد الدرامي الجذاب، نجح في تقديم شخصيات إسلامية عظيمة وسير ذاتية مؤثرة لملايين المشاهدين، مساهمًا في نشر الوعي التاريخي والديني، خاصة عبر شاشة رمضان التي ارتبط اسمه بها سنوات، إن أعماله التي لا تزال تُعرض وتُتابع حتى اليوم هي خير شاهد على قيمة إرثه الفني والفكري، رحم الله الكاتب عايد الرباط.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.