عالم المراهقين

«المراهقة أو الشباب» مرحلة يمر بها جميع البشر، هذه المرحلة التي يظن بعضنا أنها مرحلة الجنون والطيش، لكنها مهمة جدًّا، وهي لمن يُحسن استغلالها مرحلة ازدهار وتفوق. لكن المراهقة تكون في رأيي حالة غير مستقرة للمراهق، أي أنه أحيانًا يكون حزينًا بلا سبب، سعيدًا بلا سبب، تجده تارةً طفوليًّا يلعب ويمرح، وتارةً أخرى حزينًا مكتئبًا.
وأنا ككل الناس أمرّ بهذه المرحلة، أُعبر عن نفسي بالكتابة، أفقد أحيانًا ثقتي بنفسي، أبكي أحيانًا لأنني وحيدة، مع أن الأصدقاء حولي. أشعر دائمًا أنني لم أجد تلك الصديقة التي تُحبني حقًّا وتُفضلني عن البقية، أشعر أنني لم أجد من تكون بئرًا لأسراري، ومن تكون ظهري الذي أستند له، ووسادتي التي أبكي عليها، تجد بداخلي ما لا أجده في نفسي.
أحتاج لمن يدعمني، يُحبني، يفهمني. لدي بئر في المنزل مستعدة لاختزان كل أسراري، لكنني لا أحب أن أملأها بمشاعري وأحاسيسي. أسمع كلامًا حزينًا، أبكي، وأسمع كلامًا سعيدًا، أضحك.
مشاعري مختلطة دائمًا بين فرح وحزن وغضب. أريد أحدًا مثلي يفهمني، يمرُّ بنفس حالتي. لا أحد يفهم المراهق سوى المراهق.
لذا أنا الآن أُعبر عن نفسي ونفس المراهقين جميعًا.
نحن نحتاج إلى من يحتوينا، يقدرنا حق قدرنا، يشجعنا.
نحن المراهقون نشعر بمن حولنا، فأنا أنظر إلى أمي وأبكي وحدي عندما أتذكر ما قدمته من أجلي، تذرف دموعي شوقًا ليوم أردُّ لها بعضًا من الجميل. وأبي أيضًا، أنظر إليه يتعب من أجلي، لا يُفصح عن مشاعره، لكنني أرى عن طريق ما يفعله من أجلي، أنه حقًا يريد مني أن أصبح أفضل إنسان في العالم.
قد لا أُعبر عن مشاعري، وأمضي إلى أمي وأبي وأقول لهم هذا الكلام، لأنني أحب أن أبدو الفتاة القوية التي لا تعصف بمشاعرها الريح، لكن هذا كله وهم.
أنا أشعر وأبكي في صمت، أكتم داخلي وأعبر بالكتابة.
في جوفي كثير من المشاعر والتعابير التي أود أن أُفصح عنها.
هذه مرحلة ستمر، والحل استغلالها والتعايش معها.
العمر سيمضي، فإما أن نكون شعلة مضيئة في وسط العتمة، وإما أن نبقى متسترين بعتمة الليل المظلمة ونُخفي أنفسنا وإبداعاتنا.
أيها المراهقون أمثالي، هذه مرحلة تنمو بها جذورنا كي نصبح راسخين في وجه الريح العاتية في المستقبل؛ لذا علينا الصبر.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة