هل حقًّا عاد الشاعر الفلسطيني محمود درويش من الموت مرتين ليروي لنا مشاعر خروج الروح من الجسد؟ وكيف استطاع الخروج من حصار دبابات العدو بخطة مدهشة، جعلته يمر من بين الجنود والرشاشات، هاربًا من جحيم المعتقلات والإقامة الجبرية؟
أسئلة تجد إجاباتها في هذا الفيديو مع كثير من الحقائق الغريبة والأسرار المدهشة عن محمود درويش، فأهلًا بك على جوك، حيث المعرفة متعة.
شاعر المقاومة
إنه محمود درويش الذي يعرفه الناس بكونه شاعر المقاومة والحنين إلى الوطن، الذي كانت قصائده أشد وطئًا على المستعمر من نيران المدافع أو قذائف الدبابات، غير أن قليلًا من الناس يعرف أن درويش عاش محاصرًا طيلة حياته.
فبعدما خرج مع عائلته لاجئًا عام 48 في التاسعة من عمره، عاد بعد عام واحد متسللًا إلى قريته التي أضحت قرية زراعية لقوات الاحتلال، ليعيش في قرية أخرى متخفيًا معظم الوقت ومحاصرًا في وطنه.
أما في شبابه فتعرض للقمع والسجن على يد المحتل أكثر من مرة، فتسلل للخارج باحثًا عن حريته الضائعة، فطارده حصار الغربة واللجوء في القاهرة وبيروت وتونس وباريس، وحينما أقدم على الزواج في محاولة منه لكسر حصار الوحدة والعزلة، فشلت تجربته الأولى مع الكاتبة السورية رنا قباني، ابنة أخ الشاعر الكبير نزار قباني بعد أقل من 4 سنوات، وحينما عاود المحاولة وتزوج من المترجمة المصرية حياة الهيني، انتهى زواجه منها بعد عام واحد.
الخروج من الحصار
حتى في لبنان التي أصر على البقاء فيها رغم الحرب والدمار، استيقظ محمود درويش على صوت دبابات وعربات المحتل تنتشر في الشوارع، وأزيز طائرات الاحتلال تحوم فوق بيوت العاصمة، فكان على الشاعر الذي لم يحمل مسدسًا في حياته أن يخرج من حصار الدبابات وإلا سيواجه خطر السجن والاعتقال مرة أخرى.
فأقام الشاعر الكبير في أحد المطاعم خوفًا من القبض عليه في أحد بيوت أصدقائه، وأطال لحيته وغير معالم وجهه، واتفق مع السفير الليبي على الخروج في عربة السفارة، في مغامرة كان من الممكن أن تكلفه حياته وتخلق أزمة دبلوماسية مع دولة ليبيا.
وفعلًا مر محمود درويش من حصار الجنود والدبابات إلى الأشرفية ومنها إلى سوريا ثم إلى تونس، وكما خرج درويش من الحصار بخطة عبقرية عاد من الموت بعناية إلهية كذلك، لكن.. كيف حدث ذلك؟
العودة من الموت
ربما كان المشهد الأكثر رعبًا وغرابة في حياة الشاعر الفلسطيني محمود درويش الذي عاش المذابح ودخل سجون الاحتلال ورأى كثيرًا من الأهوال، ففي أثناء زيارته إلى النمسا أصيب الشاعر الكبير بذبحة صدرية حادة، وبينما كانت سيارة الإسعاف تنقله لأحد مستشفيات فيينا، كان قلبه يصارع من أجل البقاء، وفي المستشفى أدخل غرفة العناية المركزة وفجأة توقف قلبه عن العمل.
ومع محاولات الإنعاش المستمرة، عاد قلبه ليعمل بعد دقيقة كاملة، وحينما تنفس الأطباء وطاقم التمريض الصعداء، توقف قلب درويش مرة أخرى وكأنه انتهى من حصار الحياة وبدأ رحلته إلى العالم الآخر، لكن العناية الإلهية كانت حاضرة ليعود قلبه للعمل مرة أخرى بعد دقيقتين من التوقف التام، في معجزة حكى عنها محمود درويش بعد ذلك لصديقه الكاتب زياد عبد الفتاح، قائلا إنه شعر بروحه تتخفف من جسده وتصعد للسماء وكأنه يسبح كريشة في الفضاء، فهل كانت هذه الحادثة سببًا في الطريقة التي توفي بها درويش بعد ذلك في أمريكا؟
الوصية الأخيرة
فعندما توجه إلى مركز تكساس الطبي عام 2008 لإجراء جراحة القلب المفتوح، كان الأمر مجرد خطوة علاجية وعملية تجرى لعشرات الأشخاص كل يوم، لكن درويش كان يعرف شيئًا لا نعرفه، فشعر بأنه لن ينجو هذه المرة.
وأوصى الأطباء بنزع أجهزة الإنعاش وإمدادات الأكسجين عن جسده في حالة الدخول في غيبوبة نتيجة العملية الجراحية، وعلى الرغم من غرابة الوصية فقد حدث السيناريو الذي توقعه درويش وكأنه رأى المشهد قبل أن يحدث، وفعلًا دخل درويش في غيبوبة كما توقع، وفصل الأطباء أجهزة الإنعاش عن جسده، لتصعد روح الشاعر الكبير دون عودة، وكأنه كان يسعى إلى التحرر من الحصار والاحتلال ومشاهد الدمار والغربة واللجوء من بلد إلى بلد.
وأنت عزيزي القارئ.. هل توافق محمود درويش على وصيته الغريبة؟ وهل توجد قصيدة لا تنساها لذلك الشاعر العربي الكبير؟
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.