عادل أدهم.. أيقونة أدوار الشر في السينما المصرية

عادل أدهم أيقونة أدوار الشر في السينما المصرية الذي تميز بأسلوبه الفريد من نوعه في تجسيد الشخصيات الشريرة، ذلك الأسلوب الذي جعل كثيرين منبهرين بالشخصيات الشريرة في القصص التي كان يؤديها؛ بسبب تفرده في الأداء المميز ونبرة الصوت التي ارتبطت عند كثيرين بجمل تميز بها في أدواره، مثل: (ادبح يا زكي قدرة) من فيلم السلخانة، و(هنرقص دانس يا روح أمك) من فيلم (الفرن)، و(أهلًا يا قطة) من فيلم (حافية على جسر من ذهب) الذي يُعد من أبرز أعماله.

تألق عادل أدهم في الأدوار المتنوعة

ولكن في حقيقة الأمر، لم يتميز فقط في أدوار الشر، فقد استطاع إبراز موهبته وقدرته على أداء وتجسيد شخصيات أخرى، مثل دوره في فيلم (سواق الهانم) مع النجم الراحل أحمد زكي والنجمة الراحلة سناء جميل، إذ تميز في هذا الفيلم بدوره الفكاهي والمرح الذي جسَّد بواسطته شخصية رجل من عائلة ثرية ذو حس فكاهي ومرح، بخلاف زوجته التي كانت تتسم بالشدة والحزم، إلى أن أتى سائق جديد للمنزل ليتقرب منه أكثر؛ وذلك بسبب شعوره بالحرية والابتعاد عن قيود زوجته.

وأيضًا دوره في فيلم (ثمن الغربة) الذي استطاع بواسطته تجسيد دور الأب المغترب الذي على استعداد لأن يضحي بنفسه من أجل إنقاذ ابنه. هذا الدور جعل دموع كثيرين تسيل حزنًا وتأثرًا معه في آخر مشهد، وهو يحتضن ابنه ويفقده بين ذراعيه.

وتألق في دوره بفيلم المجهول، هذا الدور الذي استطاع بواسطته أن يثبت للجميع أن قدراته التمثيلية ليست فقط في براعته في استخدام الكلمات والجمل التي تترك أثرًا في الناس، ففي هذا الدور جسَّد دور رجل أصم وأبكم يعمل في فندق مع سيدة وابنتها، وقد حرَّك مشاعر كثيرين فقط باستخدامه لتعابير وجهه دون النطق بكلمة واحدة؛ فقط بنظراته وتعابير وجهه استطاع أن يثبت مدى قدراته وتفانيه وإبداعه في أداء أدواره في السينما.

البرنس الذي ترك بصمة خالدة

لقد استطاع أن يبث بداخلنا مشاعر الخوف والحزن والضحك عن طريق الشخصيات التي يجسدها، لذلك أُطلِق عليه لقب (البرنس). وبعد تحقيقه لهذا النجاح المبهر في السينما وتقديمه لأدوار عدة مميزة، مثل: (المرأة التي غلبت الشيطان، آه يا ليل يا زمن، سواق الهانم، أسياد وعبيد، جحيم تحت الماء، ثمن الغربة، أنا مجنون، صاحب الإدارة بواب العمارة، سارق الملايين، الانتقام، لصوص على الموعد، الخائنة، لقاء مع الماضي، بستان الدم، أقوى من الأيام، المجهول، السلخانة) ليرحل عن عالمنا سنة 1994 لتنتهي مسيرته الفنية الرائعة التي كانت مملوءة بعدد من النجاحات في السينما.