عادات وتقاليد الاحتفال برأس السنة الأمازيغية

تحتفل أغلب بقاع العالم بالسنة الجديدة أو ليلة رأس السنة في اليوم الحادي والثلاثين من ديسمبر من كل عام، لكونها نهاية سنة ميلادية وبداية أخرى مفعمة بالأمل والأحلام. لكن بعض الشعوب لا تحتفل برأس السنة في الحادي والثلاثين من ديسمبر، إنما تحتفل بتقويم آخر تمامًا تبدأ معه عامها الجديد.

ما التقويم الأمازيغي؟

يُطلق عليه أيضًا (التقويم الفلاحي) وهو تقويم يُستخدم في بلاد شمال إفريقيا، لارتباطه بالزراعة والفلاحة، تم اعتماده أولًا في بلاد المغرب، وهو إعادة استخدام للتقويم الروماني بعد احتلال تلك الأخيرة لشمال إفريقيا، ويُحتفل به في 12 أو 13 يناير.

ويُسمى بالأمازيغي نسبة لانتصار أحد ملوك الأمازيغ ويُدعى "شاشناق" على الملك المصري "رمسيس الثاني" في معركة قامت أحداثها على ضفاف النيل عام 950 قبل الميلاد، والأمازيغ هم البربر.

الملك شاشناق هو ملك مصري من أصل ليبي، وقد حكم مصر القديمة في عهد الفراعنة، واستمر نسله ذو الأصول الليبية في تولي الحكم مدة قرنين من الزمان.

يوجد الأمازيغ في المساحة من المغرب إلى مصر، وأغلبهم يدينون بالإسلام، لكنهم يحافظون على هويتهم وثقافتهم المختلفة عن الثقافة العربية، وقد وُجدوا قبل العرب، ويتركز معظمهم في المغرب والجزائر وليبيا، أي منطقة إفريقيا الشمالية، ويبلغ عددهم نحو 30 مليون نسمة.

ما السنة الأمازيغية؟

هو تقويم يعني بداية العام الزراعي أو الفلاحي الجديد، إيذانًا ببدء محصول آخر وعام جديد من الإنتاج وخيرات الأرض. وقد تقرر هذا اليوم عطلة رسمية مدفوعة الأجر في المغرب في عام 2023 بتوجيهات من الملك محمد السادس، بعد تدخل أكثر من منظمة حقوقية وناشطة في مجال الدفاع عن الثقافة الأمازيغية لإقناعه بجعل هذا اليوم عطلة رسمة وعيدًا وطنيًّا.

احتفالات المغرب

عادات وتقاليد رأس السنة الأمازيغية

تحتفل بعض الشعوب برأس السنة الأمازيغية على طريقتها الخاصة، لكنها احتفالات زراعية في الأغلب، منها ذبح الأضاحي في الجزائر وتوزيع لحومها على الفقراء والضعفاء، وتسمى تلك الوليمة "الوزيعة".

كما يسكب الجزائريون طبقًا كبيرًا من الحلويات والفواكه المجففة على رؤوس الأطفال اعتقادًا منهم أن هذا التصرف سيجعل حياتهم القادمة أكثر سعادة، ويصنعون الفطائر المحلات المسماة "البغرير".

ولأن السلطات الجزائرية اعتمدت هذا التاريخ -12 يناير- عطلة رسمية مدفوعة الأجر منذ عام 2018، فإن الاحتفالات قد تتضمن بعض الأنشطة المختلفة مثل المحاضرات التي تلقي مزيدًا من الضوء على الحضارة الأمازيغية.

الشخشوخة والكسكسي

أما في المغرب فيحتفلون برأس السنة الأمازيغية في 13 يناير، وتكون احتفالاتهم وسط الحقول، حيث يرتدون الملابس الجديدة، وقد يحلقون رؤوسهم، بالإضافة إلى إعداد الأطباق المميزة التي يتناولها أفراد الأسرة مجتمعين مثل الكسكسي، والشخشوخة -وهي طبق العيد الرئيس- وشوربة مصنوعة من الحمص واللحم المفروم.

حلويات شعبية

ومن عادات الاحتفال بهذا اليوم وضع نواة تمر وسط الطعام، ومن يعثر عليها يكون هذا دلالة على أنه سيكون محظوظًا في عامه الرزاعي المقبل، وتختلف احتفالات رأس السنة الأمازيغية من بلد لأخرى، لكن الأكلات المصنوعة في هذا اليوم تكون من حصاد السنة الزراعية الماضية؛ احتفالًا بإنتاج الأرض، واستعدادًا لموسم زراعي جديد.

يتخلل اليوم بعض الاحتفالات الفلكلورية الشعبية من فرق موسيقية، والاستماع إلى القصص والحكايات وأشهرها حكاية عن راعية أغنام عجوز ضاقت ذرعًا من طول شهر يناير، فاغتاظ منها السهر واستعار بعض الأيام من شهر فبراير ليزيد طوله، وبذلك يقل طول فبراير انتقامًا من هذه العجوز.

احتفالات شعبية

ويُطلق على هذا اليوم أيضًا يوم الطبيعة، ويعتقد بعضهم أنه يوم لإرضاء شهر يناير وإطفاء غضبه على تلك العجوز الذي حل عليهم منذ مئات السنين.

إن الاحتفالات برأس السنة الأمازيغية قد تمتد أكثر من أسبوع وليس يومًا واحدًا، وهي أيام لا تخلو من لقاء الأهل وإقامة الولائم. ويوضح أحد الباحثين أن الاحتفالات بهذا اليوم توطد العلاقة بين الأمازيغ وأرضهم، التي تمنحهم الحياة والخصوبة.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.