رانيا رياض مشوح أغسطس 1, 2023, 8:03 م

ظاهرة الارتباك المرضي.. أسبابه وأعراضه

من الطبيعي أن يشعر أي شخص منا بالارتباك في مواقف معينة، سواء أكانت هذه المواقف حزينة أم تعيسة، في حفل الزفاف أم في العمل، أمام أشخاص ذوي مناصب عليا أم أمام الأهل، في مناقشة علمية معينة أم في مواقف الحزن المهيبة... إلخ.

عدم القدرة على التصرف واتخاذ القرار المناسب والشعور بالتوتر المطبق على أنفاسنا، قد يحصل في أي وقت ومكان ومع أي شخص، لكن غير الطبيعي أن يتكرر هذا الارتباك معنا في مواقف وأماكن لا تستدعي ذلك ويكون الحضور فيها غالبًا يتخذ السمة الطبيعية في التعامل.

فيصبح تكرار هذا الأمر معنا أسلوب حياة، ومن الممكن أن يصبح لقبًا يرافق هذا الشخص الذي يعاني الارتباك الدائم، ما يزيد الطين بلة ويؤثر في شخصيته ونفسيته بدرجة أكبر وأكثر خطورة وألمًا.

أعراض الارتباك

للارتباك عدة أعراض نذكر منها:

التعرق الدائم في غالب أو كل المواقف التي يوضع فيها الشخص المرتبك.

اللعثمة في الكلام وعدم إبداء أي رأي يفيد حتى لو كان يمتلك المعلومة، فهو لن يتمكن من قولها في إطار سليم ومهني أو اجتماعي صحيح.

التوتر وشد الأعصاب الملازمين لأي تصرف أو انفعال يبديه هذا الشخص.

الكز على الأسنان في المواقف الصعبة وصدور حركات غير إرادية بيديه أو قدميه أو حتى وجهه.

الاختباء واعتزال العالم وعدم الاختلاط بالمجتمع المحيط، ما يسبب له العزلة والشعور بالخوف والارتباك بدرجة أكبر ويصبح انطوائيًّا.

التهرب من تحمل المسؤولية والشعور بالراحة عند الهرب من أي موقف يمكن من خلاله إسداء المساعدة إلى الغير.

التخاذل والاستسلام بسرعة كبيرة دون أي مجهود من الطرف الآخر، حتى يتخلص من وطأة الموقف حتى لو كان صاحب، حق ما يجعله يتنازل عن حقه ببساطة ودون أي مبررات تذكر.

الاكتفاء بما لديه، وعدم الرغبة أو المحاولة للتطور أو التغيير في سلوكياته أو حتى التغيير على مستوى اللباس أو الأكل أو الأماكن التي يذهب إليها والأشخاص الذين يعرفهم، ويغرق نفسه بروتين اعتاده، لأن ذهنه يصور له أنه مع هؤلاء وفي هذه الأماكن وعلى الأحوال نفسها سيبقى مرتاحًا وفي مأمن.

صفات الشخص الذي يعاني الارتباك

1- متخاذل.

2- غير طموح.

3- جبان.

4- انطوائي.

5- أناني فهو لا يكترث لغيره، المهم أن يبقى في مأمن.

6- فاشل في حياته المهنية والاجتماعية.

7- غير فعال في أي موقف اجتماعي.

أسباب الارتباك الذي يطرأ على شخصية الفرد

من المعروف أن الإنسان لا يولد وهو يحمل هذه الصفة، ثم إن الطفل معروف عنه أنه يكون جريئًا ومغامرًا لأنه لا يعي خطورة أي فعل يقدم عليه، لكن المجتمع هو الذي يجعل الشخص يكتسب هذه الصفة بطريقة التعامل التي يتعرض لها الشخص في طفولته سواء أكان ذلك في المنزل أم المدرسة أم العالم المحيط به.

فقسوة الأهل والمدرسين من الممكن أن تكون أول عامل يسهم في كسر ثقة الشخص بذاته، وطريقة التعامل المهينة والتقليل من شأن الطفل وآرائه أمام نفسه وأمام الآخرين ستجعله مهزوزًا منعدم الثقة بنفسه ولا يجرؤ على اتخاذ أي قرار حتى لو كان هذا القرار خاصًّا بحياته هو أو مستقبله أو أصدقائه أو طبيعة المجتمع من حوله والذي يرغب بالانتماء إليه.

نعت الطفل بألقاب مؤذية كالفاشل والغبي وغيرها كثير، ستسهم في تشويه صورته أمام عينه وأمام أعين الناس وسيعاني من جراء تردد هذه الألقاب حوله كثيرًا، ولن يتمكن من التخلص منها حتى لو أصبح كبيرًا في السن.

طريقة مساعدة الشخص الذي يعاني الارتباك

1- إعادة محاولة دمجه في المجتمع حتى يكسب ثقته بنفسه وثقته بمن حوله.

2- إسداء التقدير له على أفعاله الحسنة وتشجيعه مرات ومرات على المحاولة حتى يتمكن من النجاح.

3- عدم تسليط الضوء على نقاط ضعفه، وإشعاره بأنه شخص طبيعي في وسط اجتماعي طبيعي لن يؤذيه.

4- الأخذ بآرائه حتى لو كانت سطحية ومدحه أمام الآخرين ليشعر بقيمة نفسه وبذلك يسترد شيئًا من ثقته بنفسه.

5- حمله على تجريب أشياء جديدة في حياته وعلى التعرف على أشخاص جدد سيساعده في توسيع دائرته الاجتماعية، ما يخرجه من عزلته وانطوائيته.

6- العمل على ألَّا يتعرض لأي أذى لفظي أو جسدي، كالذي اعتاده سابقًا وأثر في شخصيته.

بقلم رانيا رياض مشوح

صحفية و إعلامية سابقة في جريدة البناء اللبنانية و قناة توب نيوز الإخبارية .. خريجة كلية الآداب قسم المكتبات

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.