على مر الزمان اقترن الألم بمفهوم سلبي محظ، كأن يربط بالعذاب وقلة الأمل والبلاء إلى آخره من المسميات الغير طيبة، لم يمنعني ذلك من رؤية الوجه الآخر من العملة، خيرها، ذكاءها وقدرتها على تغيير وتحرير الإنسان.
سأبدأ بما أسميه الألم المُنجي! أحيانا تأخذنا ذواتنا نحو الهلاك، روتين سام، تأقلم في غير مكاننا، يغلب العناد أو الخوف رغبتنا في التطور ظناً مناّ أن الحياة ستبقى على حالها وأننا سنظل بخير وبدونه، هنا يجب أن نوقف ذواتنا قبل أن توقضنا الحياة باكتئاب أو قلق غير مفهوم...
لا تختلف دلالة الألم المنجي معنوياً كان أم عضوي فكلاهما يأتي لينذر بخلل يتحتّم الاهتمام به لأنّ أنفسنا وأبداننا أذكى منّا، حيث فطرت على التعلّم والتشافي في كل مرة تواجه مشكلة، لا تتطلّب سوى المساعدة على تكوين مناعة معنوية كانت أن جسمانيّة.
بعد ذلك يصبح الألم معلماً، لايفيد هذا النوع من الألم إلًا عندما نعيد تجربته، نعلم أساسه وكيف نعالجه بعبارة أخرى يجعلنا أقوى ويزودنا بالحكمة الكافية ليس لمساعدة ذواتنا بل لمشاركتها مع من يفتقر لتلك الحكمة أو من يواجه ذاك الألم للمرة الأولى.
أقوى أنواع الألم هو ما لم أستطع إيجاد مسمى يليق به، يصعب تفسيره كما يصعب العيش به، لا حل أمامنا معه سوى السير مع تياره آخذاً معه كل شيء، يقلب الحياة رأسا على عقب؛ هنا تكمن الحكمة منه فهو يحررنا من كل ما نخاف منه وعليه يجعلنا من دون قيود، نرى به حدود تحملنا وقوتنا.
لم يزرع الله بنا الألم إلا لنستشعر الراحة، فتقبله و فهمه نصف علاجه كما لعنه والحسرة عليه زيادة في الأسى، باختصار الألم نعمة للنجاح التطوّر والحكمة أو بالأحرى دليل على المقاومة والحياة.
Mar 13, 2022
Bravo
مقال جميل، مزيدا من تألق
Mar 14, 2022
احببته
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.