طريقان لا يستويان مثلًا!

في حياة الإنسان التي تنسجها اختياراته وقراراته خيطًا فخيطًا، كثير من الأمور التي تربكه في اختيار الصواب، فعليه أن يكون دقيقًا في أيِّ طريقٍ عليه السير، إذ يوجد طريق تبنيه العواطف والمشاعر، ويوجد طريق آخر تبنيه الحكمة والمعرفة، ويرتكز على الأهداف المنبثقة منه.

عندما يغوص الإنسان في واحدة من قراراتِ حياته الصعبة، التي تستلزم اختيارًا دقيقًا حكيمًا، يحدث في نفسه صراعٌ داخليٌّ، حيث يقف عند مفترق طرقٍ بين قلبه وعقله، وهنا تكمن جوهرةُ الصراع، أيختارُ الإنسانُ عاطفته؟! أم يختارُ منطقه؟!

إن طريق العواطف هو طريق تفكير قلبه، إذ تهزُّهُ المشاعر وتمتزج مع قراراته، فيلين بأحاسيسه ويتخذ أرق الخيارات، ويميل إلى حبِّهِ متنازلًا عن مبادئه.

عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ألا وإن في الجسد مضغةً، إذا صلحت صلح الجسدُ كله، وإذا فسدت فسد الجسدُ كله، ألا وهي القلب». وهنا يوضح الحديث أنّ القلب أساسٌ في صلاح الإنسان أو فساده.

أما عن طريقِ المنطق، فهو طريق تفكير عقله، الذي يبنى على تحاليل وتفاسير مشيدة بالحجج العقلانية المدروسة بعناية، فتستنبط قرارات صارمة لا تحتمل المساومة أو الاستثناء.

يبقى القلبُ متشبثًا بعواطفه وأحاسيسه، وغير قادر على التحرر من تأثيرها، مثل القارب المتشبث بالموج، يجرفه التيار نحو المجهول، على الرغم من تحذيرات الرياح، كذلك يبقى على العقل فرض هيمنته على القلب، ليقيده عن الانحراف وراء العواطف التي قد تقوده إلى غير الصواب التي تجعله يضعف أمام رغباته ويتجاهل واجباته. فقد قال الإمام علي بن أبي طالب: "العقل سيد النفس، والقلب خادم له."

خلاصة القول، اختر قراراتك بحكمة وحنكة، وادرس صلابة مواضيعها، ولا تكترث لمشاعرك وعواطفك، حتى وإن صعبت عليك؛ فأهدافك تستحق صرامة التطبيق. إن كنت تبحث عن طريق القمة، يجب عليك أن تحارب، نعم، تحارب! مواجهة المشاعر والعواطف ليس بالأمر السهل بتاتًا، إنها عملية استئصال العقبات عن تحقيق الهدف، تمامًا كما يستأصل الطبيب الجراح بعض النسيج التالف الذي يعيق استمرار العملية. وتلك العواطف هي النسيج الذي يجب أن يستأصل لاستمرار العملية التي هي طريقك نحو النجاح.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

مبارك يا نهى و منها للأعلى إن شاء الله
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة