طائر الورد
يتجول بين السيارات.. يعبر الممرات .. يهرول.. يحمل باقات الورد .. الإبتسامة تفجر فــي وجهه أحلى الصباحات.. كل غموضه يضمحل إذا ضحك..
ستفهم انه طفل بريء.. تفضحه عيناه بحبه الكبير للحياة..يفتح ذراعيه لها.. يقدم الورود لكل العابرين.. للسيدات.. يهديهن مــع كل وردة إبتسامة حب و شحنة لمزيد حب الحياة.. هكذا كنت أراه.. طفلا .. أليفا رغم أنــه كان يجاوز الثلاثين من عمره أو يكاد، و جاء دوري.. قدم لي وردة، كنت أضنهـــــا الأخيرة ليومه.. لكنه أكّد لي أنها الاخيرة في حياته وبعدها لن يهدي أيا كان.. لم أشترط ذلك، لكنه من أصـر على هذا القرار.
قال بأن عيناه تراني أجمل وردة.... كان تجواله من أجل البحث عنها.. هكـــذا حدثني حين إلتقاني.. بأنني حلم بعيد.. يصبح أمام عينيه حقيقة ليس بعدها إرتياب.. كنت مذهولة لكلماته.. مذهولة من الصدفة التي جمعتنا.. فأنا أخرج كل يوم أبحث عمّن يعتبرني زهرة حياته؟.. لم يكن فائق الجمال.. لكني عرفت بعد ذلك أنه شديد الذكاء.. إحتفضت بالوردة.. وكأن حياتها تعني استمرار حياتي.. كل يوم أسقيها الماء وأطعمها السكر.. وفي اليوم الذي أحسست فيه أنها سلمتني روحها.. حملتها بين يدي.. لأعبر لها عن حب كبير .. عن جميل مدينة لها به .. لم أنتبه إلا وقد سال الدم من إصبعي.. فتكت بي أشواكها بينما كنت أغازلها.. وإنتظرت أن أشكوها لموزع الورد.. لكنه اختفى.... ؟ !
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.
تسجيل دخول إنشاء حساب جديد