طائر العقاب.. أنواعه وصفاته ودوره في التوازن البيئي

العقاب الطائر الجارح المهيب الملقب بـ«الكاسر»، يتميز بضخامة جناحيه وقوة مخالبه ومنقاره الحاد. يضم عالم العقبان أكثر من 71 نوعًا تنتشر في مختلف أنحاء العالم، لا سيما في إفريقيا وأوروبا وآسيا التي يصل عدد الأنواع في هذه المناطق إلى 60 نوعًا، في حين تعد أمريكا الشمالية أقل المناطق تنوعًا في هذا المجال، حيث تحتوي على نوعين فقط. في هذا المقال الشامل، نستكشف عالم العقاب المدهش، نتعرف على مظهره المميز، ودورة حياته الفريدة، وخياراته الغذائية المتنوعة، ونسلط الضوء على أبرز أنواعه وصفاتها المميزة.

طائر العقاب.. ضخامة وقوة وبصر حاد

تتميز طيور العقاب بطولها الكبير، إذ يعد العقاب الأصلع والعقاب الذهبي الأطول بين أنواعها الأخرى، فيصل طولهما إلى 90 سم تقريبًا، كما يعدان من الأثقل وزن أيضًا، إذ يصل وزن أحدهما إلى 6 كيلوغرامات، ويصل طول الجناح إلى مترين، ما يساعد الطائر على الطيران بسلاسة ودعم جسمه بدرجة مثالية في أثناء الطيران.

يمتلك العقاب نظرًا حادًّا مثل باقي الطيور الجارحة، وذلك بفضل عينه الكبيرة، التي توجد على جانبي رأسه، ما يساعده على رؤية فريسته بوضوح من السماء، زيادةً على ذلك يمتلك العقاب منقارًا ضخمًا يستخدمه في تمزيق غذائه، إذ يعد العقاب الأصلع صاحب أكبر منقار بين جميع أنواعه، كما يمتلك العقاب أرجلًا قوية ومخالب كبيرة، تساعده على الهبوط بسلاسة على الأرض وتثبيت فريسته في أثناء عملية الاصطياد، ويظهر طائر العقاب بحجم عملاق مقارنة بباقي الطيور الجارحة خاصة العقاب الذهبي والعقاب الأصلع.

تتميز طيور العقاب بطولها الكبير ويعد العقاب الأصلع والعقاب الذهبي الأطول بين أنواعها الأخرى

دورة حياة طائر العقاب

يمر العقاب بمراحل عدة في حياته، تبدأ ببناء الأعشاش، واختيار المكان المناسب لإنشاء «الوكر» المناسب.

الوكر 

تبني معظم العقبان أعشاشها على الأشجار القريبة من مصادر الماء، لكن يوجد بعض العقبان التي تفضل بناء أعشاشها على الأرض أو في الجبال المرتفعة، ويعود بعض العقبان مثل العقاب الذهبي إلى العش نفسه كل عام، ويطلق على عش العقاب اسم «الوكر».

البيض وفراخ العقاب 

ينتج العقاب بيضتين سنويًّا وفي حالات نادرة 3 بيضات، وتكون البيضة متوسطة الحجم ذات لون أبيض مع نقوش بنية، مثل بيض العقاب الذهبي، أو قد تكون نقية البياض وتتحول إلى اللون الأصفر في أثناء نموها، كما في بيض العقاب الأصلع، وترقد الأنثى على البيض، في حين يجلب الذكر الطعام لها، ويحتاج البيض إلى نحو 40 يومًا حتى يفقس.

عند خروج الأفراخ من البيض، تكون مغطاة بزغب رمادي، ويستغرق الأمر من أسبوعين إلى 3 أسابيع حتى يُستبدل الريش به، وتكون عيون الأفراخ مفتوحة عند الفقس، ويحتاج صغار العقاب إلى ما بين 11 و12 أسبوعًا حتى تتمكن من الطيران وترك العش، ولكن يستمر الوالدان في إطعامها أشهر عدة حتى تصبح قادرة على اصطياد فرائسها بنفسها.

غذاء العقاب.. تنوع في الفرائس واستراتيجيات الصيد

تمتلك العقبان عددًا من الخيارات عندما يتعلق الأمر بالطعام، إذ يفضل بعضها تناول الثدييات الصغيرة أو متوسطة الحجم مثل الأرانب البرية، وصغار الحيوانات كالخراف كما يفعل العقاب الذهبي، وتفضل أخرى التغذي على الأسماك، فتتبع أسراب الطيور البحرية كالنورس لتحديد أماكن الأسماك، وقد تسرق أحيانًا فرائس الطيور الأخرى التي اصطادتها، كما يفعل العقاب الأصلع، ثم إن بعض العقبان تتغذى على الزواحف والقوارض، وأخرى تأكل الجيف (وهو الجسم الحيوي الميت الذي بدأ في التحلل) عند العثور عليها.

أشهر أنواع العقاب

لطائر العقاب أنواع كثيرة، تتشابه في أمور وتختلف في أخرى، وأشهرها ما نذكره تاليًا فتابع معنا:

العقاب الذهبي ملك السماء الذهبي

يتميز بريشه الذهبي الذي يزين رأسه وعنقه وأجنحته، ما يمنحه مظهرًا ملكيًا مهيبًا، ويعيش العقاب الذهبي في مناطق متعددة تشمل أمريكا الشمالية وأوروبا وآسيا وإفريقيا، ما يدل على انتشاره الواسع وقدرته على التكيف، ويتميز أيضًا بقدرته على البقاء دون تناول الطعام أيامًا عدة، وهي ميزة تساعده في الظروف التي يصعب فيها العثور على الفرائس.

يتميز العقاب الذهبي بريشه الذهبي الذي يزين رأسه وعنقه وأجنحته ما يمنحه مظهرًا ملكيًا مهيبًا

عقاب السهوب الرحالة الأنيق ذو الريش الملكي

ينتشر الريش البني الذهبي على رأسه ورقبته، ما يمنحه مظهرًا ملكيًّا وجمالًا فريدًا، وتعيش عقبان السهوب في آسيا الوسطى وشرق أوروبا في المناطق العشبية المفتوحة، وتهاجر في فصل الشتاء إلى إفريقيا والهند والشرق الأوسط بحثًا عن الدفء وهي رحلة طويلة وشاقة.

تعيش عقبان السهوب في آسيا الوسطى وشرق أوروبا في المناطق العشبية المفتوحة

العقاب الأسود صياد البيض في غابات آسيا

يعرف أيضًا بعقاب الهند الأسود، ويتميز بريشه الأسود الذي يخالطه بعض الريش البني، ما يمنحه لونًا داكنًا مميزًا، ويعيش في جنوب شرق آسيا، فينتشر في الغابات ويبني أعشاشه على قمم الأشجار لتوفير الحماية والمراقبة، ويتغذى بصفة رئيسة على بيض الطيور الأخرى، وهو نظام غذائي متخصص.

يتميز العقاب الأسود بريشه الأسود الذي يخالطه ريش بني ما يمنحه لونًا داكنًا مميزًا

العقاب الإمبراطوري الشرقي المهاجر

يعرف بالعقاب الشرقي، ويتميز بريشه الذهبي الذي يزين رأسه وعنقه، ما يبرز تباينًا رائعًا مع الريش البني الذي يغطي بقية جسده ويمنحه مظهرًا يشبه التاج، وتُعرف العقبان الشرقية بحرصها الكبير على حماية أعشاشها، حيث تظهر ولاء شديدًا لها، كما تعد من الطيور المهاجرة التي تنتقل من روسيا وأوروبا إلى الشرق الأوسط في فصل الشتاء.

تُعرف العقبان الإمبراطورية الشرقية بحرصها الكبير على حماية أعشاشها كما تعد من الطيور المهاجرة

العقاب الإمبراطوري الإسباني ساكن الأراضي الخضراء في أوروبا

يعيش هذا النوع في أوروبا، ويكثر انتشاره في شبه الجزيرة الإيبيرية التي تشمل إسبانيا والبرتغال وأندورا ومنطقة جبل طارق وهي منطقة تتميز بتنوعها البيولوجي، ويفضل العيش في الأراضي الخضراء الواسعة والغابات المفتوحة حيث يجد بيئته المثالية.

يفضل العقاب الإمبراطوري الإسباني العيش في الأراضي الخضراء الواسعة والغابات المفتوحة

العقاب النساري الصياد الماهر ورمز مصر

يتميز العقاب النساري بريشه الأبيض الذي يغطي رأسه وعينه الذهبية وهو الذي يظهر على العلم المصري

السرنوف الصياد أو السرنوف البحري، يعيش في سواحل أمريكا الشمالية على الشواطئ، ويتميز بريشه الأبيض الذي يغطي رأسه وعينه الذهبية، ويشتهر باحترافه اصطياد الأسماك التي تعد المصدر الغذائي الأساسي له، وهذا العقاب هو الذي يظهر على علم الدولة المصرية.

مقارنة بين أشهر أنواع العقاب

النوع

الطول

الوزن

الموطن

الغذاء المفضل

العقاب الذهبي

90 سم

6 كغ

أمريكا، أوروبا، آسيا

الثدييات الصغيرة

العقاب الأصلع

85 سم

5.5 كغ

أمريكا الشمالية

الأسماك

العقاب الإمبراطوري

83 سم

4.5 كغ

أوروبا الشرقية

الزواحف والثدييات

العقاب النساري

60 سم

2 كغ

سواحل أمريكا الشمالية

الأسماك

إضافة إلى أهمية العقاب في الحفاظ على التوازن البيئي كونه طائرًا جارحًا في قمة السلسلة الغذائية، فإنه يعد من الطيور المسالمة التي لا تهاجم الإنسان إلا في حال الدفاع عن نفسها أو عن أوكارها.

في الختام، يمثل طائر العقاب رمزًا للقوة والحرية في ثقافات عدة، وهو عنصر أساسي في استقرار النظم البيئية بفضل دوره في التحكم بأعداد الفرائس، وعلى الرغم من حجمه الكبير وقوته، فإنه كائن مسالم ما لم يُهدد. تظهر تنوعاته البيئية والفيزيائية مدى التكيف الرائع الذي تتمتع به هذه الطيور الجارحة، ما يجعلها موضوعًا دائم الإبهار والبحث.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة