جسد واقف وروح هاربة لا تدري أيّ درب تسلك أو أيّ منعطف يقودها إلى أمان هادئ لا يحتوي على ضياع؟
جسد نخرته الأفكار وروح أتعبها النسيان
تحاول النسيان ولكن يظهر التناسي
عليه اللعنة استقر فيها كأنه عثر على منزل يأويه
الروح عطشة إلى من يرويها
والعين ذبلت تريد من يعيد لها لمعه البدايات
واليد صدأت وتآكلت حتى باتت كأنها خشبة نخرتها الحشرات لا فائدة منها
والقلب بات يضخ الدم فقط حتى نسي كيف يعمل بدقاته
طفئ كل شيء من بعد آخر حديث وبهتت الرسائل وتوقف ساعي البريد ونسي طريقه إليّ
وجفّت الأحبار وانقطعت الأخبار وبات المستحيلات تطفوا على السطح حتى صار اللقاء معجزة والرجوع وهم لا يتحقق
وحتى لو رجعت الأماكن هل ترد لنا الأشخاص بذكرياتهم وأحاديثهم هل يرجع النبع يروي القلب مرة أخرى؟ أيقنع العقل ويتغلّب عليه؟
محال الرجوع بعد أن صدأ القلب وباتت جدرانه مقفلة بإحكام، منطوية على نفسها لا تريد التجربة حتى لا يرجع ضجيج الرأس ينخر بها من جديد.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.