هل توجد حقًّا عنصرية في اليابان؟ هل سمعت عن الفساد في اليابان؟
لأجيبك عن هذا السؤال دعني أروي لك هذه القصة التي وقعت لأحد الطلاب المصريين الذين كانوا في بعثة تعليمية باليابان.
اقرأ أيضًا كوكب اليابان.. الحضارة اليابانية وتطور التكنولوجيا
البداية مع حادثة طريق
طالب مصري يتقن اللغة اليابانية والإنجليزية بجانب لغته الأم العربية، كان يدرس في مرحلته الجامعية في إحدى الجامعات اليابانية.
وذات يوم بينما هو ينطلق بسيارته في شوارع اليابان إذ به يصطدم بسيارة أحد المواطنين اليابانيين.. هذه السطور القادمة على لسان ذلك الشاب الذي تعرفتُ عليه قَدَرًا ليروي لنا ما حدث:
القصة على لسان صاحبها في أثناء وجوده في بعثة تعليمية باليابان:
قليلًا بل نادرًا ما تقع حوادث الطرق أو أي حادثة من أي نوع بدولة اليابان، وقد وقعت واحدة منها وكانت من نصيبي عندما اصطدمت سيارتي بسيارة أحد المواطنين
فنزلتُ من سيارتي وكذلك الشخص الآخر وانحنينا لبعضنا، واطمأن كل منا على الآخر ألَّا يكون قد لحق بأحد أذى.
هناك في اليابان لا يوجد شجار أو تبجح وعنف، إنما هذا هو السلوك المعتاد عند الاصطدام، شيء عجيب فعلًا.. ولكن دعونا نكمل؛ فالأعجب قادم عن شعب اليابان، أو قل الفساد في اليابان..
يُكمل صاحبنا حديثه ويقول: وبعدها اتصلنا بالشرطة، وهناك شرطي المرور كل دوره أن يحدد لكل شخص نسبة خطئه بناءً على رواية كل طرف، ثم يأخذ بيانات كل شخص منا ويعطيها الآخر حتى نتواصل فيما بيننا في أثناء عملية الإصلاح، ثم ينصرف! هكذا دون تهرب أو تملص من أي طرف! نعم هكذا.. فلا يوجد تملص أو تهرب..
اقرأ أيضًا كيف استطاعت اليابان أن تتصدر سباق السرعة في العالم التكنولوجي؟
الفساد في اليابان
نكمل.. يقول صاحبنا عن الفساد في اليابان:
وقتها تظاهرت بعدم معرفتي باللغة اليابانية وكنتُ أتحدث مع الشرطي باللغة الإنجليزية وأجيب بالإنجليزية، وكانت في الحقيقة هذه حيلة مني بغرض التخفيف من المخالفة لكوني أجنبي ولستُ من المقيمين باليابان حتى أبدو ممن يجهل التعليمات أو قانون المرور أو شيئًا من هذا!
وهكذا سوَّلت لي نفسي، وإذ بي أُفاجأ أن الشرطي يتحدث للشخص الآخر باللغة اليابانية حتى لا أفهم ما يدور بينهما، ويقول له إنه سيحمِّلني أنا الجزء الأكبر من المخالفة بما أنني لستُ من أهل اليابان وسيخفِّف من مخالفته هو.
وقد تعجبتُ كثيرًا، ولكني تماسكتُ وحافظتُ على هدوئي، وأنا أحدِّث نفسي: ألهذا الحد وصل الفساد في اليابان؟!
هكذا.. شيء من مخالفة الضمير واتباع الهوى، حسنًا إنها اليابان إذًا ليست كما يدَّعي أهلها ويتشدقون بشعارات العدل والصدق والشفافية.. آآه.. أخيرًا وجدنا لهم سلوكًا يهبط بنا على أرض الواقع بعد ما حلَّقوا بنا في سماء المثالية المزيفة!
قاطع صاحبنا أفكاري الشيطانية واسترسل:
رجعت في هذه الليلة وقد انهدم معتقدي عن اليابان وشعب اليابان ومثالية ورقي اليابان، وحل محلها الفساد في اليابان.
ثم ذهبتُ في اليوم التالي إلى جامعتي، وعزمت أن أبث شكواي للمشرف الياباني المسؤول عني في أثناء دراستي؛ علَّني أستثير غيرته على نزاهة بلده المزعومة، وظل يستمع لي حتى انتهيتُ، وإذ بوجهه يحتقن احتقانًا شديدًا ثم انتفض واقفًا وطلب مني أن أخبره بمكان هذه الواقعة!
الآن آمنت باليابان وسنعود نحلِّق ثانيةً فوق عنان المثالية من جديد..
فقاده صاحبنا إلى موقع الحادث، وبعدها جمع المشرف المعلومات اللازمة، وبعد شهر من هذا الموقف كان قد نُقل الشرطي إلى منطقة نائية عقوبةً له.
نهاية مثالية فعلًا، ولكن ما زال السؤال قائمًا: فرضًا إذا كان صاحبنا هذا لا يتقن اليابانية، هل كان سيضيع حقه؟ هل هذا حقًّا نوع من أنواع الفساد في اليابان؟
-انتهت القصة -
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.