صيام الأطفال.. دليل شامل لصوم صحي وآمن

أمي، هل يمكنني الصيام معكم هذا العام؟ سؤال يتردد على ألسنة كثير من الأطفال مع اقتراب شهر رمضان، فيشعرون بالحماس لمشاركة الكبار هذه العبادة الروحانية، لكن هل الصيام آمن لهم؟ وكيف يمكننا مساعدتهم في خوض هذه التجربة دون أن تؤثر في صحتهم ونشاطهم؟ الصيام بالنسبة للأطفال ليس فقط امتناعًا عن الطعام والشراب، بل هو فرصة لتعليمهم قيم الانضباط والصبر، ولكن بشروط تضمن سلامتهم. في هذا المقال، سنتعرف على متى يكون الصيام مناسبًا للأطفال، وكيفية تهيئتهم له، وأفضل الوسائل لضمان تغذية صحية ومتوازنة خلال الشهر الكريم.

متى يمكن للأطفال البدء في الصيام؟

لا يوجد عمر محدد يجب عنده إلزام الطفل بالصيام، لكن من الناحية الصحية والتربوية، يُفضل أن يبدأ الطفل بالتدرب على الصيام التدريجي بعد سن السابعة، بحيث يمتنع عن الطعام والشراب ساعات معينة خلال النهار، ثم زيادة المدة تدريجيًا مع تقدمه في العمر. أما الصيام الكامل من الفجر إلى المغرب، فيُفضل تأجيله حتى يبلغ الطفل سن العاشرة أو أكثر، مع مراعاة حالته الصحية وقدرته على التحمل.

يُفضل أن يبدأ الطفل بالصيام التدريجي بعد سن السابعة أما الصيام الكامل فيفضل من سن العاشرة

عوامل يجب مراعاتها قبل السماح للطفل بالصيام

قبل اتخاذ قرار السماح لطفلك بالصيام، يجب تقييم حالته الصحية ومراعاة العوامل التالية:

1. وزنه ونموه الطبيعي

  • الأطفال في مرحلة النمو بحاجة إلى تغذية متوازنة للحصول على السعرات الحرارية والعناصر الغذائية الضرورية لنموهم، فإذا كان الطفل يعاني نقص الوزن أو سوء التغذية، فقد يؤثر الصيام في نموه؛ لذا يجب استشارة الطبيب قبل السماح له بالصيام.

2. نشاطه البدني ومستوى تحمله

  • الأطفال النشطون بدنيًا أو الذين يشاركون في تمارين رياضية مكثفة قد يحتاجون إلى طاقة وسوائل كافية خلال النهار. وفي الأيام الأولى من الصيام، يُفضل تقليل النشاط البدني المرهق وتعويد الطفل على أنشطة هادئة لتجنب الإرهاق.

3. وجود أي أمراض مزمنة

  • بعض الأطفال يعانون حالات صحية تتطلب تغذية منتظمة، مثل الأطفال مرضى السكري، فقد يؤدي صيامهم إلى انخفاض أو ارتفاع حاد في مستوى السكر في الدم.
  • والأطفال المصابون بفقر الدم يحتاجون إلى تناول وجبات غنية بالحديد بانتظام، والصيام قد يزيد أعراض التعب والدوخة لديهم.
  • وفي حالات أمراض الجهاز الهضمي مثل القرحة أو الارتجاع المعدي، قد يؤدي الصيام إلى تفاقم الأعراض.

الفوائد الصحية للصيام للأطفال

على الرغم من أن الصيام فرض على البالغين فقط، لكن تعويد الأطفال عليه تدريجيًا قد يكون له بعض الفوائد الصحية والسلوكية. ومع ذلك، يجب أن يكون ذلك بطريقة متوازنة حتى لا يؤثر سلبًا في صحة الطفل أو نموه.

1. تعزيز قوة الإرادة والانضباط الذاتي

الصيام يساعد الطفل على تعلم التحكم في رغباته وتأجيل الإشباع؛ ما يعزز لديه قوة الإرادة والانضباط الذاتي. وعندما يلتزم الطفل بعدم تناول الطعام والشراب خلال مدة معينة، فإنه يتعلم الصبر والتحكم في النفس، وهي مهارات مفيدة تمتد إلى جوانب أخرى من حياته، مثل الدراسة وإدارة وقته بفاعلية.

2. تعليم الطفل أهمية تنظيم أوقات الطعام والوجبات الصحية

في رمضان يصبح الالتزام بأوقات محددة للطعام (الإفطار والسحور) أمرًا أساسيًا. يساعد ذلك الطفل في:

في رمضان يصبح الالتزام بأوقات محددة للطعام (الإفطار والسحور) أمرًا أساسيًا بدلًا من الأكل العشوائي

  • إدراك أهمية تنظيم مواعيد تناول الطعام بدلًا من الأكل العشوائي طوال اليوم.
  • التعود على تناول وجبات متكاملة ومتوازنة توافر له الطاقة اللازمة في الصيام.
  • تجنب تناول كميات زائدة من الطعام في أوقات غير مناسبة؛ ما يقلل اضطرابات الجهاز الهضمي.

3. تقليل تناول الوجبات السريعة والتعود على الأكل الصحي

الصيام يشجع الأطفال على تناول الأطعمة الصحية؛ لأن الجسم يحتاج إلى وجبات غنية بالعناصر الغذائية لتعويض مدة الامتناع عن الطعام. فمثلًا:

  • بدلاً من تناول الوجبات السريعة، يتناول الطفل وجبات متوازنة تحتوي البروتينات، الفيتامينات، والكربوهيدرات الصحية.
  • الصيام يدفع الأهل إلى تحضير وجبات منزلية مغذية؛ ما يقلل من استهلاك الأطعمة الجاهزة والمقلية التي قد تؤثر سلبًا في صحة الطفل.

كيفية تحضير الطفل للصيام

حتى تكون تجربة الصيام إيجابية ومفيدة للطفل، من المهم تهيئته نفسيًا وجسديًا على نحو تدريجي. إليك بعض الخطوات التي تساعد في تحضير الطفل للصيام بطريقة صحية وآمنة:

1. التدرج في الصيام

  • يجب ألا يبدأ الطفل بالصيام الكامل دفعة واحدة، بل يمكن تدريبه على الصيام تدريجيًا. ويمكن السماح له بالصيام حتى الظهر أو العصر في البداية، ثم زيادة المدة تدريجيًا مع تقدمه في العمر وزيادة قدرته على التحمل.

2. التوعية بفوائد الصيام

  • يجب شرح المعنى الروحاني للصيام للطفل، مثل تنمية الصبر والتعاطف مع الفقراء. وتوضيح الفوائد الصحية للصيام بطريقة مبسطة، مثل تحسين العادات الغذائية وتعزيز قوة الإرادة.

3. تعويده على تناول وجبات صحية

  • قبل بدء رمضان، من الجيد تعويد الطفل على تناول وجبات متوازنة تحتوي على البروتينات، الألياف، والكربوهيدرات الصحية للحفاظ على طاقته خلال ساعات الصيام. وتقليل تناول السكريات والوجبات السريعة التي قد تسبب الجوع السريع خلال مدة الصيام.

4. التركيز على وجبة السحور

السحور وجبة أساسية للطفل، ويجب أن تكون وجبة السحور المثالية متكاملة وتحتوي:

  • البروتينات مثل البيض واللبن لتعزيز الشبع مدة أطول.
  • الألياف مثل الخبز الأسمر والفواكه لتوفير طاقة مستدامة.
  • السوائل مثل الماء أو الحليب لتجنب الجفاف.

السحور وجبة أساسية للطفل ويجب أن تكون متكاملة وتحتوي البروتينات والألياف والسوائل

5. مراقبة حالته الصحية

  • يجب على الأهل الانتباه لأي علامات إرهاق أو جفاف مثل الصداع، الدوخة، أو الخمول، وإذا شعر الطفل بالتعب الشديد أو العطش المفرط، فمن الأفضل تشجيعه على الإفطار وعدم إجباره على الاستمرار.

6. تحفيزه بأسلوب إيجابي

  • يمكن مكافأته على جهوده في الصيام بكلمات تشجيعية وهدايا بسيطة، وخلق جو عائلي مشجع بإشراكه في تحضير وجبات الإفطار أو مشاركته في أنشطة رمضانية مثل التبرع للمحتاجين.

المخاطر المحتملة للصيام عند الأطفال

على الرغم من الفوائد التي يمكن أن يجنيها الأطفال من الصيام عند ممارسته بطريقة صحيحة، فإن توجد بعض المخاطر الصحية التي قد تؤثر فيهم إذا لم يتم الانتباه لحالتهم الجسدية واحتياجاتهم الغذائية. من أبرز هذه المخاطر:

1. نقص الطاقة والتعب

  • جسم الطفل يحتاج إلى طاقة مستمرة لدعم النمو والتطور العقلي والبدني، وقد يؤدي الامتناع عن الطعام والشراب ساعات طويلة إلى الشعور بالتعب والإرهاق. وقد يواجه بعض الأطفال صعوبة في التركيز في أثناء الدراسة أو أداء الأنشطة اليومية بسبب نقص الجلوكوز في الدم، وهو المصدر الأساسي للطاقة في الجسم.

2. الجفاف وانخفاض ضغط الدم

  • الأطفال أكثر عرضة للجفاف مقارنة بالبالغين، لا سيما في الأيام الحارة أو عند ممارسة الأنشطة البدنية.
  • علامات الجفاف تشمل الدوخة، الصداع، جفاف الفم، وانخفاض النشاط.
  • انخفاض كمية السوائل في الجسم قد يؤدي أيضًا إلى انخفاض ضغط الدم؛ ما قد يسبب الشعور بالإغماء أو فقدان التوازن.

3. فقدان الوزن وسوء التغذية

  • إذا لم يحصل الطفل على وجبات متكاملة خلال الإفطار والسحور، فقد يؤدي ذلك إلى نقص الوزن وسوء التغذية. والأطفال بحاجة إلى كميات كافية من البروتين، الفيتامينات، والمعادن لضمان نموهم السليم؛ لذا يجب الانتباه إلى جودة الطعام الذي يتناولونه خلال ساعات الإفطار.

4. اضطرابات الجهاز الهضمي

  • الامتناع عن الطعام ساعات طويلة، ثم تناول وجبة كبيرة بسرعة عند الإفطار، قد يؤدي إلى مشكلات في الهضم مثل الانتفاخ، عسر الهضم، والإمساك. وتناول الأطعمة الدسمة والمقلية بكثرة خلال الإفطار قد يزيد هذه المشكلات، ويؤثر في صحة الطفل.

الامتناع عن الطعام ساعات طويلة ثم تناول وجبة كبيرة بسرعة عند الإفطار يؤدي إلى مشكلات في الهضم

5. انخفاض سكر الدم (نقص السكر)

  • قد يؤدي الصيام إلى انخفاض مستوى السكر في الدم لدى بعض الأطفال، خاصة إذا كانوا يعانون نقص الوزن أو سوء التغذية. وأعراض نقص السكر تشمل التعرق الزائد، الدوخة، سرعة ضربات القلب، والشعور بالضعف الشديد، وفي هذه الحالة يجب كسر الصيام فورًا.

كيف يمكن تقليل المخاطر؟

  • التحقق من أن الطفل يحصل على وجبتي سحور وإفطار متكاملتين تحتويان على جميع العناصر الغذائية.
  • تجنب الأطعمة التي تسبب العطش، مثل الموالح والمقليات، وتعويض ذلك بتناول كميات كافية من الماء.
  • مراقبة حالة الطفل خلال النهار، والتحقق من أنه لا يشعر بالإجهاد أو الجفاف.
  • السماح له بالإفطار فورًا إذا شعر بالدوخة، الصداع، أو التعب الشديد.

التغذية المثالية للأطفال الصائمين

لضمان صيام صحي وآمن للأطفال، يجب التركيز على التغذية المتوازنة التي تمد أجسامهم بالطاقة والعناصر الغذائية الضرورية. إليك أهم النصائح حول وجبة السحور، الإفطار، والوجبات الخفيفة لضمان تغذية مثالية لطفلك خلال رمضان:

1. وجبة السحور: أساس الصيام الصحي

السحور هو أهم وجبة للصائم، خاصة للأطفال؛ لأنه يساعدهم على البقاء نشطين ويقلل الشعور بالجوع والعطش خلال النهار، ويُفضل أن تحتوي وجبة السحور على:

  • البروتينات: مثل البيض، الفول، الزبادي، والجبن القريش؛ لأنها تعطي شعورًا بالشبع مدة أطول.
  • الكربوهيدرات المعقدة: مثل الشوفان، الخبز الأسمر، والبطاطا، فهي توفر طاقة تدوم ساعات.
  • الدهون الصحية: مثل المكسرات والأفوكادو، التي تساعد في الإحساس بالشبع مدة أطول.
  • السوائل: شرب كمية كافية من الماء أو الحليب لتجنب الجفاف خلال النهار.
  • يُفضل تجنب: الحلويات، الأطعمة المالحة، والمشروبات الغازية؛ لأنها تسبب العطش والجوع سريعًا.

2. وجبة الإفطار: تعويض سريع للطاقة

عند الإفطار، يحتاج جسم الطفل إلى تعويض السوائل والطاقة المفقودة خلال النهار؛ لذا من الأفضل أن يبدأ الإفطار بـ:

  • تمرة وكوب من الماء لإعادة توازن السكر في الدم.
  • حساء دافئ مثل شوربة العدس أو الدجاج لتسهيل الهضم وتعويض السوائل.
  • مصدر للبروتين مثل الدجاج المشوي، اللحم، أو السمك، لدعم النمو وبناء العضلات.
  • الخضراوات الطازجة مثل السلطة أو الخضراوات المطهية، لتوافر الفيتامينات والمعادن الأساسية.
  • كربوهيدرات صحية مثل الأرز البني أو المكرونة المصنوعة من القمح الكامل، لمنح الطفل طاقة تدوم طويلًا.
  • يُفضل تجنب: المقليات والأطعمة الدسمة؛ لأنها قد تسبب مشكلات في الهضم وارتفاع الشعور بالعطش.

عند الإفطار يحتاج جسم الطفل إلى تعويض السوائل والطاقة لذا من الأفضل أن يبدأ الإفطار بتمرة وماء

3. الوجبات الخفيفة بين الإفطار والسحور

يُفضل تقديم وجبات خفيفة غنية بالمغذيات بين الإفطار والسحور، مثل:

  • الفواكه الطازجة مثل الموز، التفاح، أو البرتقال، التي توفر الفيتامينات وتحافظ على الترطيب.
  • الزبادي والمكسرات لدعم صحة الجهاز الهضمي وتوفير البروتين والدهون الصحية.
  • العصائر الطبيعية مثل عصير البرتقال أو الفراولة، بدلًا من العصائر الصناعية التي تحتوي سكريات مضافة.

نصائح إضافية لتغذية صحية خلال الصيام

  • تشجيع الطفل على شرب كمية كافية من الماء بين الإفطار والسحور لتجنب الجفاف.
  • تجنب الحلويات المفرطة؛ لأنها تسبب ارتفاعًا سريعًا في السكر يليها انخفاض حاد، ما قد يؤدي إلى الشعور بالخمول.
  • الحرص على أن تكون الوجبات متنوعة ومتوازنة لضمان حصول الطفل على جميع العناصر الغذائية الضرورية.

متى يجب كسر الصيام؟

على الرغم من أهمية تعويد الطفل على الصيام، لكن بعض الحالات تستدعي كسر الصيام فورًا حفاظًا على صحة الطفل وسلامته. ويجب على الأهل مراقبة أطفالهم خلال ساعات الصيام والانتباه إلى أي علامات تدل على الحاجة إلى الإفطار، ومنها:

1. الشعور بالإرهاق الشديد والتعب

  • إذا بدا الطفل متعبًا على نحو غير طبيعي، وشعر بالضعف أو عدم القدرة على مواصلة يومه، فهذا دليل على أن جسمه يحتاج إلى الطاقة. والإرهاق الشديد قد يكون ناتجًا عن نقص السكر في الدم أو الجفاف؛ ما يجعل الاستمرار في الصيام خطرًا على صحته.

2. الشعور بالدوخة أو الصداع

  • إذا بدأ الطفل يعاني دوخة أو دوار أثناء الصيام، فهذا قد يشير إلى انخفاض ضغط الدم أو نقص السوائل. والصداع الشديد قد يكون علامة على نقص السكر أو الجفاف؛ ما يتطلب كسر الصيام فورًا وتعويض السوائل والطاقة المفقودة.

3. علامات الجفاف الشديد

من أهم المخاطر التي تواجه الأطفال في أثناء الصيام الجفاف، لا سيما في الأيام الحارة أو عند قلة شرب السوائل قبل الصيام.

علامات الجفاف تشمل:

  • جفاف الفم وتشقق الشفتين.
  • قلة التبول (عدم التبول أكثر من 6 ساعات).
  • البشرة الباهتة أو برودة الأطراف.
  • سرعة ضربات القلب أو التنفس غير المنتظم.

4. التعرق الشديد أو الرجفة

  • إذا لاحظت أن طفلك يتعرق بشدة أو يرتجف، فقد يكون ذلك نتيجة انخفاض مستوى السكر في الدم؛ ما قد يؤدي إلى فقدان الوعي إذا لم يتم التدخل فورًا. في هذه الحالة، يجب إعطاؤه مشروبًا سكريًا سريع الامتصاص مثل عصير طبيعي أو ماء محلَّى، ثم وجبة خفيفة غنية بالكربوهيدرات.

5. ألم المعدة أو الغثيان

  • الشعور بآلام في المعدة، الغثيان، أو القيء قد يكون علامة على أن الطفل غير قادر على تحمل الصيام. واستمرار الأعراض قد يشير إلى اضطرابات في الجهاز الهضمي؛ لذا يجب السماح له بالإفطار.

6. انخفاض مستوى التركيز والانتباه

إذا لاحظت أن الطفل أصبح غير قادر على التركيز، أو يشعر بالتشتت والخمول الشديد، فقد يكون ذلك نتيجة نقص التغذية أو انخفاض السكر؛ ما يؤثر في وظائف الدماغ.

يجب كسر الصيام إذا لاحظت أن الطفل أصبح غير قادر على التركيز أو يشعر بالتشتت والخمول الشديد

ما الذي يجب فعله عند الحاجة لكسر الصيام؟

إذا ظهرت أي من هذه العلامات على الطفل، يجب:

  • إعطاؤه مشروبًا سكريًا مثل عصير الفاكهة أو الحليب بالعسل فورًا.
  • تشجيعه على تناول وجبة خفيفة مثل التمر، الخبز، أو الزبادي.
  • تقديم الماء تدريجيًا لتجنب اضطراب المعدة.
  • مراقبته بعد الإفطار، وإذا استمرت الأعراض، يجب استشارة الطبيب.

نصائح للأهل لدعم الطفل أثناء الصيام

صيام الأطفال يحتاج إلى متابعة الأهل لضمان تجربة صحية وآمنة لهم. إليك بعض النصائح المهمة التي تساعد في دعم الطفل في أثناء الصيام:

1. البدء بالصيام التدريجي

  • يجب عدم إجبار الطفل على الصيام الكامل مباشرة، بل يمكنه الصيام ساعات محددة ثم زيادة المدة تدريجيًا حسب قدرته. ويمكن تطبيق صيام نصف يوم (حتى الظهر أو العصر) في البداية، خاصة للأطفال الصغار.

2. تقديم وجبات مغذية ومتوازنة

يجب التحقق من أن وجبتي السحور والإفطار تحتويان جميع العناصر الغذائية الأساسية، مثل:

  • البروتين: البيض، الفول، الدجاج، اللحوم، والأسماك.
  • الكربوهيدرات الصحية: الخبز الأسمر، الأرز البني، الشوفان.
  • الدهون الصحية: المكسرات، الأفوكادو، زيت الزيتون.
  • الفيتامينات والمعادن: الخضراوات، الفواكه، منتجات الألبان.
  • تجنب تقديم الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة أو السكريات المكررة التي تسبب الخمول والجوع سريعًا.

3. تشجيع الطفل على شرب الماء بكثرة

  • يجب أن يتناول الطفل كمية كافية من الماء بين الإفطار والسحور لتجنب الجفاف. وتجنب المشروبات الغازية والعصائر المصنعة، وتغييرها بالماء، الحليب، والعصائر الطبيعية.

4. مراقبة صحة الطفل في أثناء الصيام

  • يجب متابعة الطفل للتحقق من أنه لا يعاني من أي أعراض إرهاق أو دوخة أو جفاف، وفي حال ظهور أي علامات تعب شديد أو هبوط في الطاقة، ويجب السماح له بالإفطار فورًا.

5. تهيئة بيئة مريحة أثناء الصيام

  • عدم إجبار الطفل على ممارسة الأنشطة البدنية الشاقة في أثناء الصيام، وتشجيعه على قضاء الوقت في أنشطة خفيفة مثل القراءة، الرسم، أو مشاهدة برامج مفيدة.

6. تحفيز الطفل نفسيًا وروحانيًا

  • شرح أهمية الصيام بطريقة إيجابية بعيدًا عن الضغط أو العقاب.
  • مشاركة الطفل في تحضير وجبات الإفطار والسحور، لتعزيز حماسه للصيام.
  • مكافأته على جهوده بالصيام، سواء بكلمات تشجيعية أو هدايا رمزية.

يجب تحفيز الطفل نفسيًا وروحانيًا وشرح أهمية الصيام بطريقة إيجابية ومكافأة الطفل على صيامه

7. التحقق من حصوله على نوم كافٍ

  • النوم الجيد يساعد الطفل في تحمل الصيام، لذا يجب أن يحصل على 7 - 9 ساعات من النوم يوميًا. وتنظيم وقت النوم بحيث يكون لديه طاقة كافية خلال النهار.

صيام رمضان للأطفال ليس مجرد تجربة جسدية، بل هو رحلة روحانية وتعليمية تساعدهم في تنمية الصبر والانضباط الذاتي. وعندما يكون بإشراف الأهل وبطريقة صحية، يصبح الصيام فرصة لتعزيز العادات الغذائية السليمة وغرس القيم الدينية في قلوبهم.

عزيزتي الأم، تذكري أن الأهم من إكمال الصيام هو صحة طفلك وسلامته. كوني الداعم الأول له، وقدمي له الحب والتشجيع ليشعر بالسعادة والفخر خلال هذه التجربة. اجعلي رمضان وقتًا مميزًا ممتلئًا بالذكريات الجميلة، فالصيام رحلة لا تُنسى تبدأ باللطف والرعاية.

المراجع

https://www.ageuk.org.uk/discover/2022/march/ramadan

https://www.bbc.com/news/world-europe-44107950

https://riseandshine.childrensnational.org/children-and-ramadan-fasting

https://www.mediclinic.ae/en/al-sufouh/health-blog/children-and-fasting.html

https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/31105303

https://www.savethechildren.org.nz/assets/education-hub/Download-Tips-for-Supporting-Children-During-Ramadan.pdf

https://pennyappeal.org/news/help-your-child-fast-during-ramadan

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة