صناعة جمهور "الأفريدج محما".. وتأثير السوشيال ميديا على طبقات المجتمع

أصبحت منصات وسائل التواصل في الآونة الأخيرة مسرحًا لكثير من النقاشات في مختلف الأمور، ونظرًا لذوبان الحواجز الطبقية على تلك المنصات.

اقرأ ايضاً سطوة الموبايل وتأثير السوشيال ميديا على المجتمعات

انتشار السوشيال ميديا وصناعة جمهور

أصبح كل من يملك هاتفًا ذكيًّا وإنترنت، يجلس في المجلس الإلكتروني ويدلي بدلوه، بل أصبح الأرجح هو رأي صاحب عدد المتابعين الأكثر، لا يهم تعليمه أو طبقته أو أيديولوجيته، فقط ما يتحكم في مدى صحة الرأي هو عدد المتفقين معه معبرين عن اتفاقهم باستخدام زر الإعجاب.

الأمر الذي دفع كثيرًا من الأشخاص إلى الحديث وكأنهم يقفون على منبر إلكتروني موجهين حديثهم لعموم الناس، محاولين جذب ناس أكثر وصناعة جمهور أكبر.

بعدما أصبح الاتفاق مع صاحب الأتباع الإلكترونيين الأكثر، صب أصحاب الآراء اهتمامهم نحو جذب متابعين جدد، لا نحو تثقيف أنفسهم بصدق، أو مساءلة أفكارهم، فاتبعوا منهجًا وآليات هدفها فقط صناعة جمهور من "الأفريدج محما".

كيف؟ إليك نظرتي المتواضعة إلى الموضوع والناتجة عن كثير من التضاربات مع أولئك الأشخاص على مختلف المنصات 

اقرأ ايضاً مميزات وسلبيات التكنولوجيا وتأثيرها على حياة الطفل

خطوات يتبعها بعض الناس للحصول على الشهرة

١- الصيت ولا الغنى 

استخدم كلمات صعبة لا تُفهم دون معجم وجمل مركبة، قدِّم الخبر وأخِّر المبتدأ بلا سبب، استخدم مصطلحات رنانة لا يفقه الكثير لها معنى، لا يهم أن تفقه أنت بذاتك معناها، الأهم أنك تعلم بأنها تستخدم كثيرًا في هكذا حديث، وأنها تعطي سماكة لرأيك وانتشارًا لكلامك فقير المعنى.

كلما زادت حروف الكلمة، زاد التصفيق، لا يهم معناها أو سياقها، أو ملاءمتها للحديث، الأهم أن تكون كلمة ثقيلة ذات حروف كثيرة ونطق صعب، يستعصي فهمها على الإنسان العادي قليل الثقافة، أكثر من الدوغمائية والليبرالية والراديكالية في غير موضعها، لن يبحث أحد من الجمهور عن معناها على أية حال.

٢- "أنا الأذكى"

يستخدم أولئك المؤثرون لهجة ذكاء مصطنعة، فهم الأذكى ومكتشفو سر الكون الذي لا يفقهه الطرف الآخر دون دليل حقيقي، فقط ليُّ عنق الحديث وتغيير مفرداته ليبدو كما لو كان ينطق بأدلة داحضة؛ وذلك لأن تجهيل الآخر مهمة أسهل بكثير من تثقيف ذاتك.

٣- الشخصنة

يميل أولئك الأشخاص "للشخصنة"، وهي ترك الفكرة جانبًا ومهاجمتك لذاتك، هو لا يرى فكرتك، كل ما يراه شخص لا يتفق معه في رأيه، أنت بالنسبة له عدو، فيصبح كل ما تقوله أو تفعله فيما بعد محفزًا له ضدك، حتى وإن اتفقت معه فيما بعد في أمر من الأمور، تبقى الشخص الذي اختلف معه في أمر آخر ولا بد أنك مختلف الآن، قد يندفع نحو رأي لا يؤمن به فقط كي لا يتفق معك.

اقرأ ايضاً السوشيال ميديا وتأثيرها الإيجابي والسلبي على المجتمع

أشهر حركات الأفريدج محما

٤- افتراض ما بين السطور

من أشهر حركات صانع "الأفريدج محما" هو افتراض ما لم تقله، يبدأ بـ ليّ عنق الكلام، أو تأويله ليبدو بصورة أخرى ويحاسبك عليه، أو أسوأ، هو اعتماد مغالطة المنحدر الزلق، وافتراض أسوأ احتمال في دفاعك، مثلا أن ترفض ارتباط التحرش بالملابس، فيظن الطرف الآخر أنك إنما تريد أن تنزع كل النساء عنهن لباسهن.

 ٥- إلقاء الطماطم

من أشهر الممارسات التي كنا نراها في أفلام الكرتون، هو إلقاء الحضور للطماطم على الشخص الواقف على المسرح، تعبيرًا عن ازدرائه، هكذا يفعل صناع "الأفريدج محما"، لا يهم محتوى النقاش أو نبرته، فقط يهتم بإلقاء الإهانات هنا وهناك وجمع الداعمين له ليلقوا بإهانات يصل بعضها حد البذاءة.

في النهاية، إن الخوض في نقاش مع أولئك يشبه كما لو أنك تزرع أرضًا بورًا، لن يؤتي أية ثمار، فهو لا يناقش، وإنما يستعرض ليجمع مزيدًا حوله، يلهث خلف تفاعلهم، فالأسلم لك عزيزي القارئ أن تغلق باب الجدال وتقتل أي محاولة للاستعراض؛ فالنقاش يمنحهم مسرحًا، والمسرح يخلق جمهورًا من "الأفريدج محما".

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة