تُعد صناعة الشمع إحدى الصناعات القديمة، التي تستخدم لإضفاء الجمال على البيوت والتعبير عن الفرح بالمناسبات الاجتماعية المختلفة، وتُذكي المشاعر الإيجابية والمريحة في المكان.
اقرأ أيضًا إضافات صنع الشموع
صناعة الشمع
تُعد فتائل الشمع إلى جانب زيت العطر والقوالب المقاومة للحرارة، والترمومتر، وأواني الغلي والملاعق وأقلام الرصاص، إحدى الأدوات المهمة في الشروع بعمل تصميمات خاصة من الشمع.
موقع جوك، استضاف إحدى ربات البيوت من الأردن، التي تمتهن صناعة قوالب مميزة من الشمع، وتروي السيدة سُمية الغزاوي من الأردن تجربتها في صناعة منتجات مختلفة من الشمع.
وتقول الغزاوي: إنها أنتجت عدة لوازم للمطبخ، مثل: الكاسات، إلى جانب الورود وفازات الزهور، وزهور الزينة، التي تبعث الانتعاش، بالإضافة لتوزيعات مختلفة ومتنوعة.
وتلجأ كثير من ربات البيوت حَسَبَ ما قالته الغزاوي إلى صناعة التوزيعات، فهي صناعة رائجة من صناعات الشمع، ما يتطلب التميز والتطوير في أفكار التوزيعات، ويتيح الشمع خيارات واسعة لذلك.
ونبهت الغزاوي إلى أن الشمع الطبيعي المستخلص من المصادر النباتية يُعد صديقًا للبيئة، وصديقًا كذلك لمرضى الربو والحساسية، ما يجعلها مفيدة في تحسين الصورة الجمالية والجو العام للمكان، الذي توجد فيه منتجات الشمع.
وتوفر قنوات يوتيوب متعددة دورات مجانية لتعلم صناعة الشمع، فالغزاوي إحدى اللواتي تعلمن صناعة الشمع عبر تلك القنوات، التي تجسد دور مواقع التواصل الاجتماعي في نشر المعرفة والتعليم المهني في المجتمع.
وتعود نشأة صناعة الشمع، إلى 200 عام قبل الميلاد، فكانت ترجمة لحاجة إنسانية آنذاك قبل أن تتحول إلى هواية مجتمعية، تعبيرًا عن مشاعر الفرح والحُب.
اقرأ أيضًا طاقة ألوان الشموع.. وتأثيرها على جو البيت
خطوات صناعة الشمع
تمرُ صناعة الشمع بعدد من الخطوات الدقيقة، التي تتطلب معرفة بالمعادلات الكيميائية الخاصة بالشمع، وفق الغزاوي، ونجمل هذه الخطوات بالآتي:
1- يجب تخصيص موقع العمل، ويجب أن يكون سطحًا نظيفًا ومُسطحًا، ويمكن استخدام ورق الجرائد.
2- مراعاة حقيقة تقلص الشمع عند الذوبان عند جلب الكمية التي ستستخدمها في العمل.
3- صب الشمع في وعاء الغلي، وتحريكه باستمرار في أثناء الغلي مدة تتراوح بين 10-15 دقيقة.
4- إضافة الزيت العطري وفق مقادير محددة بعد ذوبان الشمع، ويغلب أن تكون المقادير محددة على عبوة الشمع، وهي خطوة اختيارية.
5- تثبيت الفتيل أسفل القالب سواء بالغراء أم بغمسه بالشمع المذاب، ولصقه سريعًا أسفل القالب.
6- تبريد الشمع حتى درجة معينة قبل صب الشمع في القالب.
7- في أثناء صب الشمع ببطء، احرص على ثبات الفتيل ومنعه من التمايل أسفل القالب، وينصح باستخدام الأعواد أو أقلام الرصاص لغايات تثبيت الفتيل.
8- يقطّع الشمع إلى قطع صغيرة، تسهيلًا لعملية ذوبانه.
9- مراقبة حرارة الشمع باستخدام الترمومتر.
10- استخدام الأصباغ الزيتية لإضفاء الألوان المرغوبة على الشمع.
11- يجب استخدام طريقة غير مباشرة لتذويب الشمع، فوضعه مباشرة على النار يعرضه للاحتراق أو التبخر.
أنواع الشمع
تتعدد أنواع الشمع الطبيعي والصناعي، التي تستخدم في صناعته، نستعرض أبرز تلك الأنواع:
1- البارافين
أكثرها شعبية، ومواتٍ للهواة والمبتدئين، فهو سريع الذوبان ويكتسب اللون والرائحة بسهولة، إلى جانب كلفته التي تعد بمتناول اليد.
2- الصويا
وهو مستخلص من فول الصويا، ويمتاز بسهولة التنظيف، علاوة على أنه صديق للبيئة ومتجدد، بيد أنه بطيء الاحتراق.
3- شمع العسل
وهو طبيعي، ويسهم في تنقية الهواء، إلى جانب تميزه برائحة مميزة له، ومتناغم مع الزيوت العطرية المختلفة.
اقرأ أيضًا كيف نستخرج العسل؟ وما فوائده لجسم الإنسان؟
تاريخ صناعة الشمع
وصنع الشمع أول مرة في مدينة بجاية الجزائرية، ولها تعود التسمية، في حين كان اليونانيون يستخدمون الشمع تكريمًا لميلاد الآلهة (ارتيمس)، وباستخدام الشحم الحيواني، صنع الرومان الشمع في العام 500 قبل الميلاد.
وظهر الشمع المصنوع من دهن الحوت في الصين بين العامين 221-206 قبل الميلاد، ولم تعرف صناعة الشموع في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا حتى بدايات العصور الوسطى.
واستخدمت المعابد الهندية الشموع المستخلصة من القرفة، في حين عرفت الشموع المستخلصة من زبدة ياك في التبت الصينية، إلى جانب انتشار شمع العسل المستخلص من النحل في الصين بعد عام 40 قبل الميلاد.
وكان أهالي منطقة أوريقون، التي تمتد حتى ألاسكا، يستخدمون سمكة الشمع في الإنارة منذ القرن الأول قبل الميلاد، في حين برزت الحاجة للشموع لتوليد الطاقة المُمكنة لإنارة المصابيح، التي كانت تستخدم في إنارتها زيت الزيتون سابقًا، في أعقاب انهيار الإمبراطورية الرومانية، التي تعسر العثور على زيت الزيتون في أوروبا.
وشهدت لندن عام 1300م، نشوء أول شركة لصانعي الشمع من الشحم الحيواني، فأنيرت الشوارع بالشمع المستخلص من الشحم الحيواني عام 1415م.
ومع نمو صناعة صيد حوت العنبر، في القرن الثامن عشر الميلادي، بدأت صناعة الشمع من زيت الحوت، وباتت أكثر رواجًا، ونافست في رواجها وقتذاك الشمع المستخلص من النحل.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.