تعدُّ صناعة الأدوية عمليَّة مكلفة لتصنيع وتطوير علاجات لعدد من الأمراض التي يعاني منها البشر.
عبر عقود من الزمان، تضمَّنت المنهجيات والعمليات المستخدمة لتصنيع الأدوية تكاليف باهظة، ونقصاً في التجارب السريرية، ونقصاً في قابلية التكرار.
اقرأ أيضاً ما دواعي استعمال دواء الأميودارون؟
نظرة عامة على العلاج الدوائي
في الوقت الحالي، غيَّرت تقنيات القرن الحادي والعشرين آليَّة إعداد تصميمات الأدوية، إذ تُصمَّم الأدوية وتُجرى التجارب السريرية في السيليكو بطريقة تسرِّع كثيرًا من تقدم العلاج الدوائي، ما ينتج عنه تركيبات دوائية جديدة في غضون دقائق.
يعدُّ العلاج الدوائي أو علاج الأمراض بالأدوية بدلاً من الجراحة أو الإشعاع أو غيرها من الأنماط، هو أحد المجالات الأوسع للكيمياء الحيوية. وفي هذا السِّياق، ستركز هذه المقالة على التطورات الدوائية للسمنة والقلق والاكتئاب.
المشهد الحالي لعلاجات السمنة
عندما يناقش عامة الناس إدارة السمنة، فإنهم غالباً ما يؤكدون التغييرات السلوكية لخفض كمية الدهون التي يستهلكها الجسم، ومع ذلك، عندما يتقدم الفرد نحو مراحل لاحقة من السمنة، قد لا تكون القيود الغذائية كافية.
لمعالجة هذه المشكلة، استُخدم الفرع الحديث للعلاج الدوائي، جنباً إلى جنب مع الذكاء الاصطناعي الاستكشافي، لتطوير وإثراء فعالية دواء (orlistat) ومشابهاته.
اكتُشف (orlistat) للمرة الأولى في عام 1983، يركز أورليستات (المعروف أيضًا باسم Xenical) على هضم السوائل عن طريق منع الليباز البنكرياسي.
اقرأ أيضاً الصيدلة على مر العصور
الدواء الفعال والسعرات الحرارية
يقلل هذا الدواء بفاعلية من إجمالي كمية السعرات الحرارية التي تُهضم عن طريق تثبيط تكسُّر الدهون، من خلال الحد من عدد الوحدات الأساسية الأصغر التي تُنتج، أي أننا نحد من عدد السعرات الحرارية التي تُمتص، إذا لم نتمكن من تحطيم الدهون، فلن نمتصها.
ومع ذلك، فإن هذا الدواء يحمل معه عددًا كبيرًا من الآثار الجانبية، مثل الإمساك والبراز الزيتي وسلس البول وغيرها من مشكلات الجهاز الهضمي، وهي تأثيرات متوقعة عند ضبط قدرة الجسم يدويًّا على الهضم.
أحد الآثار الجانبية الإضافية هو منع امتصاص الفيتامينات المنحلة في الدسم مثل الفيتامينات A وD وK، ما يؤدي إلى وصفة طبية إضافية من مكملات الفيتامينات للمرضى لتناولها عن طريق الفم.
لمعالجة هذه المشكلات، تُنفَّذ دراسات السيليكو، باستخدام الجلوكوزينولات، والمستقلبات الثانوية المشتقة من النباتات، لتثبيط ليباز البنكرياس.
المشهد الحالي لعلاجات القلق والاكتئاب
ضمن عمليات العلاج الدوائي المستخدمة في علاج القلق/الاكتئاب، يُنظر في ثلاث فئات رئيسة من الأدوية، العوامل السيروتونية، والعوامل الأدرينالية، والعوامل العصبية.
تعمل العوامل السيروتونية مثل فلوكستين، أو زولوفت، على تسوية كمية السيروتونين التي تمر عبر المشابك العصبية، وتستهدف العوامل الأدرينالية خصائص الاستجابة للإجهاد في الدماغ المسؤولة عن القتال أو الهروب.
أخيرًا، لن تستهدف العوامل المضادة للذهان، القلق على وجه التحديد ولكنها تتحكم في الاستجابة السلوكية للمرضى.
عند علاج القلق والاكتئاب من خلال وسائل العلاج الدوائي، يوصى في الغالب بعوامل الهرمون السيروتوني وأشكال أخرى من مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية، وبالتالي سيبقى السيروتونين الذي يُطلق في نقاط الاشتباك العصبي موجودًا لمدة أطول.
قيود التقنيات الدوائية الحالية
على الرغم من أن البحث لا يزال مستمراً، مع عدم وجود علامات على التراجع أو التوقف، فلا تزال توجد أسئلة كثيرة تتعلق بمراقبة الجودة وأتمتة توليف الأدوية.
يؤدي هذا إلى معضلة أوسع داخل تعدد الأدوية، فقد يصف الأطباء فائضاً من الأدوية المختلفة، بغض النظر عما إذا كانت مناسبة أم لا، تتمثَّل التحديات المحددة للعلاج الدوائي في السلامة على المدى الطويل، وفائدة نماذج الأدوية الأحدث وملفات سلامة البالغين.
لا يمكن لأجهزة الكمبيوتر والنماذج المختبرية أن تخبرنا بكل ما نحتاج إلى معرفته؛ ولذلك، ينبغي أن يبقى تصميم التجارب الملائم محط تركيز رئيسٍ.
بشَّر Ian C K Wong وTobias Banaschewski بالحلول الأولية، ما يشير إلى أن زيادة التوزيع العشوائي للتجارب التي نتحكم فيها عن طريق الدواء الوهمي قد تساعد في الاختبارات السريرية.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن لسجلات الرعاية الصحية الإلكترونية التي تراقب سلامة الأدوية على المدى الطويل أن تنقذ أرواحًا كثيرة، وهي ممارسة لا تتبناها كل عيادة ومستشفى.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.