كانت المدرجات ممتلئة بهتافات الجماهير المضطربة.. ألمانيا على محك الخطر في مونديال عام ألف وتسعمائة وتسعين.. وقتها علقت أعين ألمانيا على "لوثر ماتيوس"، الذي كان على موعد مع انتزاع كأس العالم من قلب روما، والعودة به إلى بون الألمانية.
لكن ما حدث غير ذلك، فرفض اللاعب ماتيوس تسديد ركلة الجزاء بسبب انكسار أحد المسامير في حذائه، ولكن في نهاية المطاف توجت ألمانيا بالمونديال بعد تسديد بريمه ركلة الجزاء.
اقرأ أيضا الرياضه وأهميتها
فكرة صناعة أحذية ثلاثية الأبعاد
قد تندهش حينما ترى أحذية مصنعة من تقنية الليزر، ولكن الأمر لا يقل غرابة عن صناعة أحذية ثلاثية الأبعاد مخصصة للركض.
فهل تخيلت يوما أنه يمكن لأي لاعب كتابة أسماء وأرقام مفضلة له على أحذية كرة القدم؟! لا تتعجب.. إنها تقنية الليزر.
برأيك: هل توقف الأمر عند هذا الحد؟ بالطبع لا، فقد كان استحداث المسامير المطاطية والبلاستيكية فى نعال الأحذية لمزيد من التحكم الأفضل على المستطيل الأخضر.
فهل تصدق أنه أصبح من الممكن وضع رقائق صغيرة محوسبة بأحذية الكرة تسمح بتتبع تحركات وأداء اللاعبين على أجهزة الحاسوب؟!
إنها الأحذية الحديثة، تلك التقنية تعتمد على الدمج بين الأحذية ومستشعرات التتبع الإلكتروني، حتى تتمكن من مراقبة أنشطتك ومتابعة الصحة الخاصة بك.
فإذا كنت محتارا يوما فى ارتداء حذاء يتناسب مع ملابسك دعني أقل لك.. فالأحذية الذكية سهلت الأمر..
فبعض الأحذية تتضمن مميزات مختلفة للترفيه، كأضواء LED متغيرة لتناسب ملابسك وسماعات خارجية لتشغيل الموسيقى لتحسين مزاجك.
هل أنت مستعد إلى ما هو أغرب من ذلك؟ ها هي الشركة العالمية Nike أطلقت حذاء يوثق رباطه بنفسه دون حاجة لأي تدخل منك..
وما فعلته نايكي يستحق أن يكون نهاية الحكاية.. فكيف كانت بدايتها؟
اقرأ أيضا 3 مايو اليوم العالمي للأحذية الملونة المختلفة
كيف بدأت الشركة العالمية Nike إطلاق حذاء يوثق رباطه بنفسه؟
ومن أجل الإجابة على هذا السؤال سنذهب سويا فى رحلة تعود إلى الوراء خمسمائة عام، وبالتحديد عام ألف وخمسمائة وخمسة وعشرين، فهي رحلة بدأها ملك إنجلترا هنري الثامن.. فهل أنت مستعد لنبدأ مغامرتنا الشيقة؟
كانت أحذية لعبة كرة القدم في ذلك الوقت تنتج مزيدا من الإصابات، ولم لا وهي بها جزء معدني، وكانت برقبة عالية وثقيلة، فتخيل معي أنك تركل كرة القدم بحذاء معدني؟ على الأرجح استنتجت ما سيحدث..
فقرر ملك انجلترا هنري الثامن حظر لعبة كرة القدم التي بسببها تتزايد الإصابات، لكنه لم يستطع أن يقاوم حب المستديرة..
طلب الملك وقتها من صانع الأحذية الخاص به صنع حذاء مخصص للعب الكرة عام ألف وخمسمائة وخمسة وعشرين.. ليكون الملك هنرى الثامن أول من ارتدى حذاء رياضيا مخصصا لكرة القدم.. كان الحذاء مصنوعا من الجلد الطبيعي، ولم يعرف عامة الشعب شيئا عن هذا الحذاء، فكانت أحذية كرة القدم هي ببساطة أحذية عملهم..
أتظن ذلك منع الناس من اللعب؟ بالطبع لا؛ فسحر كرة القدم كان أكبر من أن يمتنع الناس عن ممارستها، فقرروا مع الوقت صناعة أحذية تتناسب مع اللعبة، ومن وقتها ستتطور أحذية كرة القدم رويدا رويدا.
بداية دعونا نشير إلى أنه ظلت صناعة أحذية كرة القدم من المعدن حتى القرن التاسع عشر.. إلى أن تطورت في القرن العشرين، فكانت بداية استخدام المسامير الصغيرة في نعال أحذية كرة القدم.
فبعد الحرب العالمية الثانية، بدأت شركات تصنيع أحذية كرة القدم في الظهور والتنافس على نطاق أوسع، لكن كان مصنع الأخوين داسلر في ألمانيا البداية الحقيقية لصناعة إكسسوار اللاعبين "حذاء كرة القدم".
البداية كانت من الطقس الذي غير أحذية كرة القدم، فمع هطول الأمطار أصبحت الأحذية أثقل، والاتزان على العشب المبتل مهمة صعبة للغاية.
وحينئذ أحدث الأخوان أدولف ورودولف داسلر علامة فارقة في تصنيع أحذية كرة قدم مصممة خصيصا لاستخدامها في ظروف الطقس السيئة، فصنعا حذاء يحتوي على مسامير قابلة للتبديل، إما مطاطية وإما بلاستيكية، وكانت من الجلد.
تأسيس شركتي أديداس وبوما
لكن حدث ما لم يتوقعه أحد.. فقد انفصل الأخوان داسلر عام ألف وتسعمائة وأربعين، فكانت بداية تأسيس شركتي أديداس وبوما، ليتمتع العالم بصناعة فريدة فى عالم أحذية كرة القدم.
لكن قبل أن تشتد المنافسة في تصميمات الأحذية، احتفظ أدولف بالمصنع الأصلي وأعاد تسمية الشركة إلى "أديداس"، في حين أنشأ رودولف مصنع أحذية خاص به تحت اسم "بوما" عام ألف وتسعمائة وثمانية وأربعين.
انتبه معي.. "أديداس" ستدهشك، فخلال مونديال عام ألف وتسعمائة وأربعة وخمسين، فاجأت "أديداس" الفريق الوطني الألماني بأحذية ذات بروزات أطول للمساعدة في الحركة على سطح الملعب المبتل، واستطاعت ألمانيا الفوز على المجر..
أما "بوما" ففاجأت العالم خلال كأس العالم عام ألف وتسعمائة واثنين وستين بارتداء اللاعب بيليه للمرة الأولى حذاء من ماركتها
(https://www.instagram.com/p/B5YBYQsFj4w/?utm_source=ig_embed&utm_campaign=embed_video_watch_again)
لتستمر الشركات في تطوير الحذاء المصنوع من الجلد، ليكون بعد ذلك من المطاط، وألوانه من الأبيض والأسود إلى ألوان مبهجة تعطيك الطاقة من أجل الفوز.
اقرأ أيضا 10 مايو اليوم العالمي بدون احذية
بداية تصميم حذاء آخر لأديداس تحت اسم Predator
لتأتي بداية تصميم آخر ل"أديداس" تحت اسم (Predator) ابتكره لاعب كرة القدم المعتزل "كريغ جونستون"، الذي كانت فكرته بمثابة الدجاجة التي ستبيض الذهب ل"أديداس" بعد أن كانت على وشك الإفلاس..
كانت فكرة جونستون هي تجريد مضرب تنس الطاولة الخاص به من طبقة المطاط ولفها حول حذائه الرياضي بأربطة مطاطية، وخرج ليركل به الكرة تحت المطر بكل سهولة..
ليكون ذلك بداية تصنيع الحذاء المطاطي السريع.. وبعدها انضم جونستون إلى شركة "أديداس"، وأطلقا الحذاء تحت اسم "المفترس" أو (Predator) في لاس فيجاس عام ألف وتسعمائة وأربعة وتسعين قبل كأس العالم في الولايات المتحدة..
جنت "أديداس" مئات الملايين من الدولارات، وتطورت صناعة أحذية الكرة إلى أشكال وتصميمات رائعة للغاية مطعمة بالتكنولوجيا، حتى صار بعضها دون أربطة..
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.