جلس يتأمل من نافذته ذلك الشارع الذي بات فارغاً، يحدق في دخان الغيوم الذي ملأ السماء، تهب على وجهه نسمات المغيب التي حملت بعبق الياسمين الأبيض، يفتقد تلك الفوضى التي كانت تعج المكان، جميع المنازل مضاءة، لكن لا أصوات، لا أحد هنا كلهم في عوالمهم، لم يسمع غير شهيقه مقطوع الأنفاس، وإذ بنغمةٍ سريعة عذبة المسمع تقتحم ذلك الهدوء الشاحب.
ذهب مسرعاً إلى الهاتف ليرى من صاحب تلك الرسالة اللعينة، قاطعاً بذلك جميع أفكاره وتأملاته كالعادة، لا يهمه سوى من الذي افتقده في تلك الأمسية الجميلة.
فإذا بالرسالة: اشحن رصيدك بـ... واحصل على خصم بـ... .
لا أحد فالجميع ينتظر ذات الرسالة لكن لا أحد يرسل، أغلق الرسالة وأكمل طريقه... فيسبوك، تويتر، انستغرام..
ستجد أيضاً على منصة جوك ذكريات صيفية.. خواطر وجدانية
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.