في عام 1996 دعت الأمم المتحدة أعضاءها إلى الاحتفال باليوم الدولي للتسامح في 16 نوفمبر من كل عام.
اقرأ ايضاً التسامح النفسي.. مفهومه وخصائصه
مفهوم التسامح
التسامح يعنى الصفح والعفو والإحسان، وهو خلقٌ إسلاميٌّ أصيلٌ جعل منهاجاً لتعامل المسلم مع إخوانه لقول الله سبحانه وتعالى: "وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ" التغابن: 14، ويقول سبحانه وتعالى: "فَمَن عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ" الشورى: 40.
وثبت في حديث جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "رحم الله رجلًا سمحاً إذا باع وإذا اشترى وإذا اقتضى".
اقرأ ايضاً التسامج والسلام الداخلي والتصالح مع الذات
العفو والرحمة صفة من صفات الله
العفو رحمة بالمسيء وامتثال لأمر الله، وتوثيق للروابط الاجتماعية التي تتعرض إلى الوهن والانفصام بسبب إساءة بعضنا إلى بعض، والعفو والصفح سبيل إلى الألفة والمودة بين أفراد المجتمع، وبالعفو تكتسب الرفعة والمحبة عند الله وعند الناس.
والإنسان المسلم يعتقد أن الأنبياء إخوة جاؤوا بجوهر رسالة واحدة، وهي التوحيد، فلا تفاضل بينهم من حيث الرسالة، وأن المسلمين يؤمنون بهم جميعاً مع الإقرار على أن محمد -عليه الصلاة والسلام- خاتم الأنبياء والمرسلين صاحب الرسالة الخالدة.
ويعتقد المسلم أن العقيدة لا إكراه عليها، وأن تحلي الإنسان المسلم بها يدل على تسامحه الديني، والاختلاف في العقيدة لا يجعل الإنسان المسلم يتعدى على غيره المخالف له في الاعتقاد، والتسامح الديني هو ضرورةٌ هامّة؛ لأنه القاعدة الأساسية في تعاملنا مع الآخر ذلك لأن الاختلاف أمر قدره الله تعالى لتقوم الحجة على المخالف، لكن ليس للاقتتال والنزاع.
اقرأ ايضاً التسامح لأجل العيد
التسامح الثقافي
أما ما نجده ممن حولنا من التنوع في الأعراق والأجناس والألوان واللغات فإنما يدعو إلى التعارف والتقارب لا التنافر والفرقة، وهذا ما يمكننا تسميته بالتسامح الثقافي، والعفو والتسامح سبيلان لمحبة الشخص بين العباد وعند ربه، فالهيّن اللين له مقام رفيع عند الله تعالى.
والعفو والتسامح يكسبان المجتمع صبغة حسنة، فتكون الطمأنينة مخيمة على الأفراد كلهم، قال الله تعالى في سورة الشورى: "وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا ۖ فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ" ومن أمثلة العفو والتسامح موقف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مع أهل مكة لما فتح مكة بإذن الله العظيم ووقف بين يديه مشركو القوم وأمامه رجال من الذين آذوه وعذبوه ووقفوا في وجه دعوته ولما سألهم عن ظنّهم بفعله معهم قالوا له: أخ كريم، وابن أخ كريم، فما كان من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أن عفا عنهم.
وتلتزم الأمم المتحدة بدعم التسامح بين الدول من خلال تعزيز التفاهم المتبادل بين الثقافات والشعوب.
ويكمن هذا الالتزام في جوهر ميثاق الأمم المتحدة، وفي الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وهي أكثر أهمية في هذه الحقبة التي تشهد زيادة التطرف العنيف واتساع الصراعات الدولية. وأنشأت الأمم المتحدة جائزة تُمنح كل سنتين خلال احتفال رسمي بمناسبة اليوم الدولي للتسامح لشخصيات أو مؤسسات أو منظمات امتازت بمبادرات جديرة بالتقدير بروح من التسامح واللاعنف.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.