الأولاد هبة من ربّ السّماء وزينة الحياة الدّنيا، بهم يتجسّد الوجود ويزهر، وبهم تعلوا كلماتنا وتثمر، وبهم نترسّخ ونتجذّر في دروب التّاريخ فيمتدّ العمر قرونًا عدّة، إنّهم وجود الوجود.
لكنّ الحياة معهم لا تخلو من المشكلات وهذا لاختلاف طبائعم وشخصيّاتهم فهم مرّات يشعروننا بالفخر والرّضا والفرح، ومرّات يتركون غصّة في قلوبنا بسبب عنادهم وتمرّدهم ورفضهم، وهؤلاء هم من يتّصفون بالعناد والعصبيّة.
اقرأ أيضاً كيف أتعامل مع طفلي العنيد بعمر السنتين؟
من هو الطّفل العصبيّ والعنيد
الطّفل العنيد هو طفل سريع الانفعال لأتفه الأسباب يثور ويغضب ويصرخ ويقلق ويتمرّد ويرفض الأوامر والنّواهي والواجبات الموكلة إليه والتّلفّظ بألفاظ غير محبّبة وأفعال عنيفة.
كما أنّه غير منظّم ولا يحبّ الالتزام بالواجبات، وعلى النّقيض من ذلك يتّصف الطّفل العنيف بالنّشاط والحيويّة والذّكاء والرّوح المرحة والانتباه وقوّة الملاحظة والرّجوع لحضن الأمّ بعد مرور ثورة الغضب؛ لأنّه يغضب بسرعة ويرضى بسرعة.
اقرأ أيضاً الطفل العنيد.. كيف تتعامل مع طفلك العنيد؟
كيف أتعامل مع الطفل العصبي؟
بادئ ذي بدء يجب على الأمّ أن تأخذ زمام أمرها وتتحكّم في مشاعرها، وتظهر الهدوء والرّزانة والثّبات وهذه أمور تعدّ مفتاحًا لبدء التّعامل مع عناد الطّفل بشكل إيجابيّ.
اتركي له مساحة للتّعبير
فترك الطّفل ليعبّر عن مشاعره وأفكاره وإخراجها ومنحه حريّة التّعبير عن ذلك كلّه يعدّ عاملًا مهمًّا في إفراغ شحنة المشاعر المكبوتة والسّيّئة والشّعور بعد ذلك بالرّضا والثّقة بالنّفس.
أظهري له الحبّ
عندما يهدأ طفلك أظهري له الحبّ والاهتمام والتّعاطف واغمريه بحضنك الدّافئ لكن دون التّنازل عن الأوامر والنّواهي والواجبات الموكلة إليه.
امدحيه كثيرًا
إنّ الطّفل العنيد تعجبه كثيرًا كلمات المدح والتّشجيع وإشعاره بأنّه محور العالم وأنّه الأفضل والأذكى فإذا سمع هذا تراه يبتسم ويشعر بالغبطة والسّرور وتزداد ثقته بنفسه.
لا للتّعالي
لا يحبّ الطّفل العنيد أسلوب التّعالي والتّأمّر لذلك ينصح باجتناب الأوامر المباشرة ذات اللّهجة الحادّة والتّهديد؛ لأنّ ذلك يشعره بالنّقص والدّونيّة فيتمرّد أكثر بل ينصح بالهبوط لمستواه عقلًا وواقعًا والنّظر في عينيه مباشرة أثناء التّحاور معه ووضع النّقاط على الحروف ورسم الحدود وإبراز العواقب.
إنّه لمن المريح للطّفل عدم مقارنته بالآخرين فيزداد عناده أكثر، كما أنّ مقابلة الصّراخ بالصّراخ يتعب الأمّ والطّفل معًا، وتجاهل سلوكيّاته الخاطئة أحيانًا يخفّف الضّغط مع إضافة ما سبق يساهم في احتواء الطّفل العنيد ويوصله برّ الأمان بنجاح.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.