إن الشك وسوء الظن من الصفات السلبية التي قد يكتسبها الإنسان وتصبح ملازمة له طوال حياته، وقد أطلقت الدراسات على من يتصف بهذه الصفات “الشخصية المرتابة أو الشكاكة”، وقد عرّفتها الدراسات والبحوث النفسية بأنها “تلك الشخصية التي تتميز بصفات الإفراط والمبالغة في الظن والشك بالآخرين والوسط المحيط وكل ما له علاقة بالفرد، وتكون شدة الشك تختلف من فرد لآخر، فمنهم من تكون عنده درجة الشك يسيرة، ومنهم من تكون شديدة حسب الحالة”.
صفات الشخصية المرتابة
ولأن الشك وسوء الظن صفات رئيسة في الشخصية المرتابة، فقد لاحظ الأخصائيون النفسيون وجود صفات ترتبط بالصفتين الرئيستين، ومن هذه الصفات:
- أن الشعور “بسوء الظن” يكون هو الشعور الغالب في معظم الأوقات ومع الآخرين في الأقوال والأفعال، ولو لم يكن ما يثير ذلك موجودًا.
- المبالغة في الحذر والحيطة من الآخرين مع انعدام الثقة فيهم وتوقع كل شيء سلبي كالغدر والخيانة والأذى وغير ذلك.
- إن الخطأ مع هذا النوع من الشخصيات يجعله حساسًا للغاية، ومتأثرًا بانتقادات الآخرين، ويحملها ويضخمها زيادة عن الحد، فيتخذ موقفًا دفاعيًا عن نفسه سواء بالقول أو الفعل، أو قد يرد لاحقًا في الوقت المناسب، ويكون رده قويًا وعنيفًا.
- إن التفاهم مع الشخصية المرتابة يكون صعبًا، وبالأخص حينما يكون عنيدًا ولا يتراجع عن رأيه.
- تسعى الشخصية المرتابة إلى الزعامة والسيطرة وحب القيادة لأقرانه وأعدائه، ويحب أن يثبت نفسه وقدراته أمام الآخرين.
- إحساسه بالكمال، فلا تعترف هذه الشخصية لا بالنقص ولا بالخطأ، وتسقط الأخطاء التي ترتكبها على الآخرين.
- إن الشخصية المرتابة، في حال وجود علاقات بالآخرين، تميل إلى المبالغة في التعرف عليهم، وتتطفل على خصوصياتهم، وتتبع الحيلة لجمع المعلومات قدر الإمكان عنهم، وتحرص على معرفة كل الأنظمة والقرارات وكل ما يخدم أهدافها وجمع كل الإدانة من أقوال وأفعال للاستناد إليها والاستشهاد بها إذا اضطر الأمر.
- تغليب العقل على العاطفة واختفاء مشاعر الحنان والمودة والرحمة في بعض الأمور.
- إن القدرة على الإصغاء والتركيز في الحديث عند الشخصية المرتابة تكون عالية الدرجة، فهو يبحث عن المعنى الخفي من كلام المتحدث، وغالبًا ما يركز على أخطاء الآخرين وعيوبهم مع التغاضي عن حسناتهم.
كيف تتعامل مع الشخصية المرتابة؟
ومع كثرة الصفات التي تتسم بها الشخصية المرتابة، فعند التعامل معها يجب الأخذ بعين الاعتبار النقاط التالية:
- يجب وزن كل كلمة في التعامل معه وأن تكون الكلمات مختصرة قدر الإمكان، فالشخصية المرتابة تقرأ ما بين السطور وتفسر أي كلام معها على أنه تهديد.
- الوضوح والصراحة مع صاحب الشخصية المرتابة في الأقوال والأفعال لئلا تثير الريبة في نفسه.
- عدم المبالغة في الصراحة أو الاعتذار منه إذا كان هناك تقصير تجاهه.
- تجنب الانتقاد والمجادلة، ولا سيما أمام الآخرين، وتوضيح الصواب بأسلوب لطيف وعدم إلزامه بتغيير قناعاته.
- عند الدخول في حوار يجب أن يكون مدعومًا بالأدلة والحجج المقنعة، وأن يكون الحوار هادئًا.
- عدم إعطاء المجال للشخصية المرتابة بإسقاط أخطائها وهفواتها على غيرها.
- الاحترام والتقدير ضروري إذا كان صاحب الشخصية المرتابة أهلًا لذلك.
وفي الختام، إن غلبة الصفات السلبية في هذه الشخصية تحتاج إلى المتابعة والدعم من قبل الأخصائيين النفسيين والمحيط حتى تُحقق قدر الإمكان السيطرة على الأفعال التي يمكن أن تصدر عن هذه الشخصية، فيمكن أن تكون ردة الفعل حادة ولا يمكن توقعها أبدًا.
👍👍
مقال رائع وشيق، دمتي متفوقة ومتآلقة، ودمتم بخير وسلام وسعادة.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.