تتجلي الصحة النفسية من خلال التوازن والتكامل بين الثلاث مستويات للإدراك _ ما قبل الوعي / الوعي / اللاوعي _والخلل وعدم تحقيق التوازن، يؤدي إلى الاختلال ونشأة الصراع الداخلي... وقد قدم فرويد نظريتهُ من خلال ثلاث مصطلحات وهي:
الهو / ماقبل الوعي
هو الأصل والأساس المترتب عليه المستويات الأخرى، الفطرة والغرائز الموروثة التي تمد الإنسان لا إرادياً بالطاقة لتحقيق اللذة وتجنب الألم كغريزة البقاء والجنس التي تحفز الشخص على الاستمرارية والمواصلة وتحقيق الطموحات.
الأنا العليا / اللاوعي
الشخصية في أبهى صورها من المثالية والعقلانية لمقاومة جميع السلوكيات الشهوانية والغرائزية، حيث لا تتحكم في أفعالهُ سوي المبادئ والقيم الأخلاقية والمجتمعية بصورة لا تمت للواقع بصلة... أي إنها تضاد الهو.
الأنا / الوعي
هي الميزان والحكم ووصفها "فرويد" بأنها شخصية المرء في أكثر حالاتها إعتدالاً، بين الهو والأنا العليا لتقوم بإشباع حاجات الهو بصورة لا ترفضها الأنا العليا المستمدة قيمها من البيئة المحيطة والمجتمع، لتقوم بدور الوسيط فتشبع حاجات الهو وفقاً للواقع والظروف الاجتماعية .
غريزة الجنس التي يحتاجها الهو دون قواعد وشروط، يقوم الأنا بإشباعها بصورة متحضرة ويقبلها المجتمع الإسلامي عن طريق الزواج كما نصت علي ذلك العقيدة المتمثلة في اللاوعي ومتجسدة في مصطلح الأنا العليا .
غريزة البقاء تدفع الشخص الجائع لإلتهام أي طعام حتى لو كان نيئاً فتهذبهُ الأنا عن طريق، تناول الطعام بصورة متحضرة فيكون نظيفاً ومطهواً ومعد للاستهلاك الآدمي ... لتأكل معهُ الأنا العليا .
ويترتب على ما فسرتهُ نظرية (البنيوية) لفرويد والذي وضع فيها النفس البشرية في ثلاثة خانات تنبع منها سلوكياتها يمكن تبسيطها بوصف كل منها إيجازاً كالتالي:
الهو : الفطرة والغرائز والصفات الوراثية.
الأنا العليا : توافق الشخصية مع مبادئ وقيم المجتمع التي نشأت فيه وتفاعلت معه.
الأنا : سلوكيات الشخصية المبنية على الوعي والتعقل لتوافق طبيعتها مع طبيعة المجتمع.
ومن أجل التوصل لفهم موضوعي للشخصية، يجب علينا النظر إلي الداخل والخارج معاً فالجانبان لاينفصلان في تكوين ملامح وسلوكيات تعبر عما نحن نكونهُ وأي قناع نرتديه... علينا أن نتفحص الطبيعة الإنسانية والبيئة.
الطبيعةالإنسانية
للطبيعة الإنسانية مكونات أساسية كمتطلبات الجسد من جنس وطعام وغيرها من الغرائز الفطرية ودوافع نفسية كالحب والأمن والتقدير والإتجاهات والعواطف، والعقل البشري المسئول عن عمليات التفكير والاستيعاب والإدراك والاستنتاج.
البيئة
هي كل محيط تفاعل فيه الفرد منذ ولادتهُ وطريقة تربيتهُ ونشأتهُ ، المنزل والأسرة والحي ومؤسسات مراحل تعليمهُ المختلفة والمجتمع والوطن حى وسائل التواصل الاجتماعي كمحيط افتراضي، يتفاعل معه ويؤثر فيه.
وينتج عن تفاعل الطبيعة الإنسانية ومكونات البيئة ملامح ونوع الشخصية .
غوص بداخلك بحرية وعفوية ، وأنت على وعي وإدراك تام لما هو يقبع في الخارج ، لتتعرف على ذاتك وقيمك وميولك وتأثير بيئتك وواقعك خلال مراحل تفاعلك معها لتكون أنت ذلك الشخص الذي تعتقدهُ... وانتظر الجزء الأخير من المقال.
يتبع....
إن أحببت قراءة الجزء الأول من المقال !!
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.