رمضان في جزر القمر
رمضان في بنجلاديش
رمضان في سوريا
رمضان في الأردن
رمضان في جيبوتي
رمضان في الجزائر
رمضان في أوزباكستان
رمضان في نيجيريا
رمضان في اليمن
رمضان في تونس
رمضان في تركيا
رمضان في السودان
رمضان في المالديف
رمضان في بوركينافاسو
رمضان في الكويت
رمضان في ألبانيا
رمضان في ليبيا
رمضان في العراق
رمضان في بروناي
رمضان في مصر
رمضان في جزر القمر
تقع جزر القمر أو الاتحاد القمري أو جمهورية القمر الاتحادية الإسلامية في قارة أفريقيا في المحيط الهندي، وهي عبارة عن مجموعة من الجزر التي تقع على نهاية قناة موزنبيق من جهة الشمال، بين شمال مدغشقر وشمال شرق موزنبيق، وتقع جزر القمر في المرتبة الثالثة من بين الدول الأفريقية حسب أصغر مساحة، كما أنّها تقع في المرتبة السادسة من ناحية أقلّ عدد سكان، وقد استقلّت جزر القمر عن فرنسا في 1975م.
الديانة واللغة
الديانة الإسلامية هي الديانة الرسمية لجزر القمر وأغلبية سكانها يعتنقون الإسلام، ولكن توجد أقليةً قليلةً جداً يدينون بالديانة النصرانية، ويتحدّث السكان باللغة العربية التي هي اللغة الرسمية للبلاد. التاريخ تتكوّن جزر القمر حالياً من جزيرة القمر الكبرى، وجزيرة أنجوان، وموهيلي ومايوت، مع وجود جزر صغيرة الحجم، ويعود تاريخ السكن على جزر القمر إلى الماليزيين، وسكنها بعدهم الأدوميون في عهد سيدنا سليمان عليه السلام، ثم بدأت الأعراق المختلفة بالتوافد إلى الجزر مثل الزنوج الذين قدموا من زنجبار، كما قدِم بعض المهاجرون من أفريقيا، ومدغشقر، والجزيرة العربية.
دخول الإسلام جزر القمر
وصل الإسلام إلى جزر القمر من خلال التجارة حيث كانت هناك صلات تجارية بين العرب المسلمين والسكان الموجودين في شرق أفريقيا، كما أنّ العديد من المسلمين انتقلوا للعيش في جزر القمر قادمون من الجزيرة العربية وشيراز الفارسية ومن عُمان، والإحساء، واليمن، لكن هؤلاء المسلمين لم يسكنوا الجزر من الداخل وإنّما استوطنوا على طول الساحل الشرقيّ لأفريقيا، وعملوا في التجارة وكانوا بمقتضى عملهم يختلطون بسكان الجزر الداخلية ودعوهم إلى الإسلام.
احتفال جزر القمر بشهر رمضان
على طريقتها وبطقوسها الخاصة تستقبل جزر القمر شهر رمضان ، حيث يبدأ الاستعداد لهذا الشهر الكريم مع بداية شهر شعبان فيسهر المسلمون حتى الصباح، وتتزين المساجد ويعاد طلاؤها وتجديدها.
وبعد ثبوت رؤية الهلال يخرج السكان حاملين المشاعل ويتجهون إلى السواحل؛ حيث ينعكس نورها على صفحة المياه، ويضربون بالطبول إعلانًا بقدوم رمضان، ويبقوا ساهرين حتى وقت السحور.
ويواظب العديد من القمريين على الإفطار في المسجد، فقبل موعد الإفطار يحمل كل فرد طعامه ويتجه إلى المسجد، ويهيئون مائدة إفطار جماعي مكونة من أطباق مختلفة حيث يتبادلون الأكل مع بعضهم .
وعقب صلاة التراويح يجتمع أبناء القرية وشبابها وشيوخها في حلقات يستمعون فيها إلى بعض الدروس والمحاضرات الدينية.
عادات في شهر رمضان
ومن عادات جزر القمر وبالذات في شهر شعبان إقامة حفلات الزواج ليعيش الخطيبان معا خلال شهر رمضان، حيث تنظم "المجالس" إشهارا لهذا الزواج، ويُدعي الكثيرون من وجهاء المدن والقرى لحضوره.
كما تُصدر الحكومة القمرية قرارا بإغلاق كافة الكازينوهات الليلية، فضلا عن منع النساء عن التبرج والزينة في رمضان، وأيضا من يُضبط من الشعب مفطراً بدون عذر وخاصة بين الشباب يتم حبسه وتغريمه.
موائد الإفطار
وتزخر مائدة الإفطار بالأطعمة القمرية على رأسها” الثريد"، إضافةً إلى اللحم والقلقاس والبطاطس والقمح المصنوع منه السمبوسة ، وكذلك أنواع اللحوم والأسماك. ويكثر عند الإفطار تناول شراب "النارجيل"، وعصائر طازجة من فواكه المانجو والأناناس والبرتقال والليمون، بينما يكثر في السحور تناول الخضراوات والأرز. ويتناول أهل جزر القمر على الفطور وجبات خفيفة أهمها الشوربة التي يطحن فيها الأرز مع اللحم، ووجبة الموز والفرياب الذي يشمل اللحم أو السمك مع الموز المقلي بالزيت، ويتناولون في سحورهم الأرز مع اللبن بالإضافة إلى شرب الشاي
رمضان في بنجلاديش
تعد بنجلاديش من أكبر الدول الإسلامية من حيث عدد المسلمين، وفي نفس الوقت هي إحدى أفقر دول العالم، واسم بنجلاديش يعني «أرض البنغاليين» ويقوم المسلمون البنغاليون في شهر رمضان بالإكثار من فعل أعمال الخير، وقراءة القرآن والذهاب للمساجد وقيام الليل، مثل طقوس المسلمين في أنحاء العالم أجمع.
وللمسلمين في «بنجلاديش» عادة مميزة قد لا توجد في أي بلد آخر وهي أنهم يهتمون بشكل كبير بشراء وقراءة الكتب الدينية في شهر رمضان الكريم، حيث يفتح معرض الكتاب أبوابه مع بداية رمضان من كل عام، ويستمر طيلة الشهر الفضيل.
وفي المأكولات، يعتبر الأرز بالكاري من أشهر الأكلات على موائد البنغاليين. ومع قرب انتهاء شهر رمضان يبدأ البنغاليون في النزول إلى الأسواق لشراء الملابس، واحتياجات عيد الفطر المبارك
رمضان في سوريا
ثمة عواصم في العالم يرد اسمها كلما ذكر رمضان، وفي مقدمتها دمشق، التي تكاد تنفرد بتقاليد مميزة عن مثيلاتها من الحواضر العربية والإسلامية في تعايش الناس مع شهر رمضان المبارك فيها.
يمارس أهل دمشق عادات قديمة عريقة في رمضان توارثوها عن أجدادهم تحكي روح التراث الأصالة والمحبة والتواصل الديني والأخلاقي والحياتي فيما بينهم وهي عادات تكاد أن تندثر هذه الأيام إلا من بعضها.
فبمجرد إعلان رؤية هلال رمضان يبدأ الشيوخ صلاة التراويح وهي 20 ركعة ويذهبون لزيارة بعضهم البعض ليباركوا بحلول شهر رمضان. وفي السحور من عادات وتقاليد الشعب السوري أن المسحر هو الذي يقوم بإيقاظ النائم للسحور وهي ظاهرة عامة منذ العصر الأموي بواسطة الضرب على الطبلة وهو ينادي على الناس "قوم يا صائم وحد الدائم يا أبو احمد وحد الله" ... وغيره.
والمسحر من المنطقة ويعرف كل الناس أما العادة الثانية فهي إطلاق مدفع السحور أول وهناك بعدها بمدة قصيرة مدفع ثانٍ حتى يتم استيقاظ الجميع لتناول طعام السحور.
مدفع رمضان في كل المدن والقرى السورية ومدفع رمضان رمز من رموز رمضان وكان في دمشق مدفع واحد يوضع على جبل قاسيون، ولكن مع التوسع العمراني أصبح في دمشق 17 مدفعاً والناس التي تحافظ على مدفع رمضان سكان الأحياء القديمة في دمشق وقد ترى عدداً من الأشخاص المتجمعين بالقرب من هذه المدافع لرؤيتها لحظة أذان المغرب.
أهم شيء في مائدة الإفطار شوربة العدس أو شوربة الشعيرية ومعها اللحم أو مرقة الدجاج. أما صحن الفول فهو سيد طاولة الطعام في رمضان، ثم الفتة أو التسقية. الحمص البليلة مع اللبن والطحينة والثوم والليمون مع المتبلات. وأهم الوجبات هي الكبة والمحاشي، وغيرها من الوجبات المحببة لدى أهل الشام، مع السلطات الغنية بالخضار أو الفتوش ووجبات الحلويات المشهورة دمشقيا كالعوامة والقطايف. - وأهم شيء بعد تناول الإفطار هو الشاي.
ومن أشهر المشروبات في شهر رمضان العرق سوس والتمر الهندي والقمر الدين (عصير المشمش) ولا تكاد تخلو مائدة الإفطار من هذه المشروبات وخاصة بعد الصيام الطويل .
ومن الأشياء الشائعة قبل وخلال شهر رمضان، السلال الرمضانية وهي في الغالب سلّة تحتوي على بعض المواد التموينية كالرز والسكر والزيوت والسمن وبعض الحبوب والبقول المجففة لإضافة إلى المربيات وغيرها، وهي تباع في العديد من المحلات التجارية ويشتريها الناس إما للتزود بها أو للتصدق بها على إحدى العائلات الفقيرة.
وفي نهاية شهر رمضان، يبدأ موسم تجاري كبير، ويهرع الناس إلى الأسواق للتزود بالملابس الجديدة للعيد أو لشراء الحلويات الشرقية الخاصة بالعيد، ومن الجدير بالذكر أن العديد من العائلات الدمشقية لا تزال تفضل تحضير هذه الحلويات في منازلها حتى الآن.
رمضان في الأردن
في الأردن تتزين البيوت والمساجد في المدن والأرياف لاستقبال الشهر الكريم ، يقتني الناس الفوانيس الرمضانية والقناديل مختلفة الألوان والأشكال والأحجام ، وكذلك هلال رمضان وهو عبارة عن شريط كهربائي على شكل هلال توسطه نجمة تتزين به البيوت والمساجد والمحلات والشوارع والطرقات.
ومع ثبوت وتأكد دخول شهر رمضان، تسود الفرحة والسرور عموم الناس بقدوم هذا الشهر الفضيل؛ حيث يفرح به الكبير والصغير، والرجل والمرأة، ويطرأ على الحياة شيء من مظاهر التغيير والتبديل، إذ تتغير فيه رتابة الحياة اليومية، فيأكل الناس في وقت واحد، ويجتمعون على مائدة واحدة، وتنشط الحركة العلمية والدعوية خلال هذه الشهر، وتعقد دروس العلم والوعظ، وحلقات تلاوة القرآن في كثير من المساجد، والتي يتولى الإشراف عليها إدارة الأوقاف والمساجد، حيث تسعى لاستقدام بعض أهل العلم من مصر والسعودية لوعظ الناس وإرشادهم لما فيه خير الدين والدنيا.
ويتحمس الناس هناك لأداء صلاة التراويح في جماعة، والتي تلقى إقبالاً بارزًا من الشباب، وتصلى صلاة التراويح في أغلب المساجد ثمان ركعات فقط، وقليل من المساجد تصلى التراويح فيها عشرين ركعة. ويحرص الكثير من المساجد على ختم القرآن كاملاً في هذا الشهر.
وقد يخرج بعض النساء أحيانًا لأداء صلاة التراويح في المساجد، كما وتلقى أحيانًا في العديد من المساجد أثناء صلاة التراويح بعض الكلمات الوعظية والإرشادية.
والمؤسف أن كثيرًا من الناس قد بدأ يفرط بسنة السحور، ومرد ذلك يرجع إلى ظاهرة السهر لدى الكثير منهم، إذ يمضون كثيرًا من الوقت في متابعة الفضائيات، أو في السهر في الخيام الرمضانية، والتي تستقبل زوارها وروادها حتى وقت متأخر من الليل، حيث يعوض فيها كثير من الناس ما فاتهم من الطعام والشراب في النهار. وعلى العموم فإن الناس الذين لا يزالون يحافظون على سنة السحور يتناولون في هذه الوجبة السحورية طعام (الحمص) و (الفول) و (الشعبية).
وتتنوع مائدة رمضان في الأردن ويتسيدها المنسف، وهو عبارة عن لبن رائب مع مرق اللحم البلدي والأرز والرقاق. إضافة إلى الفتوش الذي يعد وجبة رئيسية في هذا الشهر المبارك ويتكون من الخبز المحمص والبقدونس والخيار والخس والزيتون والليمون وكذلك (المسخن) وهو خبز بلدي مع البصل المقلي وزيت الزيتون ولحم الدجاج المحمر مع السماق. أما الحلويات والمشروبات فأشهرها القطايف والكنافة وقمر الدين وعرق السوس والتمر الهندي. عند آذان المغرب وقت الإفطار أولاً نتناول كأس من الماء أو حبات من التمر ثم نصلي المغرب بعدها نبدأ الفطور بصحن من الشوربة وعادةً ما تتكون من الخضار الطازجة والشعيرية إضافة إلى صحن من السلطات والطبق الرئيسي وغالباً ما يتكون من الأرز واللحم أو الدجاج إضافة إلى بعض المقبلات مثل فتة الحمص باللحم المفروم والمتبلات والمخللات، بالنسبة لي فإن الأكلة المفضلة لدي هي المقلوبة بالدجاج والباذنجان، أما الأكلة الأساسية والمشهورة في الأردن هي المنسف وتصنع دائماً في العزائم والمناسبات، ثم نستريح قليلاً ونقوم لصلاة العشاء والتراويح وبعد ذلك نبدأ بالحلويات وهي القطايف بالجوز والجبنة.
حيث أنه شهر تكثر فيه العبادة وصلة الرحم وهناك أيضا الخيم الرمضانية التي تقوم بها مؤسسة معينة بتقديم الإفطار للمحتاجين، بصراحة هو شهر خفيف لطيف ننتظره بفارغ الصبر على مدار العام فالعائلة تتجمع و العبادة تكثر والرحمة تسود
وأما سنة الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان فيقيمها البعض، لكن تشهد المساجد في ليلة السابع والعشرين من رمضان حضورًا مكثفًا من الناس، إذ يرى الكثير منهم أن هذه الليلة هي ليلة القدر، والتي هي خير من ألف شهر، فيمكث الجميع في المساجد إلى أن يؤذن الفجر، فيصلون الفجر ثم يذهبون إلى بيوتهم.
رمضان في جيبوتي
جيبوتي إحدى دول القرن الإفريقي وهي عضو في جامعة الدول العربية تقع على الشاطئ الغربي لمضيق باب المندب تقدر مساحتها نحو 23.000 كيلومتر مربع فقط، فيما يقدر عدد سكانها بنحو 864,000 نسمة وعاصمتها مدينة جيبوتي, وكانت تسمى بلاد الصومال الفرنسي.
تعتبر نسبة المسلمين في جيبوتي هي النسبة الأكبر من سكان البلاد حيث يقدروا بحوالي 94% أما النسبة المتبقية فهي من المسيحيين.
دخل الإسلام جيبوتي في عهد مبكر من الدعوة الإسلامية عن طريق التجار العرب كغيرها من البلاد الأفريقية ولا يزال الكثير من سكانها من أصل عربي خالص كالعمانيين واليمنيين والباقون ينحدرون من أصل عربي إفريقي ومن أشهر قبائل العرب المنتشرة هناك قبائل القومية العفرية وقبيلة العيسى الصومالية.
يعتمد الناس في جيبوتي على مجمع الفقهاء لتحري رؤية هلال رمضان فإذا ثبتت رؤية الهلال يتم إخبار الناس بأول أيام الشهر الكريم وإذا لم يتم التحري منه تعتمد علي الدول المجاورة مثل المملكة العربية السعودية باعتبارها قبلة العالم الإسلامي.
وتضاء السماء الجيبوتية بأنوار الألعاب النارية ومآذن المساجد كذلك ترحيبا بالشهر الكريم، كما تبث الإذاعة الأغاني والمدائح الدينية بالإضافة الي البرامج الدينية المختلفة.
وكعادة الدول الإسلامية في رمضان، تزدحم المساجد بالمصلين للاستماع إلي شرح وتفسير القرآن الكريم وعندما يعلن عن موعد للدروس الدينية بعد صلاة العصر لا تجد أي شخص في الطرقات وتكون الدروس حول رمضان والصوم ومبطلاته.
تنقل الإذاعة آذان المغرب من مسجد الحمودي أكبر مساجد جمهورية جيبوتي.
يحرص المسلمون في جمهورية جيبوتي على إتباع السنة النبوية في الإفطار؛ حيث تجد معظم الناس يأكلون بعض حبات التمر ويؤدون صلاة المغرب أولا ثم يعودون لتناول الإفطار تيمنا بسنة الرسول – صلي الله عليه وسلم - يتميز المطبخ الجيبوتي بوجود أكلة رئيسية على مائدة الإفطار السمبوسة وهي عبارة عن دقيق يطحن ويعجن ويتم حشوه باللحم وهي أكلة متعارف عليها في البلاد العربية.
وللصائمين في جيبوتي عادة خاصة بهم وهي وجبة بعد العشاء تسمى “طعام العشاء” تتناولها الأسرة بعد الانتهاء من صلاة التراويح وهو عبارة عن الأرز واللحم والشعرية والمكرومة ويطلق على الشعرية اسم (الباسطة) في معظم الدول الإفريقية ثم عندهم ما يسمى بالمرق وهو عبارة عن شوربة خضار من البطاطس والطماطم ويتم تناولها بعد تناول طعام العشاء مباشرة.
ويعتبر الحليب عنصر أساسي مكون للسحور الجيبوتي يتم إعداده من نوعان من الشوربة أولا “شوربة الذرة” وهي عبارة عن ذرة شامية مخلوطة باللبن وكذلك شوربة الشعير وهي عبارة عن دقيق شعير يخلط بالحليب كما يؤكل الأرز أيضا مخلوطا باللبن.
العشر الأواخر من الشهر الكريم من أفضل أيام الشهر في جيبوتي حيث يحرص المسلمون فيها علي الخروج للمساجد للاعتكاف من الرجال ومعهم نسائهم بل والخدم في البيوت؛ حيث تكون المساجد مزدحمة يتقربون إلى الله ويطلبون مغفرته.
رمضان في الجزائر
يبدأ استعداد الجزائريين لاستقبال شهر رمضان بتنظيف المساجد، وفرشها بالسجاد، وتزيينها بالأضواء المتعددة الألوان؛ كما تبدو مظاهر هذا الاستعداد بتنظيف البيوت وتزينيها، إضافة إلى تحضير بعض أنواع الأطعمة الخاصة برمضان كـ " الشوربة " وبعض أنواع الحلوى الرمضانية؛ ويتم فتح محلات خاصة لبيع الحلويات الرمضانية كـ " الزلابية".
تذيع الإذاعات ( المسموعة والمرئية ) خبر رؤية هلال رمضان، وينتقل الخبر بسرعة بين المجتمعين ليلة الرؤية انتقال النار في الهشيم ، وأحيانًا يقوم إمام المسجد بإبلاغ الناس بدخول الشهر الكريم ، حيث يتلقى الخبر أولاً ثم يذيعه على الناس ، ومن ثم يبدأ الجمع بقراءة القرآن الكريم ، أو إذاعة آيات منه عبر مكبرات الصوت ، ويتبع ذلك إلقاء بعض الدروس الدينية المتعلقة بهذه المناسبة ، ويرافق ذلك إلقاء الأناشيد الدينية ، أو ما يسمى بالتواشيح .
مع الإعلان عن بدء الشهر الكريم تعلو الفرحة والسرور وجوه الجميع ، ويهنّئ الجميع بعضهم البعض بقدوم الشهر المبارك ، متمنين لبعضهم البعض كل الخير وحسن القبول.
تبدو مظاهر السرور والابتهاج بمقدم شهر رمضان لدى الأطفال في الشوارع، وإن كان معظمهم لا يصومون، وإنما يحتفلون بشهر تكثر فيه الحلوى وتقل فيه الشكوى، وتجود به الأيدي بالنقود والعطايا والهبات.
يتحلق الأطفال في الشوارع والساحات العامة، ممسكين أيادي بعضهم يؤدون رقصة شعبية، رافعين أصواتهم بأناشيد ترحب بقدوم الشهر الحبيب؛ كما يرددون بعض الأهازيج التي تتوعد المفرّطين ، مثل: " يا واكل رمضان يا محروق العظام ". ويسمح للأولاد - على غير المعتاد - بالخروج ليلاً في رمضان ، والبقاء خارج المنزل حتى وقت متأخر لمزاولة احتفالاتهم وألعابهم وأناشيدهم ، وهم في غير رمضان لا يسمح لهم بالخروج من منازلهم بعد المغرب.
اتساع رقعة دولة الجزائر ، والتباعد بين أطرافها جعل الإعلام بوقت المغرب يتخذ أشكالاً متعددة ؛ إذ لم يعد يكفي الأذان من فوق منارات المساجد ، لإعلام الناس بدخول وقت المغرب ، بل لجأ الناس إلى وسيلة إضافية للإعلام بدخول وقت الإفطار ، وذلك بالنفخ في بوق في اتجاه التجمعات السكانية في الوديان والقرى ، وإذا صادف وجود مبنى قديم مرتفع فإن بعضهم يصعد إلى ظهر ذلك المبنى ، ويؤذن من فوقه ليصل صوته إلى أسماع الصائمين.
في القرى النائية والبعيدة ، يتابع الصائمون قرص الشمس ساعة المغيب ليتحروا وقت المغرب، ويُعلموا ذويهم بدخول وقت الإفطار ؛ بل إن الكثير من أهل الجزائر يلجأ إلى الاعتماد على الرؤية البصرية لغروب الشمس ، كما يعمد آخرون إلى استخدام آلة تحدث صوتًا تشبه النفير يوم الزحف ، واسمها ( لاسيران ) والكلمة فرنسية الأصل.
ومن الوسائل المستخدمة للإعلام بدخول وقت المغرب - علاوة على ما تقدم - إضاءة مصابيح خضراء فوق المنارات عند الغروب ، إيذانًا بدخول وقت الإفطار.
وطوال أيام الشهر المبارك تتم إذاعة القرآن الكريم عبر مكبرات الصوت في المساجد قبل المغرب بنصف ساعة ، والجزائريون غالبًا يفضلون صوت القارئ الشيخ عبد الباسط عبد الصمد رحمه الله.
أما الإفطار ، فيبدأ عند أهل الجزائر بالتمر والحليب، إما مخلوطان معًا ( أي التمر في الحليب ) أو كل منهما على حدة ، ويتبعون ذلك تناول " الحريرة " وهي من دقيق الشعير، وهي منتشرة بين شرق الجزائر ومغربها.
الوجبة الرئيسة والأساس في كل البيوت تتكون من الخضار واللحم ؛ أي نوع من الخضار يمزج بمرق اللحم المحتوى على قطع اللحم ، وغالبا يطحن الخضار أو يهرس بعد نضجه لتؤكل مخلوطة مع بعض مثل : جزر مع البطاطس مع الطماطم . وهذه الوجبة الأساسية لا يتم تناولها إلا بعد صلاة العشاء والتراويح ، ثم تُتبع بشرب الشاي أو القهوة التركية.
طعام آخر يتناولونه الجزائريون في هذا الشهر وهو " الشوربة بالمعكرونة " وهي معكرونة رقيقة جدًا يضاف إليها اللحم والخضر ، وتقدم لمن حضر ، وهي طعام غالب الناس وأوسطهم معيشة ، وإلى جانب هذه الأكلة توجد السَّلَطات بأنواعها.
ومن عناصر المائدة الجزائرية ، طبق " البربوشة " – وهو الكسكسي بدون المرق - ، ومن الأكلات المحبّبة هناك " الشخشوخة " ، وهي الثريد الذي يكون مخلوطا مع المرق واللحم ، يُضاف إلى ذلك طبق " الرشتة " وهو الخبز الذي يكون في البيوت ، يُقطّع قطعاً رقيقة ، ويُضاف إليه المرق ، ولا ننسى الكسكسي بالبيسار - المرق بالفول المفروم – و البريوش – وهو الخبز الطري المتشبّع بالسمن ، وأهل العاصمة يسمّونه " اسكوبيدو " – ويؤكل مع الحليب والزبدة وغيرهما.
ومن المأكولات الشائعة عند أهل الجزائر ( الطاجين ) وتقدم في أيام مختلفة من شهر رمضان، لكن لابد من تواجدها في اليوم الأول من رمضان على مائدة الإفطار. ومن لم يفعل ذلك فكأنه لم يُفطر!!! وتصنع من ( البرقوق ) المجفف ، أو ( الزبيب ) مع ( اللوز ) و( لحم الغنم ) أو ( الدجاج ) ويضاف إليهما قليل من السكر ، ويكون مرقة ثخينًا ، في كثافة العسل.
بعد تناول طعام الإفطار ، يأتي دور تناول الحلوى ؛ وأشهرها حضورًا وقبولاً في هذه الشهر حلوى ( قلب اللوز ) وهي على شكل مثلث ، تصنع من الدقيق المخلوط بمسحوق اللوز أو الفول السوداني، ومسحوق الكاكاو ، ويعجن هذا الخليط بزيت الزيتون، وبعد تقطيعه وتقسيمه على شكل مثلثات، توضع على سطحه حبات اللوز، ثم توضع في الفرن حتى تنضج، وبعد أن تبرد تغمس في العسل.
ومن أنواع الحلوى ، " المقروط " – وينطقونها أيضا " المقروظ " وهو الأشهر – وهو السميد الذي يكون فيه التمر ، وكذلك " الزلابية " حلوى لذيذة تقدم في كل بيت ، وفي كل يوم ، ولها أنواع متعددة لا يمكن إدراك حقيقتها بالوصف ، لكن بالأكل !!
وبالنسبة إلى طعام السحور ، يتناول أهل الجزائر طعام " المسفوف " مع الزبيب واللبن ؛ و" المسفوف " هو الكسكسي المجفف ، وهذا النوع من الطعام أصبح عادة لكل الجزائريين في سحورهم.
ويقبل الناس على المساجد بكثرة لأداء صلاة التراويح، حيث يصلونها ثمان ركعات، وأحيانًا عشر ركعات؛ يقرأ الإمام فيها جزءاً كاملاً من القرآن الكريم، أو جزءاً ونصف جزء، ويتم ختم المصحف عادة ليلة السابع والعشرين. وفي الليالي التالية يبدؤون بالقراءة في صلاة التراويح من أول المصحف.
ثم يأتي العيد، وهو بهجة الجميع، وفرحة المسلمين بإتمام الصيام، ولئن كانت أيام العيد أيام فرحة وأنس وتآلف للأرواح، فإنه يكون للصغار أيام لعب ولهو ومرح، حيث يلعب الأطفال ألعاباً شعبية مختلفة، كلعبة "المخرقبة" وهي لعبة تُشبه لعبة الشطرنج، تلعب على الأرض بين شخصين بواسطة الحصى والنوى، وهي من الألعاب التراثية الشعبية، هذا غير السباقات وألعاب الكرة والألعاب النارية التي يشترك في لعبها الأطفال في جميع دول الوطن العربي.
رمضان في أوزباكستان
وصل الإسلام اوزباكستان بعد فتح بلاد الفرس وهي دولة من دول ما يعرف ببلاد ما وراء النهر وانتشر بالأخلاق السمو التي وصى به الناس والتزم المجتمع بعد الدخول الطوعي في الإسلام بالالتزام بأركان الإسلام وفرائضه، بما فيها الشهادة والصلاة والصيام والزكاة والحج، وتعتبر أوزبكستان خاصةً وما وراء النهر عامةً إحدى المناطق الأكثر شدة بالحرارة في المعمورة؛ حيث تصل درجة الحرارة في فصل الصيف إلى أربعين درجةً وأكثر.
يتجلى الشعب الاوزباكستاني بالتسامح والنظام الفريد في التعايش بين عدد غير قليل من العرقيات في توائم وانسجام فأغلبية الشعب من المسلمين وهناك أصحاب ديانات أخري ولكن الجميع تجمعهم روح المواطنة ورمز الدولة وتهتم الدولة بمدنيتها مع الالتزام بأنها دولة مسلمة ، فهناك أكثر من أربعة آلاف مرسوما يخص الدين الإسلامي من تكفل الدولة برحلة الحج والعمرة أو الأعياد وغيرها الكثير .
الجامعة الإسلامية بطشقند ومعهد الإمام البخاري من أهم مصادر الدعاة والوعاظ.
المعروف أن شهر رمضان المُبارَك يصادف فصل الصيف في بعض الأحيان طبقًا للتقويم الهجري وهو ما يصادف الحرارة الشديدة، لكنَّ مسلمي أوزبكستان لا يمتنعون عن الصيام.
منذ أن يعلن أول أيام رمضان المعظم يبدأ العمل الجاد لاستقبال هذا الشهر الكريم، فيبادر الأوزبك بصناعة طعام مخصوص لأول ليلة وبعض أنواع من الحلوى، ويتبادل الأهل والجيران هذا الطعام والحلوى استعدادًا لسحور أول ليلة من رمضان.
منذ اليوم الأول يبدأ الاستعداد لموائد الإفطار، فيدعون بعضهم البعض لحفلات إفطار مبالغ فيها إلى حد لا نستطيع وصفه، حيث يتوافد الضيوف على صاحب الدعوة قبيل المغرب، وهو قد استعد لذلك بتوفير طاقم خدمة من أهله وأقاربه، وهم في خدمة الضيوف، ولا يجلسون معهم على الإفطار، فهم واقفون لخدمة الضيوف، حيث لا يوضع الطعام كله في وقت واحد، حيث يبدؤون مثلاً بالسلطة لجميع الحضور، وبعد الانتهاء من السلطة يجمعون جميع الأطباق استعدادًا للقادم، وتأتي بعد ذلك الشوربة مع قليل من الخبز والزبيب، وعند الانتهاء يأتي الثالث طعام يسمى السمسا، وعند الانتهاء يستعدون للرابع، ثم فترة راحة لصلاة المغرب، يعقبها الطعام الأساسي المعد لحفل الإفطار، كل ذلك وأصحاب البيت في حالة طوارئ لخدمة الضيوف، وأباريق الشاي الأحمر والأخضر في طابور دائم لا ينقطع، حيث يتزامن الكل مع شرب الشاي، كل ذلك وصنوف من الفاكهة موضوعة على المائدة لا تنقطع، وهناك من الخدمة من هم مسئولون عن تنظيف الموائد أولاً بأول حتى إذا انتهى من الطعام أو الشراب يؤتى بغيره.
وعند نهاية الإفطار يقوم المدعوون برفع الأيادي إلى الله العلي القدير بالدعاء لأهل البيت بالمغفرة والرحمة والعافية.
يأتي رمضان ليذكر مسلمي هذه المنطقة بعظمة تاريخهم وحضارتهم، فيهبوا ملبيين دعوة أجدادهم العلماء، فتمتلئ المساجد عن آخرها، ويفترشون الطرقات التي طالما سار فيها علماؤهم، ونشروا فيها العلوم بشتى أنواعها، وتستشعر في صلاتهم وترتيلهم لآيات الذكر الحكيم أنهم أهل هذا القرآن وخاصته، رغم أنهم بعد الصلاة لا يستطيعون التحدث إليك بكلمة عربية واحدة، لكنهم يتقنون قراءة القرآن .
كذلك يحرصون على صلاة التراويح التي تقام في كل المساجد ، ويصلونها عشرين ركعة غير ما هو سائد في البلاد العربية، من أنها إحدى عشرة ركعة، ويحرصون جدًا على التزاور وتقديم الصدقات وتجهيز الموائد على رأس الطرقات انتظارًا للفوز بإفطار صائم، وتجدهم يتسابقون في ذلك، ومهما كان منصبك ووجدت في وقت الإفطار قريبًا من موائدهم، فلابد عليك أن تلبي دعوتهم، ومن تمام كرمهم يصر أغلبهم على تناول الإفطار مع ضيوفهم.
وما أجمل أن يكون الإنسان في رمضان المبارك بين هذا الشعب المسلم حيث الأسواق التي تعج بالرواد وبالحلوى الرمضانية وصلاة التراويح في كل المساجد وبعادة يتمسك بها هذا الشعب من الإفطار الجماعي فلا يمكن أن تفطر أسرة واحدة في بيتها بل يخرج الجميع كي يتناولون الإفطار في جماعات.
رمضان في نيجيريا
علاقة نيجيريا بالدين الإسلامي موغلة في القدم، وثابتة بالتواتر في كتب التاريخ، فقد ثبت أن الإسلام دخل نيجيريا في القرن الأول الهجري »السابع الميلادي« واتسع نفوذه وانتشاره، ومنذ ذلك الحين وحتى القرن الخامس عشر الميلادي قام ملوك الهوسا في كانو وكاتينا بجهود كبيرة لنشر الإسلام في المناطق المجاورة.
احتفالات الرؤية
يحتشد النيجيريون ويطوفون شوارع المدن الرئيسية عند ثبوت رؤية هلال رمضان، ويدقون الطبول ابتهاجًا بقدوم شهر الخير ، ويعتمد مسلمون نيجيريا على رؤيتهم الخاصة لهلال رمضان ، فهم لا يتبعون أو يقلدون أي دولة أخرى ثبت لديها شهر رمضان ما لم تثبت رؤية الهلال عندهم.
وفي نيجيريا عادة تبادل أطباق الطعام التي تنتشر بشكل كبير في رمضان حيث تبدأ الأسر قبيل أذان المغرب بتبادل وجبات الإفطار والأطباق النيجيرية، والنيجيريون يحبون شراب الحوم أو الكوكو وهو مصنوع من الذرة ولونه أصفر ويضاف إليه السكر، وبعد الإفطار على هذا العصير يذهبون لصلاة المغرب ثم يعودون لتناول طعام الإفطار ويضم اللحم والرز والبطاطس.. ثم يشربون الشاي ، وتنتشر في نيجيريا ظاهرة صيام الأطفال حتى الظهر من باب التدريب على الصيام.
عادات رمضانية
ومن عادات سكان مناطق جنوب نيجيريا أنهم لا يفطرون خارج المنزل، والأكلات المفضلة عندهم في الإفطار هي «إيكومومو» وهى أكلة مصنوعة من الذرة المطحونة، ومعها «أولي لي» وهي مصنوعة من نبات اللوبيا أو «أكارا» وبجانب ذلك توجد الفواكه مثل الموز والبرتقال، ويقتصر الإفطار الجماعي في جنوب نيجيريا على أفراد الأسرة الواحدة سواء كانت كبيرة أو صغيرة، ولكل فرد من الأسرة صحن أكل مستقل، حتى ولو كان طفلاً صغيراً، والطريف أنهم لا يستمتعون بإفطارهم إلا إذا أقيم أمام البيت.
ومن العادات الشائعة عند مسلمي نيجيريا أن تتناول الأسر المتجاورة وجبة الإفطار معًا ؛ فتجمع الصواني والأواني من البيوت وتوضع في أماكن قريبة من المساجد ، وبعد أن يؤدي الجميع صلاة المغرب جماعة، يجلس الرجال يتناولون طعام إفطارهم معًا ، وأيضًا تجلس النساء معًا في المكان الذي خصص لهن لتناول طعام إفطارهن .
وبعد الإفطار يذهب الرجال والنساء إلى المساجد لتأدية صلاة العشاء والتراويح ، ولسماع دروس الوعظ، ويعودون إلى منازلهم قرب منتصف الليل ، ومن العادات عند مسلمي نيجيريا في صلاة التراويح تخصيص كل ليلة من ليالي رمضان بصلوات خاصة ، وأذكار معينة ، إضافة إلى الاجتماع لقراءة أذكار فضائل كل ليلة من ليالي الشهر المبارك ، ويعظم المسلمون النيجيريون ليلة القدر، وهم يميلون إلى الاعتقاد بأنها ليلة السابع والعشرين من رمضان .
ومن أشهر الأكلات الرمضانية في نيجيريا أكلة ( العصيدة ) وهي أكلة تصنع مع اللحم وتعد من أفخر الأكلات التي تعد خلال هذا الشهر الكريم ، وأيضًا هناك أكلة تسمى ( الدويا ) وهي تحضر من اللحم والأرز والقمح وإلى جانب هذه الأكلات الشهيات توجد سلطة الخضار ، ويسمونها ( أذنجي ) مع اللوبيا.
فرق المسحراتية
والمسحراتي في نيجيريا ليس فردا يتولى إيقاظ الناس لكن هناك فرق أو جماعات من المسحراتية تتولى إيقاظ مسلمي نيجيريا للسحور ، وتسمى هذه الجماعات «فرق الإيقاظ» وهي تتكون من مجموعات من الشباب يتجولون بين المنازل والبيوت والمعارف لإشعارهم بدخول وقت تناول السحور، وهم يضربون الطبول والمعازف.
ويبدأ السحور في ساعة متأخرة من الليل ، ومن الأكلات المشهورة في وجبة السحور ( التو ) وهي عبارة عن صلصة الأرز والخضار ، و( العصيدة ) ثم اللبن والشاي ، وفي السحور يتناول النيجيريون الأطباق المحتوية على البقول مضافا إليها المرق واللحم ، كذلك يتناولون الأسماك ويشربون العصير ، ووجبة السحور اسمها «ساري» وهي كلمة مشتقة من العربية بينما تسمى وجبة الإفطار "استيو".
ويستغل علماء الدين المسلمين شهر رمضان بنيجيريا في إلقاء الدروس التي تحض على التعايش بين المسلمين وغيرهم ، ويتم ذلك في كل مساجد نيجيريا ، وقد أصبحت مسألة المعاملة بين المسلم مع غير المسلمين محورًا رئيسيًا لأحاديث ودروس عدد من كبار العلماء في رمضان.
شهر القرآن
دائما يحتل القرآن الكريم مائدة الدروس في رمضان باعتبار الشهر هو شهر القرآن، حيث تعم مجالس تدارس القرآن وتلاوته أرجاء البلاد، وتختلف مسمياتها، فهناك من يسميها «جلسات التفسير»؛ لأنها مخصصة لتفسير معاني القرآن الكريم باللغة الوطنية ، ويسميها آخرون جلسة المواعظ ، إلا أن التسمية الأولى أكثر تداولاً وانتشارًا ، وتُعقد تلك الدروس في أوقات الصباح والظهيرة وبعد العصر، وأيضًا بعد أداء صلاة التراويح بالليل ، وتشهد الدروس التي تعقد بعد العصر حضورًا مكثفًا من الجماهير لمناسبتها للعمال والموظفين وطلاب المدارس والجامعات إضافة لقربها من وقت الإفطار.
رمضان في اليمن
في اليمن ينتظر اليمنيون وقت الإعلان عن رؤية هلال رمضان بلهفة تدفع البعض منهم إلى البقاء في المسجد عقب صلاة المغرب حتى يعود لأسرته بخبر دخول شهر رمضان المبارك، وما أن يهل هلال الشهر حتى ترى البسمة ترتسم على شفاه الأطفال والآباء الذين استعدوا لاستقباله من خلال توفير المال اللازم لشراء احتياجات الأسرة خلال أيام شهر رمضان أما النساء فيتبارين في إظهار براعتهن في إعداد الأكلات الخاصة التي تعودت عليها الأسرة اليمنية في رمضان، وبعض المناطق اليمنية تستقبل رمضان بما يسمى بالشعبانية أو الشعبنة وهي عند ثبوت رؤية هلال رمضان يبدأ الرجال في المساجد بالتهليل والتكبير والترحيب وأداء بعض الأناشيد الدينية المعروفة منذ القدم عبر مكبرات الصوت في المساجد.
تزخر المائدة الرمضانية اليمنية بصنوف من الأطعمة والأشربة التي تعود عليها اليمنيين في شهر رمضان حيث يجسدون أعلى درجات الطيب والكرم في المساجد من خلال تقديم الإفطارات طيلة أيام رمضان ، مائدة الإفطار اليمنية أخذت مكاناً راقياً بين الموائد العربية لتعدد أصنافها غير أن هناك وجبتان تكاد لا تخلو منهما أي مائدة في عموم اليمن هما (الشفوت،والشربة) فالأولى مصنوعة من رقائق خبر خاص واللبن والثانية مصنوعة من القمح المجروش بعد خلطه بالحليب والسكر أو بمرق اللحم حسب الأذواق وهناك أيضاً الكبسة والسلتة والعصيدة والسوسي وهي أفضل الوجبات لدى اليمنيين.
أما حلويات اليمن الرمضانية فهي خليط من الحلوى اليمنية والهندية كـ(بنت الصحن،والرواني،والكنافة، والعوامة،والقطائف،والشعوبية،والبسبوسة،والبقلاوة )التي أنتقل الكثير منها من الهند إلى اليمن من خلال التبادل التجاري الذي شهدته البلدين.
أغلب الأسر اليمنية تتناول الأطعمة في رمضان على الأرض إذ تبسط السفرة وتضع عليها الأطعمة والأشربة وخاصة في البيوت التقليدية.
الشوارع والأسواق اليمنية في نهار رمضان تكون شبه خالية وكأنها منطقة مهجورة على عكس ما نراه في ليالي رمضان حيث المحال التجارية مفتوحة والشوارع تعج بالحركة والأسواق تكتظ برائديها من مختلف المناطق الريفية والحضرية وتزدان هذه الأسواق بشكل ملفت للنظر حيث يقوم التجار بعرض بضائعهم بشكل مرتب ومغر للناس وخاصة في الأسواق الشعبية أما المطاعم والمقاهي فتضع طاولات خاصة تعرض فيها أنواع الحلويات والمكسرات المقلية بالزيت كالسنبوسه والرواني والمقصقص والبقلاوة،والطعمية و و... الخ، حيث يكون الإقبال عليها كبيراً في رمضان عقب أداء صلاة التراويح ينتشر اليمنيون في الأسواق التي تتواجد فيها شجرة القات بكثرة ليأخذ كل منهم حاجته من أغصان القات،ومن ثم الاجتماع في مجلس أحد الأشخاص(المفرج أو الديوان) الذي خصص لتجمعهم فيجلسون فيه يمضغون القات ويدخلون في نقاشات اجتماعية،ودينية ،وسياسية ،وثقافية.
وعلى الرغم من تعدد السهرات الرمضانية والتقاء الأقارب بالسحور مع وجود القنوات الفضائية المتنوعة إلا أن سماع المسحراتي بكل الأساليب اليمنية مثل ( ياصائم قوم اتسحر واعبد الدائم ) أو صوت الأذان ومدفع رمضان المنبهان لقدوم وقت السحور ولكن في بعض المناطق اليمنية يفضل أن يجتمع فيها الأقارب والجيران لتناول السحور في رمضان ومن ثم الذهاب إلى المسجد لأداء صلاة الفجر.
ويتناول اليمنيين في سحورهم المشروبات والأطعمة التقليدية الخاصة بهم دون غيرهم من العرب والمسلمين ، ومن تلك الأطعمة والأشربة :)الفول،الكعك، بنت الصحن، العصائر وغيرها).
تزداد المساجد بهجة وبريقاً وجلالاً خلال أيام رمضان وتمتلئ بمرتاديها من الشباب والشيوخ والأطفال حيث تزود بالمصاحف الجديدة التي يأتي بها الكثير من فاعلي الخير والمحسنين .
ويعتكف طوال أيام رمضان في ساحات المساجد لتلاوة القرآن وذكر الله تعالى والدعاء والاستغفار لكن الغالبية منهم يعتكفون في العشر الأواخر لأنها أيام عتق من النار فالكل يتسابق لطاعة الله عز وجل والتوسل إليه بقلب خاشع.
و ليلة السابع والعشرون هي الأكثر إحياءً بين ليالي الوتر من العشر الأواخر ففيها يقبل العابدون على الله بصلاة التهجد والتهليل والتسبيح وقراءة القرآن.
رمضان في تونس
رمضان في تونس له سحر خاص حيث يهتم الشعب التونسي به قبل دخوله حيث تعد المساجد وتهيئ المنازل وعند دخوله يستقبلوه بالفرحة والحفاوة البالغة وتتزين المساجد بالمصابيح كما تتزين الشوارع والبيوت وواجهات المحلات المختلفة والمقاهي ونوادي شرب الشاي ويحلو الشهر الكريم وتشعر بعبقه في الشوارع والزنقات الضيقة التي تشبه الحواري الإسلامية في المدن القديمة الزاهرة.
يتميز شهر رمضان بتونس بإقامة حلقات الإنشاد داخل المساجد، علاوة على تنظيم مسابقات لتجويد القرآن لفائدة الأطفال والتي تختم بتقديم جوائز للفائزين عند نهاية الشهر الكريم.
إلى ذلك، تحرص العائلات الميسورة على تنظيم السهرات الإسلامية التي يحضر فيها منشدون يسمون بـ «السلامية» يدربون على الدف ويغنون أناشيد دينية.
يشكل شهر رمضان فرصة بالنسبة للتونسيين من أجل توطيد العلاقات الأسرية والالتحام حول مائدة الإفطار بالإضافة إلى حرص الأسرة التونسية على حضور الأطباق التقليدية والشعبية على مائدة الإفطار.
ويستهل التونسيون إفطار رمضان بترديد عبارة «صحة شربتكم»، التي تعني بالصحة والعافية.
وتتنوع مائدة الإفطار الرمضانية في تونس بتنوع الأطباق الشعبية على رأسها (البريك) وهو عبارة عن فطائر كبيرة الحجم تحشي بالدجاج أو اللحم مع إضافة البصل والبقدونس والبطاطا وتقلى بالزيت ومن ثمة يأتي دور الحساء وخاصة "حساء الفريك" باللحم أو الدجاج. و(الرفيسة التونسية) المكونة من الأرز المطبوخ بالتمر والزبيب، إلى جانب المدموجة والعصيدة و(البركوكش) وهو دقيق يدمج مع الخضار. وغيرها من الأطباق التي تميز المطبخ التونسي عن غيره.
ومن العادات التي لا تزال حاضرة في تونس، «المسحراتي» أو الملقب في تونس بـ «بوطبيلة» الذي وعلى غرار العديد من الدول العربية، يجوب الأحياء وينادي الناس للسحور عن طريق النقر على طبله، وهو ما يضفي حضوره جوا روحانيا خلال الشهر المبارك.
كما يعتبر طبق المسفوف سحور أساسي عند التونسيين وهو عبارة عن اللبن مع الكسكسي
وخلال رمضان، تشتهر العديد من الأحياء العريقة، أبرزها باب المنارة وباب الجديد في العاصمة تونس ببيع أنواع تقليدية من الحلويات الرمضانية والتي تسمى بـ «الزلابيا» أو «المخارق» التي يتم صنعها من القمح والعسل والسمسم على شكل قطع مستديرة أو مستطيلة.
إلى جانب «الزلابيا»، وتتميز هذه الأحياء ببيع المقروض القيرواني والمهلبية والصمصة و القطائف التي تعد من الحلويات الشهيرة التي نقل التونسيون سر وصفاتها عن الشاميين والأتراك.
وتشهد أعرق الجوامع في البلاد، على غرار جامع الزيتونة بالعاصمة، وجامع عقبة بن نافع بالقيروان، احتفالات دينية خاصة طوال شهر رمضان، وتتحول إلى قبلة لآلاف الزوار من دول عربية وإسلامية لاسيما في الأيام العشر الأخيرة من الشهر، وليلة 27 التي تختم فيها تلاوة القرآن. ويمثل شهر رمضان مناسبة للتكافل الاجتماعي، ولتدعيم أواصل الأخوة للمجتمع التونسي، حيث تنتشر "موائد الرحمن" في مختلف أنحاء البلاد.
ويعد شهر رمضان في تونس شهر الاحتفالات الأسرية، ففيه يتبرك الناس بربط العلاقات الزوجية، عبر تنظيم حفلات خطوبة الشباب الراغبين بالزواج خلال النصف الأول من رمضان، فيما تخصص ليلة السابع والعشرين من رمضان، لتقديم ما يعرف بـ "الموسم" وهي عبارة عن هدايا يقدمها الخطيب إلى خطيبته كعربون محبة وتوثيقا للصلة ووشائج القرابة فيما بين الأصهار.
كما دأبت الأسر التونسية منذ القدم، على ختان الأطفال في ليلة السابع والعشرين من رمضان.
رمضان في تركيا
يستقبل المسلمون الأتراك شهر رمضان المبارك بمظاهر البهجة والفرح، مثلما هو الحال عند كل الشعوب الإسلامية في أنحاء العالم الإسلامي ، مدينة إسطنبول لها خصوصيتها في شهر رمضان المبارك، لما تحمله هذه المدينة في جوفها من عمق تاريخي وديني، وما تتميز به مساجدها التاريخية من أجواء روحانية واجتماعية متعددة ، وأكثر ما تبدو المظاهر الرمضانية عند الشعب التركي في هذه المدينة، التي تضم نسبة كبيرة من السكان تصل إلى أربعة عشر مليوناً أو يزيد، وفي هذه المدينة يُقرأ القرآن خلال هذا الشهر يوميًا في قصر ( طوبقابي ) الباب العالي سابقًا، وتستمر القراءة في هذا القصر دون انقطاع في ليل أو نهار.
ومع بدء إعلان دخول الشهر الكريم رسميًا تضاء مآذن الجوامع في أنحاء تركيا كافة عند صلاة المغرب، وتبقى كذلك حتى فجر اليوم التالي، ويستمر الأمر على هذا المنوال طيلة أيام الشهر الكريم. ومظهر إنارة مآذن المساجد يعرف عند المسلمين الأتراك بـاسم ( محيا ) وهو المظهر الذي يعبر عن فرحة هذا الشعب وبهجته بحلول الشهر المبارك.
ومن العادات المتبعة في هذا البلد المسلم خلال موسم رمضان إقامة معرض للكتاب، يبدأ نشاطه مع بداية الأسبوع الثاني من الشهر الكريم، ويفتح المعرض أبوابه كل يوم لاستقبال زواره بعد صلاة المغرب، ويستمر حتى وقت مـتأخر من الليل.
الجمعيات الخيرية المدعومة من قِبَل الأحزاب الإسلامية التركية، وبالاشتراك مع أهل الإحسان والموسرين تقيم كل يوم من أيام رمضان ما يسمى بـ ( موائد الرحمن ) وهي موائد مفتوحة، يحضرها الفقراء والمحتاجون وذووا الدخل المحدود.
وتقام هذه الموائد عادة في الساحات والأماكن العامة. كما يقوم أهل الخير هناك بتوزيع الحلوى والمشروبات على الأطفال المشاركين في صلاة التراويح عقب انتهائها ، ومع دخول النصف الثاني من شهر رمضان يُسمح للزائرين بدخول جامع يسمى جامع ( الخرقة ) وهو في مدينة اسطنبول، والذي يقال: إن فيه مكانًا يُحتفظ بداخله بـ (الخرقة النبوية ) التي أحضرها السلطان سليم لاستانبول بعد رحلته للشرق الإسلامي عام ( 1516م ) ولا يُسمح في أيام السنة العادية بزيارة ذلك المكان .
والمطبخ التركي غني عن التعريف، وما يعنينا منه كيف يكون أمره في رمضان؛ وعادة ما يبدأ الناس هناك إفطارهم على التمر والزيتون والجبن، قبل أن يتناولون وجباتهم الرئيسة. والناس في هذا الموقف فريقان: فريق يفطر على التمر وقليل من الطعام، ويذهب لأداء صلاة المغرب، ثم يعود ثانية لتناول طعامه الرئيس، وهؤلاء هم الأقل. والفريق الثاني يتناول طعامه كاملاً، ثم يقوم لأداء صلاة المغرب، بعد أن يكون قد أخذ حظه من الطعام والشراب. وهذا الفريق هو الأكثر والأشهر بين الأتراك. وليس بغريب ولا بعجيب أن تمرَّ على بعض المساجد في صلاة المغرب في رمضان، فلا تجد غير الإمام والمؤذن وعابر سبيل!!
و(الشوربة) هي الطعام الأبرز حضورًا، والأهم وجودًا على مائدة الإفطار التركية، إضافة إلى بعض الأكلات التي يشتهر بها البيت التركي. ومن الأكلات الخاصة بهذا الشهر عند الأتراك الخبز الذي يسمى عندهم (بيدا) وتعني (الفطير) وهي كلمة أصلها فارسي؛ وهذا النوع من الخبز يلقى إقبالاً منقطع النظير في هذا الشهر، حتى إن الناس يصطفون طوابير على الأفران قبل ساعات من الإفطار للحصول على هذا النوع من الخبز الذي يفتح الشهية للطعام، وينسي تعب الصوم.
وتعتبر (الكنافة) و(القطايف) و(البقلاوة) و(الجلاّش) من أشهر أنواع الحلوى التي يتناولها المسلمون الأتراك خلال هذا الشهر الكريم. وربما كان من المفيد أن نختم حديثنا عن المطبخ التركي بالقول: إن الشعب التركي المسلم من أكثر الشعوب الإسلامية التي تتمتع بثقافة متميزة في الطعام والشراب، إعدادًا وذوقًا ونوعًا.
والحماس الزائد عند الأتراك لأداء صلاة التراويح يُعد مظهرًا بارزًا من مظاهر الفرح والحفاوة بهذا الشهر الكريم، حيث تلقى صلاة التراويح إقبالاً منقطع النظير من فئات الشعب التركي كافة، الأمر الذي يدل دلالة واضحة على الحب العظيم والاحترام الكبير الذي يكنه أفراد هذا الشعب لهذا الشهر الفضيل ، لكن يلاحظ في هذه الصلاة السرعة في أدائها، إذ لا يُقرأ فيها إلا بشيء قليل من القرآن، وقليل هي المساجد التي تلتزم قراءة ختمة كاملة في صلاة التراويح خلال هذا الشهر المبارك.
ومن المعتاد في صلاة التراويح عند الأتراك الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد كل ركعتين من ركعات هذه الصلاة، إضافة إلى قراءة بعض الأذكار الجماعية التي تقال بعد كل أربع ركعات؛ كقولهم: ( عز الله، وجل الله، وما في قلبي إلا الله).
ومن الأمور التي يحرص عليها الأتراك في هذا الشهر صلاة ( التسابيح ) وهم يؤدونها عادة في الأيام الأخيرة من رمضان، أو ليلة العيد.
والأتراك يولون عناية خاصة بليلة القدر، حيث يقرؤون فيها المدائح النبوية، إضافة إلى بعض الأناشيد الدينية.
رمضان في السودان
يبلغ عدد سكان السودان ثلاثين مليون نسمة تقريبًا ـ بعد الانفصال الجنوبي ـ، ونسبة المسلمين تصل إلى (96%)، يتكلمون أكثر من ( 110 ) لغات ولهجات محلية، ويستقبل أهل السودان شهر الخير بالفرح والسرور، ويهنئ الجميع بعضهم بعضًا بقدوم هذا الشهر المبارك، من عبارات التهنئة المتعارف عليها بينهم في هذه المناسبة قولهم: ( رمضان كريم ) وتكون الإجابة بالقول: ( الله أكرم ) أو: ( الشهر مبارك عليكم ) أو: ( تصوموا وتفطروا على خير).
ويعتمد الناس هناك في إثبات هلال رمضان على ما تبثه وسائل الإعلام الرسمية بهذا الشأن، وقلما تجد من الناس من يخرج طلبًا لالتماس الهلال، لكن ثمة فريق من الناس يعتمد استطلاع الهلال بالطريقة الشرعية، ولا يعتمد فيما وراء ذلك على شيء. وعلى العموم، لا يختلف ثبوت رمضان في هذا البلد المسلم، على امتداد مساحته البالغة ( 2.5 ) مليون كيلو متر مربع تقريًبا، من مكان لآخر.
ويبدأ الاحتفال بشهر رمضان عند أهل السودان قبل مجيئه بفترة طويلة؛ فمع بداية شهر شعبان تنبعث من المنازل السودانية رائحة جميلة، هي رائحة ( الأبري ) أو ( المديدة ). وعند ثبوت رؤيته يحدث ما يُعرف بـ ( الزفة ) إذ تنتظم مسيرة مكونة من رجال الشرطة، والجوقة الموسيقية العسكرية، ويتبعهم موكب رجال الطرق الصوفية، ثم فئات الشعب شبابًا ورجالاً...وتقوم هذه ( الزفة ) بالطواف في شوارع المدن الكبرى، معلنة بدء شهر الصيام.
ومما يلفت النظر عند أهل السودان أن ربّات البيوت اعتدن على تجديد وتغيير كل أواني المطبخ، احتفالاً وابتهاجًا بقدوم شهر رمضان، وحالما يتم الإعلان عن بدء شهر الصوم، تبدأ المساجد في إضاءة المصابيح الملونة على المآذن والأسوار، وتظل الأضواء الخاصة طوال ليالي رمضان، كما تبدأ المدافع في الانطلاق عند كل أذان مغرب، معلنة حلول موعد الإفطار، وقبل الفجر للتنبيه على الإمساك عن الطعام والشراب وسائر المفطرات.
ومن المعتاد في هذا البلد تأخير أذان المغرب، وتقديم أذان الفجر، احتياطًا للصيام !
أما المساجد فتظل عامرة طوال هذا الشهر المبارك بالرواد من المصلين والمتعبدين. وذلك منذ خروج المواطنين من أعمالهم وقت الظهيرة، وخاصة بعد صلاة العصر حيث تبدأ دروس العلم، وحلقات القرآن وتستمر إلى قبيل أذان المغرب بقليل.
ومع حلول موعد الإفطار يتم شرب ( الآبريه ) ويُعرف بـ ( الحلو - مر ) وهو شراب يروي الظمآن، ويقضي على العطش الذي تسببه تلك المناطق المرتفعة الحرارة. و( الآبريه ) كما يصفه أهل تلك البلاد، عبارة عن ذرة تنقع بالماء حتى تنبت جذورها، ثم تُعرَّض لأشعة الشمس حتى تجفَّ، ثم تطحن مع البهارات، وتعجن وتوضع على هيئة طبقات في الفرن حتى تنضج.
ويستعد الناس عادة لتحضير هذا الشراب قبل رمضان بأشهر، فإذا جاء الشهر الفضيل تقوم النساء بنقع ( الآبريه ) بالماء فترة حتى يصبح لونه أحمر، ويفطر عليه الصائمون، فيشعرون بالري والارتواء بعد العطش والظمأ طوال النهار.
ومن الأشربة المشهورة عند أهل السودان في هذا الشهر الكريم شراب يُصنع من رقائق دقيق الذرة البيضاء، حيث تطهى على النار، ويُعمل منها مشروب أبيض يُعرف بـ ( الآبري الأبيض ) له خاصية الإرواء والإشباع، إضافة إلى شراب ( المانجو ) و( البرتقال ) و( الكركدي ) و( قمر الدين ) ونحو ذلك.
أما المائدة الرمضانية السودانية فتتم على بسط من سعف النخيل مستطيلة الشكل، يصطف الناس حولها صفين متواجهين. ويبدأ الإفطار بتناول التمر ثم ( البليلة ) وهي عبارة عن الحِمّص المخلوط مع أنواع أخرى من البقول المسلوقة، ومضاف إليها التمر. وهو طعام لا غنى عنه عند الفطور.
ثم يتبع ذلك تناول ( عصير الليمون ) إذا كان الجو حارًا، أو ( الشوربة ) إذا كان الجو بارداً. وتلي ذلك الوجبات العادية، وأشهرها ( الويكة ) وهي نوع من (البامية ) مع ( العصيدة ) وهناك أيضًا طعام يسمى ( ملاح الروب ) وهو عبارة عن لبن رائب ممزوج بقليل من الفول السوداني. وطعام يسمى (القرَّاصة ) ويؤكل مع الإدام.
ويُعدُّ طبق ( العصيدة ) من الوجبات التقليدية عند أهل السودان، ويتكون من خليط عجين الذرة المطهي، ويؤكل مع طبيخ ( التقلية ) ذات اللون الأحمر، ومكوناته تتألف من ( البامية ) الجافة المطحونة وتسمى ( الويكة ) مع اللحمة المفرومة. وبعد تناول طعام الإفطار، يحتسي الصائمون شراب الشاي والقهوة.
وأهم مايلفت الانتباه عند أهل السودان خلال هذا الشهر الكريم ظاهرة الإفطار الجماعي، حيث تُفرش البُسط في الشوارع إذا كانت متسعة، أو في الساحات العامة، وتأتي كل عائلة بطعام إفطارها جاهزًا مجهزًا، وتضعه على تلك البسط، وحالما يتم الإعلان عن دخول وقت المغرب يبدأ الجميع في تناول الطعام معًا، ثم يلي ذلك صلاة المغرب جماعة، وبعد تناول شراب القهوة ينصرف الجميع كل إلى شأنه وأمره.
ومن عادات السودانيين في هذا الشهر ولا سيما في القرى، خروج كل واحد من بيته قبل الأذان حاملاً إفطاره وبكمية تزيد على حاجته، ثم يجلس إما في المسجد، وإما في الشارع ناظرًا ومنتظرًا أي شخص غريب ليفطر معه.
ومن العادات الرمضانية عند أهل السودان كثرة التهادي بين الناس في هذا الشهر الكريم، ويكون ذلك بإرسال الطعام والشراب قبل المغرب بين الأُسر، ويقبل الأغنياء من الفقراء هداياهم وأطعمتهم، لئلا يشعروهم بالحرج في قبول ما يرسلونه لهم هم بعد ذلك.
وفي الخميس الأخير من رمضان يعد السودانيون طعامًا خاصًا يعرف بـ ( الرحمات ) يتصدقون به على الفقراء والمساكين، وهم يعتقدون في هذا أن أرواح الموتى تأتي في هذا اليوم لتسلم على أهلها.
ويُقبل الناس من أهل السودان على القرآن الكريم بطريقة تستحق الإعجاب والتقدير، حيث تعقد الحلقات في المساجد من بعد صلاة العصر حتى قبيل المغرب بقليل، وتكثر الدروس الدينية في هذا الشهر، ويتولى الأئمة السودانيون والدعاة أمر القيام على هذه الدروس والحلقات. ويكون هذا الشهر بالفعل شهرًا إسلاميًا.
أما صلاة التراويح فإن الناس في السودان يهتمون بها جدًا، كما هو الحال عند باقي المسلمين؛ وتُقام هناك صلاة التراويح في المساجد أو في الخلاوي والزوايا التي تجمع بعض أهل الحي فيصلون التراويح، ويسمعون المواعظ التي تتخلل صلاة التراويح.
ويصلي أهل السودان صلاة التراويح عادة ثماني ركعات. وتشهد صلاة التراويح إقبالاً ملحوظًا، وحضورًا مشهودًا؛ حيث تزدحم المساجد بالمصلين من الرجال والنساء والشباب والأطفال في مشهد يُسر الناظرين. ولا تلتزم أغلب المساجد هناك بختم القرآن في هذه الصلاة، لكن بعضها يحرص على ذلك. وفي بعض المساجد يحرصون على قراءة بعض الأذكار عقب كل ركعتين من صلاة التراويح، كقولهم: ( اللهم إنك عفو كريم، تحب العفو، فاعفُ عنا). وتنتشر في بلاد السودان - كما في العديد من بلاد الإسلام - عادة السهر إلى وقت متأخر من الليل، حيث يمضي الكثير أوقاتهم خلف شاشات التلفزة. وتُلْحظ أيضًا عادة النوم حتى وقت الظهيرة، وعند البعض قد يستمر النوم إلى الساعة الثانية بعد الظهر. نسأل الله السلامة والعافية.
ومع بداية الشهر الكريم يغير التلفزيون السوداني من طبيعة برامجه، ويعرض برامج خاصة بشهر رمضان، تجعل الناس ينجذبون إليه، ويلتفون حوله، الأمر الذي يؤدي بالبعض إلى الكسل عن القيام ببعض الطاعات والقربات، والتي هي أجزل ثوابًا، وأضعف أجرًا في هذا الشهر الفضيل . وغالبًا ما يذهب الشباب وصغار السن بعد الإفطار والصلاة إلى الأندية الثقافية والاجتماعية التي تحتفل بهذا الشهر، فيمضون شطرًا من الليل في تلك الأندية.ثم هناك الطرق الصوفية، وهي كثيرة ومتعددة ومتنوعة، منها ( الختمية ) و( القادرية ) و( الإسماعلية ) وغيرها، ولكل منها أنشطتها الدينية المختلفة التي تقيمها في زواياها الخاصة، ويؤمها كبار السن بعد المغرب لقراءة قصة المولد النبوي، وسماع المدائح النبوية، وإقامة الأذكار بواسطة ما يُدعى ( النوبات ) وهي طبلة كبيرة من الجلد، تُقرع بالعصا، وتستمر تلك الجلسات والنوبات حتى منتصف الليل !!
أما الأسر السودانية فإنها تتبادل الزيارات العائلية، كما ويُعد شهر رمضان شهر المتعة للأطفال، الذين يمارسون هواياتهم، وخاصة وقت الإفطار الجماعي، فضلاً عن السماح لهم بالسهر إلى وقت متأخر من الليل، الأمر الذي لا يجوز لهم في غير رمضان.
وفي الأيام الأخيرة من شهر الخير، تشهد المنازل السودانية نشاطًا ملحوظًا، وتحركًا ملموسًا؛ إذ تبدأ الاستعدادات الخاصة لتحضير حلوى العيد، وتنشغل النساء في عمل ( الكعك ) و( البسكويت ) وغير ذلك من أنواع الحلوى المعروفة عند أهل السودان.
وعادة ما يتم تحضير ذلك بشكل جماعي وتعاوني بين النساء؛ فكل يوم مثلاً يقوم فريق من النسوة مجتمعات بصنع ما تحتاجه الواحدة منهن في بيتها، وفي اليوم التالي يشترك الجميع أيضًا بتحضير الحلوى لأخرى وهكذا.
وتقام في الأيام الأخيرة من رمضان ليلة تسمى ليلة ( الحنجرة ) يقيمها من توفي له قريب عزيز خلال شهر رمضان، أو قبله بوقت قصير، وفي هذه الليلة يُقدم للمعزين التمر والمشروبات..
وليلة القدر ينتظرها جميع المسلمين في السودان، ويُحتفل بها رسميًا وشعبيًا في السابع والعشرين من رمضان، ويُستقدم لأجلها كبار المقرئين، وتمتلئ المساجد بالعباد والمتقربين إلى الله.
وأهل الإسلام في السودان شديدو الحرص على إخراج زكاة الفطر، وتوزيعها على الفقراء والمساكين المنتشرين على طول البلاد وعرضها، وهم في العادة يتولون بأنفسهم أمر ذلك.
ويتم توديع رمضان عند أهل السودان بإنشاد القصائد الدينية والمدائح النبوية...وعلى كل حال، فلرمضان عند أهل السودان مذاق خاص وطعم مختلف، وعلاقة الناس به علاقة قوية وحميمة، فهم يحنون إليه أشد الحنين بداية، ويحزنون عليه غاية الحزن نهاية
رمضان في المالديف
قد لا يعرف عدد كبير من المسلمين كثيرا عن جزر المالديف , وقد يُفاجأ الكثير بأنهم أمام دويلة إسلامية راقية , فيها من مظاهر الرقي الخلقي والسلوكي والعلمي الكثير , وفيها الكثير مما يحب أن يراه المسلم في بلاده من احترام الدين الإسلامي وتقديم أحكامه ونصوصه على أية نصوص , ويرى تقديرا كبيرا للعلم والعلماء الذين ينالون مكانة خاصة عند أهل هذه الجزر.
يبلغ عدد سكانها 309 ألف نسمة ينحدر معظمهم من أصول هندية وسيرلانكية، ولا يوجد في جزر المالديف ديانتان , فالإسلام وحده هو ديانة كل مواطنيها , وبالتالي فالمالديف من الأماكن القليلة في العالم بعد الحرمين الشريفين التي لا تقع عيناك فيها إلا على مسلم
ينتظر المسلمون في جزر المالديف شهر رمضان المبارك ويشتاقون إليه اشتياقاً عجيباً، فيبدأ المسلمون استعدادهم للشهر الكريم منذ شهر شعبان الذي كان يصومه النبي صلى الله عليه وسلم .
ويسهر الناس على السواحل حتى الصباح استعداداً لشهر رمضان ، ويعدون المساجد فيشعلون مصابيحها ويعمرونها بالصلاة وقراءة القرآن الكريم كما يكثرون من الصدقات وفعل الخير.
في رمضان يعزز المجتمع المالديفي أواصر الترابط الأسري، وإقامة الولائم والعزومات للأهل والأصدقاء ، وأيضاً فرصةٌ مباركة لتصفية النفوس وتنقية القلوب واجتماع الكلمة على طاعة الله جلّ وعلا مبتعدين عن كل ما يسخطه ويأباه سبحانه وتعالى ....
ويستغل الآباء الفرصة الرمضانية في تعليم وتدريب أبنائهم الصغار على الدعوة الى الله .....في هذا الشهر الكريم تكتظ المساجدُ بالمصلين رجالا ونساء، ويكون في كل مسجد جدول يحدد المشايخ الذين يقدمون الدروس الدينية التي تعقد بعد صلاتي الظهر والعصر ومنها حلقات تسميع القران الكريم وتلاوته أما عن مائدة الإفطار المالديفية فهي متنوعة وغنية .... تأثر المطبخ المالديفي بالمطبخين الهندي و العربي و يتضح هذا في العديد من الأصناف و المأكولات التي يقدمها. يعتمد المطبخ المالديفي بشكل أساسي علي الأسماك و خاصة التونة و الباراكودا، و تتضمن أهم أصناف المالديف البحرية كل من فطائر الباجياو و فطائر الماسروشي و كرات السمك و حساء الجاروديا يقدم المطبخ المالديفي كذلك العديد من أنواع الحلوى الشهية أشهرها كعكة الفونيبواكا.
يتميز أهلنا في جزر المالديف بالبساطة و التواضع و حسن المعشر. يقدر المالديفيون الحياة العائلية و قيمها و يولون عائلاتهم اهتمامهم الأول و يضعون احتياجات أسرهم في قمة أولوياتهم. وأيضا من السمات الحسنة في المجتمع المالديفي كذلك تحفظه و حياءه لتمسكه بالدين الإسلامي و مبادئه و آدابه العامة. كما يتسم أهل المالديف بتسامحهم و احترامهم لآراء الغير و تقبل اختلافات الآخرين و حسن التعامل معها.
رمضان في بوركينافاسو
تشهد مدن وقرى "بوركينا فاسو" قُبَيل حلول شهر رمضان نشاطًا كبيرًا، وحركة منقطعة النظير؛ استعدادًا لاستقبال شهر الرحمة والغفران، وسعيًا لتأمين متطلبات الشهر وتوفير احتياجاته، رغم قلة ذات اليد لدى كثير من الشعب البوركيني.
ويظهر اهتمام البوركينيين بشهر رمضان وعنايتهم بقدومه، في أكثر من جانب من جوانب الحيا ة العامة، فيحرصون كل الحرص على الجوانب التالية:
- جمع نفقات الشهر، وشراء الاحتياجات: من المأكولات، والمواد الغذائية الرئيسة، قبل حلول الشهر؛ استعدادًا لقدومه، وتحسبًا لما قد يطرأ من ارتفاع كبير للأسعار مع حلوله في كثير من المواسم.
- حملة تنظيف المساجد، وجميع مرافقه، وتجديد محتوياته: من الحصر، والسجادات - إن تيسر - والتعاون الكبير في ذلك، وفي إعداد ساحات المساجد الصغيرة، وتهيئتها للصلوات، ولاستيعاب الأعداد الكبيرة المتدفقة إلى المساجد لصلاة التراويح.
- عودة كثير من المغترِبين للعمل في الخارج، إلى قُرَاهم لقضاء شهر رمضان بين أهليهم وذويهم، و يفضِّل -كذلك- كثير من الموظفين أخذ إجازاتهم السنوية خلال هذا الشهر الفضيل؛ استعدادًا له، ورغبة في اغتنامه، ومشاركة أهليهم في الاحتفاء به، والتعبد فيه.
- ومن الغرائب المتعلقة بالاستعداد لهذا الشهر، إقبال كثير من الشباب على الزواج قُبَيل حلوله؛ تيمُّنًا بالزواج فيه، ولأن العرف السائد في المجتمع البوركيني أن عبادة المتزوج أفضل من عبادة العزب؛ لذا يحرص الكثير على التبعُّل قبل حلول الشهر، فتكثر مراسم عقد الزواج في شهر شعبان بشكل لافت للنظر، بدرجة أن بعضها تكون جماعية، لا سيما في الأيام الأخيرة من شهر شعبان.
تظهر آثار احتفاء مسلمي "بوركينا فاسو" بحلول رمضان في بيوتهم، وفي أماكن تجمعاتهم بشكل كبير، بحيث يُضفى عليها الجو الرمضاني، فتكون عامرة بالمظاهر الإيمانية، ومليئة بأجواء التقوى: من تلاوات للقرآن، الكريم وسماع للمواعظ وتشهد المساجد في "بوركينا فاسو" - كغيرها من بلدان العالم الإسلامي - إقبالاً كبيرًا من المصلين وتسابقًا حميمًا بين المتعبدين في شهر رمضان، ويكثر روَّادها من جميع فئات المجتمع رجالاً ونساءً، شيوخًا وشبانًا بدرجة أنها تضيق بالمصلين مهما كبرت، بل إن الساحات العامة، وجوانب الطرقات - تتحول إلى مصليات مزدحمة بالمصلين في رمضان.
تأخذ مظاهر الاحتفاء برمضان طريقها إلى الأسواق والطرقات في "بوركينا فاسو"، بأشكال متعددة، وبصور مختلفة؛ فالأسواق عمومًا تشهد رواجًا كبيرًا ، ففي مدينة "بوبو جولاسو" مثلاً تتحول جوانب الطرقات إلى محلات مؤقتة للبيع والشراء، وللنسوة مشاركة واسعة في عملية البيع والشراء، فتراهن يَبِعْن مختلف البضائع، ويَقلِين الكعك والبقول من بعد صلاة العصر إلى ما بعد الغروب في أماكن شتَّى، ومما يشاهد بكثرة - بمناسبة حلول شهر رمضان - اهتمام الشبان والفتيان بالبيع والشراء، فتراهم يحملون أطباق التمور، أو بعض المبيعات الخفيفة بأيديهم، يتجولون بها للبيع في الطرقات؛ سعيًا للحصول على ما يشترون به ملابس العيد واحتياجاته.
ومن العادات التي يمكن اعتبارها مظهرًا للاحتفاء بشهر رمضان في "بوركينا فاسو"، ما يقوم به الأطفال في ليالي رمضان من التمثيليات الغريبة التي تسمى بـ "يوغورو"، ويجوبون بها الطرقات والأزقة، ويقفون أمام البيوت، فيقوم أحدهم بالرقص بشكل غريب وزملاؤه ينشدون له، ولا يكفون؛ حتى يُعطيهم رب البيت مبلغًا من المال، ثم ينتقلوا إلى دار أخرى في فرح وغناء، ويقومون بذلك كل ليلة من ليالي رمضان.
وأما مكونات وجبات الإفطار فهي - في الغالب - المديدة، والتمور، والأرز، واللحم، والعصيدة، والإدام، مع بعض المشروبات المحلية التي تصنع من دقيق الحبوب، والدخن المخلوط بالزنجبيل، والمحلى بالسكر، ويسمى "موغو جي" باللغة المحلية "جولا"، وبعض العصائر المحلية كعصير الليمون، والبرتقال "ليمبورو جي"، ونحوها من العصائر التي تصنع يدويًّا.
ومن المكونات الأساسية لوجبات الإفطار في "بوركينا فاسو": لقيمات تصنع بالسويق المحمض قليلاً، مع إضافة كميات قليلة من السكر إليها، ثم يتم قليها في الزيت المغلي على شكل قطع مختلفة الأشكال، منها ما تشبه السمبوسة، وتسمى "تومسو"، ومنها ما هو قطعات دائرية تسمى "نغومي"، وهي من الأكلات الشعبية التى لها أهمية خاصة لدى المجتمع البوركيني.
ورغم توفر الثمار في "بوركينا فاسو"، وسهولة الحصول عليها، فإنها ليست عنصرًا أساسيًّا في موائد الإفطار، ولكن قد توجد بعضها بكميات قليلة: كالموز، والبرتقال والمانجو في بعض الأوقات.
هذا ولا تختلف وجبات السحور عن وجبات الإفطار في الشكل والنوع كثيرًا، وغالبًا ما يتم إعدادها قُبيل وقت السحور، ويكون أقل تنوُّعًا من طعام الإفطار، وللمؤذنين دور كبير في إيقاظ الصائمين للسحور؛ حيث يبدأ بعضهم الأذان منذ الساعة الثانية ليلاً، ويستمر في الأذان بعد كل مدة إلى طلوع الفجر، ويتخلَّله بعض الكلمات والأناشيد باللغة المحلية، والقصد منها إيقاظ النائمين، وإشعار الصائمين بوقت السحور، وخلاصة القول: إن بعض المؤذنين يقومون بدور المسحراتي على المآذن في رمضان في "بوركينا فاسو".وللمجتمع البوركيني شعور خاص بمكانة ليالي العشر الأواخر، وإن كان هناك تفاوت فيما بينه في طريقة التعبير عن هذا الشعور، وكيفية إحيائها، واغتنامها، والتماس فضلها؛ فمنهم من يجدُّ ويجتهد، ويشد المِئْزَر في إحياء هذه الليالي كلها: بالتهجد، والقيام، والذكر، والدعاء، وتلاوة القرآن، كما هو هَدْي المصطفى - صلى الله عليه وسلم - وهم الأكثر - بحمد الله - في الوقت الراهن.
ومنهم من يكتفي بإحياء جزء من هذه الليالي، وهو ليلة السابع والعشرين فقط، ويضيِّع بقيتها: إما جهلاً، أو استثقالاً، أو تمسكًا بالعرف السائد في البلد، بأن ليلة القدر هي ليلة السابع والعشرين من الشهر حتمًا، وهي خير من ألف سنة، فلا حاجة إلى قيام بقية الليالي، فتعلقوا بهذه الليلة وخصوها بالإحياء بالأذكار والأوراد، وبعض الطقوس الغريبة، واهتموا بالسهر وعدم النوم - خصوصًا - في تلك الليلة، زاعمين حصول فضيلة ليلة القدر بذلك فحسب، فلا ينشطون للصلاة لا في تلك الليلة ولا في بقية الليالي، بل يكتفون بصلاة التراويح؛ جريًا على عادتهم، ولا يصلون التهجد فيها أصلاً.
رمضان في الكويت
تعيش الكويت خلال شهر رمضان المبارك أجواء خاصة، وتشهد حراكاً اجتماعياً ملحوظاً، وتطغى مشاعر المحبة والود والإخاء والتراحم. ولرمضان في الكويت طقوس مختلفة لا تجدها في الشهور الأخرى، إذ يعتبر أهل الكويت رمضان فرصة لإحياء العادات والتقاليد الأصيلة واستعادة القيم التي تعزز التجانس بين أفراد المجتمع. يتميز رمضان بالديوانيات التي تجمع مجالس الكويتيين وتكون عامرة بالرواد وتقام فيها حفلات الإفطار الجماعي الذي يعمر بمناسف الأرز واللحم والسمك وهريس القمح والتشريب واللحم والمجبوس، وغيرها من الأكلات الكويتية.
وفي الديوانيات يتسامر الحضور وتدور النقاشات حول القضايا التي تمس حياتهم اليومية، وتجرى بعض المسابقات الخفيفة بينهم فتضفي على الأجواء متعة ومرحاً. كما تقام مآدب عارمة (موائد الرحمن) في كثير من المساجد للفقراء والمحتاجين، وهي منتشرة بشكل كبير في أرجاء البلاد، وفيها يتم تقديم الطعام والشراب للصائمين بإشراف الوزارات والمؤسسات والشركات العامة والخاصة طوال الشهر الفضيل.
وفي منتصف الشهر، يجري الاحتفال بأيام «القرقيعان»، وهو عبارة عن خليط من المكسرات والملبس والحلاوة والشوكولاته يتم توزيعه على الأطفال الذين يدقون أبواب الأهل والأقارب والجيران بعد الإفطار ووقت السحور، فيعطيهم أصحاب البيوت خلطة «القرقيعان» في الأكياس التي يحملونها ليجمعوا أكبر مقدار من الحلوى. ويرتدي الأطفال في أيام «القرقيعان» الملابس الكويتية التقليدية ويرددون الأغاني الوطنية وأناشيد معينة. ومن العادات المرتبطة بشهر رمضان في الكويت احتفال الناس يومياً عند غروب الشمس بانطلاق مدفع الإفطار، حيث يجتمعون بكثافة قرب مكان المدفع منذ العصر، وعندما ينطلق يهلّلون ويزغردون. وقرب مكان المدفع يقع سوق المباركية التراثي قبلة الكويتيين في الشهر الفضيل، اذ يزدحم بالرواد من كل الجنسيات، ويتحول إلى ملتقى يجمع الأهل والأصدقاء، حيث المقاهي والمطاعم والمشروبات والمأكولات الشعبية الشهيرة مثل الكباب والكشري والفطير المشلتت والمشروبات الساخنة والباردة، والسهر حتى وقت السحور وساعات الفجر.
والمباركية من الأسواق التراثية القديمة، ويقع في قلب مدينة الكويت، ويجد الزائر فيه كل احتياجاته من سلع ضرورية وتراثية وهدايا وتحف ومجوهرات من الفضة والذهب وملابس شعبية وغير شعبية وخزفيات ومشغولات يدوية ومأكولات بمختلف أصنافها، إلى جانب البخور والعطور ولوازم التجميل. وتعتبر «الغبقة الرمضانية» إحدى العادات العريقة والتراثية لأهل الكويت، وترتبط فقط بشهر رمضان المبارك، وهي متوارثة من جيل إلى جيل، وتحظى باهتمام بالغ، خصوصاً أنها تعزز أواصر الترابط بين أبناء المجتمع، وتكون عبارة عن حفلات ضخمة تقام بعد صلاة التراويح في الفنادق والصالات الفخمة، حيث يحضرها حشد كبير من الرواد الذين تدور بينهم الأحاديث على أنواعها.
ولـ «أبو طبيلة» أو «المسحراتي» مكانة خاصة في هذا الشهر، وهو يسهر ليالي رمضان ويجوب الشوارع وهو يقول «لا إله إلا الله محمد رسول الله» بغرض إيقاظ النائمين وحضهم على تناول طعام السحور. ويقدم له أهل الكويت الطعام والشراب، وهكذا حتى أواخر ليالي رمضان، وفي النهاية يودع الشهر ويردد بصوت حزين «الوداع ... الوداع يا رمضان وعليك السلام شهر الصيام». وفي الأيام الأخيرة من رمضان تزدحم الأسواق بالناس الذين يشترون ملابس العيد ولوازمه، وبعد انقضاء الشهر الفضيل يذهب أهل الكويت إلى الأمير لتهنئة الأسرة الحاكمة بالعيد، ويتبادلون الزيارات.
رمضان في ألبانيا
تقع ألبانيا في جنوب شرق أوربا، وهي إحدى دول شبه جزيرة البلقان، ويبلغ عدد سكانها نحو 3.4 مليون نسمة، ونسبة المسلمين تزيد على 80% من مجموع السكان، الذين أكثرهم ألبانيون ونسبة قليلة منهم يونانيون،ويبدأ استعداد المسلمين في ألبانيا لاستقبال شهر رمضان بتوزيع بعض الكتيبات والمطويات التعريفية، التي تبين فضل الشهر الكريم على غيره من الشهور؛ كما يقوم أئمة المساجد والدعاة بتقديم بعض الدروس والمحاضرات والتي يكون محورها فضل شهر رمضان. ويتم عادة استقدام بعض الأئمة والعلماء من تركيا خلال هذا الشهر الفضيل، للاستفادة من علمهم وتوجيههم؛ وإمامتهم في صلاة التراويح خاصة .
ومع ثبوت دخول شهر رمضان تُسمع أصوات الطبول في أماكن متفرقة من ألبانيا؛ إعلانًا وإعلامًا بثبوت هلال رمضان .
الألبان في السابق كانوا يفطرون على الماء فقط ولهم حكمة في ذلك، إلى أن أصبحت تأتيهم التمور من بعض الدول العربية، كذلك يفضلون تناول ما هو حلو ساعة الإفطار ثم يلي ذلك الحساء، وبعده الوجبة الرئيسية.
ومن الأطباق الشهيرة في ألبانيا اللحم بالبيض، ويضيف البعض شراب العنب والبرقوق المذاب في الماء وخلال فترة من الفترات كانت العائلات تطهو الفاصوليا، والملفوف، والمخللات ، والبطاطا لشهر رمضان المبارك، كما يحتفظ باللحوم الجافة والفاصوليا ومنتجات الألبان. وتحتل منتجات الألبان مكانة مهمة في هذا الشهر الفضيل. كما يحب الألبان أطباق لحوم الضأن والعجل والماعز مع اللبن والبطاطس والأرز بالدجاج وفطيرة الحليب.
وتضاف إلى ذلك الحلوى التقليدية التي تجهز لاستقبال العيد في ألبانيا وتسمى «سمس»، وهي عبارة عن خبز وسكر، بجانب «الكدائف» و»شكرباريا» و»البقلاوة»، والفطيرة بالسكر، أو»سمسيا». وعادة ما يدعو الألبان بعد تناول الطعام بأن يزيدهم الله من نعمه.
والألبان يصومون، ليس فقط بالامتناع عن الطعام، ولكن عن أي سلوك سيئ أيضا، وبالطبع لا تفوتهم الصلوات سواء في بيوتهم، أو في مساجدهم وكذلك قراءة القرآن الكريم، ومحاولة ختمه أكثر من مرة، بل إن غير الملتزمين دينيا من المواطنين الألبان يتخلون عن كل مسلك سيئ خلال الشهر الفضيل، فيمتنعون مثلا عن شرب الكحول، ويحاولون فعل الخير، وهذه هي الروح السائدة في جميع مناطق ألبانيا.
يطلق على ليلة القدر في ألبانيا «ليلة الخير»، ويصومها حتى المسيحيون تضامناً مع المسلمين، وتحظى بأهمية كبيرة كما هي الحال في جميع البلدان العربية والإسلامية، ويحرص الجميع على إحيائها بالصلوات والدعاء ، وعند الألبان عقيدة لا تزال قائمة إلى يومنا هذا هي أن صيامها يكفر الذنوب جميعاً. وتجهز لها حلويات خاصة، يعدها المسلمون والمسيحيون على حد سواء.
وأشهرها اسمه (الهاسود بالجوز) ويتم في العادة توزيعها على الأقارب والجيران، اعترافاً بنعم الله عليهم في هذه الحياة وشكراً له سبحانه وتعالى عليها.
ويحرص الرجال والنساء على ارتداء ملابس محتشمة خلال رمضان، أما الملابس التقليدية فقد اختفت مع زوال العهد الشيوعي ولا يرتديها سوى الأطفال في مناسبات نادرة.
ومن العادات الحميدة عند الألبان أنهم لا يسهرون، وهم يأوون إلى مضاجعهم مبكرين، ويستيقظون لتناول وجبة السحور، عونًا لهم على صيام يومهم.
صلاة التراويح عند مسلمي ألبانيا لها مزية خاصة، إذ تلقى إقبالاً غير معتاد، وتصلى عادة في المساجد إن تيسر ذلك، وإلا تصلى في بيوت أحد الناس. وتصلى في أغلب المساجد عشرين ركعة، وتصلى في بعض المساجد ثمان ركعات فقط. ويحرص الكثير من النساء المسلمات في ألبانيا على حضور وأداء هذه الصلاة. ويختم القرآن في بعض المساجد أثناء صلاة التراويح. وبعد الفراغ من صلاة التراويح يكون دعاء جامع يتولاه إمام الصلاة، أو أحد الصالحين، ويؤمِّن الجميع من ورائه.
أما سُنَّة الاعتكاف فهي غير معهودة عند كبار السن من المسلمين الألبان، غير أن الشباب المسلم الجديد، وخاصة الذين تلقوا دراستهم في العديد من البلدان الإسلامية يحرصون على إحياء هذه السنة، والمحافظة عليها، فهم يعتكفون في المساجد في العشر الأخير من هذا الشهر، ويمضون أوقاتهم في طاعة الله وعبادته، وينبهون من حولهم لأهمية إحياء هذه السُّنَّة المباركة، ومع قرب رحيل شهر الخير، يأخذ الناس بالتهيؤ لاستقبال ضيف جديد، وقادم عزيز، إنه العيد وما يحمله من أفراح وأتراح، وهموم وشجون...فهو مناسبة عزيزة عند الجميع للالتقاء، وتبادل الزيارات، والسؤال عن الأحوال، والتطلع إلى الآمال.
رمضان في ليبيا
تبدأ الاستعدادات لشهر رمضان مع دخول النصف الثاني من شهر شعبان فبعد الاحتفاء إحياء ليلة النصف من شعبان تنطلق العائلات الليبية إلى الأسواق تشتري لوازم شهر الصيام وخصوصا مواد تحضير الحلويات التي تعدها نساء العائلة لسهرات ما بعد التراويح. ومع اقتراب حلول شهر رمضان تبدأ الأسرة في شراء اللحوم بكميات كبيرة، خصوصا اللحم البلدي رغم غلاء أسعاره.
من الضروري في أول يوم من شهر رمضان أن تجتمع الأسرة بأصولها وفروعها في بيت الوالدين فهناك تأتي كل أسر الأبناء الذكور المتزوجين لتناول أول إفطار في رمضان ومن ضروريات الإفطار أن يحتوى على صحن الشوربة التي تسمى في اللهجة الليبية "الشربة العربية" وهي تؤكل طوال أيام رمضان الكريم. وقبل أن يرتفع الأذان تجتمع الأسرة جالسة على الأرض وتقوم الأم بإعداد القهوة "التركية" ويحضر الحليب والتمر. يتناول الصائمون جميعا كبارا وصغارا الحليب والتمر ويختص الكبار باحتساء فنجان القهوة المنكهة بمذاق حبة الكزبرة اليابسة بدلا من الهيل وتنتهي جلسة "تحليل الصيام" بذهاب الرجال في الغالب إلى الصلاة في مسجد الحي ، وفي هدا الشهر تتبادل الأسر الليبية الزيارات والعزائم طيلة هذا الشهر المبارك وفيه يقوم كل شخص في الأسر الليبية بمحاولة ختم القرآن في هدا الشهر الفضيل ويعتبر هذا الشهر من أجمل الأشهر لدى الليبين ، وتعتبر الحلويات التقليدية عنصرا حيويا في المائدة الرمضانية بليبيا حيث يتم تناولها في الغالب بعد صلاة التراويح مع العصائر الطبيعية، ومن أشهر هذه الحلويات "لقمة القاضي" و "الزلابية" والمشبك أو "السنفاز".
يلهم شهر رمضان الناس أهمية القرب من الله تعالى فيجتهدون في أنواع العبادة وخصوصا تلاوة القرآن ومشاركة المسلمين في صلاة التراويح في المساجد التي تزدحم بهم من الجنسين الرجال والنساء ومما تعارف عليه الناس في ليبيا قراءة العديد من الأدعية بعد كل ركعتين. وفي العشر الأواخر يبدأ الناس صلاة القيام أو التهجد بعد منتصف الليل وحتى وقت السحور وتكثر في المساجد الدروس الدينية.
في العشر الأواخر تبدا الأسر التجول في الأسواق بعد صلاة التراويح حتى أوقات متأخرة من الليل لاختيار ملابس العيد وما تبقى من لوازم حلويات العيد كما تقوم بعض الأسر بطلاء داخل البيت استعدادا للعيد وتعلق الأضواء الملونة وغيرها من أشكال الزينة
رمضان في العراق
لشهر رمضان في العراق، كسائر بلاد المسلمين في أرجاء المعمورة، طعم خاص. حيث يبدأ الناس بالتحضير لهذا الشهر الكريم من خلال تجهيز المساجد لاستيعاب المصلين، الذين تعج بهم المساجد في هذا الشهر أكثر من أي وقت آخر ، وتذهب العوائل إلى الشورجة وهو أكبر سوق تجاري في قلب بغداد لشراء المواد الغذائية التي يحتاجونها في تحضير وجبات الإفطار والسحور وهي تكون متنوعة تشمل المواد الغذائية الأساسية والحلويات والعصائر التي تجهز في أكثر الأحيان في البيت. وهي العدس والماش والحبية والحمص والتوابل والجوز والمكسرات والزبيب والطرشانة وتمر الهندي ونومي البصرة والحلويات والعصائر التي تجهز في أكثر الأحيان في البيت.
عند الإعلان عن يوم رمضان عن طريق الجوامع أو الإذاعة تتلألأ المصابيح التي تزين الجوامع، فيتبادل الناس التهاني في الشارع والمحلة ، ويبدأ القسم بالذهاب إلى الجوامع للابتهال بقدوم الشهر وبدأ صلاة التراويح، وتستعد النساء والأمهات لتهيئة اللوازم لليوم الأول منه.
يتميز البغداديون في أيام رمضان بالتجوال بعد الظهر والعصر تحديداً بالذهاب إلى الأسواق للتسوق وقضاء الوقت وشراء الطرشي والحلويات كالبقلاوة والزلابية التي تقتنى من المكانات المشهورة مثلا في الأعظمية نعوش ورعد الشكرجي، وفي شارع الرشيد كعك السيد وباقر وصادق الشكرجي، وفي الكرخ الحاج جواد الشكرجي وفي الكاظمية صبري وتوفيق الشكرجي والتي تشتهر أيضا بصناعة حلوى الدهينية، وفي أواخر الستينات وبداية السبعينات ظهرت حلويات الخاصكي في المنصور وأبو عفيف في الكرادة.
والحمداني لصناعة زنود الست، وكل الحلويات الجيدة وطعمها الشهي تعمل بالدهن الحر، كما توجد بسطات لصواني البقلاوة والزلابية في كافة أسواق بغداد الشعبية وبأسعار معقولة، البعض يتعني ويشتري شربت زبيب الحاج زبالة وشربت رمان جبار المشهورين.
تتميز المائدة البغدادية عند الفطور بمذاق خاص ومتنوع، تتجمع العائلة عند بدأ الإفطار وتبدأ بأكل التمرة وشربت النومي بصرة أو الزبيب أو تمر الهندي أو قمر الدين وبعده شوربة العدس أو الماش أو شوربة كبة الحامض، سيد مائدة الإفطار التشريب(يوم لتشريب اللحم ويوم لتشريب الدجاج)، كما تتواجد الكبب بأنواعها البرغل أو الحلب، وكذلك الكباب والتكة، يفضل كثير من الصائمين أن تتهيأ المنقلة قبل الفطور لشواء الكباب والتكة على الفحم وقوري الشاي المهيل على الفحم المتقد بعد عملية الشواء...
والرز وأحياناً السمك والدولمة، والهريسة المغطاة بالدارسين والهيل،والحنينية، وبعض من العوائل لديها تنور لعمل خبز التشريب وشواء الدجاج أو السمك، كل هذه الموائد تتزين بالطرشي البيتي أو من السوق، أن ماذكرنه عن التنوع ليس المقصود كله موجود في يوم واحد وأنما يتوزع على أيام رمضان ولكن الشوربة والتشريب والطرشي من الأولويات، والمائدة الرمضانية تتطعم بالباقي حسب رغبة الصائمين، كما تشارك العوائل المسيحية بأرسال بعض من أكلاتها ككبة الحامض والكبة الكبيرة والصغيرة، وبدورها ترسل العوائل المسلمة بعض من أكالاتها والحلويات لجيرانه من العوائل المسيحية مما يبرهن قيمة التآلف والمحبة والاحترام المتبادل بينهما.
بعد الإفطار وشرب الشاي المهيل يبدأ المدخنون وبلهفة جامحة تدخين السجائر أو النرجيلة بشوق كمن وجد ضالته بعد ضياع طويل، بعد صلاة المغرب قسم يأخذ غفوة أستعداداً لصلاة التراويح والذهاب إلى القهوة لتمضية سهرة رمضان
المقاهي تعج بروادها وهنا تبدأ سيدة اللعب الرمضانية الا وهي لعبة المحيبس (البات) بين فريقين من محلتين أو منطقتين يقوم أحد أفراد الفريق الأول بإخفاء خاتم بإحدى يديه، فيمد جميع أفراد الفريق أيديهم مقبوضة، ليحزر أحد أعضاء الفريق الآخر في أي يد يوجد الخاتم، فإن نجح في ذلك أخذ الخاتم لفريقه ليقوموا بنفس العملية. وتستمر حتى وقت السحور، والخاسر يدفع ثمن صينيتي البقلاوة والزلابية، أن هذه اللعبة تبين قيم التآلف والمحبة والألفة السائدة في المجتمع.
وفي الثلث الأخير من شهر رمضان، يستعد الناس لاستقبال عيد الفطر من خلال تزيين البيوت لاستقبال المهنئين من الأقارب والأصدقاء. ويتم أيضًا تجهيز ألعاب الأطفال في الساحات والحدائق. ناهيك عن إعداد الحلوى، والعصائر، والمكسرات التي تقدم للضيوف والزوار.
رمضان في بروناي
بروناي ومعناها بالعربية دار السلام وهي سلطنة تعتبر من أغني دول العالم لتمتع أفرادها بمستوي معيشي مرتفع، ويوجد بها أفخم قصر رئاسي بالعالم ويسمي بأستانة نور الإيمان، وسلطنة بروناي الموجودة في الجنوب الشرقي من قارة أسيا من أكثر البلدان الإسلامية ارتباطا بالدين الإسلامي وبالعادات الدينية والتقاليد وبخاصة في الاحتفال بالمناسبات والأعياد الدينية ومنها الاحتفال بشهر رمضان الذي تتخذ الدولة من أول أيامه أجازة رسمية، وعادة ما يتحري رؤية هلاله عبر تليسكوب خارج العاصمة، كما أن الصوم لا يرتبط فيها بالمسلمين فقط بل أن غير المسلمين تعودوا الصيام احتراما للمسلمين الذين يشكلون الأغلبية وكدلالة علي نجاح التعايش الاجتماعي، ويرجع جذور الأسرة المالكة للقرن التاسع الهجري وهم سلالة السلاطين المسلمين فيها، وضمن التقاليد الموروثة في شهر رمضان هو أن يقوم السلطان بحضور الاحتفالات الدينية في رمضان بالمسجد الكبير مع وزرائه وعامة الشعب ويقوم بالعمل علي إعداد طعام السحور للمصلين، وتشهد بروناي مظاهر احتفالية كبيرة خاصة بشهر رمضان حيث تقوم الأسر بتجهيز المنازل قبل دخول الشهر، وفور ثبوت الرؤية يخرج السكان بالشوارع مهللين وتعلق الزينات وتضاء الفوانيس الكهربائية أمام المنازل كما يسهر الساهرون بعد أداء الصلوات لتناول وجبة السحور ثم أداء صلاة الفجر بالمساجد، وتقوم الحكومة بتخفيض ساعات العمل وتغلق جميع المطاعم أثناء النهار وتفتح بعد آذان المغرب وبعد الإفطار الخفيف تذهب الناس لأداء الصلاة ثم يعودون لتناول الوجبة الرئيسية وهي إما أن تكون الأرز مع اللحم أو الأرز مع أنواع مختلفة من الأسماك مع طبق الشوربة الذي يتوسط المائدة، وعلي غرار مدفع الإفطار في بعض البلدان يوجد بالسلطنة طبل كبير يتم الطرق عليه ثم تطلق شعلة ذات صوت مدوي وعندها يؤذن للصلاة في المساجد، وبدل المسحراتي يوجد مدفع للسحور يطلق تنبيه فيوقظ النائمين، وتقوم الأسر بدعوات بعضها البعض ويتم قراءة القرآن وأداء الدروس الدينية عند الصلوات وتعطل المدارس يوم 27 رمضان احتفالا بمناسبة نزول القرآن، وفي شوارعها يحمل الأطفال الفوانيس الكهربائية بألوانها الجميلة كما تذهب المرأة علي أداء العبادات والذهاب للمساجد مع اهتمامها بالأسرة وشئون المنزل كما أنها تتأهب لاستقبال رمضان وعيد الفطر وتقوم بتجهيز الأطعمة الخاصة وإعداد الكعك، كما يتم شراء الملابس الجديدة للأطفال، ويحرص المسلمون علي أداء فريضة الزكاة وتقديم الصدقات والأطعمة للفقراء والمحتاجين.
إن سلطنة بروناي رغم بعدها فإنها تتمتع بجو روحاني خالص ومظاهر احتفالية كبيرة يندر وجودها علي هذا النحو في بلد آخر ففيها تهوي النفوس وتتجه إلي روح المحبة والتسامح والإخاء خلال هذا الشهر ، إن مظاهر شهر رمضان تتنوع وتختلف من بلد إسلامي إلي آخر ولكنها تظل متشابهة في مضمون العبادة والتقرب إلي الله والاحتفاء والفرحة التي تغمر جميع الشعوب المسلمة بأعمارها المختلفة، وإن اختلفت المظاهر الاحتفالية من عادات وتقاليد وأطعمة ومراسم خلال ليل ونهار رمضان فإن كل ذلك يتضافر ويتوحد ليعطي لهذا الشهر الكريم مظاهر احتفالية وأجواء عطرة لا حصر لها من الغني دون الأشهر الأخرى وقد ظل ذلك مستمرا وسيظل عبر الأزمنة والبلدان والأجيال.
رمضان في مصر
من بلدٍ يصل تعداده أكثر من تسعين مليون نسمة، تبدأ جولتنا للتعرّف على الأجواء الرمضانية في أرضٍ جمعت بين الحضارة العريقة والتاريخ الإسلامي المشرّف ، فمنذ أن دخل الإسلام على يد القائد الإسلامي العظيم عمرو بن العاص رضي الله عنه، والمسلمون ينعمون بأداء هذه الشعيرة على مرّ الأعوام.
فما إن تبدأ وسائل الإعلام ببيان دخول الشهر وثبوت رؤية الهلال ، حتى يتحوّل الشارع المصري إلى ما يشبه خلايا النحل، فتزدحم الأسواق ، وتزدان الشوارع ، وتنشط حركة التجارة بشكل ملحوظ ، حيث يتنافسون في توفير اللوازم الرمضانية المختلفة ، وينطلق الأطفال في الشوارع والطرقات، حاملين معهم فوانيس رمضان التقليدية وهم ينشدون قائلين : " رمضان.....حلّو يا حلّو " ، عدا عبارات التهنئة التي تنطلق من ألسنة الناس لتعبّر عن مشاعر الفرحة التي عمّت الجميع.
ولعلّ من أبرز الأمور التي تُلفت النظر هناك ، زيادة معدّل الزيارات بين الأهل والأقارب ، والأصدقاء والأحباب.
وحتى نقوم باستعراض يوميّات الصائم في مصر ، فلا بد لنا أن نبدأ جولتنا منذ الصباح الباكر ، ننزل فيها إلى الشارع المصري ، لنلحظ المحال التجارية وقد اعتلى فيها صوت القرآن الكريم يُتلى على ألسنة مشاهير القرّاء المصريين ، ويأتي في مقدّمهم : الشيخ عبد الباسط عبد الصمد و الشيخ محمد صديق المنشاوي و الشيخ محمود خليل الحصري و الشيخ مصطفى إسماعيل ، وبهذا يظهر مدى ارتباط أبناء مصر بالقرآن الكريم لاسيما في هذا الشهر الفضيل.
ومما نلاحظه في هذا الوقت انخفاض معدّل الحركة الصباحية بحيث تكون أقل مما هي في المساء ، وفي المساء يبدأ تدفّق الناس إلى الأسواق والمحال التجارية لشراء لوازم الإفطار من تمور وألبان وغيرهما ، ولعل أوّل ما يقفز إلى الذهن هنا شراء الفول ، وهذا الطبق الرمضاني لا تكاد تخلو منه مائدة رمضانية ، إذ إنها أكلة محبّبة لجميع الناس هناك ، على اختلاف طبقاتهم الاجتماعية ، ويمكنك أن تلمس ذلك بملاحظة انتشار باعة الفول في كل مكان ، بصوتهم المميّز الذي يحث الناس على الشراء قائلين : " إن خلص الفول....أنا مش مسئول " " ما خطرش في بالك...يوم تفطر عندنا ".
ويقودنا الحديث عن الفول إلى الحديث عن المائدة الرمضانية ، حيث يبدأ الناس بالإفطار بالتمر والرطب ، مع شرب اللبن وقمر الدين ومشروب " الخشاف " ، وقد يحلو للبعض أن يشرب العصيرات الطازجة كالبرتقال أو المانجو أو الشمام ، وبعد العودة من الصلاة ، يبدأ الناس بتناول الملوخية والشوربة والخضار المشكلة ، والمكرونه بالبشاميل ، وتزدان المائدة بالسلطة الخضراء أو سلطة الزبادي بالخيار ، ومحشي ورق عنب ، والطبق الرئيسي الدجاج المشوي أو بعض المشويات كالكباب والكفتة.
وبعد الانتهاء من الإفطار لا بد من التحلية ببعض الحلويات ، ومن أشهرها : الكنافة والقطايف والبقلاوة ، والمهلّبية وأم علي ، وهذا بطبيعة الحال يتنوّع من مائدة إلى أخرى بحسب ذوق كل أسرة.
وبعد الانتهاء من الإفطار يقوم الجميع بتناول الشاي ، والشاي المصري كما هو معروف أثقل مما هو في الخليج ، ويفضلونه في صعيد مصر أن يكون ثقيلا جدا ، وبعد أن ينتهوا من ذلك يبدأ الناس بالاستعداد للصلاة والتوجّه إلى المساجد.
ينطلق الناس لأداء صلاة التراويح في مختلف المساجد حيث تمتلئ عن آخرها بالمصلين من مختلف المراحل العمريّة ، وللنساء نصيبٌ في هذا الميدان ، فلقد خصّصت كثير من المساجد قسماً للنساء يؤدّين فيه هذه المشاعر التعبّدية ، وتُصلّى التراويح صلاة متوسّطة الطول حيث يقرأ الإمام فيها جزءاً أو أقل منه بقليل ، لكن ذلك ليس على عمومه ، فهناك العديد من المساجد التي يُصلّي فيه المصلّون ثلاثة أجزاء ، بل وُجد هناك من يُصلّي بعشرة أجزاء حيث يبدأ في الصلاة بعد العشاء وينتهي في ساعة متأخّرة في الليل.
وعلى أية حال ، فإن المساجد في مصر تمتلئ بالمصلّين، وتُقام فيها دروسٌ وعظية ومحاضرات إرشاديّة طيلة هذا الشهر ، ويقوم العلماء والدعاة بالتنقل بين المحافظات كي يعظوا الناس، ويجيبوا عن أسئلتهم وإشكالاتهم .
واعتاد الناس في مصر على السهر بعد التراويح حتى أوقات متأخرة من الليل، يقضونها في الميادين والبيوت والمقاهي، يتسامرون ويتبادلون الأحاديث، ويحلو للبعض التنزّه عند النيل أو ركوب "الفلوكة"، أو السمر عند الشواطئ .
ومن العادات التي تميّز هذا البلد، ما يُعرف بالمسحّراتي، وهو شخص يقوم بالمرور على الأحياء والبيوت كي يوقظهم وقت السحور بندائه الشهير: "اصح يا نايم...وحّد الدايم...السعي للصوم..خير من النوم...سحور يا عباد الله"، وقد ظهرت عادة المسحّراتي -أو المسحّر كما في بعض الدول- في القرن الثالث الهجري، ومن ثمّ انتشرت في كثير من البلاد العربيّة، وكان المسحّراتي يقوم بالضرب على طبلة معلّقة عليه بحبل ويدقّ أبواب البيوت بعصاه منادياً لهم بأسمائهم، إلا أن هذه العادة قد بدأت بالانحسار نتيجة توافر أدوات الإيقاظ الحديثة من منبّه وغيرها، فلم تعد تتواجد إلا في القرى والأحياء الشعبية.
هذا، وللعشر الأواخر من رمضان طعمٌ آخر يعرفه المتعبّدون، حيث تغدو هذه الأيام الفاضلة ميداناً يتسابق فيه المؤمنون بالعبادة والذكر، ويتنافسون في قراءة القرآن والتهجّد، ومن أهمّ ما يميّز هذه الأيام، إقبال الناس على سنّة الاعتكاف في المساجد، رغبةً في التفرّغ للطاعة، واقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلّم، ويصل هذا التسابق ذروته في ليلة السابع والعشرين من رمضان التي يلتمس الناس فيها ليلة القدر، فلا عجب إذاً أن تمتلئ المساجد فيها بالآلاف، يقفون بين يدي الله ويدعونه بخشوع وانكسار، تتسابق دموعهم على خدودهم في لحظات إيمانيّة عطرة.
وما إن تبدو لوائح العيد بالاقتراب حتى يبدأ الناس بتجهيز لوازم العيد، خصوصاً "كعك العيد" والذي يحتاج إلى جهد كبير في تجهيزه، وهذا الإقبال على الكعك يسبب زحاما شديداً على المخابز، ويضاف إلى ذلك الحلويات والمعجّنات والفطائر المتنوّعة كي تّقدّم إلى الضيوف أيام العيد، كما يخرج الناس إلى الأسواق بكثرة لشراء ملابس العيد والأحذية الجديدة.
وفي صبيحة العيد يتوجّه الناس رجالا ونساء إلى مصلّى العيد، ثم يهنّئ المسلمون بعضهم بختام شهر رمضان والدعاء بتقبّله، وبقدوم العيد وسؤال الله تعالى دوام سعادته وفرحته، وتنطلق جموع الأطفال فرحة مسرورة بقدوم العيد، لتذهب إلى الحدائق والمتنزّهات، حيث المراجيح، ولا يخلو الجوّ من ألعاب ناريّة تضفي على الجوّ مزيداً من البهجة والأنس.
تمت بحمد الله
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.