بين ظلمة الليل التي تسكن قلبي، ومع ذلك الهدوء والسكون، توجد صرخات واستغاثات تعلو من داخلي إلى ذلك اللعين المنحط. مَن تحسب نفسك؟ أنت مجرد حيوان بري هائج لا قيمة لك ولا مقدار. أنت رياح وأعاصير ضلت طريقها لتسلك ممرات حياتي، وتحطم حصني وجسوري. أنت جاهل متطفل تعيش على الآخرين، ليس لك موطن ولا ملجأ ولا هوية.
اقرأ أيضًا: خاطرة "غربة روح".. خواطر أدبية
تبًّا لك، أنت جماد وصخرة متحركة، أنت مزيف مخادع. تبا لك يا أيها الحشرة السامة. أنت عنكبوت سام يعيش في خيوط واهنة، تبث سمك في كل مكان وتلوث المكان والهواء. سحقًا لك، أنت تنشر الفوضى وتقتل الضعيف وتنتهك الحرمات.
في يوم ما سوف تُقذف في الجحيم الأبدي، سوف تُداس بالأقدام، وسوف تُنفى في مزبلة النفايات. في يومٍ ما لن يكون لك وجود، صرخاتك وتوسلاتك لن يسمعها أحد. نعم يا حشرة سوف تُداس بلا رحمة لتعيش في الجحيم.
سُحقًا على كل تلك السنين المزيفة، سُحقًا لكل همسة وكلمة وكل دقة قلب. آه ما هذا الصداع في رأسي، وما تلك النغزات في قلبي؟ لا أريد أن أسمع تلك الأصوات والأفكار التي تراودني. متى سوف أتخلص من كل هذا؟ متى سوف أرى النور؟ متى سوف أتخلص من كل السموم؟ متى سوف ينجلي كل هذا الألم والمعاناة؟ متى سوف تشرق شمس السلام في عالمي، وتصفو سمائي، وتهدأ أمواجي، وتجف دموعي؟
ما بين هنا وهناك وحين يأتي ذلك اليوم لن تهدأ أمواجي حتى أنهي كل سنوات الضياع، لن أسمح لكل تلك الأفكار أن تنهيني وتقتلني وتمحو وجودي. ما أصعب هذا الإحساس! إنني أتلاشى ببطء رويدًا رويدًا. شعور لا يمكن ترجمته ولا تفسيره. ملامحي تختفي. ظلمة تملأ كل زوايا روحي. قوتي تنهار وتغادر موطني. أصبحت ورقة في مهب الريح تعصف بي الأعاصير في عالم الضياع.
رائعة ومتميزة دوما
شكراً جزيلاً استاذ محمد شهادة اعتز بها ارجو منك متابعتي ❤️
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.