شركات الأوت سورس.. الأداة القانونية لصالح رجال الأعمال على حساب حقوق الموظفين

القانون والحقوق المهدرة

للأسف وضعت قوانين جديدة تعزز قوة شركات الأوت سورس، وتعطيهاالغطاء القانوني اللازم للعمل بوسائل تضر بالموظفين، وهذه القوانين غالبًا ما تكونمصممة لمصلحة رجال الأعمال، فتمكنهم من تقليل النفقات التشغيلية وزيادةأرباحهم على حساب العمالة.

1. توقيع الاستقالة قبل توقيع العقد

أحد أبرز الأمثلة على الانتهاكات التي تمارسها شركات الأوت سورس هو إجبارالموظفين على توقيع استقالتهم قبل توقيع عقد العمل، هذه الخطوة تضمن للشركةحرية فصل الموظف في أي وقت دون تحمل أي تبعات قانونية، ما يترك الموظففي حالة من عدم الاستقرار الوظيفي وفقدان الحقوق الأساسية.

2. عدم وجود حقوق للموظفين

بسبب الترتيبات القانونية المعقدة، يجد الموظفون أنفسهم في موقف ضعيف جدًّا، فهم غالبًا ما يعملون دون الحصول على التأمينات الاجتماعية والصحية اللازمة،ودون وجود ضمانات لحمايتهم من الفصل التعسفي أو تحسين ظروف العمل، وهذا الوضع يجعلهم عرضة للاستغلال، ويفقدهم الأمان الوظيفي.

3. التأثير النفسي والاجتماعي

إن عدم الاستقرار الوظيفي وانعدام الأمان يؤثران كثيرًا في الحالة النفسيةوالاجتماعية للموظفين، فهم يعيشون في حالة من القلق الدائم بشأن مستقبلهمالمهني والمالي، ما يؤثر في حياتهم الشخصية والعائلية.

اقرأ أيضًا: آثار ضغوط العمل على اداء الموظفين

4. عدم تكافؤ الفرص وزرع الكره بين الزملاء

وفي هذا السياق كشف عدد من الشباب عن مساوئ تلك الشركات، فقد روى (إسلام) موظف إحدى شركات العقارات الكبرى قائلًا: «التحقت بالعمل في هذه الشركة قبل ثلاثة أعوام، وذلك عبر شركة (أوت سورس)، وهي المسؤولة عن توريد الموظفين، وفي المدة الماضية كنت أؤدي المهام نفسها التي يفعلها صديقي في الشركة، لكن الفرق أنه معين على قوة المكان، لذا يخضع إلى مظلة تأمينات صحية واجتماعية ومزايا، أما أنا فلا أخضع إلى أي شيء سوى تأمينات اجتماعية بسيطة تكاد لا تذكر أمام الخصم الكامل من راتبي.

وأضاف إن الفرق بيني وبين صديقي أنه يمكن الاستغناء عني في أي وقت دون استشارة حتى دون أدنىحقوق يمكن الحصول عليها، بعكس صديقي الذي من غير الممكن استبعاده حتى لو تعرضت الشركة للإفلاس، دون حصوله على مستحقاته كاملة».

وتابع: «طول الوقت نحن مهددون تمامًا بأن يستغنى عنا بمجرد عدم التزام موظف بموعد الحضور أو الانصراف أو مواعيد الراحة».

أضف إلى ذلك تغيير مواعيد العمل حسب رغبة المدير دون مراعاة ظروف العاملين، ما يتسبب بإرهاق طاقم العمل باستمرار.

كذلك الخصم بسبب ودون سبب، وللأسف زاد عدد الشباب العاملين في هذه الشركة بنظام (أوت سورس)، والكارثة أن الشركة لاتضمن لك أدنى حقوقك، ولا يمكن مقاضاتها أمام المحاكم.

اقرأ أيضًا: ما هي وظيفة ال إتش ار؟ وما أقسامها؟

الحلول المقترحة

للقضاء على هذه الانتهاكات يجب إنهاء دور شركات (الأوت سورس) تمامًا، ومنالطبيعي إذا كانت الشركة الأصلية بحاجة إلى موظف، فعليها توظيفه مباشرة عبرها، وليس عبر الأوت سورس، ما يضمن للموظفين الحصول علىحقوقهم كاملة ويحميهم من الاستغلال.

الخاتمة

إلى رجال الأعمال، ندعوكم إلى إعادة النظر في ممارسات التوظيف الخاصة بكم، وإذا كنتم بحاجة إلى موظف، فوظفوه مباشرة عبر شركتكم، فهذا لايعزز فقط ولاء الموظفين وإنتاجيتهم، بل يسهم أيضًا في بناء بيئة عمل صحيةوعادلة تحترم حقوق الجميع. 

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة