الإنسان على ما ألفه، متأكدةٌ من ذلك، قد يختلط الأمر عليكَ ويصير مبهمًا غير جليّ، ما إن كنت قد ألفت الأمر فقط، أم أن لقاء الأرواح كان في ذلك العالم المسبق، فالتقت بعد بحث الأجساد عن بعضها البعض باستعمال خيوطٍ رفيعة متصلة ببعض... إنّ القلوب برغم البُعد تتصل فلا تكترث لأشياء أخرى، الأمر بالنسبة لي أشبه بترابطٍ متينٍ يستحيل قطعه وإلا فأثر ذلك الانكسار والانغماس في بحر الكآبة...
لم أعهد القلب ثملًا في حضور أحدهم، فهو القويّ دومًا ذو المفاتيح الدفينة بعيدًا... لكنّي أراه يلين يومًا بعد يوم؛ إذ صار رطبًا بشغفٍ رقيقٍ بعد جفافه وركوده... فهل لي من الحظّ ما يسعفه لبلوغ مبتغاها والظفر بما أراد! ولا زال يريد إن لم يكن وهذا أسوء ما يمكن أن يحدث فهل بإمكانه الشفاء والتجاوز!!
سيحلّ الخراب حتمًا، ما إن ظننت أن وعيك يخدعك، ما أنت مؤمنٌ أن الملهيات يومًا ستنسيك ما أنت به أو عليه، ما يجولُ بخاطرك وما يصبّ في قلبك، الأنثى ليست سبب الحسرة، إنّها الحياة، إنّها الطرف الهشّ الذي يتقوى بالمودة والرّحمة، بالاهتمام والرّأفة، ما اشترك في القولين إن عالمنا موحشة بمقدار ما سنلبثه فيها، تمنعنا دومًا من البوح وتذكّرنا أننا على خطأ دومًا... الحبّ ليس قرارًا البتة، إنّه الشيء الوحيد الخارج عن إرادة قلوبنا، إنّه الشعور الذي يمنحنا التّمسك بالحياة، لا لشيء، إنما لأن هنالك قلبًا آخر ينبض لنا في مكانٍ ما يستحقّ أن نحيا لأجله.
محبةٌ لا تثق في كفاحها إلى الغاية المثلى، إلى التعبد بالميثاق الغليظ دعها تمُت ودعنا نخسر رهانها ما أن ظننت أن للوصال لا سبيل...
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.