فيلم للإيجار من الأفلام الرائعة التي تجمع بين الفن الممتع الذي لا توجد فيه أي مشاهد خارجة والجمال؛ فقد شاهدنا خلال أحداث الفيلم لقطات داخل مدينة السحر والجمال "الإسكندرية".
وقد تطرقنا في مقال سابق إلى رسالة فيلم للإيجار وأوضحنا وجهة نظرنا المتواضعة في هذا الفيلم الذي أبدع في تأليفه وإخراجه الفنان إسلام السيد بلال.
لكننا في هذا المقال سنحلل معًا شخصية خالد وهي إحدى الشخصيات التي بُنيت عليهم أحداث الفيلم، ويعد البطل الثاني للحكاية.
قد يعجبك أيضًا شاهدت لك.. «فيلم للإيجار»
شخصية خالد
خالد محاسب شاب، انتُدب من فرع إحدى شركات الاستيراد والتصدير في القاهرة إلى فرعها في الإسكندرية مدة شهر واحد، ذهب خالد إلى الإسكندرية وهو يعاني من حالة اكتئاب حاد، وكان يشعر بوحدة شديدة.
لكن صاحب الشقة التي استأجر منه غرفة في شقته المطلة على البحر استطاع أن يغير وجهة نظره في الحياة ويحسِّن حالته النفسية.
سنجد أن شخصية خالد تشبه إلى حد ما شخصية "أكرم" التي جسدها الفنان عمرو واكد في فيلم "من نظرة عين"، وهو أحد الأفلام التي ألَّفها وأخرجها الفنان إيهاب لمعي.
فلنتذكر معًا شخصية أكرم في فيلم "من نظرة عين"، أكرم هو مصور حفلات ومناسبات، وقد رسم في خياله صورة لفتاة أحلامه.
وذات يوم وجدها أمامه، وكانت الفنانة منى زكي؛ فما كان منه سوى مصارحتها بحبه لها وإبداء رغبته في الزواج منها، على الرغم من أنه كان متوجهًا لمنزلها لتصويرها في ليلة زفافها.
وبمتابعة الأحداث سنجد محاولات أكرم المستميتة لإلغاء حفل الزفاف وحجز مكان آخر ليكون هو عريس هذه العروس. وفي نهاية الفيلم سنجد أن أكرم نجح في الزواج من فتاة أحلامه.
قد يعجبك أيضًا شاهدت لك.. فيلم «صباحو كدب»
نعود مرة أخرى إلى أحداث فيلم للإيجار
في أول مشهد ظهر فيه خالد الذي جسد دوره الفنان محمد سلام في الفيلم، كان يقود السيارة بسرعة جنونية، ثم نجده يتوقف فجأة ليفادي سيدة شابة غير واضحة الملامح ترتدي فستانًا أبيض، وكأنه أراد أن يقول إن هذا الشخص عانى من الخيانة أو شيء من هذا القبيل، فأراد أن يجد فتاة كالملاك تحبه ويحبها فظهرت أمامه هذه الفتاة.
بعد مدة من رؤيته لصورة ليلى التي جسَّدت دورها الفنانة شيري عادل بدأت تتضح ملامح طيف الفتاة التي يراها خالد في كل مكان، حتى إنه كان يراها في أشخاص آخرين.
وسنجد ذلك في المشهد الذي شاهد فيه فتاة تقف سارحة على البحر، فتوجه إليها، وحينما اقترب منها وجدها شخصية أخرى غير الفتاة التي تخيلها.
كان خالد يشعر أن حياته فارغة ولا قيمة لها؛ ما أدى إلى تفكيره في الانتحار أكثر من مرة، إضافة إلى أنه كان يشعر بالملل، لكنه بعد رؤيته هذه الفتاة أحبها من النظرة الأولى، وكأنها تمثل الأمل في الحياة والسبب الوحيد الذي يجعله يتراجع عن فكرة الانتحار.
سنرى ذلك في المشهد الذي يحلم فيه أنه يحاول إطلاق النار على نفسه بعد أن رأى زميله "حسين" يضرب نفسه بالنار ولقي حتفه، ولم يستطع خالد إنقاذ هذا الزميل، ظهرت أمامه الفتاة بملامح واضحة.
وسنرى أن المخرج أبدع في الطريقة التي أظهر بها طيف هذه الفتاة؛ فقد سبقها بطيف من النور وكأنها ملاك يظهر ليضيء حياة خالد، وجعلته فعلًا حين رؤيته لها وهي تدخل العقار أن يتراجع عن فكرة إطلاق النار على نفسه.
بمرور الوقت تخلص خالد من الشعور بالوحدة، بعدما وجد لنفسه أصدقاء من طريق أصدقاء "مختار" الذين يشاركونه في لعب الطاولة على أحد الكافيهات في منطقة محطة الرمل بروعتها وبهائها.
نلاحظ فيما عرضنا أن شخصية خالد في فيلم للإيجار شخصية بدأت ضعيفة، مهزوزة، لكن الذي غيَّره هو وجود ليلى ومختار وعبد الحميد، إضافة إلى وجوده في مدينة الإسكندرية التي تعالج المكتئب دون الاحتياج للتوجه إلى طبيب نفسي، فقط يكفي أن تشاهد البحر وتجلس بجواره.
قد يعجبك أيضًا شاهدتُ لك.. فيلم «ياباني أصلي»
إسلام السيد بلال
إذا أردت الاستمتاع بفيلم جميل يخلو من أي مشاهد أو ألفاظ خارجة أنصحك بمشاهدة أول فيلم قدَّمه المؤلف والمخرج الشاب إسلام السيد بلال ابن المحلة الكبرى الذي وُلد سنة 1986.
وعلى الرغم من أن تخصصه هو إدارة الأعمال، لكنه درس الإخراج السينمائي في أكاديمية "فنون وتكنولوجيا" السينما، وكانت بداياته في الأفلام الروائية القصيرة.
فقد حصل على جائزة أفضل فيلم في مسابقة حكايات من الربيع العربي، وهي إحدى المسابقات التي أقيمت بمهرجان روتردام الهولندية سنة 2011 وكانت عن فيلمه الأول "الشرارة".
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.