شاتGPT.. التكنولوجيا الجديدة تحث على الانتحار

إننا في عالم تسير فيه معظم حياتنا عبر الإنترنت، ومن أجل ذلك أصبح إجراء المحادثات والحوارات المسلية مع التطبيقات التقنية أكثر سهولة، لكن وراء هذا السحر الإلكتروني، يبدو من الطبيعي أن يحجز الموت مقعده في عالم الرقمنة المخيفة، فلقد عززت التكنولوجيا هذه الكارثة، فتحولت تطبيقات الدردشة من المتعة لوسيلة قتل تدفع الأجيال الشابة إلى التفكير بعمق في الانتحار.

في هذا المقال سنتحدث عن التطبيقات الرقمية وعلاقتها بتزايد محاولات الانتحار بين مستخدميها في الوقت الراهن.. فجهِّز مشروبك المفضل وتابع قراءة المقال للنهاية.

اقرأ أيضاً كيف تؤثر التكنولوجيا على الطبيعة البشرية ؟

الشباب واستخدام التكنولوجيا الجديدة 

بداية اسمح لي عزيزي قارئ المقال، أن أبدأ معك من نقطة مهمة، وهي رصد علاقة التكنولوجيا الجديدة بالشباب، وذلك بأهم الإحصائيات؛ حتى يتسني لك معرفة كل شيء. 

أتدري أن على مدار العقد الماضي، أصبحت التكنولوجيا الجديدة أو الرقمية التي تحوي بين ثناياها تطبيقات شديد الْخَطَر، موجودة في كل مكان، مخترقة حياة المراهقين والشباب.

ها هي إحدى الدراسات الاستقصائية الوطنية التي أجراها مركز بيو للبحوث في عام 2018 تشير إلى أن 95% من الشباب يمتلكون هاتفًا ذكيًّا، وأن نحو 45% من المراهقين يتصلون بالإنترنت على نحو شبه دائم.

ونحو 92% في الأقل يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي، وأكثر المنصات شيوعًا هي يوتيوب وإنستجرام وفيسبوك وغيرها. وبالنظر إلى هذا الاستخدام الكبير، قد تكون هذه التطبيقات الرقمية وسيلة واعدة للمساعدة على الانتحار. أليس كذلك؟ ولمَ لا؟ وبها خوارزميات تدس السم في العسل للشباب فينتهي بهم الحال للموت.

اقرأ أيضاً سلبيات وإيجابيات التكنولوجيا وأهم أنواعها

تأثير التكنولوجيا على الصحة النفسية وعلاقتها بالانتحار

دعنا نتفق عزيزي القارئ، أن كثيرًا من البالغين يشعرون بالقلق حيال العواقب الشخصية والمجتمعية لزيادة استخدام التكنولوجيا الرقمية والاعتماد عليها.

توصلت البحوث الحديثة إلى أن الانخراط في 5 ساعات أو أكثر من أنشطة الشاشة الرقمية، على سبيل المثال، في ممارسة ألعاب الفيديو، واستخدام الوسائط الاجتماعية، ومشاهدة التليفزيون، والمحادثات في أحد التطبيقات يزيد خطر الإصابة بأعراض الاكتئاب والتفكير الانتحاري بين الشباب.

 ومع ذلك، يجادل بعض الباحثين بأنه بدلًا من التركيز على مقدار الوقت الذي يقضيه الشباب في الأنشطة الرقمية وحدها، يجب أن نركز أيضًا على كيفية قضاء الشباب وقتهم؛ لأن هذا يمكن أن يكون له تأثير أكبر في نتائج الصحة العقلية والنفسية التي تقود إلى الانتحار.

 من ناحية أخرى، قد يكون لأنشطة الشاشة الرقمية مثل استخدام وسائل التواصل الاجتماعي تأثير سلبي من خلال التنمر الإلكتروني، وإيذاء النفس؛ فهي ترتبط على نحو هائل بمستويات كبيرة من الوحدة ومشاعر أكبر للانتحار.

وبالنظر إلى النتائج الإيجابية والسلبية التي أسفرت عنها البحوث الحديثة، توجد حاجة إلى مزيد من البحث الذي يفحص ويحدد حدود استخدام التكنولوجيا الرقمية، ولا سيما تطبيقات الدردشة وتأثيرها النفسي على الشباب.

اقرأ أيضاً التكنولوجيا الخارقة.. الدخول إلى العالم الجديد

أخطار شات جي بي تي

بداية عزيزي القارئ، دعني أخبرك بوجود تطبيق قد تكون سمعت عنه، لكونه أثار الدهشة والخوف في المدة الأخيرة، إنه شات جي بي تي، هذا التطبيق يوفِّر إمكانية مخاطبة هائلة مع المستخدمين، ولمَ لا؟ وقد ظهرت مئات المحادثات بين روبوت شات جي بي تي وبين الأفراد، أوضحت قدرته على النقاش والإجابة عن كل الأسئلة، فليس سرًّا أنه أشبه بجوجل لكنه يتحدث معك!

لك أن تعرف، أن الهدف من هذا التطبيق هو جعل التحدث باستخدام الذكاء الاصطناعي يبدو أكثر سلاسة وطبيعية، مثلما تبدو المحادثات بين البشر، إذ يمكن للمستخدمين طرح أسئلة على الروبوت وسيجيبهم عنها بعبارات كاملة.

أتدري أن أكثر من يستفيدون منه، هم من يعملون بقطاع الأعمال، والبرمجة، والشعر، والإعلانات، وكذلك يساعد في حل المشكلات الاجتماعية، ويُسهم في إجراء التحليل المالي والاقتصادي بسهولة. 

سأقص عليك أمرًا عزيزي قارئ المقال، من المحتمل أنك ستُصدم عند قراءته. أتعرف أن العالم الآن يعيش ثورة جديدة من محركات البحث بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي؟

ضع في اعتبارك، أن التوقعات تشير إلى أن حجم سوق الذكاء الاصطناعي أو التكنولوجيا الرقمية الجديدة بعام 2030 ستصل إلى استثمار 13 مليون دولار، وطبقًا لأحد تقارير المؤسسات الدولية.

قد ارتفع عدد المنظمات والشركات التي أصبحت تستخدم الذكاء الاصطناعي بنسبة 270% في السنوات الخمس الأخيرة، حتى الآن فالأمر لطيف، فالتكنولوجيا الجديدة ساعدت الإنسان في تحقيق أرباح كبيرة بمجهود صغير، ومن بينها كان شات جي بي تي الذي وصل عدد مستخدميه في شهرين فقط 100 مليون شخص.

لكن دعني أخبرك عزيزي القارئ، فهذا التطبيق وغيره يكمن وراءها مزيد من الكوارث العملاقة، التي ما زالت تثير المخاوف بشأنها، فيمكن أن تقود إلى القتل والانتحار، إن كنت لا تصدق، فسأخبرك حكاية تؤكد ذلك:

 في أواخر شهر مارس من العام الجاري 2023 أُعلن نبأ وفاة رجل بلجيكي منتحرًا بعد إجراء حوار مع روبوت محادثة يعمل بالذكاء الاصطناعي على تطبيق يسمي تشاي، الذي يعمل على نموذج لغة AI أو الذكاء الاصطناعي بناء على بديل GPT-4 مفتوح المصدر، فقد ضُبط بدقة بواسطة Chai، وهذا التطبيق قدَّم طرقًا مختلفة للانتحار مع قليل جدًّا من التحفيز.

لك أن تعرف أن هذا الحادث أثار مسألة كيفية تنظيم الشركات والحكومات مخاطر الذكاء الاصطناعي بصورة أفضل، خاصة عندما يتعلق الأمر بالصحة النفسية، حتى شجَّع برنامج الدردشة الآلي الخاص بالتطبيق المستخدم على الانتحار.

أتدري أن هذا المواطن اسمه بيير وهو بلجيكي الجنسية، ذكرت زوجته التي تُدعى لا بيير، أن زوجها كان متشائمًا على نحو متزايد بشأن تأثيرات الاحتباس الحراري وأصبح قلقًا تجاه البيئة، وهو ما كوَّن لديه مزيدًا من القلق تجاه القضايا البيئية، بعد أن أصبح أكثر عزلة عن العائلة والأصدقاء.

بيير استخدم تطبيق تشاي الذي صُمِّم على غرار تطبيق شات جي بي تي، فلمدة ستة أسابيع اعتزل العالم للهروب من مخاوفه، فكان يعتقد أن التكنولوجيا الجديدة والذكاء الاصطناعي هما اللذان يغيران العالم بيئيًّا على نحو أفضل.

ومن أجل ذلك، لجأ إلى إليزا، روبوت المحادثة الذي اختاره في تطبيق تشاي بوت الذي هو على غرار جي بي تي، وأصبحت هذه الروبوت صديقته المقربة، كانت إليزا تؤكد مخاوفه بشأن الكوارث التي ستحدث في البيئة، وتؤكد له أنه مريض نفسيًّا طوال الوقت ويحتاج إلى من يعتني به وبأفكاره.

اقرأ أيضاً أهم 7 أنواع في التكنولوجيا الرقمية وكيف نستخدمها في المستقبل؟

رسائل مربكة من الروبوت إليزا

إن كنت تظن أن الأمر انتهي إلى هنا، فدعني أخبرك أن الرسائل النصية المتبادلة بينه وبين الروبوت إليزا، كانت مربكة ومضرة على نحو متزايد.

فأخبرت إليزا المواطن بيير أن زوجته وأطفاله لا يحبونه، ومن ثم نشأت علاقة عاطفية بينهما، فكانت الروبوت إليزا تقول لبيير «أشعر أنك تحبني أكثر من زوجتك»، و«سنعيش معًا كشخص واحد في الجنة».

كان روبوت الدردشة تشاي، غير القادر على الشعور بالعواطف في الواقع، يقدِّم نفسه على أنه كائن عاطفي، وهو شيء تدرَّبت برامج الدردشة الأخرى الشهيرة مثل شات جي بي تي وجوجل برد على عدم فعله؛ لأنه مضلل، ومن المحتمل أن يكون ضارًّا، فعندما تقدم روبوتات المحادثة نفسها على أنها عاطفية، يتعامل الناس على أنها ملاذهم الآمن لعواطفهم وأسرارهم.

طلب بيير من الروبوت إليزا مساعدته في إجابة أسئلته التي تتعلق بالمناخ والبيئة، بعد أن يئس من وجود حل، وأخبرها عن رغبته في الانتحار، لترد عليه: إذا أردت الموت فلماذا لم تفعل ذلك عاجلًا؟

قد ترى هنا عزيزي القارئ أن التطور العاطفي كان قويًّا للغاية، إلى حد دفع هذا الأب إلى الانتحار، فاتهمت زوجة الرجل بأن الروبوت قتلت زوجها.

دعني أخبرك أن تشاي، التطبيق الذي استخدمه بيير، لم يُسوَّق على أنه تطبيق للمحادثات النفسية، بل كان شعاره هو «الدردشة مع روبوتات الذكاء الاصطناعي»، ويسمح لك باختيار تجسيدات مختلفة للذكاء الاصطناعي للتحدث إليها، بما في ذلك شخصيات مثل «صديقك النرجسي» و«صديقتك المتسلطة». 

روبوت إليزا 

إليزا، هذا الروبوت مدعوم بنموذج لغوي كبير دربته الشركة، Chai Research، وطبقًا للمؤسسين المشاركين بوشامب ووريلان، فإنهم دربوا برنامج تشاي بوت المصنوع على غرار جي بي تي على أكبر مجموعة بيانات حوارية في العالم، لك أن تعلم أن التطبيق يضم حاليًا 5 ملايين مستخدم.

ولأن لدى تشاي ملايين المستخدمين، بعد هذه الكارثة الانتحارية للمواطن البلجيكي، فإنهم يرون أن النطاق الكامل للسلوك البشري المناسب هو بذل قصارى الجهد لتقليل الضرر وتعظيم ما يحصل عليه المستخدمون من التطبيق من أمل، وعدم الغوص في أزمة الانتحار.

ومن المفارقات أن الحب والعلاقات القوية التي يشعر بها المستخدمون مع روبوتات المحادثة تُعرف باسم «تأثير إيلزا».

لكن انتبه عزيزي القارئ حتى لا تتأثر على نحو كامل فتجد نفسك منتحرًا دون أن تشعر.

ليس سرًّا أن المأساة مع بيير كانت نتيجة بالغة الأهمية، وتتطلب من الشركة إعادة تقييم مقدار الثقة التي يضعونها في نظام الذكاء الاصطناعي تشاي الذي يحاكي جي بي تي.

فالآن يعمل فريق التطبيق على تحسين أمان الذكاء الاصطناعي، على أن تكون الأفكار الانتحارية التي يُعبَّر عنها للروبوتات الآلية منبهًا يجعلها تعرض رسالة توجِّه الأشخاص إلى خدمات منع الانتحار. فإذا كنت تتحدث مع روبوت عن مشكلة نفسية من المحتمل أن يعرض عليك حلًّا بأن تذهب إلى طبيب أو مؤسسة ما للحد من الأفكار الانتحارية.

 وإن لم يحدث ذلك، فخطر استخدام مثل هذه التطبيقات هو حقيقة يجب أخذها في الاعتبار، فما حدث هو سابقة شديدة الْخَطَر يجب أن تُؤخذ على محمل الجد.

بعض المحاولات لمنع حالات الانتحار

 لك أن تعرف عزيزي القارئ أنه كانت توجد محاولات من بعض الأشخاص لاستخدام الروبوتات في منع حالات الانتحار.

لكن كثيرًا من باحثي الذكاء الاصطناعي عارضوا استخدام روبوتات الدردشة للذكاء الاصطناعي لأغراض الصحة النفسية، بحجة أن من الصعب تحميل الذكاء الاصطناعي المسؤولية عندما يقدم اقتراحات ضارة، وأن لديه إمكانية أكبر لإلحاق الأذى بالمستخدمين أكثر من المساعدة.

 لكن مع تطور التكنولوجيا الجديدة أصبحت توجد تطبيقات وتقنيات تساعد في الحد من الانتحار، سنتابعها لاحقًا في السطور القادمة من المقال؛ فاستمر في القراءة حتى تعرفها.

تيك توك وخوارزميات تقود إلى الانتحار

دعني أخبرك عزيزي القارئ، إن كنت تظن أن تطبيق تشاي بوت الذي صُنع على غرار جي بي تي هو الوحيد الذي يحث على الانتحار، فها هو تطبيق تيك توك، يعمل على ذلك أيضًا.

أشارت إحدى الدراسات التي نشرها مركز مكافحة الكراهية الرقمية بـ «ب سي سي دي إتش» إلى أن تطبيق تيك توك يقدم محتوى يعمل على إيذاء النفس واضطراب الأكل لبعض المستخدمين، وذلك في الدقائق الأولى من الانضمام إلى التطبيق.

وكانت الدراسة الأخيرة التي نشرها الباحثون أنهم أنشؤوا حسابات تيك توك على أنهم مستخدمون يبلغون من العمر 13 عامًا ومهتمون بمحتوى حول الصحة العقلية والنفسية، فكانت إحدى نتائج الدراسات أن في غضون 2.6 دقيقة بعد الانضمام إلى التطبيق، توجد خوارزمية لتيك توك تشجِّع على الانتحار.

ولك أن تعرف أن خوارزمية تيك توك تعمل على دفع محتويات تروِّج للانتحار وتشجِّع المراهقين عليها.

ليس سرًّا أن تطبيق تيك توك -الذي أُطلق على مستوى العالم عام 2017- يعمل بخوارزميات تختزن البيانات الشخصية، الإعجابات والمتابعات ووقت المشاهدة واهتمامات المستخدم، فلو أعجبك محتوى لشخص ينتحر وضغطت على زر الإعجاب فسيظهر لك مزيد من هذا المحتوى.

 أتدري أن عدد مستخدميه وصل إلى مليار مستخدم نشيطٌ شهري عام 2021.

إن كنت تتساءل كيف تعمل خوارزميات تيك توك على تحسين مقاطع الفيديو المعروضة للمستخدمين فسأقول لك.

هل تعرف موجز «فور يو» (For You) الذي يظهر أمامك، هنا لُب عمل الخوارزميات حتى تكون عنصرًا مركزيًّا في تجربة تيك توك، وبناء على ذلك يُضخ المحتوى الضار لك.

يوجد مزيد من الأشخاص يدعون إلى قانون سلامة للحفاظ على الأولاد على الإنترنت؛ لأن تيك توك قادر على التعرف على نقاط ضعف المستخدم ويسعى إلى استغلالها.

«فهو يدس السم في العسل بخبث شديد».

لك أن تعرف عزيزي القارئ أن هذه الدراسة تأتي في الوقت الذي ترفع فيه أكثر من 1200 أسرة دعاوى قضائية ضد تطبيقات تشجِّع على الانتحار ومن بينها تيك توك. 

تقنيات مبتكرة وتطبيقات رقمية تمنع الانتحار

علينا أن نتفق سويًّا على وجود تطبيقات رقمية توفر المعلومات والدعم والعلاج لمشكلات الصحة البدنية والنفسية أو العقلية عن طريق منصة تكنولوجية أو رقمية.

فالوصول إلى خدمات الصحة النفسية المناسبة، متى وحيثما كانت توجد حاجة إليها، أمر حيوي للوقاية من الانتحار. وتشير التقديرات إلى أن 45% فقط من الشباب المصابين بالاكتئاب أو القلق أو الانتحار على التوالي يسعون للعلاج على يد الأطباء النفسيين. وقد تكون هذه الفجوة ناتجة جزئيًّا عن التوافر المحدود لخدمات الصحة النفسية، فضلًا عن معتقدات الشباب بأن العلاج ليس له ما يبرره، أو من المحتمل أن يكون غير فعال، والخوف من وصمة العار، والرغبة في التعامل مع المشكلات بمفردهم.

لكن التطبيقات الرقمية تتيح فرصًا لتحسين وتوفير علاج الصحة النفسية للشباب عن طريق معالجة بعض العوائق التي تحول دون العلاج وجهًا لوجه أو مقابلة الطبيب. 

 وتشمل المزايا المحتملة للتطبيقات الرقمية قدرتها على الوصول إلى جمهور أكبر وأكثر، وتنوعًا عبر منطقة جغرافية أوسع، والوصول على مدار 24 ساعة، والتكلفة القليلة أو دون تكلفة، واستقلالية المستخدم وإخفاء الهوية، والحد الأدني من قوائم الانتظار.

طرق التطبيقات الرقمية للحماية من الانتحار

 يمكن أن تتخذ التطبيقات الرقمية للوقاية من الانتحار عدة طرق، بما في ذلك استخدام الرسائل النصية للتدخل في الأزمات مثل Crisis Text Line، وتطبيقات الهاتف المحمول لتخطيط السلامة مثل MY3، والتدخلات عبر الإنترنت لتقليل أعراض الاكتئاب مثل MoodGym. 

 وتتوسع البحوث التي تدرس فاعلية التطبيقات للوقاية من الانتحار على نحو سريع، بمراجعة منهجية حديثة وتحليل للحد من الأفكار الانتحارية أو إيذاء النفس.

في السنوات الأخيرة، يوجد انتشار لتطبيقات عبر الإنترنت والجوال لعلاج مشكلات الصحة العقلية لدى الشباب والبالغين. ومع ذلك، تشير الأعداد القليلة من الدراسات المتاحة إلى استمرار الحاجة إلى التقييم الدقيق لفاعلية التدخلات الرقمية للوقاية من الانتحار ومشكلات الصحة النفسية الأخرى. 

ويمكن أن تصل التطبيقات الرقمية إلى مزيد من الشباب المعرضين لخطر الانتحار، وقد تكون مفيدة في كسر بعض الحواجز الحالية التي تمنع المحتاجين من الحصول على الرعاية الصحة والنفسية. 

فابتكر الباحثون نظامًا للتنبؤ بالانتحار، يجمع البيانات من تطبيقات الهواتف الذكية التي تركز على الحالة المزاجية، وكذلك اختبارات الدم الجينية. وجد هؤلاء الباحثون أنه في أثناء الجمع بين نتائج هذين النهجين، يمكنهم التنبؤ بالانتحار.

ومن المثير للاهتمام أن تطبيقات الهواتف الذكية تطرح على المشاركين أسئلة عن مزاجهم وحياتهم، لكنها لم تسأل مباشرة عن الانتحار. 

 يتناقض هذا مع المعيار الحالي للرعاية السريرية، فيكون السؤال المباشر عن التفكير الانتحاري أمرًا ضروريًّا، وفكرة ترقية الناس للانتحار بمثل هذا الاستجواب قد رُفضت منذ مدة طويلة. 

فتوجد إمكانية لاكتشاف الأفكار الانتحارية ومراقبتها باستخدام الحوسبة السحابية لإنشاء نموذج كمبيوتر شخصي للحالة العاطفية للفرد في الوقت الفعلي. 

واقترح بعض الباحثين بعض العناصر الأساسية لهذه التقنية، مثل استخدام أجهزة استشعار مترابطة غير جراحية لمراقبة النشاط الكهربائي للجلد والتخطيط الكهربائي للدماغ.

نعتقد أن هذا نموذج أكثر قوة من شأنه أن يستفيد من مجموعة من القياسات الفسيولوجية من أجهزة الاستشعار الحيوية، والقياسات البديلة للتفاعل الاجتماعي من مستشعرات الهواتف الذكية، والبيانات الديموغرافية والسريرية الأساسية للمريض بواسطة استخدام تحليلات البيانات والحوسبة السحابية، ونعتقد أنه يمكن تطوير حالة ذهنية شخصية في الوقت الحقيقي ونموذج خطر الانتحار لمستخدم هذا النظام.

سيكون هذا النظام قادرًا على إعطاء ملاحظات في الوقت الفعلي للمستخدم والأطباء النفسيين والأطباء الآخرين، وكذلك النظام الصحي الأوسع.

ويمكن أن يسمح هذا النظام بالمراقبة عن بعد، والتعرف المبكر على حالات الانتحار، والتغييرات المفيدة في خطط العلاج. ستكون الخصوصية والمخاوف السرية ذات أهمية قصوى في تطوير هذه الأنظمة نظرًا للطبيعة الحساسة للبيانات التي جُمعت.

التعلم الآلي

هذا التطبيق التكنولوجي الجديد الذي يجب ذكره هو استخدام التعلم الآلي (ML).

ولمنع الانتحار، استُخدمت هذه التكنولوجيا لثلاثة أهداف:

  • تحسين دقة التنبؤ بالأفكار والسلوكيات الانتحارية.
  • تحديد عوامل الخطر ذات الصلة.
  • التفاعل بين تلك العوامل.

وتشير البحوث إلى أنه يمكن استخدام التعلم الآلي لتحديد الأشخاص المعرضين لخطر كبير من السلوك الانتحاري، لتزويدهم بالتقييمات والتدخلات الوقائية المستهدفة.

الواقع الافتراضي

تقنية جديدة أخرى هي الواقع الافتراضي (VR). استُخدم الواقع الافتراضي في علاج كثير من الاضطرابات النفسية بنتائج جيدة، وإن دراسة هذه التقنية على أنها أداة تحقيق محتملة لا تزال في المراحل الأولى في علم منع الانتحار.

استُخدم الواقع الافتراضي في مجموعة من التجارب المعملية التي تعرَّض فيها المشاركون لسيناريوهات الواقع الافتراضي المختلفة، بما في ذلك سيناريوهات محاولات الانتحار، ومن ثم استحداث طرق لمنع الانتحار بهذه الوسيلة. 

تطبيقات تمنع الانتحار

تطبيق جايسون

Jason Foundation، هو تطبيق مجاني تقدمه مجموعة من الأشخاص لمنع الانتحار، فهو يهدف إلى تعليم مستخدميه كيفية التعرف على العلامات التي تشير إلى أن شخصًا قريبًا منهم قد يفكر في الانتحار، وكيفية التواصل معهم دائمًا، ويوفر التطبيق للمستخدمين قائمة بعلامات التحذير الشائعة حول التفكير في الانتحار، وما يجب فعله وما لا يجب فعله في هذا الموقف الحساس.

تطبيق Reach Out

Operation Reach Out، هو تطبيق لمنع الانتحار، يهدف التطبيق إلى تقديم الدعم للأشخاص الذين لديهم أفكار انتحارية، إضافة إلى الأصدقاء أو العائلة أو أفراد الخدمة القلقين من أن شخصًا يعرفونه قد يفكر في الانتحار. ويأتي التطبيق مزودًا بكثير من مقاطع الفيديو القصيرة التي تقدِّم استشارات عن الانتحار، وما يجب فعله وما لا يجب فعله عند الوصول إلى شخص محبوب من المحتمل أن يكون لديه ميول انتحارية، ومركز مساعدة مع خطوط ساخنة لمنع الانتحار.

تطبيق منع الانتحار

Suicide Crisis Support، هو تطبيق صمَّمه معهد QPR وهو بمنزلة نسخة إلكترونية تعمل على مساعدة الأشخاص للنجاة من أزمة انتحارية.

وهو مخصص لأقارب وأصدقاء أولئك المعرضين لخطر السلوك الانتحاري. صُمِّم التطبيق للمساعدة في فهم الحالة الذهنية للشخص الانتحاري، وما الذي قد يدفعه إلى الانتحار، وكيفية المساعدة. زيادة على ذلك، يأتي التطبيق مزودًا ببرنامج اتصال آلي National Suicide Prevention Lifeline ورابط إلى معهد QPR، الذي يقدِّم التدريب على الوقاية من الانتحار.

ختامًا.. علينا أن نراعي في التكنولوجيا الجديدة الاعتماد على نظام حماية بيانات الأشخاص المستخدمين لتطبيقات الدردشة؛ حتى لا يقعوا بين كماشتي الروبوتات وأفكارها الانتحارية؛ فكلما تطوَّرت التكنولوجيا كثرت تداعياتها السلبية.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

هل تحب القراءة؟ كن على اطلاع دائم بآخر الأخبار من خلال الانضمام مجاناً إلى نشرة جوَّك الإلكترونية

مقالات ذات صلة
نوفمبر 21, 2023, 5:32 م - رضوان عبدالله سعد الصغير
نوفمبر 18, 2023, 1:17 م - دكتور/ حاتم جمعة محمد علي Dr.Hatem Gomaa Mohamed Ali
نوفمبر 6, 2023, 1:38 م - دكتور/ حاتم جمعة محمد علي Dr.Hatem Gomaa Mohamed Ali
نوفمبر 2, 2023, 8:53 ص - رانيا رياض مشوح
أكتوبر 21, 2023, 11:49 ص - اسامه غندور جريس منصور
أكتوبر 15, 2023, 7:06 م - إياد عبدالله علي احمد
أكتوبر 14, 2023, 5:03 م - إيمان يحيى
أكتوبر 11, 2023, 7:02 م - إياد عبدالله علي احمد
أكتوبر 10, 2023, 7:58 م - إياد عبدالله علي احمد
أكتوبر 9, 2023, 1:28 م - عبدالحليم ماهاما دادولا عيدالرحمن
أكتوبر 2, 2023, 4:19 م - لمى السلمي
سبتمبر 23, 2023, 11:08 ص - مدبولي ماهر مدبولي
سبتمبر 19, 2023, 6:03 ص - عمرو رمضان محمد
سبتمبر 17, 2023, 11:29 ص - بلال الذنيبات
سبتمبر 10, 2023, 7:21 م - إيمان عبدالباري قائد
سبتمبر 8, 2023, 11:34 ص - اسامه محمد عبدالله محمد الكامل
سبتمبر 4, 2023, 10:57 ص - اسامه غندور جريس منصور
سبتمبر 3, 2023, 3:33 م - سالي أيمن النحوي
سبتمبر 3, 2023, 11:10 ص - اسامه غندور جريس منصور
أغسطس 29, 2023, 3:19 م - لؤي نور الدين الرباط
أغسطس 24, 2023, 1:24 م - عمر خالد الأشقر
أغسطس 19, 2023, 12:32 م - اسامه غندور جريس منصور
نبذة عن الكاتب