توالت في المدة الماضية إعلانات كبرى شركات التكنولوجيا في العالم عن اقتراب تقديمها لبرامج جديدة تستند إلى الذكاء الاصطناعي في محاولة منها لمجاراة الطفرة التكنولوجية المرعبة التي فتحت بابها شركة أوبن إيه آي (open A I) الأمريكية إثر تقديمها لبرنامج شات جي بي تي (CHAT GPT)، الذي نقل واقع التكنولوجيا إلى منطقة أخرى أشبه بأفلام الخيال العلمي والروايات التي تتحدث عن المستقبل وما يمكن أن يحدث فيه.
اقرأ أيضاً أهمية حزمة مايكروسوفت أوفيس
شركة مايكروسوفت
تطور الوضع عندما ضخت شركة (مايكروسوفت) أموالًا رهيبة للاستثمار في الذكاء الاصطناعي وبالتحديد في شركة (أوبن إيه آي open A I) الأمريكية وتلاها جوجل (Google) العملاق الكبير الذي بدأ يشعر باهتزاز عرشه.
بعد ذلك تبعتهم عدة شركات مثل الشركة الصينية العملاقة في مجال التكنولوجيا بايدو (Baidu)، التي سبق لها الدخول في عالم الذكاء الاصطناعي في مجال السيارات المستقلة والحوسبة السحابية.
وأعلنت مجموعة علي بابا الصينية أيضًا عن دخولها إلى السباق الخاص بالدردشة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، فإنها تملك خبرات كبيرة في هذا المجال؛ لأنها ولأعوام متتالية كانت تعمل على النماذج اللغوية الكبيرة والذكاء الاصطناعي التخليقي.
وتبعتها شركات أخرى من أمكنة متفرقة أعلنت أيضًا دخول السباق الذي ينذر بمستقبل غامض ممتلئ بالمخاوف والتحديات والمكاسب والتغيرات الكبيرة على إيقاع وشكل ووظائف سكان كوكب الأرض من أقصاها إلى أدناها.
فكيف بدأ السباق؟ وما آخر التطورات في سباق الإمكانيات المرعبة والشركات العملاقة ضد بعضهم من ناحية وضد الزمن من ناحية أخرى، وضد ما نعرفه من حياة يسيطر الإنسان على مقاليدها حتى الآن؟
اقرأ أيضاً ميكروسوفت تيمز.. تعرف على أهم تطبيق تعلم عن بُعد
ما الذكاء الاصطناعي؟
الذكاء الاصطناعي هو نوع من الذكاء الذي يُطوّر عبر الحاسوب، فهو يعتمد على البرامج والخوارزميات التي تعالج وتحلّل البيانات، وتتخذ القرارات تلقائيًا دون الرجوع إلى العنصر البشري.
ويستخدم الذكاء الاصطناعي في مجالات عدة مثل التعليم الآلي والتجارة الإلكترونية والرعاية الصحية والأمن الحاسوبي والقيادة الذاتية.
ولقد أصبح الذكاء الاصطناعي مصطلحًا شاملًا للتطبيقات التي تؤدي مهمات معقدة، التي كانت تتطلب في الماضي إدخالات بشرية مثل التواصل مع العملاء عبر الإنترنت أو ممارسة لعبة الشطرنج وتحديد الأنماط وحل المشكلات.
ويكمن المبدأ الرئيس للذكاء الاصطناعي وهو محاكاة وتخطي الطريقة التي يستوعب، ويتفاعل بها البشر مع العالم من حولنا، بعد أن أصبح الذكاء الاصطناعي مزودًا بأنماط عدة من التعلم الآلي، التي تتعرف إلى أنماط البيانات بما يكفي من عمل التنبؤات، ويمكن أيضًا للذكاء الاصطناعي إضافة قيمة إلى أعمالك بتوفير فهم أكثر شمولية لفيض البيانات المتوفرة، والاعتماد على التنبؤات من أجل (أتمتة) المهمات ذات التعقيد الشديد، فضلًا عن المهمات المعتادة.
فعلى سبيل المثال تستخدم شركة (نتفليكس) الذكاء الاصطناعي لتوفير مستوى من التخصيص من مساعدة الشركة على تنمية قاعدة عملائها بأكثر من 25%، وكشفت الدراسات أن الشركات التي تستخدم الذكاء الاصطناعي استطاعت الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في الكشف عن التدخلات الأمنية وردعها بنسبة 44%، وأيضًا حل المشكلات التقنية للمستخدمين بنسبة 41%، والحد من أعمال إدارة الإنتاج بنسبة 34%.
اقرأ أيضاً تعرف على تقنية شات GPT وأهم استخداماته
ما شات جي بي تي؟
تقنية شات جي بي تي هي تقنية طورتها شركة أوبن إيه أي (open A I) الأمريكية للذكاء الاصطناعي بمدينة سان فرانسيسكو، التي يديرها سام أولتمان وتدعمها شركة مايكروسوفت.
وتشات جي بي تي (chat gpt) هو روبوت أو برنامج أو تطبيق يعتمد استخدام الذكاء الاصطناعي، ويستطيع التحاور مع المستخدم، ويجيب عما يطرح عليه من أسئلة بالتفصيل، ويتذكر كل ما طرح عليه من قبل من أسئلة في أثناء الحوار الذي يُجرى، وكأنه بين شخصين ويسمح للمستخدم بتصحيحه إذا ما أخطأ ويعتذر عن تلك الأخطاء.
إضافة إلى مهمته الرئيسة وهي الدردشة والتحاور فإنه يستطيع إجراء عدة أمور منها:
-
كتابة برامج الحاسوب وتصحيحها.
-
تأليف الموسيقى والمسرحيات والحكايات الخرافية ومقالات الطلاب.
-
الإجابة عن أسئلة الاختبارات في مستوى أعلى من متوسط المتقدمين البشريين للاختبار.
-
كتابة الشعر وكلمات الأغاني.
-
لعب بعض الألعاب ومحاكاة أجهزة الصراف الآلي.
اقرأ أيضاً شات جي بي تي Chat GPT.. المستقبل المبهم
الإصدار الأول لشات جي بي تي
ومنذ صدور الإصدار الأول لتشات جي بي تي (chat gpt) لفت انتباه عشاق التكنولوجيا في جميع أنحاء العالم للاستخدام المجاني الذي تخطى ملايين المستخدمين، وأصبح حديث وسائل الإعلام التي قدمت الحدث بأكثر من طريقة، وأصبح حديث وسائل التواصل الاجتماعي بين المستخدمين الذين أعربوا عن إعجابهم في بعض الأحيان واستغرابهم أو خيبة أملهم في أحيان أخرى.
وقد دربت الشركة ذلك النموذج باستخدام كميات هائلة من المعلومات المتاحة على شبكة الإنترنت وغيرها من المصادر العامة بما في ذلك حوارات ومحادثات بين البشر، فيستطيع أن ينتج نصوصًا أشبه بالنصوص البشرية بتعلم خوارزميات تحلّل عددًا هائلًا من البيانات ويعمل بصورة تشبه الدماغ البشري.
ورغم أن فكرة شات جي بي تي أو روبوت الدردشة ليست جديدة، فإن ما يميز هذا النموذج هو قدرته الفائقة والفورية على شرح مفاهيم معقدة بكلمات بسيطة وبإنتاج محتوى من الألف إلى الياء، دون الاقتباس المباشر من مصادر أخرى، إضافة إلى القدرة على الاستخدامات المتعددة والمرنة وصلت إلى تأليف النكات في أي موضوع يحدده له المستخدم.
اقرأ أيضاً فوائد وعيوب Chat GPT.. تعرف عليها الآن
اشتعال المنافسة بين عمالقة التكنولوجيا
كانت الشرارة الأولى من نصيب شركة أوبن إيه أي الأمريكية (open A I) والمدعومة من مايكروسوفت لهذا السباق السريع في قطاع التكنولوجيا بإنتاجها لروبوت الدردشة شات جي بي تي.
وتبعتها شركة جوجل (Google)، التي استيقظت من حلم جميل كانت تتربع فيه على قمة محركات البحث في العالم وبمسافة طويلة عن أقرب منافسيها وهو سيناريو تكرر مع العملاق نوكيا من قبل، فأفاقت من حلم جميل إلى واقع مرعب وهو ما دفع شركة جوجل إلى التحرك سريعًا في اتجاه إنتاج نموذج لروبوت الدردشة الخاص بها.
وبالفعل بعد إعلان شركة أوبن أيه إي (open A I) الأمريكية للنموذج الخاص بها (chat gpt) تحركت جوجل للإعلان عن الروبوت الخاص بها للدردشة، الذي يسمى بارد (Bard) سعيًا لجذب المستخدمين والحصول على ردود فعل على البرنامج والدخول بقوة في المنافسة.
وتصف جوجل بارد (Bard) أنه تجربة تسمح بالتعاون مع الذكاء الصناعي التوليدي، وهو تقنية تعتمد البيانات السابقة لإنشاء المحتوى بدلًا من مجرد التعرف إليه وتحديده.
ولدي سؤال عما إذا كان التنافس فقط هو السبب وراء طرح جوجل للروبوت بارد (Bard) قال جاك كراوزيك كبير مديري المنتجات في جوجل: إن الشركة تركز على المستخدمين، وإنهم لجؤوا إلى بارد لزيادة إنتاجيتهم وتسريع أفكارهم.
وفي عرض توضيحي لوكالة رويترز أظهر كراوزيك كيف ينشئ بارد نصوصًا بأكملها في لحظة بطريقة تختلف عن تشات جي بي تي (chat gpt) الذي يكتب الإجابات كلمة بكلمة.
غير أن الدقة لا تزال مبعث قلق لمستخدمي بارد، فقد صدر إشعار في أثناء العرض التوضيحي يحذر من أن بارد لن يفهم الأمر على نحو صحيح دائمًا، وأظهر مقطعًا مصورًا ترويجيًا لبرنامج بارد (Bard) وهو يجيب عن سؤال على نحو غير صحيح ما أفقد شركة ألفا بايت مالكة جوجل 100 مليار دولار من قيمتها السوقية، وهو ما يوضح دخول جوجل إلى السباق، وهي غير مستعدة على نحو كامل، وأن بارد ما زال في مرحلة التجارب، ولم يكن مقررًا له أن يشارك في المسابقة في هذا التوقيت.
اقرأ أيضاً الذكاء الاصطناعي.. تطوره وانتشاره في مجتمعاتنا
تصدر شركة مايكروسوفت السباق
أما شركة (مايكروسوفت) فقد حددت جهتها وطريقتها في المنافسة من البداية، فضخت أموالًا طائلة للاستثمار في شركة (open A I) أوبن إيه أي الأمريكية، لتتصدر السباق في مجال الدردشة القائمة على الذكاء الاصطناعي بتطبيق تشات جي بي تي (chat gpt)، وهو ما أعاد الصدارة لمايكروسوفت على حساب جوجل، وهو ما لم يحدث منذ سنوات.
وقالت الشركة عند إعلانها عن هذه الشراكة الموسعة إنها تعتقد أن الذكاء الاصطناعي سيكون له تأثير كبير على الكمبيوتر الشخصي والإنترنت والأجهزة المحمولة والحوسبة السحابية.
وتمتلك مايكروسوفت محرك البحث بينج (bing)، وعلى الرغم من أنه ليس بشعبية جوجل، فإنه بالشراكة مع أوبن إيه أي وباستخدام شات جي بي تي، فإن بنج يمثل تهديدًا كبيرًا على جوجل مشعلًا المنافسة بين عملاقي التكنولوجيا في العالم.
ومن ناحية أخرى فقد دخلت السباق وبقوة شركة بايدو الصينية العملاقة للتكنولوجيا، التي أعلنت إطلاق أداتها الخاصة القائمة على الذكاء الاصطناعي ضمن مرحلة تجريبية، وأشارت ناطقة باسم شركة بايدو لوكالة فرانس بيرس إن الشركة يفترض أن تنهي الاختبارات الداخلية لبرنامجها في هذا الشهر مارس، موضحة أن الأداة المسماة إرني بوت Ernie ستتاح بعد ذلك على نطاق واسع في موعد لم يحدد بعد.
وتسببت هذه الأنباء برفع سعر السهم في شركة بايدو بأكثر من 15% في بورصة هونج كونج المدرجة فيه، وسبق للشركة الصينية العملاقة أن دخلت عالم الذكاء الاصطناعي في مجال السيارات المستقلة وفي الحوسبة السحابية.
ويعد محرك البحث الصيني بايدو الذي انطلق في يناير عام 2000 هو رقم واحد في الصين والثالث عالميًا حَسَبَ عدد الزيارات، فيمكن هذا الموقع من البحث في أكثر من 57 تصنيفًا مختلفًا من الصور والفيديو والأخبار والوثائق وغيرها، وأن شركة بايدو هي أول شركة صينية تسجل في بورصة ناسداك الأمريكية، وتملك الشركة الأفضلية الكبرى داخل الصين وتملك أفضلية أخرى، وهي العدد المهول لسكان دولة الصين.
ومع اشتعال المنافسة وقوة المنافسين انضمت إلى السباق شركة أنثروبك (Anthropic) المدعومة من شركة جوجل، وهي شركة ذكاء اصطناعي أسسها موظفون سابقون في شركة أوبن ايه اي الأمريكية، فأطلقت أنثروبيك (Anthropic) برنامج الدردشة الإي كلود، الذي يفعل الكثير ما يمكن أن تفعله به شات جي بي تي، فيقول مسؤولو انثروبك، إن عملاءها الأوائل أبلغوا أن الأداة أقل احتمالًا لإنتاج مخرجات ضارة وإن التحدث معها سهل جدًّا.
وقد استثمرت شركة جوجل (Google) نحو 300 مليون دولار في شركة انثروبك (Anthropic) فأنشئ برنامج الشركة على غرار تشات جي بي تي (chat gpt)، فيقدم الملخصات والإجابة عن الأسئلة، وتقديم المساعدة في الكتابة وإنشاء التعليمات المبرمجة، ويمكن أيضًا تعديل شخصيته وسلوكه، التي تبدو أكثر شمولًا من الإعدادات الإبداعية والدقيقة، التي يقدمها روبوت الدردشة الخاص بشركة مايكروسوفت.
ويقول مسؤول شركة أنثروبيك، إن الهدف هو تطوير مساعد ذكي مفيد وصادق وغير ضار، وإن له القدرة على الوصول إلى الإنترنت فيكون مكتفيًا ذاتيًا.
وإضافة إلى الإصدار القياسي كلود تطلق شركة انثروبك أيضًا (كلود إنستانت)، وهو نموذج أرخص وأسرع وأخف مقارنة بنظيره كامل الميزات.
ومنحت أنثروبيك فعلًا عدة شركات الوصول إلى كلود في الأشهر التي سبقت إطلاقها، فبدأت عدة شركات في الإعلان عن أدوات بحث خاصة بها تعتمد على انثروبك وأوبن إيه أي على غرار شات جي بي تي (chat gpt).
خطوات أخرى في سباق الكبار
وبينما احتدمت المنافسة بين كل من أوبن ايه أي الأمريكية (open A I) التي تدعمها مايكروسوفت وشركة (Alphabet) ألفا بيت المالكة لجوجل في مقدمة سباق الأبرز والأهم في ساحة التكنولوجيا وهو سباق روبوت الدردشة الآلي، فإن كل شركة قد أجرت عدة خطوات لاحتلال المقدمة والتقدم على الشركة الأخرى.
فمن ناحيتها حسّنت جوجل قدرة روبوت المحادثة الخاص بها بارد (Bard)، الذي أصبح لديه القدرة على شرح أحدث اكتشافات التلسكوب جيمس ويب الفضائي التابع لوكالة الفضائل الأمريكية ناسا لطفل يبلغ تسع سنوات، وإن إجابات بارد أصبحت على مستوى عال من الجودة والأمان والتطابق مع المعلومات الفعلية.
وكشفت شركة جوجل عن مجموعة من أدوات الذكاء الصناعي لخدماتها للبريد الإلكتروني والبرمجيات التعاونية والحسابية في خطوة لتصدر المنافسة، فيما وصفته شركة ألفا المالكة لجوجل بأنه عصًا سحرية، وهذا ما أطلقته على برنامجها الشهير جوجل دوكس الذي يمكنه من صياغة مدونة تسويقية أو خطة التدريب، أو غير ذلك من النصوص، ثم مراجعة أسلوبه وفقًا لتقدير المستخدمين حسبما أكد مسؤول الشركة.
وقالت ألفا بت المسؤولة عن جوجل، إن أداة الذكاء الصناعي الجديدة الخاصة بها ستكون قادرة على تلخيص موضوعات الرسائل في خدمة البريد الإلكتروني جيميل (Gmail) وصياغة عروض بنظام الشرائح وتخصيص التواصل مع العملاء، وتدوين الملاحظات والاجتماعات في إطار تحديثها لبرمجيات جوجل وورك سبيس (Google Workspace)، وهي مجموعة منتجات تضم مليارات المستخدمين على حسابات مجانية ومدفوعة.
وقال توماس كوريا الرئيس التنفيذي لجوجل كلاود في حوار صحفي: هذه المرحلة التالية نمنح فيها العنصر البشري دعمًا من أداة ذكاء صناعي متعاونة، التي تعمل في الوقت الفعلي، وشدد على أن جوجل لا تزال ملتزمة بشدة بذكاء صناعي مسؤول إذ تضع ضوابط للعملاء وتراجع الاستخدام السليم لمنتجاتها.
وفي الناحية الأخرى أعلنت شركة أوبن إيه أي الأمريكية عن نموذج الذكاء الاصطناعي اللغوي الجديد شات جي بي تي 4 (chat gpt 4)، الذي وفرته لمستخدمي الإصدار المدفوع من روبوت المحادثة شات جي بي تي ومستخدمي متصفح بنج (bing).
وقالت الشركة الرائدة في تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي، إن الإصدار الجديد شات جي بي تي 4 (chat gpt 4) يوفر إجابات أكثر دقة وذكاء وإبداعًا مع توفير ردود أكثر أمانًا وواقعية، بالإضافة إلى القدرة على تحليل الصور وفهم محتواها ومعالجة نصوص أطول كثيرًا مقارنة مع الإصدارات السابقة، فيعد النموذج الجديد جي بي تي 4 قادرًا على فهم الأسئلة الصعبة مع توفير ردود أكثر دقة، وذلك بفضل المعرفة العامة والقدرات الأكبر في فهم الأسئلة.
وقال مسؤولو شركة أوبن إيه أي (openA I) الأمريكية، إن شات جي بي تي 4 أكثر إبداعًا مقارنة مع الإصدار السابق جي بي تي 3.5.
ويمكنه إنشاء وتحرير النصوص التي يطلبها المستخدمون سواء في الكتابة الإبداعية أم التقنية، مثل تأليف الأغاني أو كتابة السيناريو، أو تعلم أسلوب كتابة المستخدم وكتابة نصوص بالأسلوب نفسه، ويمكن للمستخدمين مع نموذج الذكاء الاصطناعي جي بي تي 4 إدخال الصور والاستفسار عن محتواها، فيمكنه فهم محتوى الصورة وفهمها وتحليلها.
وكتابة تسميات توضيحية له، وهو ما يعد تطورًا كبيرًا مقارنة مع الإصدار السابق، فيمكن على سبيل المثال التقاط صورة لمكونات مثل الدقيق والبيض والزبدة، وطلب وصفات طعام من تشات جي بي تي تعتمد على هذه المكونات، ويمكن للإصدار الحالي معالجة أكثر من 25 ألف كلمة.
ما يسمح بإنشاء محتوى أطول ومحادثات أكثر ثراء مقارنة بالنموذج السابق، الذي كان يعالج 3000 كلمة، وأنه أيضًا يتمتع بإمكانية البحث داخل المستندات وتحليلها وتلخيصها، فيمكن على سبيل المثال طلب تحويل مستند طويل إلى عرض تقديمي وغيره.
ويتوفر الإصدار الجديد من نموذج (open A I) أوبن إيه أي اللغة والذكاء الاصطناعي الآن لمستخدمي الإصدار المدفوع من شات جي بي تي الذي يحمل اسم تشات جي بي تي بلس، الذي يكلف المشتركين 20 دولارًا شهريًا، وقالت مايكروسوفت: إنها حدثت تجربة البحث الجديدة في تشات بينج (chat bing)، فتدعم جي بي تي 4 مع تخصيص مميزاته لتناسب البحث عبر الإنترنت، ويتوفر الإصدار الجديد للمطورين بواجهة برمجة التطبيقات أوبن إيه أي (open A I) لتطوير تطبيقات خاصة اعتمادًا عليه.
الفرق بين تشات جي بي تي وجوجل بارد
وفي ظل المنافسة الكبيرة بين شركتي جوجل وبرنامجها للمحادثة بارد وشركة أوبن إي أي وبرنامجها تشات جي بي تي، فإن المقارنة أصبحت أمرًا طبيعيًا جدًا، فأجرى موقع ذي كونفرزيشن مقارنة فيما يخص الإجابة عن أسئلة تتعلق بالسرطان، خصوصًا أن محركات البحث التقليدية تقدم معلومات غير دقيقة بخصوص الصحة.
الموقع قدم عدة أسئلة على جوجل وشات جي بي تي منها أسئلة بسيطة، مثلًا ما أنواع السرطان أو أكثرها شيوعًا؟ وأسئلة أيضًا مركبة ومعقدة تخص أعراض السرطان واحتمال انتشاره والآثار الجانبية للعلاج.
ووفق الموقع فإن شات جي بي تي أعطى أجوبة تشبه الأجوبة التي يعطيها جوجل، ويضعها دون معايير على صدر صفحته عندما يتعلق الأمر بأسئلة بسيطة، لكن جوجل يمتاز بكونه يقدم المصدر على نحو واضح، في حين لا يقدم شات جي بي تي ذلك، ويعطي في كل مرة إجابة مغايرة عند سؤاله عن المصدر.
بعض الأسئلة المعقدة وإجابات جوجل عليها
أما فيما يتعلق بالأسئلة المعقدة بعض الشيء مثل: هل السعال هو إحدى علامات سرطان الرئة، فإن جوجل يركز على الجواب الذي يقول: إن السعال الذي يستمر لثلاثة أسابيع هو العلامة الرئيسة لهذا السرطان.
فيما تشير تشات جي بي تي إلى أجوبة أكثر دقة وأكثر علمية: يكون السعال طويل الأمد أحد أعراض هذا السرطان، لكنها تؤكد كذلك أن السعال هو أحد أعراض أمراض أو حالات أخرى ليست بالضرورة السرطان، وأن الأمر لا يحتاج إلى فحص من الطبيب ما يمنح شات جي بي تي أفضلية على جوجل.
وبخصوص الأسئلة المعقدة مثل: هل يسبب أحد العلاجات المعروفة باسم بيمبروليزوماب الحمى، وهل يجب أن نذهب إلى المستشفى؟ فإن شات جي بي تي يعطي في كل مرة إجابة مختلفة عن السؤال ذاته، لكنها كلها تشترك في ضرورة الحديث إلى طبيب لكن دون تقديم معطيات دقيقة ومتجانسة ما يجعل الإجابة ضعيفة.
من جانبه لا يركز جوجل على إجابة بعينها عن هذا السؤال، وهو ما يعود غالبًا لكونه سؤالًا رابطًا يحيل إليه، فيطالب بضرورة أخذ رأي الطبيب على نحو عاجل في حالة وجود أعراض الحمى من هذا الدواء.
وأخذت منصة تشات جي بي تي البيانات والمعلومات من آلاف المصادر لأجل أن تكون قادرة على إعطاء جواب دقيق إلى حد كبير.
إن المقارنة بين تشات جي بي تي (chat gpt) وجوجل بارد (Google Bard) لم تحسم الأفضلية لأي منهما على نحو مطلق، فقد يتفوق أحدهما في الإجابة عن سؤال.
وقد يتفوق الآخر في إجابة سؤال آخر، حتى على مستوى التطور، فإن صدور نسخة تشات جي بي تي 4 (chat gpt 4) يقابلها الأدوات التي تطورها شركة جوجل، وأيضًا بأن نسخة جوجل بارد المتوفرة حتى الآن هي إصدار تجريبي محدود ،فأغلب الظن أن المنافسة ستستمر.
وأن المقارنة الحقيقية لن تتوفر إلا بعد مدة من التجربة الواسعة، فيتخطى كل تطبيق عيوبه في الإصدار الأحدث على نحو متسارع، لا يجعلك تقف تمامًا عند الفوارق الكبيرة بين التطبيقين العملاقين المتنافسين في هذه المرحلة.
مميزات شات جي بي تي4 وجوجل بارد
وإذا كانت المنافسة أو الفروق الكبيرة لا توضح على نحو محدد أيهما أفضل، إلا أننا نستطيع أن نتحدث عن مميزات كل منهما في هذه اللحظة التي قد تتغير أو تتطور غدًا.
جي بي تي 4 (chat gpt 4)
-
- قدرة أكبر على حل الأسئلة المعقدة بدقة.
-
- أكثر إبداعًا من الإصدار السابق 3.5 جي بي تي (chat gpt 3.5).
-
- القدرة على فهم الصور وتحليلها.
-
- إنشاء المحتوى الطويل وتحليل المستندات.
-
- تستخدم الأداة مجانًا ومنها على نحو مدفوع يقدم تجربة أكثر ثراء.
جوجل بارد (Google Brad)
-
- القدرة على كتابة أي موضوع يختاره المستخدم.
-
- تقديم معلومات دقيقة لما يطلب منه.
-
- كتابة الأكواد البرمجية وإصلاح أي خط يوجد بها.
-
- القدرة على المحادثة للترفيه والتسلية.
-
- فتح موضوعات للنقاش في مجالات متعددة.
-
- دعم عدة لغات ومن ضمنها اللغة العربية.
-
- تستطيع استخدام الأداة مجانًا.
وفي الأخير، فإن المنافسة التي بدأت قوية يتوقع لها أن تظل محتدمة وشرسة بين عمالقة التكنولوجيا، وعلى رأسهم شركة جوجل وشركة أوبن إيه أي، ومن خلفهما عدة شركات تستعد لإطلاق نسختها من روبوت الدردشة الذي يعتمد على الذكاء الاصطناعي، مثل شركة بايدو الصينية العملاقة.
منافسة تتصارع وتيرتها مع تضخم المخاوف الكبيرة من تأثيرها على مئات الوظائف والمهن التي يعمل بها ملايين من الأشخاص في العالم، يصاحبها شغف ونهم من المستخدمين لاستهلاك التكنولوجيا الجديدة، التي يقال إنها ستنقل الإنسان إلى مرحلة أخرى من مراحل التطور.
فبين منافسة الكبار وخوف الأفراد وشغف المستخدمين يظل الحال على ما عليه حتى تحديث آخر.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.