في يوم الأحد الموافق 14 أكتوبر 2018م اختتمت جامعة القاهرة فعاليات المهرجان الفني لنادي سينما أمريكا اللاتينية الذي نظمه قسم اللغة الإسبانية في كلية الآداب في الجامعة، وأقيمت فعاليات الختام في قاعة "القاسمي" في المكتبة المركزية الجديدة في الجامعة، وذلك بحضور السيد أ.د. "محمد عثمان الخشت"، رئيس جامعة القاهرة، وسفراء وممثلي دول المكسيك، وباراغواي، وبيرو، وجواتيمالا، وبوليفيا، وفنزويلا، وكوبا، وبنما، وغينيا الاستوائية، والدومينيكان، وخلال حفل الختام تم عرض فيلمين من المكسيك وغينيا الاستوائية، بينما بدأت الفعاليات بعرض عشرة أفلام باللغة الإسبانية تمثل الحياة الاجتماعية والثقافية لأمريكا اللاتينية، فهل تستحق سينما أمريكا اللاتينية كل هذا الزخم الفني؟
تتميز سينما أمريكا اللاتينية بالتنوع والثراء، ولمقاربة سريعة لمراحل تطور هذه السينما يجب تناول البدايات، وأهم الأفلام والأسماء التي شكلت البذور الأولى لنمو صناعة الفن السابع، ومن المعلوم أن الإنتاج السينمائي اللاتيني اعتمد -أساساً- على القدرة الاقتصادية لكل بلد، وحجم أسواقها الداخلية، وبراعة تنافسها العالمي، فمنذ نشأة السينما الصوتية عام 1930م حتى عام 1996م تركز 89٪ من إجمالي الإنتاج السينمائي في ثلاثة دول: البرازيل، والمكسيك، والأرجنتين، ولقد بدأ شروق السينما البرازيلية بعد شهرين من التّجربة الأولى للإخوة (لوميير) في باريس عام 1896م. وبدأت السينما بطريقة متفرقة في مراكز الإنتاج المختلفة الموجودة ليست فقط في مدينة (ريو دي جانيرو)، بل في مدينة (ريسيفي)، ومدينة (ساو باولو)، و(بيو أورينت).
وبعد ظهور ماكينة السّينما في (ريو دي جانيرو) تفاخرت العاصمة -بعد عشر سنوات- بوجود 22 دار عرض سينمائية، وبإنجاز الفيلم البرازيليّ الأوّل: "الخانقون" من قبل (أنتونيو ليل)، وبدأت الأفلام الصامتة البرازيلية، ومن أشهر مخرجيها (هومبرتو ماورا)، و(ماريو بيكسوتو)، ودشنت السينما البرازيلية ظهورها الهام ما بين عام 1925م – 1935م وذلك مع إنشاء ناديها السينمائي، والمجلة الفنية السينمائية التي تم إدارتها بواسطة (بدرو ليما)، وبدأت في الثلاثينات مرحلة "السينما الواقعية" كمحاولة لخلق موازنة بين تقديم المتعة والترفيه للجمهور إلى جانب تنمية الوعي الاجتماعي والثقافي، وقدم رائد السينما البرازيلية المخرج (هومبرتو ماورا) فيلمه (جانكا بروتا) عام 1933م.
وبحلول السينما الصوتية أنتجت البرازيل عشرة أفلام سنوياً، وفي خمسينات القرن العشرين برزت حركة (سينما نوفو) أو السينما الجديدة أو السينما الواقعية، ونشأت لإنتاج أفلام من سيناريوهات نقدية وفكرية، ومن نماذجها فيلم (ريو المنطقة الشمالية) 1957م للمخرج (نلسن بيريرا دوس سانتوس)، وارتبط تصوير هذه الأعمال بالهواء الطلق بعيداً عن أجواء الاستوديوهات والتكاليف الكبيرة، ويُعد المخرج (غلوبير روشا) من أبرز المؤسسين لهذه الحركة السينمائية التي استمرت حتى أوائل الثمانينات، وتميزت بتصويرها حياة الفقراء، وتبنّيها ثيمات (أفرو- برازيلية)، وشكلت بديلاً للنمط التجاري، وتعاملت أفلام سينما (نوفو) بواقعية مع الموضوعات الوطنية والقوميّة، من النّزاعات في المناطق الرّيفيّة إلى المشاكل الإنسانيّة في المدن الكبيرة، بالإضافة إلى نسخ الأفلام لروايات برازيليّة هامّة، وتنتج البرازيل ما يزيد عن خمسة وسبعين فيلماً سنوياً بالإضافة إلى أنها تقيم سنوياً مهرجان (ساوباولوا) السينمائي الدولي.
السينما المكسيكية
تعود بدايات السينما المكسيكية إلى نهاية القرن التاسع عشر، عندما تحمس عدد من الشبان لهذه الوسيلة الجديدة لتوثيق الأحداث التاريخية، وأنتجوا بعض الأعمال التي أعيد اكتشافها منذ عهد قريب، ففي عام 1898م قدم (سلفادور توسكانو باراغان) أول فيلم بعنوان (دون خوان تينوريو)، وسجل عدة مقاطع للمعارك أثناء الثورة المكسيكية، أصبحت فيلماً وثائقياً كاملاً عام 1950م حيث قامت ابنته بتجميعه، ومن أبرز الأفلام: (سانتا) للمخرج (أنطونيو مورينو) 1931م، وكان العصر الذهبي للسينما المكسيكية ما بين عامي 1933م – 1945م، فقد أنتجت السينما المكسيكية عام 1934م خمسة وعشرين فيلماً، وفي عام 1940م وصل الإنتاج إلى 27 فيلماً من أجل 900 صالة عرض، و66 مليوناً من المتفرجين، وارتفع العدد عام 1943م ليصل إلى سبعين فيلمًا، ولكن عام 1950م وصل إلى 121 فيلماً، و2500 صالة عرض، ثم ازداد معدل الإنتاج عام 1953م إلى مئة فيلم سنوياَ، لتتراجع في الستينات نتيجة ظهور التلفزيون مما تتطلب ظهور دماء جديدة في السينما المكسيكية لتعيد تألقها، وفي عام 1971م كانت المكسيك هي الأولى في أمريكا اللاتينية التي حصلت على جائزتين من جوائز الأوسكار عن الفيلم الوثائقي "حراس الصمت"، ونجحت أفلام مثل (كرونوس) 1993م، و(متاهة بان) 2006م، و"بابل" 2006م في خلق قصص عالمية حول مواضيع معاصرة، وحظيت باهتمام عالمي كما حدث في مهرجان (كان) السينمائي حيث فاز فيلم "بابل" 2006م بجائزة أفضل إخراج من نصيب المخرج (أليخاندرو غونزاليز إناريتو) كأول مخرج مكسيكي المولد يفوز بها.
وفي عام 2008م فاز الفيلم المكسيكي "قوات النخبة" بجائزة الدب الذهبي في مهرجان (برلين) السينمائي الدولي، كما حصلت المكسيك مرتين على الأوسكار في جائزة أفضل مخرج عام 2014م للمخرج (ألفونسو كوارون) مخرج فيلم (هاري بوتر، وسجين أزكابان)، وهو أول مخرج من أمريكا اللاتينية يفوز، فقد فاز بجائزة الأوسكار، وليفتح الباب على مصراعيه للمخرج الكبير (أليخاندرو غونزاليز إناريتو) الذي فاز مرتين بجائزة الأوسكار كأفضل مخرج عن فيلم "الرجل الطائر" 2014م، و"العائد" 2015م، كما حصل ذلك الفيلم عام 2015م على جائزة الأوسكار عن أحسن فيلم، وتدور أحداث فيلم "العائد" لعام 1823م حول صائد جلود الحيوانات (هيو غلاس) (دي كابريو) الذي يتعرض لهجوم من قِبل دب رمادي خلال هروبه هو ورفاقه من مطاردة قبيلة هندية، ويقوم أحد رفاقه بنهبه وقتل ابنه وتركه ليموت وحيداً في الغابة، إلا أنه ينجو ويمضي في رحلة طولها 320 كم للانتقام من الرجل الذي خانه (هاردي)، وقتل ابنه. كما فاز المصور المكسيكي (إيمانويل لوبزكي) ثلاث مرات على التوالي بجائزة الأوسكار عن الأفلام الآتية: "جاذبية" 2013م، و"الرجل الطائر" 2014م، و"العائد" 2015م،وقد نجح هؤلاء المخرجون: (ألفونسو كوارون)، و(أليخاندرو غونزاليز إيناريتو)، و(جييرمو ديل تورو)، بالإضافة إلى السيناريست (جييرمو أرياجا) في تحقيق نجاح باهر في سينما هوليوود أيضاً.
السينما الأرجنتينية
تمتعت السينما في (بوينس آيرس) بنجاح كبير في بداياتها، ويرجع ذلك إلى تجسيدها عفوية ونضارة أحيائها وسكانها، وظلت تُشكل جزءاً جيداً من المناخ الفني الثقافي حتى الثلاثينات، ومع وصول السينما الصوتية قضت على جزء كبير من أفلام السينما الأمريكية اللاتينية الصامتة، وكان أول فيلم ناطق عرض في الأرجنتين عام 1931م بعنوان (مونكتياس بورتيناس) للمخرج (فيريرا)، وتكرست الصناعة السينمائية البدائية الأرچنتينية في أكثر من ثلاثين أستوديو، وأربعة آلاف من التقنيين والممثلين، وخمسين فيلماً خلال عام 1939م، وأوقفت توابع الحرب العالمية الثانية قليلاً من نشاط استوديوهاتها السينمائية لصالح المكسيك، ومع مرور الوقت تطورت صناعة السينما الأرچنتينية حتى يومنا هذا، وأصبحت واحدة من أكثر الصناعات الفنية الكبيرة في أمريكا اللاتينية، وحصلت الأرجنتين -أكبر دول أمريكا اللاتينية الناطقة بالإسبانية مساحة، وثالث أكبر اقتصاديات القارة- على جائزتي (أوسكار) -أفضل فيلم بلغة أجنبية- باثنين من أفلامها (القصة الرسميةThe Official Story ) 1985م للمخرج (لويس بوينثو)، وفيلم (السر في عيونهمThe Secret in Their Eyes) 2008م، وهو من إخراج (خوان خوسيه كامبانيا) فضلاً عن العديد من الجوائز العالمية في برلين وهافانا ومهرجان "غويا" الإسباني ونظير الأوسكار في السينما الناطقة بالإسبانية.
السينما الكوبية
وصلت السّينما إلى (كوبا) نهاية حرب الاستقلال، ورأى أبطال هذه المغامرة السّينمائيّة أنفسهم كفنّيّين أكثر من كونهم فنّانين، وبدأ الكوبيّون في البحث عن أنفسهم في السّينما، كما في الأنواع الفنّيّة الأخرى، لكنهم واجهوا حقيقة أن الإنتاج والتّوزيع يعتمد على استثمارات ماليّة كبيرة، وتشهد الأسماء المتبقية المنتجة من قبل الروّاد بحقيقة أن الفيلم الكوبيّ المبكّر حاول في الأغلب تسجّيل الأحداث بواقعية وبأصالة وتميز الأسلوب الفني ولغته، ومن أهم الأفلام السينمائية التي تعتبر بداية لتأريخ مفهوم السينما الواقعية أو السينما الجديدة في قارة أمريكا اللاتينية هو الفيلم الكوبي "مجمر الفحم" 1955م الذي قدمه المخرج (خوليو جارسيا سبينوزا) بالتعاون مع المخرج (توماس جوتيرزا)، والفيلم الوثائقي "أعطنا قرشاً" 1958م للمخرج (فيرناندو بري)، وكانت السينما الكوبية موجهة نحو الإنتاج السينمائي الاجتماعي حتى بداية العشرينات، على الرغم من أن الكوميديا، والدراما العاطفية الحزينة عن الزنوج والغليسيون شكلت جزءاً كبيراً من الصناعة السينمائية حتى ثورة 1959م، وقدمت السينما الكوبية للمشاهدين عام 1968م فيلم (هومبرتوسولاس لوتشيا)، وفيلم "ذكريات التخلف" للمخرج (توماس جوتيرز أليا) والذي يعدُّ من أهم السينمائيين، وهذه الأعمال أثارت العديد من الموضوعات التي تطرح الجانب الإنساني من حياة المواطن الكوبي في ظل المشاكل الاجتماعية التي مرت بها كوبا، وفي عام 1959م تم إنشاء "معهد الفيلم الكوبي" -تحول اسمه إلي المعهد الكوبي للفنون والصناعة السينمائية- وأثره على تطور الحركة السينمائية ليس في كوبا وحدها، بل في باقي الدول اللاتينية.
سينما بارغواي
وصلت السينما إلى (باراغواي) عام 1900م، وبعد العديد من الأفلام القصيرة استطاعت عام 1978م عمل أول فيلم سينمائي طويل وهو (سرو كورا)، وبدأت حقبة جديدة من الإنتاج المستمر مع الفيلم السينمائي (ماريا إسكوبار) 2002م للمخرجة والكاتبة (جاليا جيمينيز) كما أنتجت العديد من الأفلام الناجحة مثل (هامَكا بارجواي) 2006م للمخرج (باس أنسينا) والذي مُنح جائزة من الاتحاد الدولي للنقاد السينمائيين في مهرجان (كان) السينمائي، والفيلم الوثائقي (كوتشيو دا بالو) 2010م للمخرجة (ريناتا كوستا)، وفيلم "الحرية" 2012م للمخرج (جوس دلجادو)، و"7 صناديق" للمخرج (خوان كارلوس مانجيلا)، والسينمائية (تانا ستامبوري)، و"الصفائح الفارغة" للمخرج (هيرب جودوي)، ويعتبر فيلم (لونا سيجارا) 2014م للمخرج (خورخى دياس بدويا) واحداً من أكثر الأفلام السينمائية مبيعاً في شباك التذاكر حيث تخطى الرقم القياسي لفيلم (تيتانك) بأكثر من 360 مليون متفرج، ويُعرض العديد من هذه الأفلام يُعرض باللغة الرسمية الثانية لباراغواي وهي (غوارانية)، ومن المهرجانات الخاصة بها المهرجان الدولي لفن السينما والثقافة (باراجواي) المُعد بواسطة (هوجو كامارا) والذي أُجري منذ عام 1990م، وأيضاً نظم المجتمع الثقافي منذ عام 2002م اللقاء المحلي للأفلام السينمائية القصيرة في مدينة (كورونيل أوويدو) على الرغم من عدم وجود معهد محلي للسينما، أو قانون للسينما، إلا أن العديد من النقابات يعملون مثل منظمة المهنيين السمعية والبصرية لباراغواي التي تنظم اللقاء السمعي والبصري منذ عام 2012م.
قطوف من سينما الدول اللاتينية
في عام 1979م تم إنشاء معهد الفيلم النيكاراجوي للعمل علي تطوير صناعة السينما وربطها بالهوية الثقافية الوطنية، والتعبير عن واقع محلي، وأُنتج أول فيلم روائي (دم الكوندور) 1982م للمخرج (ميجيل ليتين)، كما تأسس في (السلفادور) معهد خاص للفيلم الوطني قدمت من خلاله العديد من الأفلام الوثائقية التي اتبعت نفس الموضوعات الواقعية التي اجتاحت سينما القارة ذلك الوقت، منها: فيلم "الشعب سينتصر" 1980م للمخرج (دييجو دلانكسيرا)، أما في (فنزويلا) فعمدت الحكومة إلي إنشاء مجمع استوديوهات لإنتاج وتصوير الأفلام السينمائية في العاصمة (كاراكاس) بميزانية تجاوزت عشرة ملايين دولار، إلي جانب دعم إنتاج ما يزيد عن عشرة أفلام سنوياً، من أوائل هذه الأفلام التي ركزت (فنزويلا) علي تقديمها سلسلة أفلام عن (فرانسيسكو دي ميراندا) وهو بطل من أبطال الحرب الفنزويلية ضد الاستعمار الإسباني، أما في (كولومبيا) قامت مجموعة من المهتمين بصناعة السينما بإنتاج بعض الأفلام الوثائقية مثل "صانعوا الأجر" 1972م، وفيلم "صوتنا صوت الأرض ذاكرة ومستقبل" 1981م.
وتألقت الصناعة السينمائية في (تشيلي) خلال فترة السينما الصامتة، وفيما بين 1916م – 1931م تم إنتاج ثمانين فيلماً سينمائياً طويلاً، وفي عام 1954م كانت تشيلي تمتلك أربعمائة دار عرض متاحة لثمانية ملايين مواطن يذهبون إلى السينما من 4 – 5 مرات في العام، ووفقاً لما قاله المؤرخ السينمائي (چورچ صادول) إنه فيما بين 1922م – 1928م تألف الإنتاج السينمائي الكولومبي من اثني عشر فيلماً، كما أنه تم إعلان قانون حماية السينما المحلية خلال فترة حكم الرئيس (ألفونسو لوبس) 1934م – 1936م، وخلال فترة الخمسينات صارت صالات العرض السينمائية ثلاثة أضعاف ما كانت عليه، ومنذ عام 1957م كان أربعة آلاف من السكان يذهبون إلى السينما سنوياً، وبدأت صناعة السينما في (بيرو) أواخر القرن التاسع عشر، وفي عام 1954م امتلكت نحو 243 دار عرض بخدمة 9 مليون نسمة، وربما تُعد من دول أمريكا اللاتينية التي بقيت بها الثقافة اللاتينية المتأصلة بشكل مباشر في الحياة اليومية، والفن الشعبي، مما أدى في الستينات إلى ظهور سينما حاولت استعادة ثقافة شعوب (الأنكا) وذلك انطلاقاً من الأعمال الأصلية لـ (مانويل شامبى)، ومن نماذج أفلام بيرو الشهيرة "شراب اللبن الحزين" 2009م، وهو إنتاج مشترك بين بيرو وإسبانيا، وحاز جائزة "الدب الذهبي" عام 2009م، وهو أول فيلم لبيرو يتم ترشيحه لجائزة الأوسكار في ذلك العام، وتدور أحداثه حول امرأة تعاني من مرض نادر في الثدي يسمى "شراب اللبن الحزين"، بعد تعرضها للاغتصاب أثناء الحمل في الأيام التي عانت فيها (بيرو) من الإرهاب.
الواقعية السحرية
بدأت الأعمال السينمائية تتجه إلى موضوعات الأدب اللاتيني، مما أدى إلى انغماسٍ أكثر في الواقعية لكن بطريقة سحرية، أو "الواقعية السحرية" التي تخلط ما بين الواقع والخيال، وهذا الاتجاه الذي ميز الأعمال الفنية اللاتينية التي أثبت تفوقها وجدارتها على المنافسة عالمياً من خلال تعبيرها عن الواقعية بمفهومها المحلي -من المحلية المتميزة إلى العالمية الباهرة- حيث يمثل كل فيلم عالماً مستقلاً وفريداً بذاته، مما دفعها للمشاركة في كبرى المهرجانات السينمائية العالمية التي حصدت فيها جوائز عديدة، ويوجد حالياً العديد من المهرجانات، والمؤسسات المتخصصة في تشجيع ودعم سينما أمريكا اللاتينية مثل مهرجان سينما أمريكا اللاتينية في تولوز، والمهرجان الدولي لسينما أمريكا اللاتينية الجديدة في هاڤانا، أو مؤسسة سينما أمريكا اللاتينية الجديدة.
نماذج لأفلام لاتينية تستحق المشاهدة
1.(مدينة الإله City of God) 2002م.
دراما برازيلية للمخرج (فرناندو ميرلس) أنتج عام 2002م، وظهر للسينما العالمية العام الذي يليه، وهو مقتبس من رواية بنفس الاسم للكاتب (باولو لينس) ويدور الفيلم مصورًا أحداث حقيقية حدثت بالفعل في البرازيل، في ضاحية قامت الحكومة البرازيلية ببنائها لتكون مأوى لبعض الفقراء والمتشردين بعيدًا عن (ريو دي جانيرو) أكبر مدن البرازيل، وسميت هذه الضاحية بمدينة الرب، ويحكي كيف تطورت الحياة في هذه المنطقة حتى صارت أكبر البؤر الإجرامية في البرازيل، كما يقوم الفيلم في صورة موازية بسرد حياة المصور الصحفي، أحد أبناء هذه المنطقة، الذي يقوم بسرد حياة بعض رؤساء العصابات منذ الطفولة حتى صعود نجمهم وفي النهاية الحرب الدائرة بينهم، لأنه كان يعيش بينهم
2.(السر في عيونهم The Secret in Their Eyes) 2004م.
فيلم الدراما الإجرامية الأرجنتيني، تم إنتاجه وتعديله للمنتج (خوان خوسيه كامبانيلا)، وهو مقتبس من رواية "الأسئلة في عيونهم"، والشريط السينمائي إنتاج مشترك ما بين الأرجنتين وإسبانيا، وتدور أحداثه حول إعادة التحقيق في قضية اغتصاب لم تُحل منذ 25 عامًا، ويعمل على القضية اثنان متحابان هما القاضية المسؤولة وموظف قضائي في المحكمة، تم إعادة التحقيق بناءً على طلب من زوج الضحية، ورغبة من القاضية وصديقها كذلك، وحاز الفيلم على جائزة أوسكار لأفضل فيلم أجنبي، لتكون الأرجنتين هي أول دولة تحصل على جائزة الأوسكار مرتين في تاريخ أمريكا اللاتينية، بعد أن حصلت عليها من قبل لفيلم (القصة الرسميةThe Official Story)) 1985م..
3.(إسكوبار: الجنة الضائعة Escobar: Paradise Lost) 2014م.
يوثق الفيلم للمخرج الإيطالي (آندريه دي ستيفانو) قصة أشهر وأكبر تاجر مخدرات في أمريكا اللاتينية، وهو (بابلو إسكوبار) في كولومبيا، وقد صنفته مجلة الفوربس كسابع أغنى رجل في العالم بمجموع أموال قدره 30 مليار دولار، قام بتجميعها من بيع المخدرات وغسيل الأموال، وتدور قصة الفيلم حول (نيك - جوش هاتشيرسون) الذي يقع في حب فتاة تدعى (ماريا - كلوديا تراسيك) أثناء زيارته لأخيه في كولومبيا، ويتزوجها ويقرر البقاء في كولومبيا هو الآخر، ولكنه يكتشف بعد ذلك أن عم الفتاة هو (بابلو إسكوبار - بينيسيو ديل تورو) نفسه زعيم تجارة المخدرات المشهور، مما يدخله في سلسلة من المشاكل بسبب ذلك.
4.(حكايات مجنونة Wild Tales) 2014م.
فيلم كوميديا سوداء أرجنتيني تدور أحداثه بين ست قصص مختلفة لشخصيات متنوعة، تصب القصص في النهاية رغم اختلافها إلى نهاية دموية وانتقامية واحدة مع اختلاف أسبابها وظروفها، هذا الفيلم كما عبر عنه النقاد هو عن أولئك الذين يتعرضون لمواقف قاسية، ويتعرضون للخيانة والغدر من الأصدقاء، إلا أنه تختلف ردود الأفعال تجاه هذا الأمر.
5.(الرجل الطائر أو الفضيلة غير المتوقعة للجهل) 2014م.
(Birdman or The Unexpected Virtue of Ignorance)
فيلم كوميديا سوداء أمريكي 2014م للمخرج (أليخاندرو غونزاليز إيناريتو) الذي قام بالمشاركة في كتابته وإنتاجه، والعمل من بطولة (مايكل كيتون) و(إيما ستون)، ويجسد (مايكل كيتون) دور نجم (هوليودي) كان مشهورًا منذ عقود بتجسيده شخصية رجل خارق يحاول الآن استعادة مجده من خلال مسرحية هو بطلها، وتلقى الفيلم إشادة هائلة من النقاد، واعتبر أحد أفضل أفلام 2014م من قبل عدة منظمات مثل معهد الفيلم الأمريكي والمجلس الوطني للمراجعة، وترشح لسبعة جوائز (غولدن غلوب) في الحفل الثاني والسبعين، من ضمنها أفضل فيلم موسيقي أو كوميدي وأفضل مخرج، وربح أفضل سيناريو، وربح الممثل (كيتون) جائزة أفضل ممثل، وفي حفل توزيع جوائز الأوسكار السابع والثمانين ربح الفيلم جائزة أفضل فيلم، وأفضل مخرج لـ (غونزاليز إيناريتو)، وأفضل سيناريو أصلي وأفضل تصوير سينمائي من أصل تسع ترشيحات.
محتوى فنى غنى بالمعلومات عن السينما الاتينيه
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.