قد لا يشعر الناس بالسعادة دون أن يعلموا السبب؛ لذلك سنتناول إن شاء الله الأسباب المؤثرة في سعادة الإنسان، وأولها العلاقات بالآخرين. دعونا نتحدث في مقدمة المقال عن هرم ماسلو للاحتياجات.
فقاعدة الهرم هي الاحتياجات الجسدية أو الفسيولوجية، يليها الحاجة للأمان، يليها الحاجة للانتماء لأسرة أو لأصدقاء أو لوطن أو لمجتمع، يليها الحاجة للتقدير من قبل هؤلاء، وأخيرًا تحقيق الذات، ولا شك أن إشباع تلك الاحتياجات يؤدي للسعادة.
الحب والزواج
الشعور بالحب من أهم الأحداث الإيجابية على مستوى العلاقات، وتقدر البحوث أن المتزوجين أكثر سعادة من العزاب والمطلقين؛ ويرجع ذلك إلى التقارب النفسي والجسدي بين الشريكين، والبوح بمكنون الصدور، وذلك في العلاقات الصحية.
ويقول علماء النفس إن الإنسان حين يشعر بالحب تُفرز مواد في خلايا مخه مثل السيرتونين والأوكستوسين، ومعظمها تساعد في تحسين الحالة المزاجية للفرد والحد من الاكتئاب، لكن العلاقات السامة وغير المستقرة لا تحقق السعادة، أيضًا في حالات الفراق يقل تأثير المواد التي تحسن الحالة المزاجية، وذلك قد يسبب الاكتئاب أحيانًا.
اقرأ أيضًا: كيف أجعل نفسي سعيدًا؟
الأصدقاء
يمنح لقاء أصدقاء قدماء الشعور بالسعادة؛ ويرجع ذلك إلى مشاركة الأنشطة الاجتماعية، وأخذ النصح وتبادل المواقف والشعور بالإشباع الاجتماعي. فأهم فائدة تُستمد من الأصدقاء هي المساعدة في تجنب الشعور بالوحدة؛ لأن ذلك يُشبع حاجة الفرد للانتماء والتقدير.
الحياة العائلية
تتمثل في دعم الوالدين، وزيارة الأبناء الكبار لوالديهم، والشعور بالرعاية والألفة، هذا هو الشيء الأساسي في سعادة كبار السن، وإشباع حاجة التقدير لديهم.
الأقارب: يمثل الأقارب نوعًا مهمًّا من العلاقات؛ لذا يفضل بعض الناس العيش بجوار أقاربهم لتبادل العون والمساعدات المادية. فالحياة العائلية تشبع حاجة الفرد للأمان. فالطفل الذي ينشأ في أسرة سوية يكون شعوره بالأمان أفضل؛ وبذلك يزيد شعوره بالسعادة في مراحل عمرية أكبر.
اقرأ أيضًا: السعادة من وجهة نظر فلسفية
العلاقات بالزملاء
تشير الدراسات إلى تأثير وجود مجموعة صغيرة من الزملاء في بيئة صحية على بيئة العمل، فالعمل الجماعي يشبع حاجة الانتماء، والمودة بين الزملاء تهوِّن مشقة العمل، وبعدها ترتقي العلاقات لإشباع حاجة التقدير والشعور بالسعادة.
وفـي دراسة أمريكية أُجريت على عينة عشوائية مكونة من 636 رجلًا وُجد أن الدعم الاجتماعي من جانب زملاء العمل كان أكثر تأثيرًا في التخفيف من آثار المشقـة على الاكتئاب والضيق والأعراض الجسمية.
الرؤساء والمرؤوسون
يكون المرؤوسون أكثر سعادة في ظل أساليب معينة من الإشراف، وفي ظل التشجيع المستمر والمشاركة في اتخاذ القرارات، وهنا نصل لقمة الهرم وهي الحاجة لتحقيق الذات في العمل. فرأي الرؤساء المشجع يُشعر الإنسان بالتقدير وتحقيق الذات والإحباطات تسبب التعاسة.
اقرأ أيضًا: هل السعادة مرتبطة بما يدور حولنا؟ أم نابعة من الداخل؟
علاقة الإنسان بالعمل
يصبح العمـل مـصـدرًا للرضا الداخلـي أيـضًـا عندما يؤمن الفـرد بـأن العمل من أهم الأشياء في الحياة، ويشبه حاجة الإنجاز وتحقيق الذات لديه حسب هرم ماسلو.
وليس العمل وحده هنا هو الذي له معنى وقيمة، بل أيضًا مكان العمل، وأصواته، ورائحته، والآخرون المحيطون في المكان، والشعائر المعتادة في العمل، كلها لها تأثير وقيمة كبيران.
إن النجاح يولد متعة أكبر فـي أداء الـعـمـل، وهو دافـع للمضي فـيـه، ويـؤدي النجاح أولًا لدى من عندهم حاجة مرتفعة للإنجاز إلى إعطاء قيمة أكبـر لهذا النوع من العمل الذي يؤكد الكفاءة.
وأثبتت دراسات هرزبرج أن الإنجاز والاعتراف بالمكانة هما أكثر مصادر الرضا عن العمل، يتلوهما المسؤولية والترقي. ويحتـاج الـنـاس لأن يشعروا بأنهم يعملون على وجه حسن ويطلـبـون اعـتـرافـًا خارجيًّا. والترقي هو أهم أنواع الاعتراف، ويحمل معه فائدتـين أخـريـين: زيـادة في الأجر، وتحسن في المكانة والشعور بالتقدير. لقد اكتشف الباحثون وجود علاقة بين عدم الرضا عن العمل، وانخفاض إنتاجية أو معدلات العمل.
كلام فى الصميم
أشكرك
احسنت النشر🥇
أشكرك
بالتوفيق 🙏🙏
أشكرك
Good job
Thank you
Bravoo
مزيد من التقدم انشاء الله
So interesting
مقال عميق وإنساني
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.