سيرة عباس محمود العقاد.. تعرف عليها الآن

يُعد عباس محمود العقاد أحد عمالقة الأدب والشعر في مصر والعالم العربي، لما أسهم به من إبداعات.

ميلاده

ولد عباس محمود العقاد في محافظة أسوان عام 1889، لأب مصري وأم من أصول كردية، ويوجد تمثال شهير يحمل اسمه في معقل رأسه بأسوان.

وتُسمى عائلته «عائلة العقاد» لأن جده كان يعمل بعقد الحرير في دمياط قبل أن ينتقل إلى المحلة الكبرى.

قد يهمك أيضًا قراءة في كتاب في صالون العقاد كانت لنا أيام - الجزء الأول

مراحل تعليمه

بعد أن أتم السادسة من عمره، ألحقه والده بالمدرسة، ولكنه أكمل المرحلة الابتدائية فقط، ولم يستكمل دراسته لأن والده كان فقيرًا، فلم يستطع والده أن يدبر له نفقة الدراسة بالقاهرة، إذ إن أسوان في هذا الوقت لم تتوفر بها باقي المراحل الدراسية.

وحينها ظهرت عبقرية العقاد، إذ إنه لم ييأس، بل أصرَّ على أن يُثقف نفسه بنفسه، فأخذ يقرأ الكتب في المجالات المختلفة من الأدب والشعر والفلسفة وعلم النفس والكتب العلمية المختلفة، حتى إنه كان يُنفق كل أمواله في شراء الكتب.

وقيل إنه كلما كان يسير في الشارع فيرى ورقة ملقاة على الأرض كان يأخذها ويقرأها، حتى أصبح عملاقًا من عمالقة الأدب والشعر العربي.

وتعلم العقاد أيضًا اللغة الإنجليزية من السائحين الذين كانوا يزورون محافظة أسوان، لدرجة أنه أصبح يُترجم الكتب الأجنبية وينشرها في بعض الصحف.

لذا نحن أمام أديب من نوع خاص، فهو لا يحمل الماجستير والدكتوراه أو حتى تخرج في إحدى الكليات، ولكنه بإصراره أصبح يتساوى بل يفوق كثيرين من حاملي هذه الشهادات المرموقة.

قد يهمك أيضًا أدب اليوميات عند العقاد

وظيفته بعد الابتدائية

عمل العقاد بكثير من الوظائف الحكومية في مختلف الهيئات، مثل السكة الحديد والتلغراف وديوان الأوقاف، ولكنه كان يتململ بسرعة ويرى أن هذه الوظائف لا تتوافق مع طموحه.

لذا كان يُقدم استقالته من تلك الوظائف، واحدة بعد الأخرى، حتى إنه شبَّه الوظيفة الحكومية بالرِّقِّ، وكان يَعُدُّ نفسه أول موظف حكومي يُقدم استقالته، لا سيما أن عامة الناس يعتقدون أن الوظيفة الحكومية تُمثل استقرارًا ماديًّا ونفسيًّا لهم.

العمل بالصحافة

في عام 1907 كتب العقاد مقالًا بعنوان «الاستخدام رق القرن العشرين»، وتحدث فيه عن روتين الوظيفة الحكومية، ولاقى هذا المقال شهرة واسعة.

وقد أصدر صحيفة الدستور بالتعاون مع محمد فريد وجدي، وكتب في عدد من الصحف والمجلات، مثل صحيفة الضياء ومجلة دار الهلال وغيرهم كثير.

وكانت له مواقف وطنية، فمن طريق عمله بالصحافة تعرف على الزعيم سعد زغلول، وقد عمل بكتابة المقالات والترجمة والنقد الأدبي.

قد يهمك أيضًا العقاد وعبقرياته

معاركه الأدبية

كانت له معارك أدبية كثيرة، فمنها معركته مع طه حسين عن فلسفة أبي العلاء المعري ورجعته، ومع مصطفى صادق الرافعي عن فكرة إعجاز القرآن، وغيرها كثير.

مؤلفاته

كتب العقاد ما يقرب من مئة كتاب في مجالات كثيرة، وكانت شهرته الواسعة عندما شرع في كتابة العبقريات، منها: عبقرية محمد، وعبقرية المسيح، وعبقرية عمر، وعبقرية أبي بكر، وعبقرية عثمان.

وكانت له دواوين شعرية، وأول دواوينه بعنوان «يقظة الصباح» عام 1907، وكان عمره 27عامًا، وديوان «عابر سبيل»، وديوان «وهج الظهيرة»، وديوان «أشباح الأصيل»، وكتب أيضًا «الديوان في الأدب والنقد» بالاشتراك مع إبراهيم عبد القادر المازني.

ونقدا فيه الشعراء أحمد شوقي والمنفلوطي والرافعي، وأيضًا كتب رواية «سارة» وهي فتاة كان يحبها، إلى جانب كثير من الكتب الأخرى.

قد يهمك أيضًا عباس العقاد والكوميكس.. كيف تحول عملاق الأدب العربى إلى مادة دسمة لصناعة الكوميكس؟

شعره

كتب العقاد كثيرًا من دواوين الشعر، وهو الذي كتب نشيد العلم، وكانت له مدرسة شعرية تسمى مدرسة «الديوان»، التي كانت تضم عبد الرحمن شكري والمازني.

وكانت هذه المدرسة توازي «مدرسة أبولو» ومن شعرائها أحمد زكي أبو شادي وجبران خليل جبران، ومدرسة «الإحياء والبعث» ومن شعرائها أحمد شوقي وحافظ إبراهيم.

تكريمه

في عام 1934 أُقيم حفل كبير في مسرح الأزبكية لتكريمه، وقد كرمه الرئيس جمال عبد الناصر ومنحه جائزة الدولة التقديرية عام 1959.

وتُرجمت بعض كتبه إلى الفارسية والألمانية والأردية والمالاوية والفرنسية، وأطلقت كلية اللغة العربية بالأزهر الشريف اسمه على إحدى قاعات المحاضرات.

ويوجد شارع شهير باسمه في حي مدينة نصر بالقاهرة، وأُنتج مسلسل باسم العملاق من بطولة الفنان محمود مرسي يحكي قصة حياة العقاد.

وفاته

تُوفي العقاد عام 1964، ودُفن في مقبرته بمحافظة أسوان.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

عباس محمود العقاد من اهم الكتاب في مصر
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة