عمري
إحدى عشرة غرفة ضيقة
وعدة مبانٍ خشنة،
أتجول فيها،
بحذاءٍ مرتفع عن الأرض،
ووجه لم يتطلع إلى السماء،
أذكر أن صديقتي التي قاسمتني السرير، أفرغت دماغي في حقيبة يدها، دون أن تنظر إلى وجهي، أذكر جيدًا خبزًا فقيرًا وأوانيَ فارغةً، كانت تحاصرني دائمًا، هنا رأيت العالم خطًّا مستقيمًا، ينتهي بأشياء كبيرة، كنت أسير نحوها بخطوات ثابتة، والدم الساذج ينزف على أرض الغرفة.
أعترفُ بأنني لم أنظف غرفتي لمرة واحدة تنظيفًا كاملاً؛ فثمة أشياء مهددة بالإنهيار دائمًا، إذا حاولتُ الإقتراب منها، وكانت غرفتي مهددة بالسقوط مثلي تمامًا، خاصة عندما يحاول أحد انتزاع قناعي.
أعترف بأنني ارتكبتُ أخطاء لا تغتفر، من أجل رغيفٍ بطعم الدم، كنت أوزع نفسي على المقاهي، والأرصفة الباردة، وعندما أعود إلى الغرفة أجد حقيبتي ممتلئة بالوهم، وحذائي أكلته الطرق.
أعترف بأنني كنت فقيرة جدًّا
لكنني أبدًا لم أتقبل الصدقات،
لم أعلق يومًا صورة نجمي المفضل على الحائط،
لم أفصل ملابسي الشتوية عن الصيفية،
(لم يكن لدي الكثير منها
على أية حال)
صدقوني،
لم أذهب يومًا إلى البحر،
فقط كانت هناك طريق طويلة،
أقطعها كل يوم،
وأهرب سريعًا
كلما اقتربتُ من حريق النهاية،
أمشي كثيرًا،
تتضخم الحقيبة
وغرفتي تمتلئ بالتراب،
وهبني الرب ذاكرة مكدسة بوجه أمي، وأبي الميت، وأخي الذي تلاشى من كثرة الطرق، التي قطعها حافيًا، وأختي التي امتصت الحياةَ والموتَ في رشفة واحدة، ولم يعد يخرج منها سوى صرخات متواصلة،
هؤلاء جميعًا، سكنوا غرفتي الميتة، كانوا يأكلون دماغي، غير أنني كنت دائمًا قادرة على التخلص منهم، مرات أتركهم في شوارع مجهولة، ومرات أخرى أغلق عيني عليهم، حتى يمحوهم الظلام، هؤلاء كنت قادرة على محوهم، لكنني أبدا لم أستطع هدم غرفتي، الغرفة الهشة، هزمتها الشمس والظلام، الأفواه معبأة بالرصاص، وأنا أشعر بالبرد، أسير مرتجفة، العالم ينحني والأشياء تتساقط.
لم أدق مسمارًا في الحائط،
أو أصنع حبلا للغسيل،
لم أرص أشيائي،
كنت أتركها ناعسة في حقائبَ مهيأةٍ للرحيل، كنت أعيش في الغرفة، كأنني سأموت غدًا، لم أُقِم علاقةً ودية معها، في الحقيقة لم تكن الغرفة سوى أربعة حوائط، وسرير لم يعرف معنى السكينة، من كثرة تقلباتي عليه في أحلامي البعيدة.
أذكر أن صديقتي التي تركتني وحيدة، في غرفة تطل على الجنون، أتاحت لي الفرصة كاملة كي أرى نفسي: كلَّ جزءٍ على حدة، خلعتُ ذاكرتي، وضعتها على حافة الشباك، كوَّمت صوتي، علقته على الحائط، الأفكار طَيَّرتها في الهواء، لم أستطع وضع قلبي تحت قدمي،
صديقتي التي تركتني في شارع مجهول،
علمتني أن أرى نفسي جيدًا،
ثم أمحوها بالكامل،
صديقتي علمتني معنى الإنتهاء.
Jul 2, 2020
كلامك حقا معبر حزين مؤلم اشعر أن به الكثير من المعانى التى لم استطع فهمها كلها اتمنى من كل قلبى أن تجد السكينة وسط كل تلك الاحزان اتمنى أن تمتليء غرفتك بكثير من الالوان واتمنى حقا لو استطيع ان اكون صديقة لإنسانة غاية في الرقة والاحساس مثلك اتمنى لك السعادة والراحة وثقي بأن الله سيريحك بإذن الله .
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.